خدعوك فقالوا: ندعم المؤتمر.. ونختلف مع السيسي!
كاذبون، مزورون، ليسوا ثوارا وليسوا مصريين، لا أجردهم من ثوريتهم، بل من الانتساب إلى دائرة وعيها، لا أخلع عنهم مصريتهم، بل أخلعها عن حججهم الواهية فضلا عن مراميهم، هذا وعي كاذب، لا مصر في الموضوع، مصر تلقت مليارات الدولارات من دول الخليج طوال السبعة أشهر الماضية، أين هي؟، ماذا فعلوا بها، لا نعلم، ولن نعلم، مصر أنفقت أكثر من 40 مليار مصروفات نثرية لا نعرف لها وجهة، ميزانيتها المعلنة تقول ذلك، فكيف بما وراء التسريبات؟!.
مصر بالنسبة لهم سبوبة، لم نكن نحتاج أن نسمعهم بأصواتهم، الحقيقية، وهم يخبروننا بذلك، أكثر من 60 عاما من الحكم العسكري، فساد، ورشوة، وسرقة، ونهب، وتدمير ممنهج لكل القطاعات، يكفون لكي يعرف من يريد، لا من يعرف يقينا ثم يوهمنا أنه “غلبان” ولا يعرف شيئا، يخادعون من؟.
من أجل مصر، من أجل الفقراء، من أجل لقمة عيش، من أجل فرصة عمل، كلها لافتات كاذبة لمصالح طبقة بعينها، دون سواد المصريين، ملايين ينهبون، تقام باسمهم المؤتمرات، تقترض باسمهم المليارات، تفرش باسمهم الموائد، ثم يذهب كل ذلك إلى جيوب الجنرالات، فشل خطاب الإرهاب؟، فلنجرب خطاب الحرب، فشل خطاب الحرب؟، فلنجرب لقمة العيش، هذا نظام فشل في أن يجمع المصريون حول أي كذبة، قسمهم، “احنا شعب وأنتوا شعب”، انقسموا، وواصل الفشل، قرر أن يقسم البيت الواحد، مع وضد، بدت البغضاء، وظل على فشله، الآن مطلوب منا أن نسمع ونطيع ونحن عميان، أو نصبح غير مصريين، فهل رأيت مزايدة على شرف الناس، ووطنيتهم، أكثر وضاعة وانحطاطا من ذلك؟.
أي مصر تلك التي ندعم من أجلها المؤتمر الاقتصادي، ومتى كان بر الوالدين في عقوقهما، مؤتمر لبيع مصر، هو نفسه مؤتمر لصالحها، وعلينا أن ندعمه، مؤتمر ينظمه ناهبو ثروات مصر، هو نفسه المؤتمر الذي سيعود على الوطن بالخير، أو الذي نتمنى أن يعود على الوطن بالخير، أو الذي نتوقع أن يعود على الوطن بالخير، أو الذي نرجو، أو الذي نحلم، يا مثبت العقل، ليكن، أخبرونا كيف؟، أفضل من المزايدة أن تخبرونا، أكرم من المعايرة بالوطنية الرعناء أن تبصرونا، أشرف من التلويح بجوع الفقراء والمساكين، أن تنبهونا، اكسبوا فينا ثواب، نريد أن نكون مصريين مثلكم، أجيبونا وأجركم على الله، كيف سيتغير الحال بمؤتمركم؟، من يضمن أن المليارات التي ستتدفق من الصومال وزامبيا وغامبيا وبلاد تركب الأفيال، سوف تعود بالنفع على ملايين المصريين؟، ما هي خبراتنا السابقة مع النظام التي تبشر بأنه تاب عما سرق ونهب، وسوف تتغير قناعاته السياسية، وتوجهاته الاقتصادية، وانحيازاته الطبقية، وسيعمل أخيرا ببركة سيدنا الحسين لما فيه خير حبايب السيدة، والعدرا أم النور، ويغدق من فضل غيره على المستضعفين في الأرض؟.
تعرفون مثلما نعرف، هذا بلد مركزي، لا حق فيه لأحد سوى حكامه، مليارات تدخل، ومليارات تخرج، ومليارات سوف تدخل وتخرج، دون علم أحد، سواهم، نحن ضيوف غير مرحب بنا في أوطاننا، منذ متى هم يقيمون لنا وزنا، ومنذ متى مطالب الثورات تتحقق على يد الثورات المضادة؟، أي عبث علينا أن نسلم به كي تمنحوننا صكوك وطنيتكم، ألا سحقا لكم ولتواطنكم الفارغ إلا من مصالحكم، وتربيطاتكم.
هذا نظام وصفه مؤيدوه بأنه لا يعمل لصالح الناس، أحمد السيد النجار، الخبير الاقتصادي، ورئيس مجلس إدارة الأهرام، يصفهم، ونحن لم نزل في النقطة 15 مليار دولار، مساعدات وهبات خليجية، يصفهم النجار في مقاله الهام “الاقتصاد والإرهاب والحريات”، بدعم الرأسمالية الأجنبية، والسفه، والتسيب، فكيف بخصوم النظام، ومعارضته إذا تجردت لتحليل سياساته الاقتصادية، وكأننا نحتاج لتعريف المعرف!
في موقف أقل خطرا، وأكثر استقرارا للجنرالات، قال الشاعر الكبير أحمد فؤاد نجم أنه يتمنى أن يأتي اليهود ليخلصونا من حكم العسكر، وحين سألته الإعلامية وفاء الكيلاني في ذلك، رد بالحرف الواحد: “إنشا الله يارب ييجي الشياطين الحمر ويخلصونا من العصابة دي، دي مش حكومة ده تشكيل عصابي يا بنتي”.
البعض قد يرى مبررا أن “نجم” رحمه الله قد غلب عليه مجازه، إلا أنها الحقيقة المجردة، التي يعرفها رجل قضى حياته في مناهضة حكم العسكر، خسائرنا في حكمهم تفوق كل ما دفعناه، وما يمكن أن ندفعه ونحن نواجه احتلالا، على الأقل المحتل سيوحد الشعور الوطني في مواجهة عدو واضح، لن يكون له من البجاحة، ما يتيح له أن يتاجر بفقرنا، ويطالبنا بالمزيد من الجوع تحت شعارات وطنية!!.
إن كل من يسوقون هذا المؤتمر للناس، هم خصوم الثورة قولا واحدا، ذلك لأن كل ما يقوم به قائد الانقلاب العسكري في مصر منذ 3/7 وحتى الآن لا هدف من ورائه سوى إخماد هذه الثورة واحتوائها، من مسكنات الوطنية، وأم الدنيا، ونور “عنينا” إلى التخويف بالفقر، ووقف الحال، ومصير العراق وسوريا، ترغيب وترهيب، وحدات سكنية، واعتقالات، مؤتمر اقتصادي، واغتصاب في أقسام الشرطة، عصا وجزرة، المهم أن تذهب الثورة إلى غير رجعة ويعود الحال كما كان، وتستتب السبوبة للجنرالات، وتعود “الميغة” دون منغصات، أو قلق.
الطريق إلى الجحيم مفروش بالنوايا الحسنة، ربما، وهذا عندي بعيد، ربما تكون “نية” بعض المروجين/ المهللين/ المزورين وعي الناس بهذا المؤتمر حسنة، يتعلقون بالأمل ما بعد بعد الأخير، ينتظرون من الحدأة أن تلقي إليهم بالكتاكيت، ينتظرون السمنة من ورك النملة، كما كان يقول أهلنا، ينتظرون المستحيل، هذا شأنهم، وتلك نواياهم التي تعنيهم، وتخص لقائهم بالله وموقفهم أمامه، سبحانه عالم السر وأخفى، أما في دنيا الناس فهؤلاء هم خصوم الثورة، وحطب النار التي أشعلها فلول مبارك فيها، توشك أن تبتلعها، لولا ممانعة تنحت في صخر الواقع، وتؤمن أن للبيت رب.
نؤمن أن مطالب الثورة لن يحققها إلا الثوار، فلا يقوم الأمر إلا بأهله.
نؤمن أن رجال مبارك – كما قال عم نجم – تشكيل عصابي، لا هم له سوى نهب ثروات البلاد ولا يمكن لعاقل أن ينتظر من ورائه خيرا.
نؤمن أن الثورة المضادة لا تسعى إلا لوأد الثورة، سواء أجرمت بما يستحق المعارضة، أو توددت بما يظن الطيبون أنه يستحق التأييد، كلها وسائل الوغد لاستدراج ضحيته، قبل اغتصابها.
نؤمن أن نجاح الثورة المضادة مؤقت، وأنه ليس علينا إلا أن نبذل ما في وسعنا، كل في موقعه، ونحسن التخطيط والعمل، لتعود الثورة سيرتها الأولى، وأقوى، وتتجاوز بالوطن مصير أسود ينتظرها من استمرار حكم العسكر، ولا نجاة لها منه إلا بسقوط دولتهم، وعودتهم إلى ثكناتهم.
نؤمن أننا نستطيع، فقط لو آمنا جميعا بذلك، وتجاوزنا خلافاتنا.
يخبرونك أنه ثمة أمل، قل نعم، ولكن في ثورة المصريين، لا في دولة الحرامية.
إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟
ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …