‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير “ميدل إيست آي”: السيسى وسلمان يلعبان لعبة العصا والجزرة
أخبار وتقارير - مارس 25, 2015

“ميدل إيست آي”: السيسى وسلمان يلعبان لعبة العصا والجزرة

“كيف سيتعامل الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى مع قيادات الإخوان فى ضوء أحكام الإعدام الصادرة ضدهم عبر مجموعة من القضاة يُنظر إليهم كموالين للنظام؟”.

كان هذا هو السؤال المحير الذى طرحه موقع “ميدل إيست آي” البريطانى للباحث السياسى عبد الرحمن رشدان، فى تقرير بعنوان: “هل يعدم السيسى قيادات الإخوان؟”، والذى حاول أن يربط بين تنفيذ السيسى هذا، وبين صعوبات إقليمية ودولية تحيط به، فضلا عن مخاوف من اندلاع موجهات أشد من العنف.

وقال موقع “ميدل إيست آي” البريطانى فى التقرير الذى تناول فيه احتمالات إقدام الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى على إعدام قادة جماعة الإخوان المسلمين بعد صدور أحكام ضد بعضهم، أن السيسى والملك سلمان يلعبان سويا لعبة “العصا والجزرة”، وأن السيسى الذى يواجه ضغوط سعودية للتصالح مع الإخوان بحكم حاجة الملك لفرعهم فى اليمن لمعاونته فى التصدى للحوثيين، استقبل فريق من الحوثيين فى القاهرة فى يوم لقاؤه الملك سلمان فى الرياض كنوع من سياسية “العصا”.

الموقع قال “إن لعبة سلمان تتمثل فى دفع السيسى بعيدا عن المعسكر الإيراني، وفى الوقت نفسه إجباره على التصالح مع الإخوان”، ولكن قال: “إن السيسى فى حاجة ماسة إلى المال، لكنه لا يستطيع تحمل السماح بعودة الإخوان المسلمين إلى الحياة السياسية، ولهذا حاول (السيسي) ممارسة سياسة العصا مع السعوديين، واستضاف الحوثيين، وهذا مؤشر على لعب السيسى سياسة العصا مع السعوديين أيضا”.

“ميدل إيست آى” خلص فى تقريره إلى أن السيسى وفى سبيل التخلص من الضغوط السعودية ربما يسعى لاستغلال أحكام الإعدام التى صدرت على قادة الإخوان فى إجبارهم على تقديم تنازلات بما يجعله يعلن عبر إعلامه أنهم أجروا مراجعات أو أنهم ليسوا كلهم واحد وبينهم المعتدل بخلاف المتطرف.

وقالت إن المشكلة أن الإخوان غالبا سيرفضون التناول للسيسى ما يعنى مزيد من الصدام على عكس رغبة السعودية معهم وتحول مصر الى مركز عنف لوتم اعدام قادة الإخوان.

السعودية تحتاج الإخوان والسيسى يحتاج السعودية

تقرير “ميدل إيست آي” حاول نفى أن يقدم السيسى على إعدام قيادات الإخوان حسبما يتصور بعض المنتسبين إليهم استنادا لمسلسل اتهام الإخوان بهجر السلمية واعدادهم ملف اغتيالات لقضاة ومسئولين، حيث يؤكد التقرير ببساطة شديدة أن السعودية تحتاج الإخوان والسيسى يحتاج السعودية، ومن ثم لن يقدم على ما يربك حسابات المملكة التى تدعمه.
بحسب الموقع البريطاني: “من أجل الحفاظ على تدفق الأموال السعودية إلى مصر، يحتاج السيسى إلى تقديم سياسات جديدة للمملكة تحت قيادة العاهل السعودى الجديد سلمان بن عبد العزيز”، و”المملكة السنية مهددة من الحوثيين الشيعة على الحدود مع جارتها اليمن، كجزء من هيمنة وتوغل إيران المتزايدين”.

وأنه “لكى ينجح فى مجابهة التهديد، يحتاج سلمان إلى صياغة ائتلاف قوى مع الفرع اليمنى من جماعة الإخوان المسلمين، وهو أمر لا يستطيع سلمان تحقيقه ما لم يرفع نظام السيسى قبضته الوحشية على إخوان مصر”.

ولهذا يقول التقرير أنه: “من أجل ترسيخ العلاقات المصرية السعودية فى ظل المناخ السياسى الحالي، ينبغى على السيسى التصالح مع الإخوان المسلمين”.

أما شرح هذه المعادلة، بحسب تقرير ميدل إيست أي، فهو أنه” فى العالم العربى اليوم، تتزايد صعوبة عزل المشاكل الداخلية لدولة معينة عن الديناميكيات الإقليمية والدولية، ولا تمثل مصر استثناء عن تلك القاعدة، وجزء كبير من الإجابة على سؤال هل سيعدم السيسى قيادات الإخوان أم لا، يتوقف على مدى فهم “الديناميكيات الإقليمية الجديدة التى تتشكل”.

فنظام السيسى يستميت من أجل المال إلى حد يهدد بقاءه، حيث يعيش على مساعدات الخليجية منذ حوالى 20 شهرا، بالرغم من ازدرائه قادة الخليج، والسعودية والكويت والإمارات أفاضت على نظام السيسى بما يزيد على 30 مليار دولار، من أجل الإبقاء على اقتصاده واقفًا على قدميه، ورغم ذلك، أُنفقت تلك الأموال دون خطة تنمية اقتصادية.

والآن هو يطلب النظام المزيد من الأموال من أجل تسيير الأمور وتفادى سخط شعبى كبير، وجاءت تلك الأموال خلال مؤتمر “مصر المستقبل” فى شرم الشيخ.

أين يقف السيسى من كل هذا؟

هنا يأتى الحديث عن الإخوان والإعدامات، فالتوتر بين سلمان والسيسى كان واضحا جدا منذ اليوم الأول للعاهل السعودى فى منصبه الجديد، ولكن مع تقديم الرياض 4 مليار دولار خلال مؤتمر شرم الشيخ، بات واضحا أنها تستعد للعب سياسة العصا والجزرة عندما يتعلق الأمر بالسيسي.

إذ إن لعبة سلمان الدقيقة تتمثل فى دفع السيسى بعيدا عن المعسكر الإيراني، وفى ذات الوقت يجبره على التصالح مع الإخوان، والسيسى فى حاجة ماسة إلى المال، لكنه لا يستطيع تحمل السماح بعودة الإخوان المسلمين إلى الحياة السياسية
وقد حاول السيسى على ما يبدو ممارسة سياسة العصا مع السعوديين، ففى 2 مارس، عندما تردد أنه استضاف الحوثيين، وكتب ضيف الله الشامى العضو البارز بالحوثيين أنه فى طريقه للقاهرة كجزء من وفد لمناقشة التعاون الثنائي، وبعدها بيومين نفت الخارجية المصرية عقد اجتماع مع الحوثيين، كان هذا مؤشر على لعب السيسى سياسة العصا مع السعوديين أيضا.

وبالإضافة إلى ذلك، قال السيسى خلال مقابلته مع صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية فى 20 مارس الجاري: “نحن نضع العلاقات الاستراتيجية مع الولايات المتحدة فوق أى شيء آخر، ولن ندير لكم ظهورنا حتى لو أدرتم لنا ظهوركم”، وعلى ما يبدو، فإن هذه بمثابة “رسائل دبلوماسية إلى النظام السعودى حول عواقب إسقاط الفرعون المصر من حساباتها”.

فى الوقت الراهن، يشعر السيسى بالسعادة بقبول الأموال السعودية، وقد يواجه التفاوض مع قيادات إخوانية “صلبة التفكير”، والدكتور محمد سعد الكتاتنى رئيس حزب الحرية والعدالة “المحظور” فى مصر أشار إلى جهود للسيسى للتصالح مع الإخوان استمرت بعض الوقت، لافتا أن النظام “حاول التفاوض معه على دماء شهداء مجزرتى رابعة والنهضة المروعتين، وحمامات الدماء غير الإنسانية الأخرى”، لكن الكتاتنى رفض التفاوض، منتقدا “الانقلاب العسكرى ضد الرئيس المنتخب، وضد العملية الديمقراطية”.

ومع ذلك، فإن الاستراتيجية الجديدة للسيسى تتمثل فى دفع أعضاء الإخوان المسلمين إلى نقطة الانهيار عبر أحكام الإعدام الصادرة ضد قيادات بالجماعة، بما فى ذلك مرشدها العام محمد مرسي، فإذا استسلمت القيادات الإخوانية وقبلت بالمصالحة، ستلغى تلك الأحكام إما بعفو رئاسى أو إعادة محاكمات، وستروج وسائل الإعلام وقتها أن أعضاء الإخوان ليسوا جميعا متشابهين، بل ينقسمون بين المتطرف والمعتدل، وأن حرب السيسى تستهدف المتطرفين فحسب، وليس كافة أعضاء الجماعة.

ولكن، إذا رفضت الجماعة المصالحة كما هو متوقع، وظل سلمان على شرط المصالحة من أجل المساعدات، ستنتهى تلك الدبلوماسية قصيرة الأجل التى يحاول السيسى جاهدا تطبيقها، وقد يحدث عندئذ حمام دماء مع ردود فعل عنيفة محتملة، تقتصر على جماعات معارضة محددة.

وفى حالة امتزاج حالات القتل باستخدام القضاء، مع ضغوط اقتصادية أكثر عنفا من الوقت الراهن، فإن المرجح هو تزايد نطاق سخط الشارع، على نحو لا يمكن السيطرة عليه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …