‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير نرصد أخطر ثلاثة أسرار كشفتها تسريبات تمويل الامارات لتمرد
أخبار وتقارير - مارس 2, 2015

نرصد أخطر ثلاثة أسرار كشفتها تسريبات تمويل الامارات لتمرد

لم يكن أخطر ما في التسريبات التي بثت نصفها (35 دقيقة من 70) قناة مكملين، مساء الأحد أول مارس الجاري، هو الكشف عن دور الإمارات في دعم حركة تمرد، الذي لعبت دور الظهير السياسي للجيش في الانقلاب العسكري، فهذا أمر معلوم للكافة واعترف به بعض أعضاء حركة تمرد المنشقين عن الحركة، بعد ما تبين لهم أن الجيش استخدمهم أداة للانقلاب، وعودة الحكم العسكري لمصر الذي لم ينقطع منذ سيطرة الجيش علي السلطة عام 1952.

ولكن أخطر ما في هذه التسريبات الأخيرة كان ثلاثة أشياء:

الأول: أنها كشفت أن تمويل حركة “تمرد” ضمن خطة إسقاط مرسى، قد تم عبر حسابات بنكية تابعة للمخابرات الحربية، كانت تغذيها الإمارات، وهو ما كشف عنه بوضوح حديث اللواء عباس كامل مدير مكتب السيسي، مع صدقي صبحي رئيس الأركان حينئذ، عندما طلب منه “(200 ألف) من الفلوس إللي في المخابرات ومخصصة لتمرد”، والتي قالت إنها (5) دون أن يوضح هل هي خمسة ملايين أم مليارات، وبأي عملة هي.

الثاني: أنها أكدت ما ظهر في التسريبات السابقة حول استيلاء قادة المؤسسة العسكرية المصرية على أموال المعونات الخليجية لمصر وعدم نقلها للخزانة العامة للشعب، وهو ما قاله السيسي في التسريب السابق، عندما طلب 10 مليارات دولار من كل من السعودية والإمارات والكويت، و”قرشين للبنك المركزي”، وفي التسريب الحالي، أظهر المقطع الأول الذي تضمن مكالمة هاتفية بين مدير مكتب السيسي اللواء عباس كامل، والدكتور سلطان الجابر وزير الدولة في الإمارات، حديث عباس عن صعوبة التصرف في وديعة إماراتية قال إنها “للجيش المصري”؛ لأنها حولت كوديعة للبنك المركزي (مال الشعب) من بنك أبو ظبي، بينما هي تمويلات مقدمة لمشاريع الجيش، بحسب قوله، ومطالبة “عباس كامل” لجابر بالتصرف لتسهيل صرفها، ربما بإرسال ما يفيد أنها للجيش لا الشعب!.2

الثالث: أن حصول أعضاء حركة “تمرد” المصريين على تمويل من دولة أجنبية (الإمارات) يندرج في القانون تحت بند (التخابر)، ولهذا دعا نشطاء إلى ضرورة القبض على قيادات “تمرد” بتهمة التخابر مع دول أجنبية، وتلقي تمويلات منها، كما أشار آخرون إلى أنهم عرفوا الآن مصدر الأموال التي أقام بها محمود بدر، مؤسس الحركة، حفل زفافه في أحد أكبر الفنادق المصرية، رغم أنه كان صحفيا مغمورا لا يملك شيئا، إضافة إلى السيارات الثلاث التي يملكها الآن، وما أعلن عن تشييده مصنعا للبسكويت، وحصوله على قطعة أرض كبيرة لهذا الغرض، فضلا عن محاولته تأسيس حزب سياسي (تم رفضه) لتبييض هذه الأموال تحت غطاء سياسي.

وكان المغرد الخليجي قد ذكر- في تغريدة بتاريخ 26/6/2013 قبل الانقلاب- أنه تم دعم حركة تمرد بـ10 ملايين دولار من قبل الخلية عبر حمدين صباحي، ما يشير لتورط حمدين صباحي أيضا.

خيانة عظمى

ولهذا علق د.علي القره داغي، أمين عام مجلس علماء المسلمين، على هذا الترسيب بقوله، على حسابه علي تويتر: “دوخوا أدمغتنا بأوهام تخابر مرسي مع قطر، فظهر الدليل بتخابر الانقلابيين والمتمردين مع دولة خليجية، الجزاء من جنس العمل، سبحانك ربي ما أعدلك”.

وقال د. سيف عبد الفتاح، أستاذ العلوم السياسية: “نحن أمام عصابة احتلت سائر المناصب العليا في سائر مؤسسات الدولة، وتخليص الأمة المصرية من هؤلاء واجب اللحظة”.

وقال الحقوقي جمال عيد: “لو صدقت التسريبات، فقد تضمنت 3 جرائم: علم الإمارات بقرار المجلس العسكري قبل إعلانه- تمويل نفس الدولة لحركة تمرد- علم اللواء عباس بالتمويل”.

وقال طارق الزمر، رئيس حزب البناء والتنمية والقيادي السابق في جماعة الجهاد: إن أخطر ما فى تسريبات الليلة أن السيسى ورجاله هم مجرد ذراع محمد بن زايد داخل مؤسسات الحكم، كما يمكنونه من العبث بالمجتمع المصرى وهى خيانة عظمى”.

كما كتب المدون المصري اليساري وائل عباس، الذي كان أول من كشف تمويل الإمارات لتمرد ودعمها من أجهزة مخابرات خليجية، يقول: “وزير الدفاع والمجلس العسكري تعاونوا مع دولة أجنبية (الإمارات) مولت حركة مخابراتية معارضة (تمرد) لإسقاط رئيس، ده اسمه تخابر وخيانة”!.

هاشتاج “الإمارات بنت الوسخة”

وما أن ظهرت التسريبات حتى رد معارضو الانقلاب في مصر على هاشتاج دشنه مؤيدو السيسي، الأسبوع الماضي، للهجوم على قطر باسم “قطر بنت الوسخة”، بهاشتاج مضاد ضد الإمارات (‫#‏الإمارات_بنت_الوسخة‬) انتشر على مواقع التواصل احتجاجا على التفاصيل التي كشفها تسريب قناة “مكملين” حول تدخل الإمارات في شئون مصر ودعمها الانقلاب، وحقق هذا الهاشتاج المسيء للإمارات أرقاما قياسية على تويتر في دقائق.

تفاصيل التسريب

وتناول التسريب عددا كبيرا من المقاطع، التي تطرقت إلى علاقة الإمارات بتمويل حركة “تمرد”، والذي لخصه أحد النشطاء على “تويتر” قائلا: “تمرد أسسها العسكر، وأدارتها المخابرات ومولتها الإمارات، وأيدها الحشرات”.

وأوضح التسريب أن الإمارات فتحت حسابا لصالح تمرد، غير الحساب الذي تم فتحه من جانب المخابرات الحربية، وهو تسريب يؤكد دعم الحركة من جانب الإمارات والمخابرات الحربية.

وأكدت القناة أن محمد فاضل، أحد أعضاء حركة تمرد، فضح ذلك الدعم الإماراتي، عبر الشيكات التي وصلت إلى قيادات تمرد من الإمارات، عن طريق ما عرف بأنه “خلية الأزمة”، والتي تدار من الإمارات بواسطة محمد دحلان.

وديعة الشعب للجيش

وتضمن المقطع الأول في التسريبات مكالمة هاتفية بين مدير مكتب السيسي اللواء عباس كامل والدكتور سلطان الجابر، وزير الدولة في الإمارات، يتحدث فيه عباس عن صعوبة التصرف في وديعة إماراتية للجيش المصري؛ لأنها حولت كوديعة للبنك المركزي من بنك أبو ظبي، بينما هي تمويلات مقدمة لمشاريع الجيش، ويطالب عباس كامل جابر بالتصرف لتسهيل صرفها.

وأوضح المذيع في قناة “مكملين” أسامة جاويش، أن التسجيل يعود تاريخه إلى 14 يناير 2014. كما أوضح جاويش أن “يوسف” الذي جاء اسمه في المكالمة الهاتفية بين كامل وسلطان الجاسم هو يوسف يعقوب، مدير العلاقات العامة ببنك أبو ظبي الوطني.

جيث بدأ التسريب بمكالمة عباس كامل وسلطان الجابر، وزير الدولة الإماراتي، على النحو التالي “عباس كامل لـ “سلطان الجابر” وزير الدولة الإماراتي: “إنت عارف حضرتك المبلغ اللي هو المقدم اللي بيشتغل بيه الجيش في المشروعات، وهو كان يوسف دخلهم من.. من بنك أبو ظبي للبنك المركزي وديعة.. المفروض يحول للقوات المسلحة عشان القوات المسلحة اللي شغالة.. وطبقا للبروتوكول اللي كنا كتبناه الخمسين في المية دولارات.. أنا عايز تكمل بسرعة.. فبيقولوا لا تقدم مستخلصات الأول مش عارف فين يعني قصة كدا”.

أموال المخابرات وتمرد

وتضمن المقطع الثالث من التسريب مكالمة بين كامل وصدقي صبحي، توضح حقيقة دور دولة الإمارات في تمويل حركة تمرد وجهاز المخابرات الحربية، حيث قال كامل موجّها حديثه لصبحي: “والنبي يا فندم هنحتاج بكره 200 من حساب تمرد”، مضيفا: “إنت عارف الجزء بتاع الإمارات”.

وقال عباس كامل، في التسريب لصدقي صبحي: “طب ياريت يا فندم والنبي يعني ما فيش حاجة تتسرب ولا حاجة كدا ولا كدا، آه والنبي يا فندم إحنا هنحتاج 200 بكرة من حساب تمرد.. تمرد إنت عارف سيادتك اللي هو الجزء بتاع الإمارات اللي حولوه”.

وأضاف: “مخابرات إيه يا فندم؟ بتوع (يقصد الفلوس) المخابرات؟ لأ اللي كانوا خمسة (5 ملايين أو مليارات) لألأ دول مش هما.. مش هما خالص لأ دول فاكر سيادتك الحساب اللي جه من آآآ من آآآ اه لصالح تمرد دة يا فندم هنحتاج منه 200 بس ألف أه”.

توني بلير مبعوث الإمارات

وفي مقطع آخر، قال عباس كامل للمشير عبد الفتاح السيسي: إن توني بلير سوف يأتي إلى مصر برفقة وفد إماراتي، طالبا تحديد موعد للقاء مع السيسي، “بشرط أن يكون لقاء غير معلن”، وكان قد تردد أن توني بلير هو أحد مستشاري الإمارات الذين أرسلوه للتواصل مع السيسي لتقديم نصائح سياسية له.

وتوني بلير هو رئيس وزراء بريطانيا، في الفترة من 1997 إلى 2007، والذي شارك في الحرب على العراق، ووافق على أن يصبح المستشار السياسي لعبد الفتاح السيسي بدعم من الإمارات، وفقا لصحيفة “الجارديان” البريطانية، والتي نشرت تقريرا مطولا عن تولي بلير هذه المهمة.

وفي هذا الترسيب، قال عباس كامل لصدقي صبحي: “والنبي يا فندم الناس بتوع الإمارات.. هما جايي يوم التلات.. وهيجيبوا غالبا معاهم توني بلير.. فهو توني بلير هيقابل الأربع.. هيقابل آآ سيادة الوزير (السيسي) بس غير معلنة يعني هما بيصروا إن هيا تكون غير معلنة تمام.. وهيقابل اللواء محمود حجازي بس عايز يقابل نبيل فهمي”.

وأضاف: “نقول مثلا يا فندم لو ابتدا هوا بسيادة الوزير هنا الساعة 10، خد مثلا ساعة وبعدين راح للوا محمود حجازي خد ساعتين يعني ممكن ناخده إحنا قبل المجلس، آه عنده مجلس طاب حشوف يا فندم يعني نقوله يا فندم حتى لو يــ…. بس حيقابله فين لأ مش هينفع مش حينفع صح؟ هي بس المشكلة يقابله فين طيب أنا حكلمهم كدا وأشوف يا فندم”.

وفد مصطفى حجازي

وكشف التسريب ضمنا خفايا التخلص من المستشار السياسي للرئيس المؤقت عدلي منصور؛ بسبب استياء الجيش والخارجية منه، حيث أظهر التسريب، تحدُّث اللواء محمود حجازي، رئيس الأركان الحالي، مع عباس كامل، حول الدكتور مصطفى حجازي، والسفير نبيل فهمي وزير الخارجية السابق، والذي أوضح أن حجازي بدأ يخرج عن “الطوع”، وأنه لا بد أن يقدم السياسيون تقارير باللقاءات التي يعقدونها؛ حتى يكون الوضع تحت السيطرة.

وأظهر استياء عباس كامل من إذاعة عبد الرحيم علي تسريبات للمرشح الخاسر في الانتخابات الرئاسية حمدين صباحي، والتذمر من الدكتور مصطفى حجازي الذي تولى منصب مستشار رئيس الجمهورية المؤقت عدلي منصور، وكذلك السفير نبيل فهمي وزير الخارجية،
حيث سأل عباس كامل، أحمد علي عن إذاعة عبد الرحيم علي تسجيلا لحمدين صباحي المرشح الخاسر في الانتخابات الرئاسية الماضية، والذي قال فيه عبد الرحيم: إن حمدين تحالف مع الإخوان، وأنه ذهب إلى الرئيس مرسي في القصر الجمهوري وقت أن كان “عبد الرحيم” واقفا عند النائب العام يسب الرئيس.

ويشير مراقبون إلى خطورة التسريبات هذه المرة في مدتها، وتنوع الموضوعات التي تطرقت إليها، إضافة إلى خطورتها .

إسرائيل في ندوة الإمارات السرية

وتبين من حوار آخر دار في نهاية التسريب بين اللواء «كامل» وبين اللواء «محمود حجازي»، في مكتب الأول، أن الإمارات استضافت سرا «شمعون بيريز» رئيس دولة الاحتلال الإسرائيلي الأسبق، ورئيس وزراء الاحتلال الأسبق.

حيث أكد «كامل» في الحوار إن «بيريز» حضر «الندوة السرية التي تعقدها أبوظبي سنويا»، وأن «نبيل فهمي»، وزير الخارجية المصري، وقت التسريب كان مدعوا للندوة، حيث انتقد «كامل» و«حجازي» أداءه الوزاري، مؤكدين أنه ليس كفئا لعقد حوارات خارجية، فضلا عن أنه يسافر ويعقد لقاءات في الخارج دون علم الجيش في مصر، وهو ما اضطر المخابرات أن تطلب منه تفاصيل رحلاته ولقاءاته الخارجية التي لا ينسق فيها مع الحكومة ولا الرئيس ولا طاقم الانقلاب في مصر. بحسب الحوار.

سلاح إماراتي لحفتر ليبيا

وأشار التسريب إلى أن طائرة إماراتية نقلت كميات كبيرة من السلاح الذي وصل إلى ليبيا عبر مصر.

وأظهرت تسريبات سابقة طريقة التفكير بين قادة الجيش المصري، ومدى تغول الجيش على المؤسسات الأمنية والقضائية، إلى جانب طريقة تعاملهم مع المانحين، وخاصة الخليجيين منهم، وإدخال المعونات إلي خزينة المؤسسة العسكرية.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …