‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير لماذا يحتفي إعلام اليمين الأمريكي المتطرف بثورة السيسي الدينية؟
أخبار وتقارير - مارس 10, 2015

لماذا يحتفي إعلام اليمين الأمريكي المتطرف بثورة السيسي الدينية؟

احتفت فضائيات وصحف اليمين المسيحي الأمريكي المتطرف بدعوة المشير عبد الفتاح السيسي لما أسماها الثورة الدينية، وذلك منذ انتهاء بريت باير مقدم برنامج “سبيشيال ريبورت” على شبكة فوكس نيوز الأمريكية من المقابلة التي أجراها مع السيسي، والتي تضمنت تجدد الدعوة لإحداث ثورة داخل الإسلام”.

وكتب باير على موقع “انستجرام” أمس الإثنين: “الليلة على “سبيشيال ريبروت” موعد بث مقابلتي الحصرية مع عبد الفتاح السيسي، التي سجلت الأحد من قصر الرئاسة بالقاهرة”.

وبحسب باير، فإن السيسي حث الولايات المتحدة على تقديم المزيد من المساعدات في الحرب ضد الإرهاب، كما وعد بخلق قوة عربية مشتركة ضد داعش، وجدد دعوته إلى ثورة ضد الإسلام.

الموقع الرسمي لـ”فوكس نيوز” نوَّه أيضًا إلى أن المقابلة ستذاع السادسة مساء أمس الإثنين بالتوقيت الشرقي الأمريكي، وهو ما يعادل الواحدة صباح اليوم الثلاثاء بتوقيت القاهرة.

السيسي- وفقًا للشبكة يمينية التوجه- تحدث عن التهديد الذي يمثله مسلحو تنظيم الدولة على مصر، كما تطرقت المقابلة إلى آرائه حول القيادة الأمريكية بالمنطقة.

العجيب أن الاحتفاء بتصريحات السيسي لم تقف عند حد الرئاسة، بل امتد الاحتفاء المتبادل حتى وصل إلى مشيخة الأزهر؛ حيث استقبل أحمد الطيب، شيخ الأزهر وفدًا أمريكيًّا من المتخصصين في شؤون الأمن القومي والإعلام برئاسة كيتي مكفرلاند، كبير مذيعي قناة “فوكس” الأمريكية، مؤكدًا ضرورة تجفيف منابع الإرهاب ووقف إمداد الجماعات المتطرفة بالسلاح، حسب وصفه.

من جهته، قال الكاتب الصحفي وائل قنديل: إن اختيار النظام المصري صحيفة “واشنطن تايمز” الصهيونية للوصول إلى الرأي العام الأمريكي تكشف الارتباط الوثيق بين منظومة الانقلاب المصرية، ودوائر اليمين الأمريكي المعادي للعرب والقريب للغاية من اللوبي اليهودي.

وذكر قنديل أن صحيفة “واشنطن تايمز” التي اختصتها إدارة الانقلاب بنشر مقال يحمل اسم الجنرال عبد الفتاح السيسي يحمل رؤية الإدارة المصرية الجديدة للاقتصاد والسياسة هي ذاتها التي اختارها نبيل فهمي أول وزير خارجية لمصر في عهد الانقلاب لكي يخاطب من خلالها الشعب الأمريكي، مستبعدًا أن يكون اختيار النظام المصري هذه الصحيفة اعتباطًا.

لقد كان نبيل فهمي سفيرًا لمصر في الولايات المتحدة لفترة طويلة، وكذلك وزير الخارجية الذي جاء بعده سامح شكري، ومن ثم من السذاجة أن النظام المصري اختار هذه الصحيفة اعتباطًا للوصول إلى الرأي العام الأمريكي، الذي يحمل اللوبي الصهيوني مفاتيحه.

ونقل الكاتب في مقالته الموسومة بـ”السيسيون الجدد” بعض المعلومات المتعلقة بتلك الصحيفة الصهيونية؛ حيث قال: “أُسست واشنطن تايمز عام 1982 على يد مؤسس كنيسة التوحيد الأمريكية “Unification Church” الملياردير ورجل الأعمال والقس (من أصل كوري) يدعى سون مسونج موون.

وادعى هذا الشخص قبل وفاته عام 2012 النبوة، وأن الله اختاره ليؤسس جنة الله على الأرض، ومنحه مبادئ ربانية تعتبر نسخة ثالثة من الإنجيل والقرآن حسب زعمه.

وترتبط كنيسة التوحيد بعلاقات متشابكة مع قادة اليمين المسيحي المتطرف المعروف بولائه المطلق لـ”إسرائيل”، وعداء لكل ما يتعلق بالعرب والفلسطينيين والمسلمين.

ويرى بعضهم أن صحيفة “واشنطن تايمز” بمثابة المنبر الإعلامي الورقي الأهم للمحافظين الجدد في العاصمة الأمريكية بما توفره من مساحة لنشر بروباجاندا مؤيدة لسياساتهم ومواقفهم.

وأضاف قنديل أن الارتباط بين منظمة الانقلاب ودوائر اليمين المعادي للعرب القريب من اللوبي الصهيوني، لم يتوقف عند الشخصيات الرسمية فقط، بل تجاوزه إلى كل النخب العاملة في خدمة الانقلاب، وهي النخب التي لا تخفي إعجابها بـ”إسرائيل” وتعلن عداءها للمقاومة والشعب الفلسطيني، بحسب قوله.

وأشار إلى أن أحد هؤلاء من المصريين الأمريكيين والذي كان في طليعة المشاركين في زفة السيسي بنيويورك، وهو ضيف دائم على الفضائيات العربية، له لقاء طويل متلفز يتحدث فيه وسط أصدقائه من اليهود المحافظين قبل أربع سنوات في إحدى الجامعات الكندية عن روعة “إسرائيل” وبشاعة العرب الأوغاد.. الرجل في ذلك اللقاء يقول بكل فخر: “الشيء الذي أتذكره في أول زيارة لي لـ”إسرائيل” عند وصولي إلى المطار هي كلمة السلام. وكنت مندهشًا من وجود كتابة عربية على علامات الطرق إلى جانب العبرية والإنجليزية”.

ثم يخلص إلى القول: “إذا كانت هذه الدولة العظيمة تهتم بهذه الأقلية العربية بهذا الشكل كيف إذن تتهم بالعنصرية. يجب على هؤلاء النظر إلى أنفسهم أولًا قبل اتهام “إسرائيل””.

وعلق قنديل أن الرجل يقصد بالطبع بالـ”هؤلاء” العرب الهمج المتخلفين الذين يعيشون عالة على “إسرائيل” الوديعة المسالمة ويعكرون تحضرها ورقيها، بحسب كلامه.

وأضاف الكاتب المصري: “يعرف الانقلاب أن أوراق اعتماده في “إسرائيل”، وبالتالي يمارس نوعًا من الانسلاخ التام عن التاريخ والتكوين الثقافي، ويتحرك منشغلًا بإرضاء المتحكمين بمعادلات السلطة في المنطقة، ولا يتورع عن ازدراء شعبه وقيمه، طلبًا للالتحاق بالمشروع المهيمن.

وتابع قنديل: “لم يكن من قبيل المصادفات أن تكون أولى صيحات الترحيب بالسلطة الجديدة في القاهرة صادرة عن الكيان الصهيوني، فالثابت أن أحدًا لم يستفد مما جرى من انقضاض مبكر على ديمقراطية مصر الوليدة مثل “الإسرائيليين”، الذين احتفلوا بمصر العائدة إلى بيت الطاعة الأمريكي، حتى وإن أنتجت مسلسلات فكاهية عن أسر قائد الأسطول السادس، وأعلنت استعدادها لمساعدة الشعب الأمريكي في التخلص من استبداد إدارة أوباما”، بحسب كلامه.

وحسب المقال فإن “الدعم الذي يحظى به العسكر في مصر والهجمات على الحراك الإسلامي من قبل معهد “ويستمنستر” وقادة البنتاجون المرتبطين به هو إعادة إحياء لنمط السياسات المتطرفة ضد “الزحف الإسلامي الأخضر” التي تميز بها عهد ريجان!”.

وتابع أن متطرفي الكونجرس زاروا مصر للامتنان للعسكر وربط الإخوان المسلمين باعتداءات 11 سبتمبر واعتبار العدوان على سوريا علامة من علامات الآخرة التي وردت في التوراة!!.

فى نهاية سبتمبر الماضي عاد إلى أمريكا وفد يشتمل ضمن أعضائه على عدد من المسئولين العسكريين الأمريكيين الكبار المحالين على التقاعد بعد زيارة إلى مصر نظمها مركز للمعلومات اسمه معهد ويستمنستر يتخذ من ولاية فرجينيا مقرًّا له”، كال المسئولون العسكريون بعد عودتهم المديح للتدخل العسكر المصري ونفوا أن يكون ما حدث في مصر انقلابًا.

وكان أعضاء الوفد الذين يرتبط عدد كبير منهم بمراكز تفكير محافظة وبمنظمات مسيحية (اليمين المسيحي المتطرف) قد قضوا يومين في مصر أجروا خلالهما لقاءات متعددة، بما في ذلك اجتماع استمر ساعتين مع السيسي، ولقاء بعمرو موسى، وآخر مع زعماء حركة تمرد، وآخر مع رأس الكنيسة القبطية البابا تواضروس الثاني، وآخر مع “رجال أعمال محليين”.

وكان المشاركون في الوفد قد عقدوا مؤتمرًا صحفيًّا للحديث عن رحلتهم في مقر النادي الصحفي في واشنطن العاصمة، عبروا خلاله عن سعادتهم باستيلاء العسكر على السلطة في مصر وتحمسهم لهم، حتى إن أحد المشاركين مدح السيسي، واصفًا إياه بأنه “يوشك أن يكون واشنطونيا”! وحث وفد معهد ويستمنستر الإدارة الأمريكية على تقديم الدعم الكامل للعسكر في مصر حتى لا تفقد الولايات المتحدة الأمريكية حليفًا في المنطقة غاية في الأهمية.

من الجدير بالذكر أن منظمة هيومان رايتس واتش أدانت في أغسطس الماضي قوات الأمن المصرية بسبب ما وصفته بـــ”الاستخدام المتعجل والهائل للقوة الفتاكة لفك الاعتصامات”، والذي اعتبرته المنظمة الدولية “أخطر حدث قتل جماعي غير مشروع في تاريخ مصر المعاصر”.

وفي أكتوبر أشارت منظمة العفو الدولية إلى ما اعتبرته استخدامًا “مبالغًا فيه وغير مبرر للقوة الفتاكة” من قبل قوات الأمن.. لقد قتل ما يزيد عن ألف شخص فى عمليات القمع العسكرية واعتقل ما يقرب من ألفي شخص.

ترأس وفد معهد ويستمنستر كلاًّ من الماجور جنرال المتقاعد بول فالي والسيد باتريك سوخديو رئيس مجلس إدارة معهد ويستمنستر والمدير العالمي لجمعية خيرية مسيحية مقرها المملكة المتحدة اسمها صندوق بارنابا (والتي كتب لصالحها مقالاً حول الرحلة بعنوان “رفض التطرف الإسلامي في الخارج وفي الداخل”).

يذكر أن الجنرال فالي هو مؤسس منظمة اسمها “انهضى أمريكا” (والتي روجت أيضًا لنتائج زيارة الوفد إلى مصر) وله علاقات بعدد من المبادرات اليمينية.

وهو الذي دافع عن التغذية الإجبارية بالقوة فى معتقل جوانتانامو بيه وأثار شكوكا حول ما إذا كان الرئيس أوباما مستوفيًا لشروط الترشح للرئاسة بموجب الدستور الأمريكي، وتكلم أمام “قمة القدس” التي ترى إسرائيل فى مركز الصدارة في الحرب التي تشن نيابة عن “الحضارة اليهودية المسيحية”.

كما شارك في الوفد كل من الكولونيل المتقاعد كين أوللارد أحد المحررين فى “شئون أمن العائلة- مهام الدعم الاستخباراتي”، واللوفتينانت كولونيل بيل كوان والسيد سيباستيان غوركا، وكلاهما من مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات.

وحسبما صرح به الماجور فالى، كانت تيرا دال هى التى رتبت لقاءات الوفد فى القاهرة. وتارا دال توصف بأنها “زميلة كونجرس فى معهد ويستمنستر” وهى التى وصفت أيضا فى مقالة نشرت فى شهر أغسطس بأنها “كبيرة مراسلى انهضى أمريكا فى الشرق الأوسط”.

المثير للاهتمام أن دال عملت أيضا مساعدة شخصية لمرشحة اليمين المسيحى النائب ميشيل باكمان التى قامت بزيارة إلى مصر أصبحت مدعاة للسخرية فى كثير من الأوساط حيث عبرت عن الامتنان للعسكر فى مصر وربطت الإخوان المسلمين باعتداءات الحادى عشر من سبتمبر.

وكانت باكمان قد ادعت مؤخرا بأن سياسة أوباما فى سوريا تعتبر علامة من علامات الآخرة التى ورد ذكرها فى التوراة.

كما أن باكمان تؤيد بحماس إجراء تحقيق فى مزاعم “اختراق عميق” للحكومة الأمريكية من قبل الإخوان المسلمين، ولتيرا دال جهد مهم فى هذا المجال استحقت بسببه مديحا من سيباستيان غوركا الذى وصف عملها بأنه مذهل.

حينما اعتبر “سالون” نشاطات باكمان تصيّدا للمسلمين وانحيازا ضدهم، سارعت لجنة مكافحة التمييز إلى حث من يقوم بذلك على “التوقف عن تسريب نظريات المؤامرة التى تتحدث عن معاداة للمسلمين”. وفى مقالة لأستاذ العلوم السياسية فى جامعة أوكلاهوما سامر شحاتة نشرت فى نيويورك تايمز علق فيها على رحلة ميشيل باكمان إلى مصر، أشار شحاتة إلى ما أسماه “تلاقى المصالح بين قادة الانقلاب فى مصر وخصوم الإسلام داخل الكونجرس”.

ولكن ماذا عن معهد ويستمنستر نفسه؟ لقد تأسس المعهد عام ٢٠٠٩ بهدف دعم “الكرامة والحرية الفردية للبشر حول العالم من خلال تبنى أبحاث مستقلة عالية الجودة مع تركيز خاص على الخطر الذى يشكله التطرف والأيديولوجيات الراديكالية”.

كان دخل المعهد فى السنة الأولى يزيد قليلا عن عشرين ألف دولار ما لبث أن ارتفع عام ٢٠١٢ إلى ما مجموعه ٢٨٩،٦٤٩ دولارا.

الموظف الوحيد الذى يرد ذكره فى صفحة المعهد على الإنترنت هو المدير التنفيذى كاثرين غوركا، زوجة سيباستيان. من آخر أعمال كاثرين غوركا اشتراكها مع باتريك سوخديو فى تحرير كتاب بعنوان: “خوض الحرب الأيديولوجية: الاستراتيجيات الرابحة فى مواجهة الشيوعية والإسلام”.

كتب بيتر هانافورد، وهو محترف فى العلاقات العامة عمل مع الرئيس الأمريكى الأسبق رونالد ريجان، مقالا فى واشنطن تايمز يمتدح فيه الكتاب بأنه لعله “أفضل ما ستقرأه هذا العام”.

تضمنت مناسبات معهد ويستمنستر مؤتمرا من يوم واحد فى سبتمبر فى مركز “زائر العاصمة الأمريكية” بعنوان “القاعدة والإخوان والمسلمون: نحو استراتيجية أمريكية جديدة”.

نقل عن سوخديو أنه أخبر المشاركين فى المؤتمر بأنه يتوجب على أمريكا “إعادة اكتشاف هويتها فى الحرية والفضيلة المنبثقة عن العقيدة المسيحية-اليهودية”. فى مناسبات سابقة، تحدث محاضرون استضافهم معهد ويستمنستر حول “مكافحة التخريب” ووصف بعضهم الولايات المتحدة الأمريكية بأنها “آخر معاقل الحرية والأمل لكل البشر الذين يعيشون تحت نير الطغيان”.

عضو الوفد الذى زار مصر سيباستيان غوركا كان أيضا أحد الذين أسهموا فى نشاطات معهد ويستمنستر.

وغوركا هذا له ارتباطات متعددة بجماعات يمينية فى أمريكا بما فى ذلك منظمة “الوقف من أجل الحقيقة فى الشرق الأوسط” المؤيدة لإسرائيل، والتى عقدت ندوة عام ٢٠١٢ حول السياسة الخارجية للولايات المتحدة استضافت فيها غوركا وضيوفا آخرين، قدمت خلالها توصية لجمهور الحاضرين باعتماد معهد ويستمنستر ومجموعات أخرى مثل “اعمل لأجل أمريكا” كوسائل لــــ”الصدع بالحقيقة” فى كابيتول هيل، مقر الكونجرس الأمريكى.

وحسب مراقبين أمريكيين فإن “متطرفو الكونجرس زاروا مصر للامتنان للعسكر وربط الإخوان المسلمين باعتداءات 11 سبتمبر واعتبار العدوان على سوريا علامة من علامات الآخرة التى وردت فى التوراة”.

وأضافوا أن “الدعم الذى يحظى به العسكر فى مصر والهجمات على الحراك الإسلامى من قبل معهد ويستمنستر وقادة البنتاجون المرتبطين به هو إعادة إحياء لنمط السياسات المتطرفة ضد «الزحف الإسلامى الأخضر» التى تميز بها عهد ريجان!”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …