‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير هل اخترقت أجهزة مخابرات أجنبية تنظيم الإخوان ؟
أخبار وتقارير - مارس 24, 2015

هل اخترقت أجهزة مخابرات أجنبية تنظيم الإخوان ؟

أثار مقال الإعلامي أحمد منصور، المذيع بقناة “الجزيرة” الفضائية، التي تناول فيها اختراق التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين، من قبل أجهزة مخابرات عالمية، على رأسها جهاز الاستخبارات الأمريكي “سي آي إيه”، جدلا واسعًا بين مؤيدي ومعارضي الجماعة.

واستشهد منصور في مقاله بواقعة المراقب العام السابق للإخوان المسلمين في الأردن، عبد المجيد ذنيبات، الذي ظل عضوا في شورى التنظيم الدولى للإخوان إلى أسابيع قليلة مضت، حيث اتهمه بأنه كان ينقل طوال السنوات الماضية تفاصيل ما يجرى في هذه الاجتماعات إلى جهاز المخابرات الأردني، الذي يقوم بدوره بنقل كل ما لديه من معلومات إلى شركائه في “سي آي إيه” الموساد والمخابرات المصرية.

وردًا على هذا المقال، قال عزام تميمي، أحد أعضاء جماعة الإخوان المسلمين بالأردن ورئيس قناة “الحوار” الفضائية: إن ما تناوله منصور في مقاله جانبه الصواب، مؤكدًا أن اتهامه لـ”ذنيبات” ما هو إلا قدح بلا دليل، وسوء ظن لا يليق.

وأضاف تميمي، عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”:” ويغلب على ظني أن كاتب التحليل يجهل طبيعة علاقات الناس بعضهم ببعض في المجتمع الأردني، وهو مجتمع عشائري، من أهم إيجابياته – رغم ما فيه من سلبيات – أن اختلاف الناس في توجهاتهم السياسية وقناعاتهم الأيديولوجية لا يؤدي إلى القطيعة فيما بينهم، الأمر الذي من شأنه أن يخفف حدة كل خلاف، وأن يحفظ طريق العودة والوصال”.

وأشار إلى أن الأزمة التي عصفت بالإخوان في الأردن تعود جذورها إلى ما يقرب العقدين، حيث بدأت تتباين الآراء داخل الجماعة بشأن أولوياتها وطريقة تعاملها مع النظام السياسي القائم، وطريقة تعاملها مع مستجدات لم تكن في الحسبان، ومنها أن قسم أو جهاز فلسطين الذين أنشأته الجماعة ليدعم الأهل في فلسطين المحتلة أصبح سريعا بعد انتفاضة عام ١٩٨٧، ومثل حركة كبيرة وقوية فاقت بمواردها وقدراتها ومكانتها الإقليمية والدولية الحركة الأم.

وأوضح أن آليات فض النزاعات في الجماعة لم تكن قادرة على التعامل مع الخلافات والتباينات كما ينبغي، وتساءل: “لماذا يستهجن البعض أن يختلف أو يتنازع أو حتى أن يتباغض منتسبو الجماعة الواحدة، وقد حصل مثل ذلك وأكثر منه بين من هم أفضل منهم وأسبق؟”.

كما قال ياسين عز الدين، الناشط الفلسطيني، إن كلام “منصور” عن التنظيم الدولي ففيه مغالطات، مشيرًا إلى أن التنظيم نشأ في الثمانينات ليكون جسمًا ممثلًا للجماعة وفق مفاهيم معينة، وذلك لأن الجماعة عندما أسست جاءت ردًا على إلغاء الخلافة الإسلامية، وبما أن حسن البنا ورفاقه كانوا واقعيين لم يعلنوا عن قيام خلافة بديلة، بل أسموا أنفسهم جماعة، لكن في عقلهم الباطن هذه الجماعة ستكون نواة الخلافة.

وأضاف عز الدين: “ما يتعلق بالنقد الداخلي والمحاسبة داخل جماعة الإخوان، فرغم اتفاقي معه بضرورة وجودهما وتفعيلهما بشكل أكبر مما هو موجود، إلا أني أرى الإخوان أفضل من غيرهم في العالم العربي بكثير، سواء كأنظمة حاكمة أو أحزاب وجماعات يسارية وقومية وليبرالية يحكمها محنطون، بعضهم قادم من عصر الهكسوس والفراعنة، ولا ننسى الأحزاب السلفية التي تقدس قيادتها وترفعها إلى مقام العصمة”.

وأكد أن تبسيط الأمور بشكل مخل، والزعم بأن ظاهرة الذنيبات أو الخرباوي أو الهبلاوي هو اختراق أمني، ناجم عن زرع المخابرات لأشخاص داخل الإخوان المسلمين، هو تشخيص غير علمي، ويغطي على مشاكل كثيرة تعاني منها جماعة الإخوان بحجة أن كل المشاكل مردها إلى الاختراقات.

وأوضح أن المخابرات والأنظمة تخترق الجماعات وتسقط الأفراد والقادة، ليس من خلال زرعهم على فترات زمنية طويلة، إلا في حالة نادرة جدا، بل تقوم بإسقاط أفراد وقادة ناشطين ونظيفين من خلال سلسلة ممارسات تعتمد على الترغيب والترهيب والترويض والتدجين.

وأشار عز الدين إلى أن التلميح أو التصريح بضرورة وجود جسم أمني يغربل جسم الإخوان المسلمين خطير، سيجر التنظيم إلى دوامة من التشكيك والتشكيك المضاد، وسيصبح الخطأ العادي أو الاجتهاد الخاطئ محل شبهة بالعمالة، وستبدأ حرب تصفيات وتشكيك وتخوين وانشقاقات وربما اقتتال.

وتابع: “ومن تناقضات أحمد منصور كلامه عن خطورة اختراق التنظيم الدولي والحصول على معلومات هامة، وفي نفس الوقت يؤكد على أنه لا وظيفة حقيقية للتنظيم، إذن على ماذا كانوا يتجسسون؟”.

الإعلام يصطاد في الماء العكر

ومن جانبهم، استغلت وسائل الإعلام المناهضة لجماعة الإخوان المسلمين مقال “منصور” في حربها على الجماعة، فجاء منشيت “اليوم السابع” بعنوان: “أحمد منصور مذيع “الجزيرة” يفتح النار على الإخوان: التنظيم الدولى مخترق من الـ”C.I.A” وشباب الجماعة يجهزون لنشر فضائح قياداتهم بعد أن فاحت روائحهم.. ويؤكد: إما تفعيل التنظيم الدولى أو حله وتسريح قياداته”.

بينما وصفت صحيفة “الوطن” المقال بـ”الانقلاب”، حيث نشرته تحت عنوان: “أحمد منصور ينقلب على الإخوان: تنظيم فاشل مخترق من المخابرات”.

كما تناولته “فيتو” قائلة: “أحمد منصور يفضح الإخوان.. مذيع “الجزيرة”: التنظيم الدولي “مخترق”.. “CIA” يسيطر على الجماعة.. ويؤكد تجهيز الشباب فيديوهات ووثائق لفضائح القيادات ونشرها على الملأ.. ويقر بغياب الشفافية في التنظيم”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …