‫الرئيسية‬ عرب وعالم الانتخابات الصهيونية: وداعا دولة فلسطين أهلا بالتطبيع مع المعتدلين العرب
عرب وعالم - مارس 18, 2015

الانتخابات الصهيونية: وداعا دولة فلسطين أهلا بالتطبيع مع المعتدلين العرب

أظهرت النتائج الأولية للانتخابات الإسرائيلية تقاربا كبيرا بين الأحزاب المتنافسة على هذه الانتخابات، وفوز حزب نتنياهو بـ30 مقعدا مقابل 27 لـ”المعسكر الصهيوني” اليساري المنافس بفارق 5 مقاعد، على عكس استطلاعات الرأي التي رجحت تقدم “المعسكر” عليه بـ4 مقاعد، ما يعني أنه سيشرع في جهود لتشكيل الائتلاف القادم؛ لأن “تجمع أحزاب اليمين” الداعمة له حصلت على قرابة 68 مقعدا من 120، وهي الأغلبية المطلقة، بينما أحزاب الوسط واليسار حصلت على 43، والقائمة العربية المشتركة على 13 مقعدا لأول مرة في تاريخها.

وحاز “تجمع أحزاب اليمين” على “30 من “الليكود” و10 من حزب “كلنا” الذي يتزعمه موشيه كحلون، و8 من “البيت اليهودي” و7 من “شاس” و7 آخرين من “يهدوت هتوراة” و6 من “إسرائيل بيتنا”.

بينما حاز تجمع اليسار وأنصاره على 54 مقعدا ترشح لتشكيل حكومة ضيقة، وهي تضم 27 عضوا من حزب “المعسكر الصهيوني” و5 من “ميرتس” و9 من حزب “كلنا” و7 من “شاس” و6 من “يهدوت هتوراه”.

وتعني النتائج أن مراكز الاستطلاع الصهيونية أخفقت ولم تقدر شعبية “الليكود”، وأن نتنياهو قد يستمر في منصبه بالتحالف مع نفس الأحزاب اليمينية الصهيونية المتطرفة، مخرجا لسانه للعرب وأوباما الذين تمنوا سقوطه، وبالمقابل احتمالات تعزيز تحالف مع “العرب المعتدلين”، وتعني أن التطرف الديني يتصاعد في الدولة الصهيونية والإصرار على ابتلاع كامل للأرضي العربية المحتلة مستمرا، ولا عزاء لفكرة الدولة الفلسطينية.

واحتلت القائمة العربية المشتركة المركز الثالث من حيث عدد المقاعد بموجب هذه العينة، إذ حصلت على 13 مقعدا، تليها قائمة “هناك مستقبل” بحصولها على 12 مقعدا، و”البيت اليهودي” 8 مقاعد.

وأشارت النتائج إلى مفاجآت فيما يتعلق بنسبة الحسم المتبعة حديثا في النظام الانتخابي الإسرائيلي، حيث تراجع حزبان رئيسيان في إسرائيل، هما “إسرائيل بيتنا” بقيادة أفيجدور ليبرمان، وحزب “ميرتس” بقيادة زهافا غلؤون، التي أعلنت استقالتها بعدما حصلت على 4 مقاعد من 6 في آخر انتخابات.

ماذا تعني نتائج الانتخابات؟

يمكن القول إن النتائج حتى الآن– في حالة تأكيد فوز نتنياهو أو تعادله– تؤشر للنتائج التالية:
1- أنها هزيمة مدوية للنخبة الإسرائيلية التي وقفت بقوة ضد نتنياهو، وظلت تحرض الإسرائيليين على التصويت لـ”المعسكر الصهيوني”، المشكلة من حزب العمل وحزب تسبي ليفيني.

2- النتائج تصب في صالح معسكر اليمين، وترجح حظوظ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في تشكيل الحكومة المقبلة؛ لأنه سيعتمد على أحزاب الوسط والأحزاب الدينية.

3- أنها تعد هزيمة للرئيس الأمريكي أوباما الذي تردد أنه دعم سرا عمليات التصويت ضد نتنياهو والدعاية الانتخابية ضده، بعدما تحداه نتنياهو وذهب للكونجرس يخطب معارضا اتفاقه النووي مع إيران، ولهذا اضطر أوباما لإعلان عاجل يؤكد فيه أنه سيظل ملتزما بـ”العمل المتقارب” مع الفائز بـ”الانتخابات الإسرائيلية” أيا كان، حسب المتحدث باسم البيت الأبيض.

4- حتى ولو فرض وكان قد فاز المعسكر الصهيوني بقيادة رئيس حزب العمل، فهذا لا يعني سوى التسويف وإطالة التفاوض لا إعادة الأرض، فمن بين 6 من أصل 8 حروب ضد الدول العربية والمقاومة الفلسطينية قادها وشاركها فيها حزب العمل الذي ينافس نتنياهو، كما أن إسحاق هيرتزوغ، منافس نتنياهو، هو ضابط استخبارات سابق، ووالده رئيس دولة ورئيس استخبارات سابق، وجده حاخام كبير.

5- الإنجاز الوحيد الذي تباهى به نتنياهو في الحملة الانتخابية هو تعزيز تحالف إسرائيل مع العرب “المعتدلين”، وأركان حكمه تحدثوا عن تحالف إسرائيلي عربي، وتطبيع مع دول الخليج ومصر والأردن لمحاربة داعش و”الإرهاب”.

6- قادة الأحزاب الصهيونية مجرمو حرب، ومكانهم الطبيعي قفص المتهمين في محكمة الجنايات الدولية، وفوز نتنياهو أو المعسكر الصهيوني لا يفيد العرب أو المسلمين في شيء، فكلاهما واحد، وكلاهما أعلن بقاء القدس عاصمة أبدية للدولة الصهيونية، وعدم التخلي عن الأراضي العربية المحتلة.

7- رغم أن الانتخابات شهدت ولأول مرة مشاركة قائمة عربية مشتركة، ودفع التوافد المكثف لعرب الداخل على مكاتب التصويت ضد نتنياهو؛ لتوجيه رسائل لمطالبة الناخبين من معسكره بالنزول إلى التصويت لتجنيب اليمين “الخطر”، وفازت القائمة بحوالي 13 مقعدا، فقد ظهرت بعض خيبة الأمل داخل مقر القائمة العربية المشتركة؛ لأن القائمين عليها كانوا يسعون للحصول على 15 مقعدا على الأقل؛ ليكونوا قوة مانعة داخل البرلمان الإسرائيلي ضد التطرف الصهيوني.

 

اقرأ أيضا:

6 رسائل من الانتخابات الصهيونية للعرب والمسلمين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …