‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير فورين بوليسي: “ألتراس نهضاوي”.. جيش جديد يتحدى السيسي
أخبار وتقارير - مارس 19, 2015

فورين بوليسي: “ألتراس نهضاوي”.. جيش جديد يتحدى السيسي

وصف تقرير لمجلة “فورين بوليسي” شباب “ألتراس نهضاوي بأنه “جيش جديد تحت الأرض يتحدى السيسي”، مشيرًا إلى دورهم وحضورهم القوي على الإنترنت وفي المظاهرات، وأنهم جيل جديد خرج للثورة.

ونقلت عن شباب في الحركة أنه ليس لديهم ما يخسرونه بعدما شاهدوا أهلهم وزملاءهم يُقتلون على أيدي الشرطة، ويتم فصلهم من الجامعات وتشريدهم، وأن لديهم قرابة 70 ألف شباب يدعمهم.

وفيما يلي نص التقرير مترجمًا: 

منذ حدوث الانقلاب العسكري في عام 2013، وضعت الحكومة المصرية الجديدة خصومها من المدونين وقادة حركة الشباب والقادة الدينيين والصحفيين بشكل منتظم وراء القضبان، ولكن جماعة معارضة واحدة لا تزال تنزلق من خلال شبكات الحكومة، ويطلق أعضاؤها على أنفسهم اسم “ألتراس نهضاوي”، وهم مجموعة سرية وفضفاضة، تنمو أعدادها بسرعة.

وتشتهر مصر بالألتراس، وهم مجموعات هائلة من مشجعي كرة القدم، غالبًا ما يكونون متورطين في أعمال الشغب، ولكن ألتراس نهضاوي من نوع مختلف، وبدلاً من التوحد حول حبهم المتعصب لفريق كرة قدم، ما يوحدهم هو دعمهم للرئيس المخلوع محمد مرسي والرغبة في إعادة جماعة الإخوان المسلمين إلى السلطة.

وقال محمد فيصل، وهو عضو مؤسس للجماعة: “ألتراس نهضاوي هو أول مجموعة ألتراس سياسية في الشرق الأوسط”. وأضاف: “نقوم بتنظيم مظاهرات ضد الانقلاب وضد الظلم، ولا يمكننا أن نسمي هذه مصر بعد الآن؛ حيث إنها بلد السيسي، ونحن نقاتل لاستعادتها”.

وفي سن الـ18، يعد فيصل شخصًا مثاليًا ليكون أحد أفراد الألتراس.. إنه شاب وفقير ومن الأتقياء دينيًا، ولم يبق لديه شيء ليخسره، وعلى مدى الـ18 شهرًا الماضية، شاهد فيصل الشرطة وهي تحصد العشرات من أصدقائه لاحتجاجهم على الانقلاب العسكري، وكان هو نفسه قد طرد من جامعة القاهرة في أكتوبر الماضي لوقوفه في وجه أفراد الأمن خلال مظاهرة داخل الحرم الجامعي، ويعمل الآن مساعد مصلح لمكيفات الهواء.

وفي يناير، قتل شقيق فيصل البالغ من العمر 21 عامًا، بعد أن أصيب مرتين في احتجاج في المطرية، وقد شاهد المزيد من الأصدقاء يموتون على أيدي الشرطة في فبراير، عندما اندلعت أعمال شغب بعد مباراة لكرة القدم؛ وليس هناك شيء أكثر يمكن للحكومة أخذه منه.

وبالنسبة لفيصل والآلاف من أمثاله، يعد ألتراس نهضاوي شبكة دعم وطريقةً لجعل أصواتهم مسموعة، وقال حازم محمد، وهو عضو في الألتراس من الجيزة: “كان أصدقائي يموتون ويلقى بهم في السجن واحدًا تلو الآخر.. لقد كان هناك ظلم في كل مكان، ولذلك؛ أردت أن أفعل شيئًا، وكان ألتراس يفعلون شيئًا”.

وتشكل ألتراس نهضاوي في أواخر عام 2012، ردًا على الحركة المتنامية ضد الرئيس السابق، محمد مرسي، وقال فيصل: “بدأ باعتباره مجرد مجموعة من حوالي 50 شخصًا تعرفوا على بعضهم البعض في اعتصام”.

وأضاف: “لقد وجدنا بعضنا البعض لأننا كنا أصحاب الأصوات الأعلى أثناء الهتاف، وعندما رأينا أننا كنا جميعًا شبابًا نحب كرة القدم ونتشارك نفس المعتقدات، قررنا تشكيل منظمة، وقد سمينا أنفسنا ألتراس مرسي في البداية”، وكانت الفكرة هي استخدام شبكات ألتراس أندية كرة القدم كطريقة لحشد الدعم لمرسي، وبدأ النهضاوي بأعداد صغيرة، ولكن أرقامه ارتفعت بعد فض الجيش بعنف اعتصامات ساحات رابعة والنهضة المؤيدة لمرسي، مما أسفر عن مقتل ما يصل إلى 1000 شخص.

وقال فيصل: “قبل فض الاعتصامات، كان لدينا ربما 1000 من الأعضاء، وقد قتل 10 منهم في ساحة النهضة، ولذلك؛ قمنا بتغيير اسمنا لألتراس نهضاوي تكريمًا لهم، وبعد ذلك، نمت المجموعة بسرعة كبيرة ليصل عدد أعضائها إلى 10 آلاف عضو”.

وقالت وفاء البنا، وهي حفيدة مؤسس جماعة الإخوان المسلمين “حسن البنا”: إن ألتراس نهضاوي لعب دورًا حاسمًا في تعبئة المعارضة للجيش في الأيام التي تلت الانقلاب، وأضافت: “كانوا هم أصل معظم الشعارات والهتافات.. كانوا قادة معظم الاحتجاجات بعد فك اعتصام ساحة رابعة، وأعطوا الأمل للناس مثلما يفعلون في كرة القدم؛ ما حدث في رابعة كان من صنع الله، وألتراس من صنع الله”.

وعلى الرغم من أن جماعة الإخوان المسلمين حريصة على أن يكون ألتراس إلى جانبها، كانت البنا حريصةً على ملاحظة أن المجموعة لا تنتمي للإخوان رسميًا، وقالت البنا: “إنه لأمر متهور جدًا أن نسمي أي شخص مناهض للانقلاب على أنه من الإخوان.. يمكنك أن تكون إلى جانب مرسي والشرعية دون أن تكون عضوًا في الإخوان المسلمين”.

ولكن، بالنسبة للمجموعات المعارضة الأخرى، فإن نهضاوي والإخوان واحد. ونتيجةً لذلك، هناك نقص ملحوظ في التعاون بين ألتراس نهضاوي وبين جماعات المعارضة غير الإسلامية، مثل حركة شباب 6 أبريل العلمانية.

وقال محمد نبيل، المتحدث باسم الحركة: “قد يكون كلانا على حد سواء ضد الحكومة الحالية، ولكننا لا نحمل نفس الأهداف“، وأضاف: “هدف 6 أبريل هو محاربة الظلم أينما كان، وهدفهم هو فقط إعادة مرسي، إنهم في الواقع ضدنا، لأننا لسنا مؤيدين لمرسي”.

وعلى الرغم من أن حركة شباب 6 أبريل هي المجموعة المعارضة الأكثر رسوخًا الآن، إلا أن حكومة السيسي تمكنت من شلها عن طريق رمي قادتها وراء القضبان، وأما بالنسبة لنهضاوي فإن النظام الحالي لم يعثر بعد على استراتيجية فعالة لمواجهة جماعات مماثلة، ليس لها هيكل قيادة رسمي.

ولهذا السبب، تعتبر البنا أن ألتراس نهضاوي هم أمل الحركة المناهضة للانقلاب، وقالت: “سيأتي اليوم الذي تكون هناك ثورة شعبية مرة أخرى؛ لأن هذه الحكومة غبية، والناس بدؤوا يدركون ذلك”.

ولدى ألتراس نهضاوي اليوم ما يقرب من 70 ألف عضو على صفحة الفريق الرسمية على فيس بوك، ولديه عشرات الفروع في أكثر من 15 محافظة في البلاد. وقد نشأت هذه الفروع من تلقاء نفسها، وتعمل في الغالب بشكل مستقل عن بعضها البعض، وليس لديها أي زعيم أو منظمة مركزية، مما يجعل من الصعب على الحكومة إغلاقها، وعندما تقرر هذه الفروع التعاون مع بعضها البعض لإقامة مظاهرات أكبر، يتم التخطيط للسفر أفقيًا بين منظم فرع واحد وآخر، بدلًا من التخطيط عموديًا من خلال شبكة كثيفة من التسلسل الهرمي.

وعندما تقوم الشرطة بمهاجمة واحدة من مظاهراته، يعتمد ألتراس نهضاوي على مجموعة فرعية من أعضائه، لتقوم بالانفصال عن المظاهرة، والتعامل مع قوات الشرطة. وتدعى هذه المجموعة “المجهولون”.

وقال فيصل إن المجهولين هم الذين يواجهون قوات الشرطة وجهًا لوجه، وهم مجموعة مجهولة من المقاتلين في الخطوط الأمامية، لا أحد يعرف من هم، ولكنهم “مسلحون وعنيفون إذا ما كانوا بحاجة إلى أن يكونوا كذلك”.

وفي حين سيكون شباب ألتراس نهضاوي معرضين دائمًا للتهديد بالهجوم وإلقاء القبض عليهم، يؤمن هؤلاء الشبان بأنهم يدافعون عن دينهم، وهم على ثقة بأنه ليس هناك ما يجب عليهم الخوف منه.

وقال سيد إبراهيم، وهو عضو ألتراس من “أبو رواش”: “نؤمن في ديننا بأن من يموت على يد الظالم، هو شهيد”. وأضاف: “لذلك؛ عندما أذهب للاحتجاج، أذهب باسم الله.. لقد رأينا الموت.. لقد رأينا كل شيء.. ونحن لسنا خائفين بعد الآن”، ونتيجةً لذلك، وبدلًا من ردع نشاطهم، يبدو أن استجابة الحكومة أججت نشاط الألتراس فقط.

وقال فيصل: “في كل مرة يعتقلون فيها اثنين منا، نحصل على 5 أعضاء جدد راغبين في الانضمام إلينا”. وأضاف: “سوف نستمر في النمو حتى تزول هذه الحكومة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …