‫الرئيسية‬ مقالات وزير الأوقاف “خبيرًا أمنيًّا”
مقالات - أبريل 1, 2015

وزير الأوقاف “خبيرًا أمنيًّا”

في لقاء له مساء أمس الأول على فضائية “ten”، قال وزير الأوقاف د. محمد مختار جمعة، “إن 90% من المشكلات التي تهدد الأمن القومي العربي، ناتجة من الخطاب الديني المتطرف، أو استغلال أطراف خارجية للدين في بث التطرف والإرهاب”. وأضاف جمعة “أن الوزارة تستعد لتنظيم مؤتمر وطني عام لتجديد الخطاب الديني، ومناقشة مناهج التعليم ودور الثقافة والإعلام في تجديد الخطاب الديني، ونشر الإسلام الوسطي”.

ولا أدري ما إذا كان هذا الرأي من باب “التسطيح” العفوي.. أم “المتواطئ” على الأمن القومي العربي الذي يتحدث عنه الوزير؟! ولننتبه ـ هنا ـ إلى أن الوزير استخدم كلمة “العربي” لتناسب انعقاد “مؤتمر القمة”.. ولم يتحدث عن الأمن القومي المصري.. وكان غريبًا أن يتحدث “شيخ” ـ محدود المؤهلات ـ بوصفه “خبيرًا أمنيًا” عالميًا عابرًا للحدود: لا يتحدث عن “الأمن القومي” المحلي لبلده.. بل عن الأمن القومي الإقليمي.. وهي سابقة لم يتصد لمثلها، قمم الفكر الإسلامي من محمد عبده إلى محمد الخضر حسين إلى آخر أئمة التنوير بوزارة الأوقاف الشيخ محمد متولي الشعراوي، رحمهم الله جميعًا.

الشيخ جمعة حصر 90% من مشاكل “الأمن القومي العربي” فيما وصفه بـ”التطرف الديني”!!.. ولا أدري ـ مثلا ـ أية علاقة تربط بين “التطرف الديني” والتوقيع على “وثيقة المبادئ” التي اعترفت بموجبها مصر، بحق أثيوبيا في بناء سد النهضة، وتضع حياة مصر كلها، في يد السلطات الإثيوبية، وفي منطقة شديدة الاضطراب والفوضى والخروج عن القانون والمواثيق الدولية. هل “التطرف الديني” هو المسئول عن هذا التنازل غير المسبوق عن واحدة من أخطر وأهم ملفات الأمن القومي المصري؟! وعندما يكشف المستشار هشام جنينة، عن أن حجم الفساد المالي والإداري في مصر، بلغ 200 مليار جنيه، ويدعم كشفه بالمستندات والوثائق، وأسماء الجهات التي يضربها الفساد، بما فيها ما تسمى بـ”الجهات السيادية”.. ثم تكفي الدولة على الخبر ماجورًا.. فإنني أسأل فضيلة الدكتور الخبير الأمني الخطير وزير الأوقاف: ما علاقة “التطرف الديني” بهذا “الفساد”، هل يقف خلفه أسامة بن لادن والظواهري وأبو بكر البغدادي؟!.. أم سكوت الدولة والتستر عليه والتسامح معه؟! وعندما يسمع المواطن الغلبان الذي لا يجد قوت يومه ويفتك بكبده فيروس “سي”.. وينهك جسمه المريض الفقر والجوع.. عندما يسمع بأن عددًا من المؤسسات التي يطلقون عليها وصف “السيادية” ـ لترويع الناس ـ متهربة من دفع ضرائب مستحقة، تبلغ 8 مليارات جنيه في السنة الواحدة.. ثم يعلق طبع الجريدة التي نشرت التقرير، وإرغامها على حذفه نظير السماح لها بالطباعة.. فإن من حق المواطن المطحون أن يسأل “الشيخ” التقي والأمين على الدين والضمير والخلق وطهارة اليد.. من حقه أن يسأله المواطن: ما علاقة “التطرف الديني” بهذا الفساد الذي يضرب بالمؤسسات القائمة على حماية “الأمن القومي”؟! إن تحويل “التطرف الديني” إلى شماعة لتعليق كل مصائبنا، هو جريمة وتواطؤ وتستر وسكوت على الذين يهددون فعلا الأمن القومي المصري والعربي.. بل إن التطرف الديني.. هو رد فعل على هذا الفساد المسكوت عنه.. والمشمول بـ”تدليع” وتدليل باشاوات البلد الكبار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …