‫الرئيسية‬ اقتصاد تأجيل الانتخابات آخر مسمسار في نعش المؤتمر الاقتصادي
اقتصاد - مارس 1, 2015

تأجيل الانتخابات آخر مسمسار في نعش المؤتمر الاقتصادي

وصف سياسيون وخبراء اقتصاديون قرار اللجنة العليا للانتخابات، اليوم الأحد، بتأجيل الانتخابات البرلمانية لأجل غير مسمى، بعد حكم المحكمة الدستورية ببطلان قانون تقسيم الدوائر الانتخابية، بأنه بمثابة المسمار الأخير في نعش المؤتمر الاقتصادي المرتقب، والذي من المقرر أن تقيمه الحكومة، منتصف مارس الجاري بشرم الشيخ، وتستهدف من خلاله جذب استثمارات جديدة عربية وأجنبية لدعم الاقتصاد المصري المنهار.

وأكد الاقتصاديون أن تأجيل الانتخابات سيؤثر بالسلب بشكل كبير على المؤتمر الاقتصادي، ويضيف عراقيل جديدة أمام جلب الاستثمارات الأجنبية لمصر، والذي يعاني بالأساس من وجود مشاكل وخيمة منها “تسريبات مكتب السيسي”، والتي تحدث فيها المشير السيسي ومدير مكتبه عباس كامل بشكل مهين عن الدول الخليجية، إلى جانب تدهور الحالة الأمنية التي تشهدها مصر، وعدم الانتهاء من قانون الاستثمار الموحد، وتراجع أسعار النفط، فضلا عن عدم وجود تخطيط جيد للمؤتمر”.

وبحسب مراقبين، فإن تاجيل الانتخابات ستؤثر بالسلب على أداء البورصة المصرية خلال الفترة المقبلة، كما سيقضي كذلك على آخر ما تبقى من ثقة لدى المستثمرين الأجانب والمصريين في الحكومة المصرية؛ لأنه يكشف زيف مزاعمها عن وجود حالة من الاستقرار السياسي في البلاد، ويؤكد أنها لا تسير في طريق الديمقراطية بشكل صحيح، وهو ما يهدد كذلك بوقف تدفق المساعدات والمعونات الخليجية والدولية لحين إجراء الانتخابات البرلمانية، ووجود سلطة تشريعية في البلاد تراقب صرف تلك الأموال والمساعدات.

تهديدات بتأجيل المؤتمر

السفير محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق والمحسوب على تأييده للمشير السيسي، أكد أن بطلان قانون تقسيم الدوائر الانتخابية، وضع مصر في موقف حرج مع اقتراب موعد انعقاد المؤتمر الاقتصادي، منتصف الشهر الجاري، معربًا عن أمله في ألا يتسبب تأجيل الانتخابات في تأجيل المؤتمر الاقتصادي مرة أخرى.

ولفت العرابي إلى أن تأجيل الانتخابات سيكون له تأثير سلبي على البورصة والمستثمرين الأجانب، خلال الفترة المقبلة.

وأضاف العرابي- والذي كان مرشحا على قائمة “في حب مصر”- أن “تأجيل المؤتمر الاقتصادي بعد تأجيله مرة قبل ذلك، عندما كان مقررًا أن يعقد في فبراير الماضي، مصيبة كبرى، تزيد من وضع مصر الحرج أمام العالم”.

وأبدى العرابي، خلال لقائه مع قناة “سى.بى.سى إكسترا”، ظهر الأحد، تخوفه من أن يتسبب تأجيل الانتخابات في تأجيل المؤتمر الاقتصادي، أو يتسبب الأمر في فشله، معتبرا أن المؤتمر سينجح إذا خططت له الحكومة جيدًا.

إرباك للمشهد السياسي

من جانبه اعتبر النائب البرلماني السابق مصطفى الجندي، المؤيد لخارطة الطريق، أن تأجيل الانتخابات البرلمانية المقبلة سيكون له آثار سلبية على خارطة الطريق، وسيربك المشهد السياسي بالكامل، مضيفا أن ما وصفه بـ”الشرعية الثورية” ستفرض نفسها على المشهد، حتى استكمال الخطوات الثلاثة لخارطة الطريق التي تم الاتفاق عليها.

وأكد الجندي أن قرار المحكمة الدستورية العليا يجب أن يصحبه استقالة الحكومة بأكملها، أو على الأقل كل المسئولين عن ملف “تقسيم الدوائر”؛ لأن تأجيل الانتخابات سيلقي بظلاله على المؤتمر الاقتصادي المقبل، وسيعطي فرصة لمزيد من عدم الاستقرار، وهذا سيزيد من احتمالية الممارسات التي تقوم بها الجماعات الإرهابية، التي تبذل كل ما في وسعها للحيلولة دون الوصول لمرحلة الاستقرار المنشودة في البلاد، وذلك بحسب قوله.

الخليج: “أنا مش قادر أديك”

وكانت التسريبات الأخيرة التي أذاعتها قناة “مكملين” الفضائية، مطلع الشهر الماضي، قد صعدت من المخاوف المتزايدة لدى حكومة السيسي، من تأثير تلك التسريبات على المؤتمر الاقتصادي المرتقب انعقاده في شرم السيخ منتصف مارس المقبل.

وأكد اقتصاديون أن تسريبات السيسي الأخيرة ستؤثر بالسلب بشكل كبير في المؤتمر؛ وستجبر حكام الخليج للقول صراحة للسيسي: “أنا مش قادر أديك”؛ لأنها كشفت حقيقة سيطرة المؤسسة العسكرية واستحواذها على أغلب المساعدات الخليجية المقدمة لمصر منذ الثالث من يوليو، فضلا عن إهانات السيسي البالغة في التسريبات الموجهة للدول الخليجية، وهو ما وضع معظم الحكومات الخليجية في حرج شديد أمام شعوبها، كما جعلها محل انتقاد واسع من قبل التيارات المعارضة لها، وهو ما ترجمه نشطاء وسياسيون خليجيون بهاشتاج “السيسي ينهب الخليج”، والذي احتل الصدارة في موقع “تويتر” بعد ساعات من تدشينه.

وبالرغم من التصريحات الرسمية الصادرة من أمراء وملوك الخليج، والتي تؤكد أن العلاقة بينهم وبين السلطات الحالية في مصر لا يمكن لها أن تتأثر سلبًا بتلك التسريبات، إلا أن مراقبين أكدوا أنه من الطبيعي أن تصدر التصريحات الرسمية بذلك، إلا أن ما سيتم على الأرض الواقع سيكون مختلفًا تمامًا عما تشير إليه التصريحات الرسمية.

تعويل حكومي بالغ

وتعول مصر على المؤتمر الاقتصادي بشكل مبالغ فيه، حيث تعتبره الحكومة بمثابة طوق النجاة لمصر في الخروج من الأزمات التي تواجهها منذ انقلاب الثالث من يوليو حتى الآن، والتي تتصاعد بشكل متواصل.

وأعلن المهندس إبراهيم محلب، رئيس الحكومة، عن انعقاد مؤتمر “مصر المستقبل” لدعم وتنمية الاقتصاد المصرى فى مدينة شرم الشيخ، فى الفترة من ١٣ وحتى ١٥ مارس المقبل.

وأوضح أن الموعد يناسب العالم كله وأشقاءنا وشركاءنا في التنمية، ولضمان المشاركة العالمية القوية، مشيرًا إلى أن هذا المؤتمر ليس حدثًا منفصلا، وإنما يأتي في إطار التنمية في مصر، التي تحتاج كل أبناء الوطن وكل شركائنا في التنمية من أجل استقرار بلادنا ومنطقتنا والعالم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …