تعرف على الراحل حارث الضاري شيخ السنة في العراق
مع إعلان هيئة علماء المسلمين في العراق اليوم الخميس وفاة أمينها العام الشيخ حارث الضاري، بدت مراسم الحزن في صفوف أهل السنة في العراق واضحة؛ فالرجل يعد أحد أبرز علماء السنة في العراق، وكان يقيم في عمان بعد الاحتلال الأمريكي للعراق العام 2003، وقد عرف بمواقفه القوية المناهضة لهذا الاحتلال وللمد الشيعي.
والشيخ الضاري هو حارث بن سليمان بن ضاري بن ظاهر بن محمود الزوبعي الشمري الطائي، ولد في قضاء أبي غريب التابع لمحافظة بغداد عام 1941م، ويقيم في العاصمة الأردنية عمان منذ الاحتلال الأمريكي للعراق، وهو من أكبر المناهضين للاحتلال الأمريكي ولطريقة الحكم الحالية في العراق.
نشأ في كنف والده الشيخ سليمان وأخذ عنه الالتزام الديني الذي عرف به الشيخ سليمان الذي كانت تربطه بعلماء العراق علاقات وثيقة؛ حملته على انتداب أبنيه (مطلق) و(حارث) لدراسة العلوم الشرعية، فانتدب لهما معلمًا لإقرائهما القرآن، ثم ابتعثهما الى المدرسة الدينية الأقرب على مضارب عشيرة زوبع وهي مدرسة الآصفية الدينية في الجامع الكبير في الفلوجة المعروفة بمدرسة الشيخ عبد العزيز نسبة إلى الشيخ عبد العزيز السالم السامرائي (رحمه الله) مؤسسها ومدرسها الأول، وصاحب الفضل الكبير على العلم وطلبته في الفلوجة والمناطق المحيطة بها.
درس الفقه الشافعي وعلوم اللغة وشيئًا من الحديث والتفسير والمنطق، ثم انتقل بعدها للدراسة في بغداد التي درس فيها على يد جماعة من علمائها أمثال:
1_ الشيخ فؤاد أفندي الآلوسي (رحمه الله) وأخذ عنه شيئًا من النحو والصرف.
2_ الشيخ عبد القادر الخطيب (رحمه الله) وأخذ عنه دروسًا في البلاغة.
3_ الشيخ الحاج نجم الدين الواعظ (رحمه الله) ودرس على يديه الفقه الحنفي.
وبعد أن حصل على شهادة الثاني عشر الدينية عين إمامًا في أحد مساجد بغداد ثم انتقل للدراسة في كلية أصول الدين بجامعة الأزهر الشريف عام 1962م، وحصل منها على (الشهادة العالية) في التفسير والحديث عام 1967م، والتحق مباشرة بدراسة الماجستير في تخصص التفسير التي أتمها عام 1969م، ثم عاد إلى العراق ليعمل مفتشًا في الأوقاف ثم معيدًا في كلية الإمام الأعظم عام 1970.
وسافر بعدها إلى القاهرة ليتم دراسة الماجستير في تخصص الحديث عام 1971، ثم سجل في مرحلة الدكتوراه وعاد إلى العراق، وعمل في هذه المدة محاضرًا في كلية الدراسات الإسلامية، َإضافة إلى عمله في كلية الإمام الأعظم.
رقي إلى مرتبة (مدرس) بتاريخ 16/11/1975م، وسافر في عام 1977م إلى القاهرة لإتمام كتابة أطروحته للدكتوراه (الإمام الزهري وأثره في السنة)، التي أكملها عام 1978 بتقدير (ممتاز) مع التوصية بطبع الرسالة، وعاد بعد ذلك إلى كلية الإمام الأعظم ليترقى فيها إلى مرتبة (أستاذ مساعد) في 16/11/1979م.
وقد تحول أسم هذه الكلية عام 1980 إلى كلية الشريعة بعد انتقالها من وزارة الأوقاف إلى جامعة بغداد، وتركها عام 1997م متقاعدًا بناءً على طلبه بعد خدمة جامعية دامت (27) عامًا، درس وحاضر فيها إضافة إلى كليتي الشريعة والدراسات الإسلامية في:
1_ الجامعة الإسلامية .
2_ المعهد العالي لإعداد الأئمة والخطباء.
3_ معهد التطوير التربوي/وزارة التربية.
وعمل بعدها في الأماكن الآتية:
1_ كلية الشريعة بجامعة اليرموك في الأردن_1997م.
2_ كلية الدراسات الإسلامية والعربية في دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة_2000م.
3_ جامعة عجمان في الفجيرة بدولة الإمارات العربية المتحدة._2002م.
معارضته للحكم
تعتبره الحكومة العراقية المعينة من قبل الاحتلال إرهابيًّا، وأصدرت مذكرة اعتقال بحقه، وهو يعتبر نفسه من الخط الوطني الذي يدافع عن وحدة الشيعة مع السنة، ويعتقد أن عوام الشيعة ليسوا مسؤولين عن حوادث القتل الجماعي التي تعرض لها السنة بعد الاحتلال في 2003.
والشيخ يساند بعض قوى العمل الثوري الإسلامية ضد الاحتلال وخصوصًا التي تنتسب إلى السنة، مثل القاعدة وأبو مصعب الزرقاوي، وبعض فصائل المعارضة المسلحة، وينسبون إلى الشيخ حارث الضاري دخول مجاميع من القاعدة إلى ساحات اعتصام الرمادي مما مهد للمالكي اقتحام الساحة التي كانت تعد أهم ساحة اعتصام للسنة في العراق.
النشاط الاجتماعي
نظرًا لمكانة الشيخ العشائرية وكونه أحد أبناء العائلة التي تتشرف برئاسة قبيلة زوبع العربية المتفرعة عن قبيلة شمر المعروفة؛ قام الشيخ بجهود اجتماعية كبيرة تمثلت في الدور التوجيهي والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وحل الخلافات العشائرية والتحكيم في الفصول العشائرية بين أبناء القبيلة والقبائل الأخرى.
وقد عرف عنه منهجه الذي يميل الى الاصلاح ما أمكن وتغليب التراضي والتنازل بين الأطراف وفق ضوابط معينة إيمانًا منه بأرجحية مبدأ الصلح على مبدأ التحكيم الذي يفتقد الى السلطة الملزمة الكافية في الوسط الذي كان يتحرك فيها الشيخ في تلك الظروف.
المؤلفات
أولاً: الكتب
1- الإمام الزهري وأثره في السنة_ مكتبة بشار_ الموصل_ 1985م.
2- القرآن الكريم، تلاوته ومعانيه للصف السادس الإعدادي ، مشاركة مع آخرين_ 1983م.
3- محاضرات في علوم الحديث_كتاب منهجي في الكليات والمعاهد الإسلامية في العراق.
أ. ط1/1985_ مطبعة جامعة الموصل.
ب. ط2/1995_بغداد.
ج. ط3/1997_بغداد.
د. ط4/2000_دار النفائس_عمان_الأردن.
وطبع بعدها عدة طبعات.
ثانيا: البحوث والدراسات
لفضيلة الشيخ بحوث ودراسات عديدة في موضوعات: الحديث وعلومه والتفسير وعلومه والأديان وحقوق الإنسان والثقافة الإسلامية العامة، وهي:
1_ علم الجرح والتعديل
2_ الإسناد عند المحدثين
3_ التعارض والترجيح في الحديث
4_ الإدراج في الحديث
5_ التصحيف في الحديث
6_ المكاتبة عند المحدثين
7_ الكتب الستة ومكانتها عند المسلمين
8_ الإمام مجد الدين بن الأثير وجهوده في الحديث
9_ الأربعينيات في الحديث
10_ حقوق الإنسان والتمييز فيها
11_ أبو هريرة الداعية
12_ الماسونية والأديان السماوية
13_ وحدة الأمة ووسائل المحافظة عليها.
إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟
ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …