‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير ماذا يعني سقوط داعمي الانقلاب وإعلاميي “بن زايد” في انتخابات الصحفيين؟
أخبار وتقارير - مارس 21, 2015

ماذا يعني سقوط داعمي الانقلاب وإعلاميي “بن زايد” في انتخابات الصحفيين؟

أعلنت اللجنة المشرفة على انتخابات نقابة الصحفيين، اليوم السبت، رسميا فوز الصحفي يحيي قلاش (تيار ناصري) بمنصب نقيب الصحفيين، بعد حصوله على 1950 صوتا، بفارق 869 صوتا مقابل 1077 صوتا لمنافسه النقيب السابق ضياء رشوان (تيار ناصري)، وهو ما اعتبره النقيب الجديد إعادة للنقابة، التي قال إنها كانت “مختطفة”، في إشارة لدعم النقيب السابق للحكومة.

وجاء سقوط النقيب السابق الذي دعم انقلاب 3 يوليه 2013، وتحالف مع السلطة الحالية، وتغاضى عن قتل واعتقال وتعذيب عشرات الصحفيين داخل المعتقلات، ومعه عدد من أعضاء المجلس مثل “جمال فهمي” وهاني عمارة وهشام يونس، وانتخاب صحفيين جدد لمجلس النقابة، بمثابة رسالة من الصحفيين للحكومة بعدم القبول بالرشاوى الانتخابية التي قدمها “رشوان”، والإصرار على إطلاق سراح المعتقلين والتحقيق في وفاة المقتولين.

ويذكر أن هناك ما يزيد عن مائة صحفي وإعلامي معتقل، بينهم ثمانية أعضاء جمعية عمومية بنقابة الصحفيين، وقد اعتصم أهالي معتقلي الصحافة والإعلام داخل نقابة الصحفيين بالتزامن مع الانتخابات؛ للمطالبة بالإفراج عن ذويهم، والذين يقبعون في ظروف غاية في السوء في السجون والمعتقلات، بينهم صحفيون وأعضاء نقابة في سجن العقرب شديد الحراسة، وتقدمت الأسر لمجلس النقابة بمذكرة تطالبهم فيه بالتدخل للإفراج عن ذويهم، وبصفة عاجلة تحسين أوضاعهم داخل مقار احتجازهم.

وأوصت “عمومية الصحفيين” بالضغط على السلطات للتحقيق في مقتل 10 أعضاء، وأدانت الانتهاكات ضد أعضائها من قبل الشرطة خلال السنوات الماضية.

كما طالبت بالإفراج الفوري عن كافة المحبوسين من الصحفيين، والعمل على إقرار لائحة للأجور في الصحف القومية والخاصة، لا يقل الحد الأدنى للعقود فيها عن الحد الأدنى للأجور الذي أقرته الدولة، وباتخاذ التدابير اللازمة للتصدي للفصل التعسفي للصحفيين في بعض المؤسسات.

وقال النقيب الجديد “قلاش”: إن القترة المقبلة ستشهد تغيرًا جذريا في الملفات العالقة منذ سنوات، موضحًا أن أول تلك القضايا “التشريعات الصحفية، وتعديل قانون النقابة، ومشروع إسكان الصحفيين” بالإضافة إلى الصحفيين المعتقلين والإفراج عنهم بداية أولوياته.

كما أعلنت اللجنة المشرفة على انتخابات نقابة الصحفيين فوز ستة أعضاء جدد بدل القدامى من نصف أعضاء المجلس الذين جرى انتخابهم، حيث فاز خالد ميري وحاتم زكريا ومحمود كامل من مؤسسة “الأخبار”، وإبراهيم أبو كيلة من “الجمهورية”، وأبو السعود محمد من “المصري اليوم”، و”محمد شبانة” من الأهرام.

وبالمقابل، سقط جمال فهمي أحد داعمي الانقلاب ومن خصوم التيار الإسلامي، وهاني عمارة وهشام يونس، بينما لم تترشح عبير السعدي ومحمد عبد القدوس في هذه الانتخابات.

وفي تصريح عقب فوزه، قال النقيب الجديد يحيي قلاش: إن “نقابة الصحفيين يمكن أن تقدم نموذجا لإنقاذ مصر من الاستقطاب”، و”نقابة الصحفيين مختطفة ويجب إعادتها لكل مصر وليس للصحفيين وحدهم”.

سقوط خلية بن زايد

واعتبر صحفيون مصريون أن رسوب ضياء رشوان له دلالاته صحفيا وخليجيا، إذ أنه كان من أبرز الداعمين للانقلاب العسكري في مصر، وأظهر خصومة سياسية مع التيار الاسلامي، واتهموه بالفشل في الدفاع عن حقوق الصحفيين خلال العامين الماضيين في مواجهة بطش الأجهزة الأمنية وبطش إدارات الصحف، وتغليب انتمائه الحزبي وتعاونه مع الدولة على العمل النقابي.

وشغل ضياء منصب نقيب الصحفيين، خلال العامين الماضيين، وشهدت دورته عمليات فصل واسعة للصحفيين، كما تم اغتيال واعتقال عدد كبير من الصحفيين على يد قوات الشرطة، ففي عهده تم حبس أكبر عدد من الصحفيين، وقتل أكبر عدد، وإغلاق أكبر عدد من الصحف، وأصبحت مصر بلا صحيفة معارضة واحدة مطبوعة.

وقالوا: إن “رشوان” كان بحكم عمله وارتباطه بأجهزة إعلامية وفضائية، محسوب ومدعوم من الخلية الإعلامية لمحمد بن زايد، وكتب بعضهم على مواقع التواصل يقول: “هزيمة الانقلابي ضياء رشوان في انتخابات نقابة الصحفيين هي صفعة على وجه عصابة العسكر، ونهاية مرحلة مريرة من الانتهاكات ضد المهنة”، و”نهاية رشوان عضو خلية بن زايد”.

وكتب آخرون على تويتر: “الصحفيون يوجهون ضربة قوية للنظام بخسارة مرشحه لمنصب النقيب ضياء رشوان، وفور النقابي المستقل يحيي قلاش”، و”سقط ضياء رشوان بعد إهانته للصحفيين وتركهم نهبا للسفاح الانقلابي ينكل بهم قتلا وإصابة واعتقالا ومطاردة.. سقط قناعة الكاذب إلى مزبلة التاريخ”.

وسبق لرشوان أن زار الإمارات، وقال إنه جاء بدعوة خاصة، وقوبل بحفاوة في أبو ظبي ودبي من قبل السلطات الإماراتية، ما اعتبره النشطاء مؤشرا على أنه عضو بخلايا بن زايد الإعلامية، كما قوبل صمته على الانقلاب ودعمه له ولتكميم أفواه المعارضة الصحفية الإسلامية بأنه دليل على احتضان خلايا بن زايد له.

وسبق أن كشف نشطاء- عبر مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت- النقاب عن أعضاء “خلية محمد بن زايد”، ولي عهد أبو ظبي، الإعلامية، ونشروا صورة لهذا الفريق الإعلامي على حساب “Emirati Affairs” على تويتر تحت عنوان: “إعلاميون مرتزقة من أعضاء فريق محمد بن زايد الإعلامي، يؤكدون صحة التسريب الذي قام به حساب بن زايد”.

ونشر “الخليج الجديد”- في تقرير سابق- تفاصيل ما أسماه النشطاء “أعضاء فريق محمد بن زايد الإعلامي لمحاربة الإسلام”، حيث تساءل النشطاء حول خليفة محمد خلف المزروعي الذي لقي حتفه إثر حادث مروري في أبو ظبي مؤخرا، بصحبة ابن عمه “الفندي المزروعي”، حيث يعتقد أن محمد خلف المزروعي كان يعمل مسئولا لملف الإعلام لدى “بن زايد”.

وأشاروا إلى “تبادل الاتهامات بين أعضاء الخلية الإعلامية لمحمد بن زايد” بعد تسريب المعلومات بشأنها، فيما سخر مغردون على حساب بن زايد من هذه التسريبات المزعومة، وقال بعضهم إنه يفتخر بأنه عضو في هذا الفريق.

ولوحظ أن محمد خلف المزروعي كان هو المسئول المباشر للتعامل مع الشيخ محمد بن زايد”، وهو بحسب التسريب مسئول الملف الإعلامي في الحرب على ثلاث جبهات، هي المعارضة الإماراتية وقطر وأصحاب الفكر الإسلامي في العالم.

وبحسب التسريب، فإن عبد الرحمن الراشد، رئيس تحرير قناة العربية السابق، كان في مقدمة هذا الفريق الإعلامي، وسبق أن كتب حساب ‫)#‏الإمارات_الان)-‬ على تويتر في 6 ديسمبر الجاري- يقول: “من مصادرنا الخاصة، الصهيوني عبد الرحمن الراشد بعد استقالته من العربية سيدير غرفة عمليات الإعلام والتوجيه عند محمد بن زايد”.

وتتضمن القائمة المنشورة فريقا من المستشارين، يشمل كلا من د. علي النعيمي مدير جامعة الإمارات، و”ضاحي خلفان” قائد شرطة دبي سابقا، إضافة إلى د. أنور قرقاش وزير الشئون الخارجية، وعلي تميم، وجمال بن حويرب المستشار الثقافي للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات ورئيس مجلس الوزراء.

ووفقا للقائمة، فإن فريق أبو ظبي يتضمن كلا من حمد المزروعي، وحميد الكتبي، والفندي المزروعي، وعارف عمر، وعلى الحمادي، وماجد الرئيسي، وعلي النعيمي.

وهناك فرق أخرى أيضا، منها “فريق دبي والإمارات الشمالية”، ويضم خمسة أفراد، وفريق “فريق الجامية أو المطاوعة”، والمسئول عن الخطب والمحاضرات الدينية وحوارت غسيل المخ في السجون الإماراتية، ويتكون من “محمد بن غيث، ووسيم يوسف، وعبد الله الكمالي، وصالح عبد الكريم، وأحمد الشحي، وأحمد موسى، وهشام الحوسني”.

وهناك الفريق الذي أطلق عليه النشطاء مرتزقة الخارج، والذي يضم: “تركي الدخيل الإعلامي السعودي المدلل والمقرب إلى محمد بن زايد، ومشعل النادي، وفؤاد هاشم، وعبد العزيز الخميس، وسليمان الهتلان، ومحمد العمر، ومفرح بن شوية.

وتضم القائمة ما يسمى “مراكز إعلامية أمنية”، وتتضمن أسماء: سالم حميد رئيس مركز المزماة المدعوم من جهاز الأمن الإماراتي، وعلي بن تميم مدير موقع 24 والذي يدار من قبل الجهاز الأمني وفقاً للنشطاء، إضافة إلى فريق من الوافدين لم تُذكر أسماؤهم.

وتضم أيضا فريق “الإعلام المحلي”، ويضم عددا من رؤساء التحرير والمسئولين الإعلاميين في الداخل يقدر عددهم بـ7 أفراد هم: عبد الله إسماعيل، ومحمد نجيب، رئيس قناة أبو ظبي، وفضيلة النعيمي، بصحيفة البيان، وسامي الريامي رئيس تحرير صحيفة الإمارات اليوم، ومحمد الحمادي، رئيس تحرير صحيفة الاتحاد الظبيانية، وحبيب الصايغ مدير تحرير صحيفة الخليج”.

التيار الإسلامي حضر بقوة

وفى قراءة أولية لنتائج الانتخابات، تأكد وجود عوامل ساعدت على اكتساح قلاش، فجانب ما حصل عليه من أصوات شبه كاملة من مؤسسات وصحف الجمهورية والأخبار والوكالة واليوم السابع والعالم اليوم والبوابة والإسكندرية والصحف الحزبية المتوقفة، جاءت مفاجأة: مشاركة التيار الإسلامي بكثافة واضحة، ومنحه أصواتهم نكاية في ضياء رشوان، وحسب قول كثير منهم: إنه ومجلسه لم يقدموا أي شيء للمسجونين أو الشهداء، كما منحه الأصوات أيضا العديد من الصحف التي لديها مشكلات في لجنة القيد.

كما يلاحظ عدم فوز أي مرشح من الأهرام، ولأول مرة في تاريخ انتخابات النقابة، وفوز محمد شبانة الصحفي الوحيد من الأهرام لا يرجع في المقام الأول إلى الاهرام، بل إلى رابطة النقاد الرياضيين، وما أنفقه ببذخ يفوق نفقات انتخابات مجلس الشعب، وقد أدى عدم مشاركة “الأهراميون” بشكل فعال في خسارة كبيرة لضياء رشوان، وحرمان عدد كبير من مرشحيهم من الفوز.

وسيكون على النقيب الجديد “قلاش” والأعضاء الجدد سداد فواتير الوعود الانتخابية مثل مشكلات التيار الإسلامي، والصحفيين المعتقلين، ومشاكل الصحفيين بالصحف الحزبية المتوقفة، ومشكلات البدل النقدي والقيد والعضوية وغيرها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …