‫الرئيسية‬ عرب وعالم الجامعة العربية.. تاريخ طويل من الفشل والإضرار بالشعوب
عرب وعالم - مارس 24, 2015

الجامعة العربية.. تاريخ طويل من الفشل والإضرار بالشعوب

في الوقت الذي تترقب فيه مدينة شرم الشيخ المصرية عقد القمة العربية العادية السادسة والعشرين في (28 و29 مارس) من شهر مارس الجاري، تتجدد أسئلة المراقبين والخبراء السياسيين عن جدوى وأهمية انعقاد القمم العربية كل عام أو عامين، في الوقت الذي لم تتخذ فيه تلك القمم قرارًا واحدًا في مصلحة الشعوب العربية على مدار سنوات انعقادها الطويل، بل على العكس ظلت شوكة في حلق ثورات الربيع العربية، ودعمت الأنظمة الديكتاتورية حتى نجحت في الانقلاب على مكتسبات الشعوب.

وبحسب مراقبين فإن الحاجة أصبحت ملحَّة حاليًّا للجواب عماذا قدمت القمم العربية للشعوب؟ وهل حقًّا نحن بحاجة إلى انعقادها العادي أو الإضراري؟ وماذا سيخسر العرب والعالم بإلغاء تلك القمم والتي غالبًا ما تنتهي بمزيد من الخلافات بين قادة وحكام العرب بالأساس؟ فضلًا عن أنها لم تقدم للقضايا العربية والإسلامية سوى بيانات الشجب والتنديد فقط لا غير.

ويتزامن انعقاد القمة العربية الـ26 في مصر مع احتفال الجامعة العربية بالعام الـ70 على إنشائها، حيث تواجه الجامعة هي الأخرى منذ نشأتها الكثير من الانتقادات بشأن مواقفها الضعيفة نحو القضايا المهمة المرتبطة بالأمن القومي العربي، والتي أيضًا لا تخرج إلا بيانات تقتصر كلها على عبارات الشجب والتنديد والاستنكار.

ولم تكن الجامعة العربية حاسمة على الإطلاق في يومًا ما، بل كان الخلاف يتفاقم والهوة تزداد بين الدول الأعضاء حتى أصبحت أحلافًا وأقطابًا ضد بعضها البعض، وحتى يومنا هذا ما زال السياسيون يصفونها بأنها كالبطة العرجاء، فلم تقدم ما كان منتظرًا منها، بل زادت الوضع العربي تأزمًا باستحواذ بعض الدول الكبرى على قراراتها، وبالتالي باتت رهينة القوى المتحكمة ماديًّا في تمويلها.

القمة العربية ونشأة اسرائيل

وكانت أول قمة عربية قد بدأت في أنشاص المصرية عام 1945، وكان موضوعها وقف الهجرة اليهودية إلى فلسطين. كان ذلك قبل ثلاثة أعوام من حرب 48 وإعلان دولة إسرائيل، ورغم انععاقد القمة وقتها وما تلاها من عقود وقمم وخطب ووعود لم يقدم ذلك كله لقضية فلسطين شيئًا وأعلنت دولة إسرائيل وتوسعت عمليات الإستيطان والعرب صامتون لا يحركون ساكنًا.

وعلى مر الصراع العربي الإسرائيلي لم تقدم الجامعة العربية ما كان مأمولاً منها، وهو ما تسبب في انتقادات لاذعة خلال الأوقات السابقة، كما فشل القادة والزعماء العرب في حل هذه المشكلة أيضًا برغم ما توفر لديهم من أموال جراء الثورة النفطية في منطقة الخليج العربي.

هل من الأفضل نقل الجامعة إلى فنزويلا !

وازدات الصمت العربي على الحروب والمذابح المتكرره التي تشنها القوات الإسرائيلية الغاشمة على أراضٍ عربية، حيث فشلت القمة العربية في اتخاذ قرار قوي لوقف الحرب الإسرائيلية على لبنان عام 2006، كما فشلت كل القمم العربية الطارئة في وقف الحروب الإسرائيلية على قطاع غزة المحاصر منذ عام 2006 دون أن يتخذ العرب كذلك قرار برفع الحصار عنه.

وبعد قيام الرئيس الفنزويلي هوجو تشافيز بطرد السفير الإسرائيلي إثر العدوان الإسرائيلي على غزة في العام 2008-2009؛ طالب نائب كويتي بنقل مقر الجامعة العربية إلى العاصمة الفنزويلية كراكاس تقديرًا لدعمه للشعب الفلسطيني.

التفريط في العراق والسودان

“العراق” كان يومًا من الأيام بلدًا نفطيًا جميلاً يحمل من الخيرات لشعبه وأهله وباقي الشعوب العربية الكثير والكثير، لكن مع تخلي قادة العرب عنه والحرب الأمريكية تشرذم العراق وأصبح أشبه بالدويلات الصغيره، ولم تنجح القمم العربية في إحتواء أزماته المتصاعدة.

فعلى سبيل المثال اختتمت قمة شرم الشيخ عام 2003 بإصدار بيان يرفض بشكل واضح شن أي هجوم عسكري على العراق وتهديد سلامة أي دولة عربية، إلا أنه بعد ثمانية عشر يومًا فقط من انعقاد تلك القمة شنت الولايات المتحدة والبلدان المتحالفة معها حربًا شرسة على الأراضي العراقية وقامت بغزو واحتلال العراق.

وصمت الحكام العرب على المذابح التي قامت بها الميشيات الشيعية على مدار سنوات لسنة العراق، كما صمتوا على التدخل الإيراني القوي هنا، وهو مانتج عنه بعد ذلك تشكيل جماعات سنية أخرى يصفها القادة العرب بالتنظيمات المتطرفه كتنظيم الدولة الإسلامية داعش”.

كما أثار الصمت العربي تجاه “قضية السودان” الكثير من التساؤلات؛ حيث انتقد الكثير موقف الجامعة في ذلك الوقت، مؤكدين أنها تركت الأوضاع في السودان حتى انفصلت وتقسمت وتبعثرت وأصبحت دولة الشمال في الخرطوم ودولة الجنوب ولا يزال الصراع دائرًا بين الشمال والجنوب.

نبيل العربي و4 سنوات فشل

وفي الوقت الذي تتحدث فيه وسائل الإعلام المصرية والعربية عن طرح اسم “أحمد أبو الغيط” وزير خارجية المخلوع مبارك لتولي رئاسة الجامعة العربية، يفتش البعض الآخر في أوراق الأمين الحالي للجامعة نبيل العربي، ودوره في إضعاف الجامعة العربية، وفشله في إدارة الملفات العربية الساخنة على مدار أربعة سنوات مضت بدءًا من الأزمة اليمنية والسورية والليبية والتونسية.

وبحسب تقارير صحفية فإنه ومنذ تولي “العربي” أمانة الجامعة العربية، وتعد الجامعة في طور الميت إكلينكيًّا؛ حيث صمت الجامعة آذانها على ما يحدث حاليًّا في اليمن وسيطرة الحوثيين المدعومين من إيران عليها، فضلاً عن موقفها المتخاذل من نصرة الشعب الثورة وتركهم على مدار أربعة أعوام فريسة لبراميل بشار الأسد المتفجرة وقصف طائراته المتزايد، فضلاً عن موقف الجامعة المثير للجدل من محاولات تقسيم ليبيا والتدخل العسكري فيها خلال تلك الفترة.

اتهامات بالفساد داخل الجامعة

ولم يصدر على مدار أربع سنوات تولى فيها العربي رئاسة الجامعة العربية قرار عربي قوي، كما لم يسمع للسفير نبيل العربي سوى صوت الشجب والتنديد، وسط اتهامات “صحفية” بوقائع فساد كبرى حدثت خلال عهد السفير نبيل العربي وأنها تحولت من من دار للسياسة إلى بوتيك استثمار.

وفي تصريحات صحفية انتقد “عادل حمودة” الصحفي المقرب من السلطة في مصر” السفير نبيل العربي” واصفًا إياه بأنه ”أضعف من تولوا الأمانة العامة للجامعة”.

واتهم حمودة، العربي بـ”الاهتمام بتعيين من يخصه، ورفع مكافأة نهاية الخدمة”، مؤكدًا أنه ”السبب فيما آلت له حال الدولة الليبية”، بحسب حمودة.

كما اتهم حمود “العربي” بأنه أنفق ميزانية الجامعة على الرواتب والشقق الفاخرة، وذلك على حساب برامج حل الأزمات العربية، مضيفًا أن الأمانة العامة للجامعة اقترضت 20 مليون دولار من ميزانية الأنشطة لمزيد من الإنفاق على الموظفين، وأن ميزانية المكاتب والبعثات الخارجية تصل إلى 20 مليون دولار لا ينفق منها سوى مليون واحد على الأنشطة، والباقي للموظفين أيضًا.

ولم تعلق الجامعة العربية بصفة رسمية على هذه الاتهامات، وإنما اكتفت بإرسال رسائل دعم لأمينها العام على لسان منظمات ومجالس وهيئات تعمل في العمل الشأن الدبلوماسي.

هل حان وقت إلغاء القمم؟

وفي مقال سابق للإعلامي السعودي عبدالرحمن الراشد تحت عنوان “حان وقت إلغاء القمم العربية” طرح الراشد فكرة الاستغناء عن القمم العربية، مؤكدًا أنه أصبح أمرًا ضروريًا، خاصةً بعد أن أصبحت كل القمم العربية تقريبًا تنتهي بالمزيد من الخلافات، وهو ما يعني أن القمم باتت تضر بصحة العرب أكثر مما تصلح حالهم، مؤكدًا أنه على يقين بأنه أنه لو جرى استفتاء في كل بلد لما حظيت القمم بشيء من التأييد، خاصة أنها تعقد على مدى عقود ولم تحقق لهم شيئًا.

وأوضح الراشد في مقاله أن الاستغناء عن القمم العربية لا يلغي الحاجة إلى الجامعة العربية، والتي من المفترض أن تسعى لتحقيق التعاون العربي في كل المجالات، لا السياسة وحدها، وهذا عمل جبار يحتاج إلى اهتمام الجامعة المنشغلة دائمًا بالتحضير للقم والاجتماعات الوزارية المرتبطة بالقمم.

وأشار إلى أن ما زاد الطين بلة هو أن القمم العربية كانت تعقد للحاجة حتى اقتنع القادة بأنه من كثرة قمم عادية وطارئة، الأفضل جدولتها لتعقد مرة كل عام، من باب تسهيل التنظيم وإعطاء فرصة للإعداد الجيد لها، وهو ما تسبب في نتيجة عكسية تمامًا، فقد تسبب تثبيت القمة الدورية في توسيع الخلاف على رئاستها، والتبكير بتحالفاتها السلبية والمقاطعات الاحتجاجية، هذه العلل صارت تتكرر في كل قمة دورية؛ إذن ما الفائدة من قمة دورية تحمل نفس عيوب القمة الطارئة؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …