‫الرئيسية‬ عرب وعالم باريس تعد الأئمة في فرنسا بدلا من جلبهم من الخارج
عرب وعالم - مارس 13, 2015

باريس تعد الأئمة في فرنسا بدلا من جلبهم من الخارج

نشرت جريدة “هفنغتون بوست” الإلكترونية باللغة الفرنسية، مقالا حول إعداد الأئمة والمختصين في العلوم الإسلامية في فرنسا، إثر زيارة وفد حكومي فرنسي إلى مدينة ستراسبورغ، يضم رئيس الوزراء مانويل فالس ووزيرة التعليم نجاة فالو بالقاسم ووزير الداخلية والشؤون الدينية.

وشملت الزيارة المسجد الكبير بالمدينة، وجامعة ستراسبورغ، حيث صرح فالس بنية حكومته التغيير في طرق تكوين رجال الدين الإسلامي في فرنسا بهدف الحفاظ على قيم الجمهورية العلمانية.

ويكشف كاتب المقال عن التضارب بين رأي مجلس جامعة ستراسبورغ في الثمانينات من القرن الماضي، الذي أفاد بأنه “لا يوجد اختصاص اسمه العلوم الإسلامية، ولا مكان لهذا داخل جامعتنا”، وبين مكانة هذه الجامعة بين 1860 و1950 كقطب للعلوم الشرقية والدراسات الإسلامية، حيث تمتلك مكتبة الجامعة رصيدا هاما من المخطوطات والموسوعات والمجلدات والبحوث التي تجلب الباحثين من كافة القارات، ويضيف أن عدة مؤسسات تعليمية حكومية وخاصة تقدم دروسا في اللغة العربية والتركية والدراسات الإسلامية.

ويؤكد الكاتب على ضرورة مجاراة النسق الأوروبي في التعامل مع هذا الملف، حيث نشأت منذ الثمانينات مراكز ثقافية إسلامية تابعة لتركيا أو المغرب أو الجزائر أو السعودية. ففي أوروبا بدأ المسلمون بالتحرك منطلقين من رغبتهم بالتجديد دون القطع مع المصادر الأساسية والتاريخية للإسلام. فالمسلمون في أوروبا يحظون بالحرية الكاملة في القيام بدراسات عليا في الدين والإسلام والفلسفة واللسانيات، ما يمكنهم من إنشاء روابط بين المجتمع والثقافة والدين والسياسة والدين. وهذه الظروف لا تضاهيها إلا تلك التي تعرفها الولايات المتحدة الأمريكية، ما يوفر للإسلام في الغرب فرصة التطور، وفق تقدير الكاتب.

كما يلاحظ المقال أن أوروبا تمثل محيطا لتقدم البحوث الإسلامية، حيث تحتضن مجتمعا متعدد الثقافات والديانات فريدا من نوعه بالعالم، ما يضمن التواصل بين المذاهب الأربعة (المالكية والحنفية والحنبلية والشافعية) إضافة للشيعة، كما يضمن كذلك التواصل بين الإسلام وسائر الديانات.

ويتحدث الكاتب عن أهمية ظاهرة الزواج المتعدد الديانات في أوروبا، والدخول في الإسلام أو الخروج منه، وهو ما يدفعه للاعتقاد بأن “الإسلام في أوروبا في حالة تفاعل مع كافة مكونات المجتمع”. وهذا من شأنه أن يحد من التطرف الإسلامي “الداعشي” أو “القاعدي” الذي تسرب إلى أوروبا بقنوات “وهابية”.

ويضيف الكاتب أن كليتي ستراسبورغ لعلوم الدين الكاثوليكية والبروتستانتية قبلت في صفوف طلبتها عددا من المسلمين، وأن كليات دينية مسيحية عديدة في أوروبا قبلت أساتذة مسلمين.

ويبيّن التقرير أهمية التبادل الثقافي مع المسلمين في إطار اتفاقيات شراكة عديدة نفذتها جامعات حكومية ومدارس دينية مسيحية ومراكز إسلامية منذ سنة 1970، حيث تم إرساء برنامج بحثي سنوي مشترك يتضمن ندوات تُنشر خلاصتها للعموم. كما تتضمن الاتفاقية معادلة الشهادات، ما يوفر فرصة تمويل تبادل الطلبة والأساتذة.

ولاقت هذه المبادرة تشجيعا من رئيس المجلس الأوروبي السابق جاك سانتر. فقد تولى المجلس عام 1995 تنظيم مؤتمر “تولاد” الذي ناقش توسيع المبادرة إلى الجامعات الإسلامية والمسيحية واليهودية في كامل الدول المتوسطية، ما رفع نسق تبادل الأساتذة والطلبة.

ويستخلص الكاتب من هذا أن الدراسات الإسلامية والبحوث الدينية موجودة في فرنسا قبل مبادرة رئيس الوزراء الحالي، مضيفا أن دولا أوروبية عديدة تُجبر معلمي الدين الإسلامي على اتباع نظام التعليم الحكومي، ما ساعد بنجاعة وسرية على صحوة الإسلام في أوروبا.

ويختم الكاتب بالإشارة إلى أن تخوفه الوحيدة يتمثل في تصاعد نظرية “صدام الحضارة” بين المفكرين والفلاسفة في العالم الإسلامي وبين رجال الدين المسيحي واليهودي، وهي النظرية التي تجعل منها الأحزاب القومية وحتى بعض المنظمات المدنية خبزا يوميا، حسب تعبيره.

ويذكر هنا أن أول رسالة دكتوراه في العلوم الإسلامية تعود إلى 1839 للألماني فريديريك جيروك، حيث بحث عن صورة عيسى في القرآن، داعيا إلى قراءة القرآن دون نية إيجاد أخطاء أو تناقضات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …