الممثل الذي حارب الفساد فى “القاهرة 30” صار متسولا فى 2015
لم يجد الفنان القدير “عبد العزيز مكيوي” طريقا سوى التسول في شوارع الإسكندرية لسد جوعه ورمقه، بعد أن جار عليه الزمن، وأصبح لا يملك قوته ولا تكاليف علاجه، وذلك بعد إهمال وزارة الثقافة والنقابات الفنية له، رغم أنه ممثل قديم شارك في أدوار سينمائية ناجحة.
الفنان عبد العزيز مكيوي، الذى شارك من قبل فى فيلم “القاهرة 30” مع الفنانة سعاد حسنى كشخصية تحارب الفساد، هو فنان له قيمته وقدره عند الجمهور، الذى حزن عندما رأى الصورة المؤسفة التى جعلتهم يحتقرون الوسط الفني، الذي أهمل كعادته أحد أبناء مهنة التمثيل، ليصل به الحال الى التسول في الشوراع والطرقات.
واسمه بالكامل محمد عبد العزيز أحمد شحاتة عبد العزيز، هو أحد النجوم الكبار في عصره، فهو من مواليد 29 يناير 1934، حصل على بكالوريوس الفنون المسرحية عام 1954، وعضو بنقابة المهن التمثيلية، شارك في أكثر من عمل فني، منها مسلسل “أوراق مصرية” 2003، وفيلم “القاهرة 30″، و”لا وقت للحب” 1963، “لا تطفئ الشمس 1961″، ومن أبرز أعماله التلفزيونية دور الأُستاذ رءوف في خُماسية “الساقية” للكاتب الكبير الراحل سعد الدين وهبة .
كما أنه أحد الفنانين المثقفين، حيث يتحدث اللغة الإنجليزية والفرنسية والروسية بطلاقة. وبحسب شهود عيان فإن الجميع تخلوا عن “مكيوي” لينتهى به الحال متسولا في شوراع مدينة الإسكندرية الغريبة عنه، متخذا الأرض سريرا، والحذاء وسادة، والهواء الطلق غطاء، ينتظر الشفقة والإحسان، حيث يعيش على الرصيف بجوار إحدى المقاهى الشعبية في حى المنشية، في الشارع بعد أن تركه أهله ومعارفه وأصدقاؤه يفترش الأرض ويعيش حياة المشردين في الشوارع.
إهمال وفساد
ويعاني الوسط الفني والنقابات الفنية من الفساد والإهمال الذي تعاني منه باقي الأوساط المهنية والنقابية في مصر، حيث تدنى معاشات الممثلين بشكل كبير، كما أن النسيان يطال أي شخصية أو ممثل تخفت عن الأضواء، ويصبح في طي الإهمال.
وبحسب متابعين، فإن المرضى من الفنانين درجات، البعض يجد اهتماما إعلاميا ورسميا ويلتف الجميع حولهم فلا يشعرون بالمرض ولا بتكاليفه، بل ويتم علاجه على نفقة الدولة، وآخرون لا يجدون إلا الإهمال ونسيان الزملاء والأصدقاء، وهم فنانو الصف الثاني والثالث الذين لا يتقاضون الملايين كنجوم الصف الأول، وتدفع لهم نقابة الممثلين مبلغ ألف جنيه فقط مساهمة في العلاج رغم أنهم يعانون من أمراض خطيرة.
فنانون ماتوا فقراء
وتعد نهايات العديد من الممثلين- خاصة المشاهير منهم- مثيرة للجدل بشكل كبير، حيث غالبا ما يعانونا قبل حياتهم إما الفقر أو الجوع أو المرض، فضلا عن انعزالهم عن باقي أصدقائه، الذين غالبا ما يتخلون عنه بمجرد خوفت نجمه وانخفاض شعبيته.
وكان النصيب الأكبر للإهمال والوفات المثيرة للجدل فيمن يطلق عليهم لقب “فناني الزمن الجميل”، حيث عانى أغلبهم من فقر شديد في نهايات حياته، لدرجة أنهم لم يجدوا قوت يومهم، رغم أن كثيرين منهم ملأت شهرتهم الدنيا, ولكن بمجرد أن تلاشت عنهم الأضواء أصبحوا منسيين، وماتوا في فقر وصمت .
ومن بين هؤلاء “فريد الأطرش”، فكان يسكن في أيامه الأخيرة في بيت أجرة، ورصيده في البنك لم يتعد الجنيهات القليلة .
كما توقف الفنان “إسماعيل ياسين” عن العمل قبل 4 سنوات من وفاته، وحاصرته الديون من كل جانب، ومات ولم يكن في جيبه جنيه واحد، كما كانت نهاية الفنان عبد السلام النابلسي أشبه بذلك، حيث كانت نهايته العوز الشديد ومات فقيرا معدما.
أما الفنان أمين الهنيدي فقد مات في المستشفى، ولم يستطع أهله إخراج جثته؛ لأن ذويه لم يستطيعوا أن يدفعوا مصاريف المستشفى البالغة 2000ج.
فيما اضطر المخرج حسن الإمام لبيع أثاث بيته، ليجد ما ينفق به على نفسه، واضطر في النهاية إلى بيع ساعة يده لكي يشتري لقمة تسد جوعه، بحسب روايات تتعلق بالوسط الفني.
يوسف وهبي وأمينة رزق وفاطمة رشدي، أمضوا آخر حياتهم على معاش تقاعدي يبلغ 32 جنيها فقط، تم رفعها إلى مائة جنيه مصري، بينما مات عماد حمدي وهو لا يملك لقمة العيش.
أمرض مستعصية تلاحق الكوميديان
فيما يعيش “كوميديانات” السينما المصرية حالة فريدة من نوعها وغير مفهومة، حيث تسللت الأمراض الخطيرة والصعبة إلى أغلبهم وماتوا على إثرها، فعلى سبيل المثال فؤاد المهندس قبل وفاته استبدل عددا من شرايين قلبه، ويوسف داود زرع كلية جديدة، وجورج سيدهم أصيب بجلطة في المخ بالإضافة لمتاعب الشيخوخة، أما يونس شلبي فجلطة في الساق، لا تلبث أن تختفي ثم تعود، بينما سيد زيان يشارك جورج سيدهم في نفس الداء (جلطة المخ) التي أدت لصعوبة في الحركة والنطق.. ويتشابه مرض عبد الله فرغلي (ضغط دم) مع حسن مصطفى.
أما عبد المنعم مدبولي قبل رحيله فكان يعاني من هشاشة العظام، كما توفت الفنانة سعاد حسني بشلل فيروسى فى العصب السابع للوجه الذي تطور معها بشكل كبير.
إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟
ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …