‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير مصر ترفع الراية البيضاء في “سد النهضة”
أخبار وتقارير - مارس 8, 2015

مصر ترفع الراية البيضاء في “سد النهضة”

فشلت مشاورات “سد النهضة” والتي كانت بين دولتي المصب، مصر والسودان، من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر، حيث انتهت اجتماعات دول منابع الحوض الشرقي لنهر النيل بحضور وزراء الخارجية والري لمصر وإثيوبيا والسودان باعتراف مصر بالسد “كأمر واقع”، وذلك بعد الاتفاق على وثيقة “تقاسم مياه النيل” بين الدول الثلاثة.

وكانت إثيوبيا قد رفضت، خلال الاجتماعات التي تمت في الخرطوم من 3 – 5 مارس الجاري، تقديم أي تنازلات لبناء الثقة مع مصر أو أي تعديلات على سد النهضة.

وتنص وثيقة تقاسم “مياه نهر النيل”، والتي من من المقرر أن يوقع عليها رؤساء الدول الثلاث، على أهمية وجود مبادئ تحكم التعاون فيما بينهم للاستفادة من مياه النيل الشرقي، وسد النهضة الإثيوبي، والتغلب على الشواغل والقضايا العالقة التي تؤثر على دولتي المصب في مصر والسودان.

وأكد مراقبون وخبراء أن هذه الوثيقة تعبر عن فشل الجانب المصري في المفاوضات، الذي لم يتطرق إلى حجم سد النهضة، والذي يعد الأمر الأكثر خطورة، محذرين من خطورة هذا السد على نصيب مصر من مياه نهر النيل.

وقال الدكتور محمد نصر الدين علام، وزير الري الأسبق، إن الاجتماعات تفرغت فقط لمناقشة كيفية إدارة السد، وتغاضت عن مناقشة حجم السد، معتبرة أن المواصفات الحالية أمر مسلم به وغير مقبول طرحها على مائدة المفاوضات، مشيرًا إلى أن هناك تراجعا ملموسا وواضحا للمختصين؛ لانعدام الرؤية لدى المعنيين بشأن السد.

واتهم علام المسئولين عن ملف “سد النهضة” بالفشل، وذلك في ظل التعتيم على نتائج اجتماع الخرطوم الأخير، موضحًا أن الجانب الإثيوبي نجح في فرض مطالبه وحصل عليها، بعيدا عن مصالح دول المصب، التي ما زالت تسعى لتشكيل منظمة تجمع الدول الثلاث مصر، والسودان، وإثيوبيا؛ لتقسيم المياه فيما بينهم، مما يؤدي في النهاية إلى إلغاء كل الاتفاقيات السابقة التي كانت تقر حصة مصر التاريخية من المياه.

وحذر من أن سد النهضة لو امتلأ بالماء فلن تصل لمصر نقطة ماء، واصفًا ما يقوم به وزير الرى المصرى حول مفاوضات السد بـ”من يجرى مناقصة لعدة شركات”.

وأضاف وزير الري السابق، خلال لقاء له علي قناة”أون تي في”، “إنه بعد إفاقة الدولة من الغيبوبة والصراع حول كعكة الحكم كان هناك وقت كبير تم استنفاذه لصالح أثيوبيا وفرض الأمر الواقع على مصر”.

وأوضح: “ما زال في أيدينا مصر أوراق رئيسية لفرض وضعها ورد الرد المباشر الذي يثبت حجم مصر وقدرتها علي التأثير وعدم لي ذراعها”.

شاهد وزير الري السابق يتهم الدولة بالفشل في إدارة ملف “سد النهضة”:

ومن جانبه، أكد الدكتور نادر نور الدين، أستاذ الأراضي والمياه بزراعة القاهرة، أن البيان الذي أصدره وزيري الخارجية والري المصريان، يؤكد عدم شفافية ومصارحة للشعب المصري بحقيقة الأمور.

وأشار د. نور الدين إلى أن رد الوزير الإثيوبي بأن بلاده ستلتزم فقط بالتوافق السياسي، أكبر دليل على المأساة التي ستعيشها الأجيال القادمة بعد أن رحل المسئولون الحاليون الحرب إليهم، لكن وقتها ستكون إثيوبيا أقوى وأكثر استعدادا.

وأوضح أن الأمر الأكثر خطورة، فشل مصر في تقليل سعة تخزين بحيرة سد النهضة من 74.5 مليار إلى 14.5 مليار، مضيفًأ أن 136.5 مليون طنا من الطمي تحملهم مياه النيل الأزرق سنويا من شأنها ردم السد، ولذلك سيقيمون سدودا أخرى؛ لمنع وصل الطمي إلى سدهم، وبالتالي لن يكون الأخير على النيل الأزرق الذي يمد مصر بنحو 64% من المياه، بل مجرد بداية لسلسلة مكونة من خمس سدود.

وقال إن هذا الاجتماع تم خلاله الاتفاق على استكمال السد بنفس مواصفاته وشراء مصر للكهرباء، وعدم تعهد إثيوبيا بأي حصة مياه لمصر، إضافة إلى أن سد النهضة لن يكون آخر السدود الإثيوبية، بل سيبنون أربعة آخرين، مضيفا أن رئيس وزراء إثيوبيا صرح فور عودته إلى بلاده، أنهم سيلتزمون فقط بالاتفاق السياسي مع مصر دون الفني أو المائي، فضلا عن عدم التلويح بالحروب والالتزام بالحلول السلمية للمشاكل.

وأوضح الدكتور هاني رسلان، رئيس وحدة حوض النيل بمركز الدراسات الاستراتيجية بالأهرام، أن وثيقة تقسيم مياه نهر النيل غامضة، وتحتوى على بنود تضر بالسيادة المصرية، مضيفًأ:” مصر اعترفت بوجود سد النهضة، وضيعت في الوقت نفسه مجهود المفاوضات الأخيرة”.

وتساءل رسلان عن جدوى وجود اللجنة الثلاثية أو المكتب الاستشاري أو الخبراء العالميين، قائلاً إن كل ذلك يعتبر إهدارًا للوقت والجهد وقبل ذلك إهدارًا للمال العام، موضحًا أن إثيوبيا أعلنت رضاها عن الوثيقة في حين أن وزير المياه الإثيوبي قال إنه “لا توجد ضمانات لمصر أو غيرها، وأن سعة السد أمر يخص السيادة الإثيوبية”.

وتابع:” “الحكومة متحفظة عن الإعلان عن وثيقة تقاسم مياه نهر النيل خوفًا من الغضب الشعبي، محملاً وزير الري المسئولية كاملة عن التدهور الذي وصت إليه مصر في المفاوضات، قائلاً: “كان الوزير بيروح إثيوبيا ويجيب الهوا وهو جاي”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …