ديلى بيست: ماذا سيحدث لو التقى “الإنجيليون” و”داعش”؟
“هناك رؤية مشتركة لنهاية العالم، وتطابق مؤلم بين رؤية (داعش) لنهاية العالم والرواية المسيحية الإنجيلية (الإنجيليون) والتى تشير إلى حدوث معركة كبيرة فى مكان ما شمال شرق القدس، وهى معركة نهائية تنتهى بخسارة المؤمنين الأبطال من قِبَل الدجال، ثم يظهر يسوع من السماء لكسب المعركة للمرة الأولى والأخيرة”.
هكذا سعى الكاتب الأمريكى “جاى مايكلسون” لتناول ما يرى أنه تشابه فى رؤية “داعش” و”الإنجيليون” لنهاية العام ورغبتهما سويا وسعادتهما بالوصول إلى نهاية العالم لتحقيق ما يراه كل منها “النصر الديني” على الآخر، مشيرا ضمنا إلى أنه لو التقى “الإنجيليون” و”داعش” فالمواجهة بينهما ستكون دامية.
التقرير الذى نشره “مايكلسون” على موقع “ديلى بيست” الإخبارى الأمريكى بعنوان: “الإنجيليون وداعش يشعران بالارتياح إزاء سيناريو نهاية العالم” تحدث عن أوجه الشبه المخيفة بين نبوءات نهاية العالم للطائفة المسيحية الإنجيلية وتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، داعيا أن ينقذنا الله من تلك النبوءات فى حال دفع الفريقان العالم نحو حرب نهائية”.
تقرير “ديلى بيست” أشار إلى وجود “عدوين لدودين يعملان على هدف واحد وهو الوصول إلى معركة نهاية العالم فى نفس الوقت والمكان تقريبا”، وعرض تصورا لطرفى المعركة.
تصور “داعش”
فالفريق الأول وهم مجاهدو “داعش”، شرح تصورهم “جرايم وود” فى مجلة “ذا أتلانتيك” مشيرا فيه لأن “التنظيم هو عبارة عن جماعة تقدس الموت وتعتبره السبيل نحو المعركة الأخيرة، وهى جماعة لا تقوم على الإحياء الانتقامى للعبودية والصلب والطرد فحسب وإنما تعيد تأسيس الخلافة الإقليمية التى تمهّد لعودة المهدي، أو المسيح المنتظر” بحسب الكاتب، الذى وصف زعيمها أبو بكر البغدادى بأنه “الخليفة الثامن من الأئمة الإثنا عشر الذين ذكرهم الرسول محمد”، وهى بالطبع رؤية مغلوطة للكاتب الذى يخلط بين التعاليم السنية والشيعية.
وبناء عليه، “فالاستراتيجية العسكرية لداعش تنبع من الغيرة الدينية؛ واحتلالهم دابق السورية مثل لهم انتصارا كبيرا ليس لعدم أهميتها الاستراتيجية، ولكن لأنها حسب نبوءاتهم هى مكان المعركة النهائية، فمثلها مثل “مجدو”، أو هرمجدون، ذلك السهل فى شمال إسرائيل الذى جاءت منه كلمة “هرمجدون” أى معركة نهاية الزمان”.
نبوءة جيوش روما
وبحسب التقرير: “تفيد نبوءة داعش على وجه التحديد بأن جيوش “روما” (وهى لفظة تشير فى الإسلام واليهودية إلى المسيحية على الرغم من أن بعض الخبراء يقولون إنه قد يكون اللفظ مقيدا بالإمبراطورية البيزنطية أو الكفار بصفة عامة) ستتجه إلى دابق، وتخسر فى معركة كبيرة، بعدها، ستتوسع الخلافة المنتصرة”.
ولكن الأمور لن تسير بسلاسة، فسيظهر “الدجال”، وهو شخص يشبه المسيح لكنه ليس هو، وسيبدأ من بلاد فارس التى تُعد عدو داعش الحالي، وسيهزم الخلافة فى معظم أراضيها، وسيتقهقر الباقون ويلجئون للقدس، وهنا يظهر المسيح لينقذ الخلافة، حيث يقتل الدجال ويعيد تأسيس الخلافة وتمكينها.
التصور الصهيو- مسيحي
بالمقابل يشير تقرير “ديلى بيست” إلى أن أكثر من ثلاثة أرباع الإنجيليين الأمريكيين يعتقدون بأننا نعيش فى نهاية الزمان، مشيرا إلى أنه “برغم أنهم لا يدعون إلى التدخل العسكرى فى الوقت الراهن، فإن إيمانهم بتلك النبوءات يعتبر أمرا مرعبا عند وضعها جنبا إلى جنب مع نبوءات العدو”.
ويرى الكاتب أن الصهيونية المسيحية التى يقودها المذهب الإنجيلى لها أثر جوهرى على سياسة الولايات المتحدة، وكانت مدفوعة بأفكار دينية، وسبق أن صرح عضو الكونجرس دان وبستر (جمهورى عن ولاية فلوريدا) فى عام 2011 أنه إذا “توقفنا عن مساعدة إسرائيل، سنفقد يد الله، وسنقع فى ورطة عظيمة”.
ويشير الصهاينة المسيحيون إلى آية فى سفر التكوين (12: 3) يقول الله فيها لإسرائيل: “سأبارك من يبارككم، وألعن لاعنيكم”، ولذلك يقولون أنه “مع اقتراب يوم القيامة، فمن الأفضل أن تكون أمريكا بجانب الفريق الصحيح”.
لهذا يقول “جاى مايكلسون” أن “مباركة إسرائيل، لها معنى محدد ونهاية محددة تعمل من أجل تحقيقها معظم المؤسسات التى تساعد إسرائيل، ومنها مثلا حركة “مسيحيون متحدون من أجل إسرائيل” التى تدعم أجندة اليمين الإسرائيلى المتطرف ماليا وسياسيا”.
ويقوم هؤلاء الصهاينة المسيحيون بدفع الملايين من الدولارات لليهود من أجل الهجرة إلى إسرائيل، على أساس الاعتقاد بأن ما لا يقل عن نصف يهود العالم يجب أن يكونوا فى أرض إسرائيل من أجل أن تقع “نهاية العالم” وفقا لنبوءتهم عن معركة هرمجدون.
وفى أكتوبر الماضي، أعلنت مؤسسة “الزمالة الدولية للمسيحيين واليهود”، وهى أكبر تنظيم مسيحى إنجيلى مؤيد لإسرائيل (بميزانية سنوية تبلغ 111 مليون دولار) بأنها ستقيم برنامج هجرة خاص تنافس به الوكالة اليهودية لتهجير يهود العالم إلى إسرائيل.
وينقل تقرير “ديلى بيست” عن صحيفة “جويش ديلى فوروارد” اليهودية تعليق لـ”أبراهام فوكسمان”، المدير الوطنى لرابطة “مكافحة التشهير”، يقول فيه: “أن هذه الجهود (أى التهجير) من أجل خلاصهم (الإنجيليون)، وليس خلاص اليهود، فهم يفعلون ذلك من أجل المجيء الثانى للمسيح”.
وقال فوكسمان منتقدا جهود هؤلاء الإنجيليون لتهجير اليهود إلى إسرائيل: “إن تنظيم حملة مسيحية لإرسال اليهود إلى إسرائيل عمل غير أخلاقي”.
ويقول تقرير “ديلى بيست” إن هذه الحملات المسيحية تنفق مليارات الدولارات ولها شعبية كبيرة، وأن أكثر من 60٪ من “الإنجيليين البيض” يعتقدون بأن دولة إسرائيل تتوافق مع “نبوءة المجيء الثاني” والتى يحفزها ويحركها تجمع اليهود فى إسرائيل للدفع نحو نهاية العالم فى معركة ضخمة مع قوى الشر، (أولا) فى شمال إسرائيل أو سوريا، وبعد ذلك (ثانيا) فى القدس نفسها، وهذا الهدف يشبه ما ترمى إليه نبوءات داعش حول نهاية العالم.
ومع الكاتب يؤكد أنه لا يشبّه حركة “مسيحيون متحدون من أجل إسرائيل” بتنظيم داعش، إلا أنه يقول “أنهما قد يشتركان فى نبوءات حول المستقبل”، فالمنظمة المسيحية – بحسب قوله – لا تدفع باتجاه ما تؤمن به داعش من الإعدامات والتعذيب وقطع الرؤوس والاستعباد، والمسيحيون الصهاينة لا يبنون دولة ثيوقراطية”.
ويقول: “على الرغم من أنهم يفخرون بتحالفاتهم مع شخصيات رفيعة المستوى فى نخبة الجمهوريين، فإن الدعوات للتدخل العسكرى ضد “داعش” تخرج من صقور السياسة الخارجية وليس المسيحيين التبشيريين”.
ويشدد التقرير على أن 77% من الإنجيليين الأمريكيين يعتقدون بأننا نعيش فى نهاية الزمان، ومثلهم 40% من جموع الأمريكيين “الذين لا يبشرون بإنقاذ البقية منا من الخطيئة وإنما إنقاذنا من المحن الوشيكة أيضا”.
ويشير إلى أن أمريكا خاضت الحرب مرتين ضد العراق وهو ما يزيد النار اشتعالا، وباتت تقف الآن على حافة حرب ثالثة، ولكنها هذه المرة مختلفة، بعدما وجد “الصهاينة المسيحيون” شركاء لهم (داعش) فى نبوءاتهم المروعة: “طائفة دينية وحشية تريد جرف “روما” نحو الحرب وتفعل كل ما بوسعها لاستفزازها، وليس لنا ملجأ إلا الله إذا ما قرر الجانبان الاشتباك”، بحسب الكاتب.
إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟
ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …