‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير 7 خطوات مهدت لـ “عاصفة الحزم”
أخبار وتقارير - مارس 26, 2015

7 خطوات مهدت لـ “عاصفة الحزم”

لم تأت عاصفة “الحزم” التي أطلقتها السعودية لـ “حماية اليمن وشعبه من عدوان الميلشيات الحوثية” من فراغ، وإنما كانت نتاجًا لـ 7 نوات تجمعت في سماء شبه جزيرة العرب، فأطلقت العاصفة في الخليج العربي ضد الحوثيين.

وإذا كانت النوة هي “هبَّة شديدة للرِّيح تثير اضطراب البحر”، فإن تتابع 7 نوات على الإقليم كان كفيلا بإطلاق عاصفة “الحزم” على المنطقة ذات السواحل الممتدة على البحر الأحمر وخليج عدن وبحر العرب والخليج العربي.

ورغم أن الحرب الخليجية على الحوثية كانت متوقعة في أي وقت، إلا أن اندلاعها شكّل أمرًا مفاجئًا للمتابعين للشأن العربي والخليجي، وربما للحوثيين أنفسهم؛ حيث إنها بدأت في وقت كانت لا تزال أطراف يمنية وخليجية ودولية تتحدث عن مفاوضات بين الحوثيين والرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وباقي الفرقاء اليمنين رغم كل صعوبات الحوار.

وبحسب مارصدته وكالة الأناضول للأنباء؛ فإن هناك 7 نوات كانت ذات سبب مباشر في تراكم سحب الحرب التي أعلنتها السعودية مع تحالف من أكثر من 10 دول، حيث نعرضها كالآتي:

1- فقدان الثقة في الحلول السياسية مع الحوثيين

والبداية كانت مع المبادرة الخليجية التي وقّع عليها في الرياض في نوفمبر2011 وتنحى بموجبها الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، والتي لاقت معارضة من جماعة الحوثي، تلاها مخرجات الحوار الوطني (اختتم أعماله في يناير 2014) الذي انسحبت منه جماعة الحوثي، معلنة رفضها لكل مقرراته، ثم التصعيد والاستيلاء بالقوة على المؤسسات اليمنية في صنعاء في 21 سبتمبر 2014.

ثم جاء “الإعلان الدستوري” الذي أصدرته جماعة الحوثي في 8 فبراير 2015 الذي قضى بتشكيل مجلسين رئاسي ووطني، وحكومة انتقالية، وهو الإعلان الذي رفضته غالبية الأحزاب اليمنية ودول الخليج ودول عربية وغربية، وصولاً إلى حصار الرئيس اليمني في صنعاء وإجباره على الاستقالة وحصار رئيس وزرائه وباقي المسئولين.

وكذلك إعلان جماعة الحوثي بأن المؤتمر الذي دعت إليه دول الخليج بقطر والتوقيع عليه في الرياض “لا يعنيها”.

كل ذلك رسّخ لدى قادة دول الخليح قناعة أن الحوثيين سيضربون عرض الحائط بأي اتفاقات سياسية طالما يشعرون بأن خلفهم ظهير سياسي قوي، وهي إيران (التي تواجه اتهامات واضحة بدعم غير محدود لجماعة الحوثي في اليمن)، ويشعرون أنهم في مأمن من دخول حرب خليجية، وهو ما رأت معه الدول الخليجية ضرورة وضع حد حازم وعاجل لوقف التمدد الشيعي الحوثي في باقي أرجاء اليمن، وأعلنت ما أسمته بـ “عاصفة الحزم”.

2- الخوف من ظهور “داعش”

زاد نشاط تنظيم القاعدة في اليمن بشكل ملحوظ، عقب ثورة 2011 التي أطاحت بصالح، حيث كثّف التنظيم من عملياته العسكرية ضد الجيش اليمنى وزاد نفوذه في المحافظات الجنوبية، وبدا التنظيم مؤخرًا وكأنه القوة الوحيدة القادرة على محاربة جماعة الحوثي، وهو ما خشيت منه دول الخليج أن يساهم في تهيئة بيئة خصبة لنمو تنظيم “داعش” باليمن الحدودية مع السعودية.

3- القلق من التقارب الأمريكي الإيراني

وأقلقت الخطوات المفاجئة التي اتخذتها الولايات المتحدة الأمريكة تجاه التقارب مع إيران الدول الخليجية، خاصة بعد استبعاد تقرير التقييم الأمني السنوي، الذي قدمه إلى مجلس الشيوخ الأمريكي، مدير جهاز الاستخبارات الوطنية جيمس كلابر، إيران و”حزب الله” اللبناني من قائمة التهديدات الإرهابية لمصالح الولايات المتحدة، على الرغم من إدراج كل منهما باعتبارهما مصدر تهديد في تقارير سنوات سابقة، وهو ما جعل الدول الخليجية تسارع بقرار الحسم العسكري في اليمن؛ لوقف تمدد النفوذ الإيراني والشيعي في باقي الدول الخليجية والمنطقة.

4- الجسر الجوي بين صنعاء وطهران

ففي 28 فبراير الماضي، أعلن الحوثيون عن تسيير 28 رحلة طيران بين صنعاء وطهران أسبوعيا لأنشطة تجارية وسياحية، بحسب قولهم، وهو الأمر الذي أقلق الخليجيين بشدة خوفًا من استخدم تلك الرحلات من قبل الحوثيين، في نقل السلاح والمقاتلين إلى اليمن من طهران، على غرار ما تفعله إيران مع نظام بشار الأسد في سوريا.

5- المناورة الحوثية على الحدود السعودية

ففي 12 مارس الجاري نظّمت جماعة الحوثي مناورة عسكرية كبرى للمرة الأولى من نوعها، بمحافظة صعدة على الحدود مع المملكة العربية السعودية، وقالت: إنها “رسالة واضحة لمن يريد أن يعبث باستقرار وأمن البلاد من القوى الداخلية والخارجية”.

وهو ما جاء ضمنيا في بيان دول مجلس التعاون الخليجي، أمس، الذي أوضح أن “خطر عدوان الميليشيات الحوثية المدعومة من قوى إقليمية هدفه بسط هيمنتها على اليمن وجعلها قاعدة لنفوذها في المنطقة، مما جعل التهديد لا يقتصر على أمن اليمن واستقراره وسيادته فحسب، بل صار تهديدا شاملا لأمن المنطقة والأمن والسلم الدولي”.

6 ــ قصف الحوثيين لعدن واقتحامها

فلم يكتف الحوثيون بالتصعيد في العاصمة والمحافظات المحيطة بها، بل قامت الجماعة في 19 من الشهر الجاري بقصف مقر إقامة الرئيس اليمني في عدن (جنوب) التي فرّ إليها من صنعاء، ثم سيطرتها، أمس، جزئيًا على المدينة وهو ما أحرج الدول الخليجية التي أعلنت في وقت سابق تحويل سفارتها إلى عدن وحمايتها للرئيس اليمني، فسقوط عدن يمكن لهم السيطرة بشكل كامل على كل أنحاء اليمن.

وهو ما وضح جليا في تحذير وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان، أمس، من مغبة وخطورة قصف الحوثيين لعدن، في تصريحات صحفية، قبل ساعات من الضربة السعودية، قائلا: “حذرت أحمد على صالح (نجل الرئيس اليمني السابق) من التقدم إلى عدن، لكنه لم يستجب”.

7ـ تهديد الحوثي بإسقاط النظام السعودي

فأمس الأول، حذّر القيادي بجماعة الحوثي، محمد البخيتي، المملكة العربية السعودية من أي اعتداء على الأراضي اليمنية، محذرًا من “إسقاط نظام آل سعود”.

وقال البخيتي، في تصريحات نقلتها قناة “الجزيرة” القطرية، إن “أي اعتداء من السعودية على أراضي اليمن سيفضي إلى إسقاط نظام آل سعود، واستعادة أراضينا المحتلة، في نجران وجيزان وعسير”، وهي وفق الأناضول كانت النوة الحاسمة التي سرّعت بقرار التدخل العسكري السعودي.

وأعلنت السعودية، أنها وتحالف من أكثر من نحو 10 دول، بدأ في تمام الساعة 12 من منتصف الليل، بالتوقيت المحلي للمملكة (21:00 تغ مساء الأربعاء)، عملية “عاصفة الحزم” في اليمن، استجابة لدعوة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، بالتدخل عسكريا لـ “حماية اليمن وشعبه من عدوان الميلشيات الحوثية”.

وكانت وكالة الأنباء السعودية الرسمية، ذكرت صباح اليوم، أن غارات عملية”عاصفة الحزم”، أسفرت عن “تدمير الدفاعات الجوية الحوثية بالكامل، وقاعدة الديلمي، وبطاريات صواريخ سام وأربع طائرات حربية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …