‫الرئيسية‬ عرب وعالم أحضان السيسي وتميم.. مصالحة أم روتين القمة
عرب وعالم - مارس 28, 2015

أحضان السيسي وتميم.. مصالحة أم روتين القمة

أثار حضور الأمير القطري تميم بن حمد، للقمة العربية بشرم الشيخ، واستقبال المشير عبدالفتاح السيسي له في مطار شرم الشيخ الدولي بحفاوة بالغة ظهرت من خلال تبادل الأحضان والقبلات بينهما، موجة من التساؤلات والجدل على صفحات ومواقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك وتويتر”، خاصة أنها تعد المرة الأولى التي يزور فيها أمير قطر مصر منذ أحداث الثالث من يوليو 2013.

وبحسب النشطاء والمراقبين فإن مثار الجدل هو أن استقبال السيسي الحار لأمير دولة قطر يأتي في الوقت الذي تواصل فيه وسائل إعلام مصرية (حكومية وخاصة) هجومها الشديد على دولة قطر وأميرها ووالدته الشيخة موزة بنت ناصر المسند، ويتهمونهم بدعم الإرهاب، وعدم مساندة مصر، بالإضافة إلى استمرار محاكمة الرئيس مرسي في اتهامه بالتخابر مع دولة “قطر”.

وتساءل نشطاء ومراقبين عن أسرار تلك الحفاوة المبالغ فيها بين السيسي وتميم؟ وهل تأتي في إطار مصالحة جديدة مرتقبة بين مصر وقطر بعد انهيار المصالحة الأولى التي رعاها الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز أم أن الأمر لا يعدو كونه ضرورة سياسية فرضتها المراسيم البرتوكولات الرسمية؟

تحول سريع في الخطاب الإعلامي

وفي الوقت الذي تتحدث فيه مصادر دبلوماسية عن أن القاهرة والدوحة اتفقتا على عودة السفراء بعد انتهاء أعمال القمة العربية التي تستمر حتى غد في شرم الشيخ، شهد الإعلام المصري تحولاً كبيرًا في طريقة تناولة الأحداث والأخبار الخاصة بقطر؛ حيث احتفت أغلب وسائل الإعلام المصرية بحضور الأمير القطري تميم بن حمد للقمة العربية، وأبرزت خلال تناولها لأحداث القمة استقبال السيسي لتميم في مطار شرم الشيخ، والقمة المصرية القطرية المرتقبة، وضرورة تعميق العلاقات بين البلدين الشقيقين، بحسب قولهم.

كما كان لافتًا للانتباه ما ذكرته وكالة الأنباء القطرية بشأن زيارة الأمير تمتم بن حمد وصل إلى مصر؛ حيث ذكرت أن من كان في استقبال الأمير تميم بمطار شرم الشيخ أخوه فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية الشقيقة، بحسب نص الوكالة.

صدمة لمؤيدي السيسي

في المقابل تحدث نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن صدمة بين صفوف مؤيدي المشير عبدالفتاح السيسي؛ بسبب استقبال السيسي لتميم بهذه الحفاوة، في الوقت الذي تحاول فيه وسائل الإعلام الرسمية والخاصة إقناعهم بشكل دائم بخطر قطر على مصر وأنها داعمة للإرهاب والعنف.

كما أن مراسم الاستقبال أتت على عكس ما ذكرته أغلب الصحف المؤيدة للسلطة، والتي أكدت أن السيسي لن يستقبل أمير قطر في مطار شرم الشيخ، وسيكتفي فقط بإرسال رئيس الوزراء إبراهيم محلب لاستقبال الأمير تميم، وهو بخلاف ما حدث تمامًا.

كان الكاتب الصحفي ياسر رزق- المقرب من دوائر سياسية- قد أكد في مداخلة له على قناة “اليوم” الفضائية أن الذي سيستقبل الأمير تميم هو المهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء، أما الرئيس السيسي فلن يستقبله لأنه سيكون قد دخل القاعة لاستقبال الوفود الأخرى، وهذا ليس تقليلاً من أحد، وهو بخلاف ما جرى اليوم.

إثبات لبراءة الرئيس مرسي

فيما اعتبر نشطاء سياسيون استقبال السيسي لأمير قطر تميم بن حمد، في الوقت الذي يحاكم فيه الرئيس مرسي بتهمة التخابر مع قطر، هو دليل دامغ على براءة الرئيس مرسي من تلك التهم، أو أنه إدانة أخرى للمشير السيسي بالتخابر مع الدولة ذاتها.

وفي هذا الإطار امتلأت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي بمئات التعليقات والتغريدات؛ حيث غرَّد الكاتب الصحفي بدر محمد بدر عبر صفحته الشخصية بـ”الفيس بوك” قائلاً: “أمير قطر يشارك في القمة العربية بمصر، والسيسي يستقبله في الوقت الذي تحاكم فيه دولة العسكر الرئيس محمد مرسي بتهمة التخابر معها، قمة المهزلة والعبث”.

فيما غرد الناشط محمد حسين قائلاً: “هل يجرؤ القضاء المصري على إصدار قرار باعتقال أمير قطر باعتباره متآمرًا على مصر بالشراكة مع الرئيس مرسي كما يدعون؟! أم أن القضية سياسية ولا أصل لها في الواقع؟”.

فيما تسائل الناشط “نبيل زيدان” قائلاً: “فين سمير صبري المحامي يرفع دعوى مستعجلة على السيسي بتهمة تخابر السيسي مع تميم؟ وبعدين يبقى يتنازل عن الحكم مفيش مشكلة”.

أما الناشطة “عائسة خيرت الشاطر” فغردت قائلةً: “قمة العبث حين يستقبل السيسي رئيس دولة قطر في نفس الوقت الذي

يحاكم أبناء شعبه بتهمة التخابر معها! ولا عزااااء للمصفقين في الحالتين من نوعية الخرفان الحقيقيين”.

هل من مصالحة في الطريق؟

وتتباين آراء المراقبين والنشطاء السياسيين بشأن احتمالية حدوث مصالحة جديدة بين مصر وقطر مرة أخرى خلال الفترة المقبلة؛ حيث يؤكد مراقبون أن “عاصفة الحزم” التي تشنها السعودية على الحوثيين في اليمن، ويشترك فيها كل من مصر وقطر قد تكون مقدمة لمصالحة جديدة بين مصر وقطر.

وكانت العلاقات بين البلدين قد توترت على خلفية أحداث الثالث من يوليو ورفض قطر لطريقة عزل المؤسسة العسكرية للرئيس مرسي، إلا أن الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز طرح قبل وفاته مبادرة للصلح بين البلدين، لكنها سرعان ما انهارت عقب وفاته، وتوترت العلاقات بين البلدين مجددًا وزادت حدة الهجوم الإعلامي بينهما. 

شاهد الفيديو:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …