تمدد حوثي غرب اليمن وتحذير أممي من شبح الحرب الطائفية
واصل المسلحون الحوثيون تمددهم في اليمن بعد أن سيطروا، اليوم الإثنين، على مديرية جبل رأس بمحافظة الحديدة غربي البلاد، فيما حذرت الأمم المتحدة من شبح الحرب الطائفية بالبلاد.
وقال مصدر أمني يمني- بحسب وكالة الأناضول- “إن الحوثيين استولوا على كافة النقاط الأمنية في المديرية، بما في ذلك إدارة أمن المديرية، بعد انسحاب مسلحي القاعدة منها”.
وكان مسلحو تنظيم القاعدة سيطروا، مساء أمس الأول السبت، على مركز مديرية جبل رأس، بعد اشتباكات عنيفة مع رجال الأمن، أدت إلى مقتل عدد من الجنود، إلا أنهم قرروا الانسحاب يوم أمس الأحد.
وقالت وزارة الداخلية اليمنية، مساء أمس، إن 19 جنديا من منتسبيها قتلوا، يوم السبت، إثر اعتداء لتنظيم القاعدة على نقطتين أمنيتين، وإدارة أمن المديرية في وقت متزامن، بحسب موقع الوزارة الإلكتروني.
وتكمن أهمية رأس جبل في قربها من مديرية العدين، التابعة لمحافظة إب وسط البلاد، والتي سيطر عليها تنظيم القاعدة في منتصف أكتوبر الماضي.
ومنذ نحو أسبوعين مدت جماعة “أنصار الله”، المعروفة إعلاميا باسم جماعة الحوثي الشيعية والمتهمة بتلقي دعم إيراني، التي أسقطت العاصمة صنعاء في الـ21 سبتمبر الماضي، نفوذها إلى محافظة الحُديدة الساحلية على البحر الأحمر غربي اليمن دون مقاومة، ونصب مسلحوها نقاطاً أمنية على مداخل المحافظة، وإلى جوار أهم مؤسساتها الاستراتيجية كالميناء والمطار، وسيروا دورياتهم الأمنية في شوارعها وعلى الطرق الرئيسية.
توتر مذهبي
سياسيا.. دعا مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن جمال بن عمر الأطراف اليمنية إلى الإسراع بتشكيل حكومة جديدة؛ لتفادي تفاقم التوتر بين الشيعة والسنة، محذرا من تعميق الأزمة وتفاقم التوتر المذهبي في حال عدم تشكيل الحكومة خلال أيام.
وقال بن عمر، في مقابلة مع فرانس برس: إنه يأمل في تشكيل حكومة جديدة خلال أيام، موضحا أنه يخشى في حال عدم تشكيل الحكومة خلال أيام من “تفاقم التوتر المذهبي”.
وأعرب عن قلقه من “التطورات الأخيرة التي استعملت خطابا معاديا للأجانب وأحيانا مذهبيا”. وأضاف الدبلوماسي المغربي “إنه منحى مثير للقلق لم نشهده من قبل”.
وقال بن عمر: “إن الطريقة الوحيدة للمضي قدما هي أن تتعاون الأطراف على تشكيل حكومة جديدة”، وأن تلتزم باتفاق السلام المبرم في 21 سبتمبر، الذي وضع حدا للمعارك في العاصمة.
وأضاف: “إذا تعاونت كل الأطراف بما فيها أنصار الله (الحوثيون)، فإن تطبيق الاتفاق سيسمح للدولة باستعادة سلطاتها”.
واستدرك قائلا: “لكن في المقابل إذا اختلفوا على تطبيقه أو حصلت انتهاكات لذلك الاتفاق، فإن الوضع سيصبح أكثر تعقيدا وخطرا، وآمل أن لا نصل إلى تلك المرحلة”.
وردا على سؤال حول أهداف الحوثيين الحقيقية- فالبعض يتهمهم بأنهم على صلة بطهران- قال بن عمر: “أنصار الله الحوثيون يجب أن يشاركوا في العملية السياسية بطريقة تجعلهم شريكا في العملية الانتقالية”.
وقال بن عمر: إن القاعدة باتت أكثر جرأة ونشاطا مع احتمال توسعها”.
وأضاف: “هناك تحد كبير كذلك في الجنوب، حيث يزداد التوجه الانفصالي بقوة”، واستطرد قائلا: إن “الوضع الاقتصادي صعب جدا، ومن غير المؤكد أن تتمكن الحكومة من مواصلة دفع الرواتب للموظفين بعد نهاية السنة”.
ووقع ممثلون عن “أنصار الله” وخصومهم في التجمع اليمني الإصلاح على اتفاق، تضمن “تفويضا للرئيس عبد ربه منصور هادي ورئيس الوزراء خالد بحاح بتشكيل حكومة كفاءات بعيدا عن المحاصصة الحزبية”، وتعهد الموقعون بـ”دعم الحكومة المرتقبة سياسيا وعلنيا وعدم معارضتها”.
ولم يتم تحديد أي موعد لتشكيل الحكومة خلال التوقيع الذي حضره بن عمر، مساء السبت، في حين بات “أنصار الله” الحوثيون يسيطرون على العاصمة صنعاء منذ 21 أكتوبر، ويزحفون نحو مناطق أخرى، ويواجهون أحيانا مقاومة قبائل سنية وكذلك هجمات من قبل مقاتلي تنظيم القاعدة.
اغتيال المتوكل
من جهة أخرى، كلف الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي لجنة تضم رئيس جهازي الأمن السياسي والأمن القومي، ورئيس أمانة صنعاء، للتحقيق في حادثة اغتيال الرئيس الأسبق لأحزاب اللقاء المشترك محمد عبد الملك المتوكل، الذي كان يحاول تقريب وجهات نظر أطراف الأزمة الحالية وفقا لمصادر يمنية.
وبحسب مراسل فضائية الجزيرة الإخبارية حمدي البكاري، فإن عملية اغتيال المتوكل -التي لم تتبنها أي جهة- عقدت المشهد السياسي, وفاقمت التوترات الأمنية في البلاد.
وكان البكاري قد قال: إن سائق دراجة نارية أطلق النار على المتوكل في شارع العدل بصنعاء ثم لاذ بالفرار، وأظهرت مقاطع فيديو- بثت على الإنترنت- الضحية مضرجا بالدماء أثناء نقله على سيارة إسعاف.
وجاءت الحادثة بُعيد اتفاق أطراف الأزمة على تفويض الرئيس هادي تشكيل حكومة كفاءات برئاسة خالد بحاح في إطار اتفاق السلم والشراكة. وقد لقيت عملية الاغتيال استنكارا واسعا من مختلف الأطراف السياسية.
وقالت الرئاسة اليمنية، إن الهدف منها إثارة الفتنة وخلط الأوراق وإفشال جهود إخراج البلاد من أزمتها, وتوعدت الجناة بالعقاب الرادع.
واعتبرت جماعة الحوثي، أمس، أن هناك جهات تسعى لبقاء الوضع في البلد مضطربا، والحيلولة دون حدوث أي استقرار سياسي أو أمني أو اقتصادي.
بدوره أدان اللقاء المشترك اغتيال المتوكل, وقال إنه يستهدف الأمن والاستقرار في اليمن.
إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟
ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …