بعد 36 عامًا من معاهدة السلام .. صار العدو صديقًا !
تمر اليوم 26 مارس الذكرى السادسة والثلاثين لتوقيع الرئيس الراحل محمد أنور السادات لاتفاقية السلام مع إسرائيل في منتجع كامب ديفيد بالولايات المتحدة عام 1979 لكن وبعد مرور هذه السنوات.. هل حققت الاتفاقية هدفها في إقامة سلام شامل ودائم، كما قال الرئيس الراحل.
رابط خطاب الرئيس السادات في حفل توقيع اتفاقية السلام
ويرى المراقبون أن مرحلة ما بعد الانقلاب العسكري في 3 يوليو 2013 كانت الذورة في العلاقات التي تحولت من علاقات مصالح وبزنس وفساد أيام الرئيس المخلوع حسني مبارك؛ حيث المعونة الأمريكية وتصدير الغاز، وغيرها إلى علاقة صداقة كاملة.
وأشاروا إلى حديث “السيسي حتى وصوله للرئاسة على اعتبار أنها دولة بيننا وبينها اتفاقية سلام، لتعود الدولة بذلك إلى وضعها التقليدي، الذي كانت عليه في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك”.
وأكدوا أن عهد عبد الفتاح السيسي كان ذروة تحول الاتفاقية من علاقة مصالح إلى علاقة صداقة كاملة؛ حيث قام السيسي بتهجير أهالي رفح على عدة مراحل بدعوى تأمين إسرائيل، فضلاً عن حظر حركة حماس في مصر واعتبارها حركة إرهابية، فضلاً عن غلق معبر رفح بشكل شبه دائم.
شاهد ماذا قال السيسي عن حرصه على أمن إسرائيل:
الاتفاقية بداية التنازلات
ويرى الخبراء أن الاتفاقية جعلت الدولة تتقبّل فكرة التنازل عن سيادتها الكاملة في سيناء، لناحية نشر الجنود والمعدّات العسكرية، وفرض قيود معينة فيها؛ ما تسبّب بخسارتنا مشاريع كثيرة في سيناء.
وأشاروا إلى أن توجه الدولة المصرية ما بعد “كامب ديفيد” كان يعتبر إسرائيل حليفًا، وظلّ الحال كذلك، ما عدا فترة وحيدة، وهي ما بعد ثورة 25 يناير، حين اقتحم الثوار مبنى السفارة الإسرائيلية في القاهرة، لكن للأسف انتهت تلك الأيام، وعدنا الآن إلى الفترة التي سبقت الثورة.
وأكدوا أن الاتفاقية غيَّرت استراتيجيات مصر، خارجيًّاً وداخليًّا، تجاه القضايا القومية، لكن الفترة الوحيدة التي شهدت تغيرًا إزاء الاحتلال الإسرائيلي، انتهت بوصول عبد الفتاح السيسي إلى الرئاسة وتوليه الحكم، بحيث لم تعد إسرائيل عدوًّا بل صارت أقرب للصديق.
ويوكد الدكتور أحمد تهامي، الخبير السياسي في جامعة دورام البريطانية، على أنّ “الاتفاقية غيّرت التوجّه الاستراتيجي في مصر، وربطت السياسة الخارجيّة المصريّة بالملفّ الإسرائيلي، ليصبح دور مصر كأنّه مجرّد وسيط في الصراع، وليس مسؤولاً عن القضية الفلسطينيّة”.
وفي ظلّ النظام الحالي، يعتبر تهامي أنّ الوضع تغيّر؛ إذ “أصبحت العلاقة أشبه بتحالف استراتيجي بين مصر وإسرائيل، يواجه قوى الإسلام السياسي، سواء التي تستخدم القوة أو حركات المقاومة”، وهذا ما يصفه بـ”تحوّل كبير وخطير”.
الجميع احترم الاتفاقية
يرى اللواء عادل سليمان، رئيس منتدى الحوار الاستراتيجي- في تصريحات صحفية- أن مصر لم تستفد شيئًا من تلك المعاهدة، ولم تستفد شيئًا من حالة السلام التي عاشتها”.
وقال سليمان إنّ “الجميع في مصر، ما قبل ثورة 25 يناير وما بعدها، وفي عهد الرئيس محمد مرسي، والنظام الحالي، كلّهم كان يعلن احترامه وتمسّكه بهذه المعاهدة، ولم يقل أحد إنّه سيلغي هذه المعاهدة، لكنّ الفرق الوحيد بين كل نظام هو مستوى التعامل”.
وأكد أن مبارك كان يتعامل مع إسرائيل بمستوى معين؛ فالمعاهدة لم تقل له مثلاً أن يبيع الغاز لإسرائيل، وفي عهد مرسي اختلف مستوى التعامل قليلاً، لكنّه لم ينقض المعاهدة وظلّ التنسيق الأمني قائمًا بين البلدين، وما زالت القوى المتعدّدة الجنسيات موجودة في سيناء، ثم جاء السيسي ولم يتغيّر شيء أيضًا، وتابع أنّ “ما تمّ توقيعه عام 1978 لم يكن معاهدة بل كان إطارًا لاتفاق مهّد لمعاهدة السلام التي تمّ توقيعها في 25 مارس، وهذا الإطار أيضًا لم ينفّذ منه سوى جزء صغير، يتعلّق بمصر وإسرائيل”.
مصر استفادت من الاتفاقية
ويرى موقع “المصدر” وهو موقع محسوب على إسرائيل في تحليل له أمس بمناسبة ذكرى كامب ديفيد أن كلا الطرفين كسب كثيرًا من الاتفاقية.. تتلقّى مصر، منذ توقيع الاتفاقية وحتى اليوم، معونة اقتصادية وعسكرية على نطاق هائل من الولايات المتحدة، والتي لا يتوقّف تدفّقها للحظة وتشكّل بالنسبة لمصر أنبوب أكسجين مهمّا جدًّا، حسب رعم الموقع.
ويضيف الموقع الإسرائيلي أن كلاًّ من إسرائيل ومصر خصّصتا تدريجيًّا موارد أقلّ من أجل الحفاظ على الحدود المتوترة. خلال 30 عامًا من استقلال إسرائيل خاض الطرفان كما ذكرنا ثلاث حروب صعبة بالإضافة إلى القتال الذي لا يتوقف، ممّا أدى إلى زيادة التوتّر وعدم الاستقرار على الحدود وتطلّب من الدولتين تخصيص موارد كبيرة للحفاظ عليها، والتي تشمل من بين أمور أخرى دماء أبنائهم.
وبالطبع، قبل كلّ شيء، كانت شبه جزيرة سيناء 61,000 كيلومتر مربع (تقريبًا 3 أضعاف مساحة إسرائيل)، والتي قامت إسرائيل باحتلالها خلال حرب 1967، تمّت إعادتها إلى مصر، ومن أجل ذلك اضطرّت إسرائيل إلى إخلاء عدد من البلدات الإسرائيلية، التي أقيمت على أراضي سيناء.
وقال الموقع الإسرائيلي إن اتفاقية السلام أيضًا شملت السياحة الإسرائيلية إلى مصر فسافر العديد من الإسرائيليين للسياحة في المواقع التاريخية في مصر، بالإضافة إلى القاهرة، واعتاد العديد من الإسرائيليين كذلك قضاء عطلة في سيناء الهادئة.
إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟
ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …