‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير إمبراطورية الرهبان تستولي على محميات وآثار ومئات الأفدنة
أخبار وتقارير - مارس 4, 2015

إمبراطورية الرهبان تستولي على محميات وآثار ومئات الأفدنة

تفجرت من جديد قضية استيلاء الكنيسة الأرثوذكسية القبطية على أراضي الدولة، وذلك بعد محاولة شركة المقاولون العرب، الأسبوع الماضي، في الشروع في تنفيذ طريق يربط الفيوم بمحافظات مصر عبر الواحات والإسكندرية، وتشرف على تنفيذه القوات المسلحة، حيث تصدى رهبان الدير المنحوت المسمى بـ”الأنبا مكاريوس” بجبل الريان لمعدات الشركة بأجسادهم لمنعها من هدم جزء من الكنيسة.

ولم يكن هذا المشهد هو الأول، حيث دأبت الكنيسة على الاستيلاء على مساحات شاسعة من أراضي الدولة وضمها إلى مساحات الأديرة والكنائس، وفي المقابل حاولت أجهزة الدولة إزالة هذه التعديات، إلا أن هذه المحاولات يتم تصويرها على أنه اضطهاد للمسيحيين ولينتهي الأمر ببقائه على ما هو عليه أو ترضية الكنيسة بجزء من الأراضي التي يتم الاستيلاء عليها، في أحسن الأحوال.

1- الاستيلاء على محمية “وادي الريان”

وتعود قصة دير “الأنبا مكاريوس” بالفيوم إلى فبراير 2011، أي بعد قيام ثورة يناير، حيث استولى مسئولون بالدير على 9500 فدان من أراضٍ تابعة للمحمية الطبيعية بوادى الريان وبناء سور حولها بامتداد 10 كيلو مترات، مستغلين الانفلات الأمني والفوضى التي كانت سائدة في البلاد في ذلك الوقت.

وتعد هذه الأرض من أغلى وأجود الأراضي في العالم، ولك لما تمتلكه من عيون كبريتية طبيعية و4 آبار جوفية، فضلا عن العديد من الحيوانات المهددة بالانقراض مثل الغزال الأبيض والغزال المصري الذي يطلق عليه “فينك”.

وتسبب تعدي الدير و بناء سور كبير حول آلاف الأفدنة التي تضم منطقة العيون السحرية وعيون المياه الطبيعية الكبريتية، إضافة إلى إتلاف النباتات النادرة داخل المحمية نتيجة إقامة إنشاءات عشوائية بها، إلى القضاء على السياحة بهذه المنطقة ونفوق الحيوانات التي كانت تعيش على هذه الآبار، الأمر الذي أدى إلى تذمر عرب وادي الريان الذين كانوا يعيشون على السياحة بهذه المنطقة.

وتطورت حالة تذمر والغضب هذه، في ظل عدم تدخل الأمن، ما أدى إلى وقوع مشادات واشتباكات بين رهبان دير الأنبا مكاريوس وأهالي عرب وادي الريان، ووصل الأمر إلى حد استخدام الأسلحة النارية والطوب والحجارة.

كما وقام مسئولو الدير بمنع موظفي المحمية من دخولها والاعتداء عليهم بالضرب، بالرغم من أنها مسجلة رسميا في وثائق الدولة واليونسكو ضمن المحميات الطبيعية.

وحاولت حكومة الدكتور هشام قنديل حل الأزمة، من خلال توقيع اتفاقية بين الدير التابع للكنيسة الأرثوذكسية المنحوت بالمحمية والسكان المحليين والعرب وائتلاف شباب القبائل العربية وجهاز شئون البيئة لوضع حل للتعديات على المحمية.

وتقضي الاتفاقية، المبرمة قبل الانقلاب العسكري بأقل من شهرين، بالوقف الفوري لجميع التوسعات التي يمارسها الدير مع السماح للدير بممارسة الشعائر الدينية وإعداد دراسات توضح كيفية توثيق الأنشطة الزراعية القائمة مع تخصيص جزء من رسوم المحمية لتطوير الخدمات السياحية، إلا أن هذه الاتفاقية ذهبت سدى بعد ذلك، ليبقى الوضع على ما هو عليه.

شاهد الأراضي التي استولى عليها دير “الأنبا مكاريوس” بمحمية وادي الريان بالفيوم:

2- آثار “بني سويف” تحت تصرف الكنيسة

وفي محافظة بني سويف، لم يختلف الأمر كثيرًا، حيث قام القائمون على كنيسة مار جرجس بقرية أبو صير الملق التابعة لمركز الواسطى، باستغلال الغياب الأمني بعد الثورة، وقاموا ببناء سور على مساحة 3500 متر تابعة لوزارة الآثار، تحتوي على آثار وجبانات فرعونية مهمة.

وحاولت وزارة الآثار حل الأمر وديًا مع قساوسة الكنيسة، إلا أنهم رفضوا ذلك، وبرروا تعديهم على الأرض أنها ملك الكنيسة، وأنهم قاموا ببناء السور لحمايتها من تعديات الأهالي عليها في ظل الانفلات الأمني، وهو ما نفته الوزارة بدورها.

ولم يكن أمام الوزارة سوى تحرير محضرًا لدى شرطة الآثار، في فبراير 2013، تتهم فيه الكنيسة بالاستيلاء على هذه الأراضي، ليبقى الوضع على ما هو عليه أيضا.

3- اعتراف “الأنبا شنوده” بالاستيلاء على 500 فدان بالبحر الأحمر

وفي البحر الأحمر، قام دير الأنبا أنطونيوس بالاستيلاء على 500 فدان من أراضي الدولة، بعد بناء سور طويل يبلغ طوله 6 كيلو متر يحيط بهذه الأراضي، وذلك رغم امتداد الدير على مساحة تبلغ 18 فدانا (75 ألف و600 متر مربع).

وكان الأنبا شنوده، بابا الكنيسة المرقسية الراحل، قد اعترف من قبل باستيلاء الدير على أراض ملك الدولة، محاولا تبرير ذلك أنها أرض صحراوية لا يضر أحد الاستيلاء عليها، كما أن القساوسة والرهبان أبناء الدولة، فمن حق كل إنسان أن يستخدم أملاك الدولة، بحسب ما قاله به الأنبا الراحل.

شاهد اعترافات الأنبا شنوده باستيلاء دير أنطونيوس على 500 فدان بالبحر الأحمر:

وحاول محافظ البحر الأحمر استرداد الأراضي المنهوبة من قبل الدير، إلا أن القساوسة والرهبان تظاهروا، لتصوير الأمر على أنه اضطهاد ديني يتعرض له الأقباط من قبل السلطات، وبالفعل تدخل الرئيس المخلوع حسني مبارك وأمر القوات المكلفة بإزالة التعديات بالتراجع، ولم يتم هدم السور حتى الآن.

4- الاستيلاء على أراضي الدولة المحيطة بدير أبوفانا

وفي المنيا، قام رهبان دير “أبو فانا”، في يونيو 2008، بالاستيلاء على قطعة أرض على بعد 3 كم من حرم الدير قاموا بضمها للدير، وإقامة بعض الحجرات بها على مسافات متفرقة خارج نطاق المساحة المخصصة لحدوده، وإنشاء مزرعة سمكية ومنحل، ومزرعة عش الغراب، كما قاموا ببناء سور يحيط هذه المنطقة، وهو ما أدى إلى نشوب مشادات كلامية بين مسئولي الدير وبعض الأهالي القاطنين بالمنطقة، انتهت بتبادل إطلاق النار أسفرت عن مقتل مسلم وإصابة 4 رهبان.

وتطور الأمر بالقرية بعد احتجاز مجموع من أهالي القتيل، الذين ينتمون للأعراب باحتجاز ثلاثة من الرهبان المتواجدين أثناء المشاجرة لبضعة ساعات، وقد تم إطلاق سراحهم بعد أن تمت الاستعانة بالقيادات الشعبية وبعض كبار العائلات من الطرفين.

وقامت بعض وسائلا الإعلام الغربية بتصدير الحادثة بأنها فتنة طائفية، فاشتعلت تظاهرات أقباط المهجر في العديد من الدول الأوروبية، مما دفعت السلطات إلى تشكيل لجنتين من قبل مجلس الوزراء والنائب العام لاحتواء الموقف، إلا أن مسئولي الدير اعترضوا أعضاء اللجنة، ثم أكد الأنبا شنوده رفضه لأي محاولات للصلح والحل الودي بين الرهبان والأعراب، كما رفض توصيات اللجنتين، مشددًا على ضرورة ما أسماه عدم التفريط في أي قطعة أرض تخص الدير.

وقبل الأنبا الراحل، بعد تفاقم النزاع بين رهبان الدير والأعراب، تشكيل لجنة عرفية رسمية تكون مهمتها تقديم توصية بحل يرضى الأطراف المعنية ولا يتعارض مع القانون، حيث انتهت اللجنة إلى الإقرار بملكية الأرض محل النزاع للدولة، والترخيص بإقامة السور المطلوب لكلا الطرفين، مع التزام الطرف المسيحي بالابتعاد بمساحة قدرها 25 فدانا المواجهة للقرى، دون استزراعها، أو إقامة أي بناء عليها باعتبارها حرم لتلك القرى توقيا لأي نزاعات مستقبلية في تلك المنطقة، على أن يتم الانتهاء من بناء تلك الأسوار خلال مدة أقصاها شهرين.

 ام

ام2

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …