‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير “التعليم” تجفف منابع الثورة بالمناهج إرضاءً للسيسي
أخبار وتقارير - مارس 19, 2015

“التعليم” تجفف منابع الثورة بالمناهج إرضاءً للسيسي

(القائد العبقري عقبة بن نافع، والبطل المظفر صلاح الدين الأيوبي) أصبحا محظورين بأمر الحكومة من المناهج الدراسية في مصر؛ لأنهما يحضان على التطرف والعنف، هكذا قرر الدكتور محب الرافعي، وزير التربية والتعليم الجديد، والذي يؤكد مراقبون أنه جاء خصيصًا خلفًا لسابقه محمود أبو النصر لاستكمال ثورة السيسي الدينية في المناهج الدراسية، وحذف كل ما يتعلق بالشأن الديني أو السياسي من قريب أو بعيد.

وكان وزير التربية والتعليم قد أعلن في وقت سابق تشكيل لجنة من مركز تطوير المناهج؛ بهدف إجراء مراجعات لجميع كتب اللغة العربية، بدءًا من الصف الأول الابتدائي، ووصولاً إلى الصف الثالث الثانوي؛ بهدف تنقيحها مما أسماها بـ”الموضوعات التي يمكن أن تحث على العنف أو التطرف، أو تشير إلى أي توجهات سياسية أو دينية أو أي مفاهيم يمكن أن تستغل بشكل سيئ، فضلاً عن إزالة الحشو والتكرار”، وذلك بحسب قوله.

وفي الوقت الذي تقول الحكومة إن حذف بعض الدروس يهدف إلى تنقيح مناهج التعليم من بعض الدروس التي تحض على العنف، يرى مراقبون ونشطاء سياسون أن ما تقوم به الحكومة حاليًّا جزء من علمنة المناهج الدراسية في مصر وثورة السيسي الدينية؛ التي تهدف إلى محو آثار تاريخ وأمجاد المسلمين من عقول الطلاب، في إطار الثورة الدينية على النصوص والأفكار التي دعا إليها، فضلاً عن حذف أية دروس أو مناهج تحض على الثورة والتغيير والوقوف في وجه الأنظمة المستبدة.

ومن بين الموضوعات التي حذفتها الوزارة مؤخرًا درس “ثورة العصافير” من مناهج الصف الأول الابتدائي، والذي كان يلخص أحداث ثورة يناير بصورة مبسطة، و”صلاح الدين الأيوبي” للصف الخامس الابتدائي و”عبقرية عقبة بن نافع” الحربية للصف الأول الإعدادي.

حذف لبطولات المسلمين

وتعليقًا على حذف دروس من قصة عقبة بن نافع وصلاح الدين الأيوبي من المناهج التعليمية، اعتبر مراقبون ونشطاء سياسيون أن أمجاد وبطولات وفتوحات القادة المسلمين لم تسلم من بطش حكومات ما بعد الثالث من يوليو 2013؛ حيث أصبح مصير تلك البطولات هو الحذف حتى لا يرى ويسمع ويكتب الطالب ما قام به أجداده من فتوحات عظيمة حافلة بالانتصارات والجهاد.

وطالبت نجوى عادل، مدرسة بالصف الثانوي، بإقالة وزير التربية والتعليم لحذفه دروسًا تاريخية من المناهج، وقالت نجوى: إن النظام الحالي يسعى لمسح الرموز الإسلامية من أذهان الطلاب، مضيفةً أن “عقبة بن نافع فاتح إفريقيا، وصلاح الدين الأيوبي حرر القدس من الصليبيين، فكيف يتم حذف أي دروس عنهما بحجة التطرف”.

يذكر أن حذف تلك الدروس بعدما تبنّت صحيفة “المصري اليوم” المؤيدة للسلطة الحالية، حملة تشويه القائد صلاح الدين الأيوبي.

لأن العصافير “ثارت” تم حذفها

ولم يكن حذف الشخصيات الإسلامية وحده هو مثار الجدل في مناهج الطلاب بمدارس مصر، لكنه سبق أن حدث جدلاً واسعًا بعد حذف الوزارة درس “ثورة العصافير” من منهج طلاب الصف الأول الابتدائي.

وبينما قالت الحكومة إن الدرس حذف لأنه يحض على أسلوب داعش في حرق معارضيها، اعتبر مراقبون أن حذف “ثورة العصافير” من المناهج جاء بسبب حض الدرس على الثورة والتغيير وهتاف العصافير فيه “ارحل ارحل” ومطالبتها (الصقر) الدكتاتور بالرحيل بسبب ظلمه، ونجحت بثورتها في إقصاء الحاكم الظالم.

وكان درس “ثورة العصافير” المقرر على طلاب المرحلة الدراسية الأولى، يشرح قصة ثورة 25 يناير بشكل يتلاءم مع عقلية الأطفال، تحت شعار “انظر وعبر”، لتوصيل فكرة الثورة للطلاب الصغار، ويقوم على قصة بسيطة، عبارة عن ملك (صقر) يحبس العصافير، يمنع عنها الطعام، حتى صرخت بصوت أزعج الملك، ومع استمرار حرمانهم من الطعام واستمرار ضرب الحارس لهم، حتى مات عصفور، حزنت العصافير، ثم صرخت “ارحل ارحل” فهرب الملك، فاحتفل الثوار (العصافير)، إلا أن وزير التعليم المصري قرر إلغاء هذا الدرس، ومعه دروس أخرى؛ بحجة أنها تحرض الطلاب على الثورة ضد الحاكم، مع أن هذا هو الهدف من الدرس، وبحجة أن بعض الدروس تشجع على تبني أفكار تنظيم “داعش”!.

علمنة مناهج الأزهر

وفي إطار الاستجابة السريعة لدعوة المشير عبد الفتاح السيسي للقيام بثورة دينية للحد من خطر الإسلام على شعوب العالم أعلنت مؤسسة الأزهر عزمها على تغيير المناهج وتنقيحها من نصوص سبق أن وصفها العلمانيون بأنها محرضة على العنف والإرهاب، كما بدأت الأزهر في خطة ممنهجة بتقليص الآيات القرآنية وحذف المقررات المعادية لإسرائيل.

وصرح الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف، في وقت سابق أن اللجنة التي شكلها الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، لإصلاح المناهج انتهت من هيكلة الخريطة الجديدة للمناهج، وأن العام الدراسي الجديد سيشهد تغييرًا لجميع مناهج الأزهر في التعليم ما قبل الجامعي، لافتًا إلى أن تطوير المناهج شمل تنقيحها من أي نص يمكن استغلاله من أي متطرف للتحريض على العنف.

يذكر أن دعوات تغيير مناهج الأزهر تصاعدت في الفترة بعد تصريحات السيسي عما وصفها بـ”الثورة الدينية”؛ حيث شرع كثير من السياسيين والإعلاميين المؤيدين للسلطة في الحديث عن ضرورة تغيير مناهج الأزهر.

حين يحذر القادة ويخلَّد “بانجو”

وبحسب أحمد إسماعيل، والد أحد الطلاب، فإن التعليم بعد الثالث من يوليو 2013 أسهم في إشعال الفتنة، وتمييز أفراد لا يستحقون هذا التميز على حساب الشعب المصري، لافتًا إلى أن ما حدث في الصف الخامس الابتدائي من حذف دروس لقادة الفتوحات الإسلامية هو مهزلة بكل المقاييس ولن نقبل بها.

وأبدى إسماعيل استغرابه من قيام الحكومة بوضع صور لأعضاء حركة تمرد، في كتاب التاريخ للصف السادس الابتدائي، لكي يكونوا تاريخًا، يدرسه الطلاب في الوقت الذي تحذف فيه القادة العظام من المناهج.

وكانت حدة الانتقادات الموجهة لوزارة التعليم في مصر قد تزايدت مطلع العام الجاري بعد إدخالها إضافات جديدة على المناهج الدراسية الخاصة بمادة التاريخ لطلاب المرحلة الابتدائية، تضمن أحداثًا مختلفًا عليها سياسيًّا في توصيفها؛ حيث وضعت فقرات وصفت أحداث 30 يونيو و3 يوليو بـ”ثورة 30 يونيو”، وخصت بالذكر “محمود بدر الشهير ببانجو” وهو القيادي بحركة تمرد، على اعتبار أنه مفجر ثورة 30 يونيو ضد استبداد الإخوان المسلمين والرئيس محمد مرسي، بحسب وصفهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …