‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير خبراء: الانتحار “تمرد” على خنق الحكومة للمواطن
أخبار وتقارير - مارس 9, 2015

خبراء: الانتحار “تمرد” على خنق الحكومة للمواطن

“الانتحار غرقا”.. بهذه الطريقة قرر الشاب محمد عبد الحميد موسى، ابن قرية “مليج” بالمنوفية، التخلص من حياته بعد أن حاصرته الهموم والمشاكل النفسية والمالية، متجاهلا كل الأبعاد الدينية والمجتمعية لما أقدم عليه بعد أن أضحت حياته بلا طعم ولا لون، بحسب مقربين له.

محمد عبدالحميد 27 عاما، ألقى بنفسه، صباح اليوم، في إحدى الترع الكبرى بمدينة شبين الكوم، والتي يطلق عليها الأهالي “بحر شبين الكوم”، ليعلن بذلك انضمامه لقائمة المنتحرين المتصاعدة في مصر، والتي ارتفعت بشكل ملحوظ بعد أحداث الثالث من يوليو 2013، وهو ما يرجعه خبراء ومراقبون إلى ارتفاع تكاليف الحياة، وتزايد عمليات القمع والعنف من قبل الأجهزة الأمنية تحت شعار مكافحة الإرهاب والعنف.

وأعلنت مديرية أمن المنوفية، صباح اليوم، تلقيها إخطارا بمصرع محمد عبد الحميد موسى 27 عاما، وهو مقيم بقرية مليج التابعة لمركز شبين الكوم غرقا، بعد أن ألقى بنفسه فى إحدى ترع شبين الكوم بسبب مروره بضائقة نفسية ومالية يمر بها.

وأوضحت المديرية- في بيان لها- أنه بعد عملية انتشال الجثة تم نقل الشاب المتوفى إلى المستشفى، وبتوقيع الكشف الطبى عليه تبين أن سبب الوفاة إسفكسيا الغرق، وبسؤال عمه أقر بأن الحادث جاء بسبب ظروفه النفسية والمالية، نافيا وجود شبهه جنائية.

مصر دولة المنتحرين

وبحسب مراقبين وأخصاء نفسيين، فإن عالم الانتحار شهد في مصر منذ الثالث من يوليو 2013 نقلة نوعية، حيث تؤكد إحصائيات الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء وصول عدد المنتحرين بنهاية عام 2014 إلى 79 حالة، كان النصيب الأكبر منهم في شهر أكتوبر الذي شهد انتحار 25 شخصًا، والغريب أن القائمة لم تخلُ من الأطفال، حيث انتحرت فتاة لم تتجاوز (13عامًا) بسبب خلافات مع زوجة والدها، بينما شهد يوما 8 و9 من شهر ديسمبر، انتحار 4 حالات، الأولى لشاب شنق نفسه بـملاية السرير في الدقي، وفتاة قفزت من كوبري قصر النيل، وروسي ونمساوي في محافظة البحر الأحمر، لأسباب مادية ونفسية.

وكشف تقرير منظمة الصحة العالمية، في سبتمبر الماضي، بذكرى حلول اليوم العالمي لمنع الانتحار، أنه على الرغم من تقلص حالات الانتحار فى العالم العربي مقارنة بدول أجنبية أخرى، إلا أن الشباب العربي في إقليم شرق المتوسط الذي تتبعه مصر تزيد حالات الانتحار بينهم بسبب الأوضاع الإقتصادية والبطالة.

وقد أرجع الخبراء والسياسيون ارتفاع أعداد المنتحرين في مصر، إلى أزمات نفسية يعاني منها المنتحرون، وتتصل بتفاقم الأزمات المعيشية، خاصة الفقر والبطالة، لافتين إلى أن الشباب فقدوا الأمل في تغيير مستوياتهم الاقتصادية والسياسية.

ارتفاع معدلات الانتحار ينذر بكارثة

وفي السياق ذاته، حذر خبراء من تنامي ظاهرة انتحار المواطنين، وشبهوا تلك المرحلة بمرحلة ما قبل ثورة 25 يناير، مؤكدين أن عدد المنتحرين مرشح للزيادة في ظل صعوبة الأحوال المعيشية.

وقالوا- في تصريحات سابقة لـ”وراء الأحداث”: “إن تلك الظاهرة ربما يترتب عليها- في المرحلة المقبلة- تنامي ظواهر أخرى مثل البلطجة والسرقة في المجتمع، وربما تنتهي بثورة جياع”.

حيث أرجعت الدكتورة عزة كُريم، أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، أسباب تزايد عدد حالات الانتحار إلى نفس الظروف المعيشية خلال المرحلة التي سبقت ثورة 25 يناير، مشيرة إلى أن المواطنين يعانون الآن من ارتفاع الأسعار والإحساس بضبابية المستقبل، فضلا عن فصل عدد كبير من العمال.

وأضافت: “عدنا للضغوط المجتمعية القاسية قبل ثورة 25 يناير، نلاحظ أنه زاد قبل ثورة يناير لأن الضغوط وصلت للقمة، ويجب على الدولة أن تقف وقفة تجاه ذلك، فالدولة الواعية ترى في تزايد حالات الانتحار مؤشرًا لتفاقم المشكلات، في ظل معاناة مجتمعية كاملة، فكلنا نشعر بارتفاع الأسعار وزيادة التضخم وقلة الدخل، خاصة عند منخفضي المستوى الاجتماعي”.

وتوقعت د. عزة تزايد انتشار ظاهرة البلطجة والسرقة عقب تفاقم تلك الظاهرة، مشيرة إلى أن المزيد من الانتحار يؤدي إلى التمرد الذي لا نعلم إلى أين يصل بنا، خاصة أنه في ظل القمع الحالي من يتمرد ويعاند مصيره السجن، وقالت: “إن تفاقم تلك الظاهرة التي وصلت لـ15 حالة انتحار في شهر واحد هو مؤشر خطر جماعي، وضوء أحمر لمطالبة المجتمع الدولة بحلها؛ حتى لا تخرج عن نطاق السيطرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …