‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير هل اخترق الإخوان المسلمون المخابرات الأمريكية؟!
أخبار وتقارير - مارس 1, 2015

هل اخترق الإخوان المسلمون المخابرات الأمريكية؟!

يوم الأربعاء الماضي 25 فبراير نشر “فرانك جافني” رئيس مركز السياسة الأمنية (SecureFreedom.org)، وأحد كتاب أعمدة صحيفة “واشنطن تايمز” مقالا قصيرا، تحدث فيه عن “كشف ملف أصدره مركز السياسة الأمنية الأمريكي هذا الأسبوع النقاب عما يشير إلى اختراق جماعة الإخوان المسلمين للمخابرات الأمريكية، وذلك من خلال نائب بالكونجرس تربطه صلات بالجماعة”، بحسب “جافني”.

المقال الذي نشره هذا الكاتب في واشنطن تايمز بعنوان: “صديق الإخوان المسلمون في الكونجرس”، أثار جدلا كبيرا وفتح الباب أمام مناقشات قديمة حول: هل اخترق الإخوان المسلمون المخابرات والإدارة الأمريكية حقا أم أن العكس هو الصحيح وهناك محاولات أمريكية للتواصل مع بعضهم لتجنيدهم؟.

كما أعادت هذه المقالة إلي الأذهان ما نشرته صحف وفضائيات مصرية في ذروة التصعيد مع إدارة أوباما (لاعتراضه علي انقلاب 3 يوليه 2013)، لحد وصفهم أوباما وأخيه بأنهما من الإخوان، وطرح مصطلحات غريبة مثل “أوباما الإخواني” في وسائل الإعلام المصرية، وعلي لسان معارضين للإخوان أيضا مثل المستشار تهاني الجبالي عضو المحكمة الدستورية السابقة التي أرجعت “عدم محاربة الولايات المتحدة الأمريكية للتنظيم الدولي لجماعة الإخوان” لأن “شقيق أوباما هو أحد مهندسي الاستثمارات للتنظيم الدولي للإخوان المسلمين”، بحسب قولها.

بل أن حزبي “الوفد” و”الأحرار” تبنيا رؤية غريبة تقول أن “الرئيس الأمريكي عضو بالتنظيم الدولي للإخوان ومالك شقيقه عضو بتنظيم القاعدة”،واحتفت صحف بنشر هذا النبأ العجيب علي أنه “مفاجأة”!.

30

صحيفة واشنطن تايمز، أوضحت أنه بحسب ما نُشر في هذا الملف (الذي أصدره مركز السياسة الأمنية حول اختراق جماعة الإخوان المسلمين للمخابرات الأمريكية)، يظهر أن: “النائب الديمقراطي بالكونجرس عن ولاية إنديانا أندريه كارسون تربطه صلات شخصية منذ فترة طويلة بأفراد ومنظمات مرتبطة بجماعة الإخوان التي اعتبرتها الحكومة المصرية إرهابية أواخر العام 2013”.

أما سر الاهتمام بـ “كارسون” فهو قول الصحيفة أن: “كارسون ليس مجرد عضو في الكونجرس، حيث كان قد اختير مؤخرا كعضو بلجنة الاستخبارات الأمريكية في مجلس النواب الأمريكي، وهي اللجنة المسئولة عن الإشراف على أكثر مساعي الولايات المتحدة حساسية في سبيل فهم ومواجهة جميع الأعداء، سواء في الخارج أو الداخل”.

ولذلك اتهمت الصحيفة – عبر الكاتب “فرانك جافني” – الإدارة الأمريكية بـ”الفشل الخطير في التصدي بشكل مناسب لما وصفته بتهديد جماعة الإخوان المسلمين الذي يسلط عليه الضوء مرور هذه المشكلة الأمنية الواضحة التي مرت دون أن يلاحظها أحد أو يعالجها”.

وزعمت الصحيفة أن “الأسوأ من ذلك هو إمكانية أن ينظر أعداء الولايات المتحدة إلى هذا الأمر باعتباره دليلا جديدا على حتمية انتصارهم والسعي لتدمير الحضارة الغربية من الداخل”، بحسب قولها.

وأندريه كارسون، هو ثاني مسلم يدخل مجلس الشيوخ الأمريكي، وأول من يدخل لجنة الاستخبارات الأمريكية، وهو قد اعتنق الإسلام في أواخر سنة 1990، واستطاع أن يدخل مجلس الشيوخ الأمريكي في 2008 خلفًا لجدته النائبة جوليا كارسون التي توفيت في أواخر 2007، ليصبح ثاني رجل مسلم في الكونجرس، بعد “كيث إليسون”، ممثل الحزب الديمقراطي عن المنطقة الخامسة لولاية مينيسوتا الذي فاز في انتخابات 2006 والتي منها مدينة مينابوليس وبعد ضواحيها.

واستطاع كارسون من خلال الفترة التي خلف فيها جدته في البرلمان أن يكسب ثقة مواطني المنطقة السابعة لولاية أنديانا، والتي من خلالها نجح بجدارة في انتخابات الكونجرس في نوفمبر 2012 بنسبة 54.7 % من الأصوات، متغلبًا على خصمه المنتمي للحزب الجمهوري الذي حصل على نسبة 41.8%.

وفي تلك الفترة حرص النائب الأمريكي على تقديم صورة طيبة ليكسب ثقة من حوله فاستطاع دخول لجنة الاستخبارات التابعة للكونجرس في 13 يناير 2015 ليصبح أول مسلم يحتل هذه المكانة ويتقرب بها للرئيس الأمريكي بارك أوباما الذي ظهر معه في العديد من اللقاءات.

وكان انضمام أندريه كارسون، للجنة الاستخبارات الأمريكية قد تسبب في حدوث أزمة كبيرة كادت تتسبب في اندلاع موجة طائفية ضده في يناير 2015، وهو ما دفع النائب الديمقراطي عن ولاية نيويورك “جو كروالي” إلى دعوة زملائه الديمقراطيين والجمهوريين للدفاع عن زميلهم.

اليمين المسيحي المتطرف يُحرض

وقد التقطت “ميشيل باكمان” نائبه الكونجرس الأمريكي عن الحزب الجمهوري وعضو ما يطلق عليه “حزب الشاي”، وهو الجناح اليميني المسيحي المتطرف في الحزب الجمهوري، ما قاله تقرير مركز السياسة الأمنية حول النائب المسلم أندريه كارسون، وطالبت المخابرات الأمريكية بالتحقيق فيما أسمته “اختراق الإخوان للإدارة الأمريكية”.

و”باكمان” هي أبرز نواب الكونجرس دعما للانقلاب في مصر ومهاجمة لجماعة الإخوان المسلمين، وزارت مصر مرتين عقب الانقلاب والتقت بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وانتقدت تضييق إدارة أوباما عليه بدعوي انتهاك حقوق الإنسان، وهي أيضا أكبر داعم لإسرائيل، وتطوعت في حرب 1973 بين مصر وإسرائيل في معسكرات الكيبوتز لمساعده إسرائيل.

وهي أيضا تدعم كل مواقف تل أبيب وتطالب بمراقبة كافة الأجهزة الأمريكية لمسلمي أمريكا – بحسب رسالتها في يوليه 2012 لوزارات الداخلية والعدل والخارجية – و”بالتحقيق مع المنظمات الأمريكية المسلمة، والأفراد المسلمين في أمريكا، وموظفي الحكومة الأمريكية المسلمين لتحديد إذا ما كانوا عملاء يحاولون اختراق أمريكا من الداخل”، فيما اطلق عليه الإعلام الأمريكي Bachmann Muslim Witch Hunt او “محاوله باكمان تصيد المسلمين”.

وكانت باكمان عضو لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأمريكي وبعض أعضاء مجلس النواب قد أرسلوا خطابات إلى 5 أجهزة أمنية أمريكية مطالبين بالتحقيق في حدوث “اختراق” من قبل جماعة الإخوان المسلمين للإدارة الأمريكية، ووصف رئيس مجلس النواب “جون بوينر” اتهامات باكمان لـ”هوما عابدين” بالخطيرة والكارثية على الرغم أن باكمان كانت المديرة السابقة لحملته الانتخابية.31

وقالت باكمان في برنامج توك شو إذاعي 21 فبراير الجاري أنه: “رغم أن (هوما عابدين) تحتل منصب كبير مساعدي وزيرة الخارجية، إلا أن هناك وثيقة تكشف أن والدها كان عضوا بجماعة الإخوان المسلمين، وكذلك شقيقها، كما كانت أمها عضوه بما يسمى “الأخوات المسلمات” بينما تتطلب الوظائف الرفيعة المستوى موافقات أمنية فالحكومة عادة ما تتحرى عنك وعن الهيئات التي تنتمي إليها أنت وأسرتك”.

وزعم الإذاعي “جلين بيك” خلال اللقاء أن جون ماكين وأغلب وسائل الإعلام التابعة للحزب الجمهوري تتخذ موقفا لصالح الإخوان المسلمين، ووافقته “باكمان” وعقبت أن “ماكين” قد ذهب إلى مجلس الشيوخ ودافع بجرأة عن صديقته “هوما عابدين” في محاولة لنفي الاتهامات.

وزعمت “باكمان” أنها لا تتهم “هوما عابدين” بأنها عضوه في جماعة الإخوان المسلمين أو أنها تعمل باسمهم، لكنها تريد أن تتحرى الجهات الأمنية عن اتصالات عابدين”.

والحقيقة أن هذه الروايات سبق أن تكررت منذ سبتمبر 2014، ففي 3 سبتمبر الماضي 2014، تحدثت “كلير لوبيز” خبيرة شؤون مكافحة الإرهاب السابقة بوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية سي آي إيه عن “اختراق الإخوان المسلمين لإدارة الرئيس الأميركي بارك أوباما بشكل غير مسبوق”.

واتهمت لوبيز – في تصريحات خصت بها الموقع الإلكتروني الأميركي “وورلد نت ديلي” – الرئيس أوباما بالسماح للإخوان بالتسلل داخل إدارته وكذلك الحكومة الاتحادية وذلك بتعيين “مستشارين له ممن يحسبون على التيار الإسلامي المتشدد”.

وقالت المسئولة الأميركية السابقة إن “الإخوان تسللوا إلى داخل صفوف الإدارة الأميركية والأفرع الأخرى من الحكومة الفيدرالية”، واعتبرت أن تعيين محمد الإبياري، المصري الأصل، في المجلس الاستشاري لوزارة الأمن الداخلي الأميركية من أبرز الأخطاء السياسية لأوباما لاسيما بعد أن أظهر دعمه للمتشددين، بحب قولها، حين كتب، في وقت سابق، على حسابه على “تويتر” إن “الخلافة أو الدولة الإسلامية لا مفر منها في المستقبل” وقارنها بالاتحاد الأوروبي.

كما أوضحت “كلير لوبيز”، وهي أيضا خبيرة شؤون الأمن والإرهاب في الشرق الأوسط بمعهد “ميجن” الكندي ومعهد السياسات الأمنية، أن الحرب على الإرهاب التي بدأتها الولايات المتحدة في ظل إدارة الرئيس السابق جورج بوش الابن “أصبحت حاليا أكثر خطورة جراء تباطؤ أوباما في اتخاذ القرارات المناسبة”.

وقالت: “أن العديد من أعضاء الكونجرس يعلمون ذلك، لكنهم لا يريدون إثارة المشاكل ولا يتحدثون بصوت عال”، على حسب تعبيرها.

“هوما عابدين” دليل الاختراق

وفي غمرة الصراع بين النظام الجديد في مصر الذي جاء عقب انقلاب عسكري ضد حكم الإخوان، وبين جماعة الإخوان المسلمين، والسعي لاستئصال الجماعة تماما، ورفض أمريكا وأوروبا في بيانات لعمليات قتل وإعدام المتظاهرين وتعليق تسليم معدات ومعونة عسكرية للقاهرة، شنت وسائل الإعلام المؤيدة للسلطة – والتي أظهر أحد تسريبات مكتب السيسي أن بعضهم يتلقى تعليماته من مكتبه – تقارير عن: “كيف تصل إسرار البيت الأبيض ومكتب هيلارى كلينتون إلى جماعة الإخوان المسلمين والى السيدة نجلاء على زوجة محمد مرسى تحديدا لحظة بلحظة منذ عام 1996”.

واعتبر خصوم الإخوان في مصر وأمريكا أن “هوما عابدين”، وهي مسلمة أمريكية سعودية زعموا أنها عضوه في جماعة الإخوان المسلمين لأن هناك تقارير تربط أبيها بجماعة الإخوان رغم أنها ليست محجبة، هي حلقة الوصل بين أمريكا والإخوان، وأنها مصدر اختراق الإخوان للإدارة الأمريكية، دون دليل سوي أنها مسلمة ووالدها ربما له علاقة بجماعة الإخوان.

فوالدها هندي وأمها باكستانية مسلمين درسوا وحصلوا على الدكتوراه في أمريكا وعاشوا بالسعودية أكثر من ثلاثين عاما، وكانت “عابدين” تعمل سكرتيرة خاصة ومديرة مكتب لهيلارى كلينتون منذ عام 1996 والى اليوم، وظهرت مع أوباما خلال زيارته لمصر 2009.

حيث ربطوا بين أمها “صالحة عابدين” التي قالوا أنها كانت قيادية في جماعة الإخوان المسلمين الفرع النسائي أى تنظيم “الأخوات المسلمات” الذي قالوا أن السيدة نجلاء على محمود زوجة محمد مرسى والتي درست في أمريكا أيضا وكانت تعمل في المركز الاسلامى هناك، وبين “هوما عابدين”، وقالوا أيضا أن شقيقها “حسن عابدين” قيادي اخوانى يعمل مع القيادي الاخوانى المصري القطري الشيخ القرضاوى ومع قيادي في تنظيم القاعدة أيضا يدعي حسن نصيف (!).

وقالت هذه القصص التي نسجتها وسائل الإعلام المصرية قصصا حول إدخال “عابدين” عشرات الإخوان المسلمين إلى داخل البيت الأبيض “ليتجسسوا وينقلوا الأسرار والأخبار والفضائح إلى الجماعة أولا بأول وليعثروا على ما يمكنهم ابتزاز الإدارة الأمريكية به ولينقلوا أراء الإخوان ووجهة نظرهم في الحكام العرب وفى جماعة الإخوان على أنها الحقيقة أو أنها رأيا عاما إلى الدرجة أن داليا مجاهد – التي وصفوها بـ”المحجبة الاخوانية” – صارت تعمل داخل البيت الأبيض كمستشارة لاوباما هي وعشرات الإخوان ليصوروا له الإخوان علي أنهم ملائكة ومعتدلين وان مبارك دكتاتورا”، بحسب ما نشر في صحف مصرية، قالت أيضا – بعكس ما نشرت – أن “الفتاة “عابدين” كانت متزوجة “اسرائيلى امريكى يهودي اسمه انتوني واينر كان عضوا في الكونجرس ولم يدخل الإسلام”. 

ويبدو أن أعضاء حزب الشاي المتطرف اليميني التقطوا ما نشرته وسائل الإعلام المصرية لترويجه في أمريكا عن اختراق الإخوان لإدارة أوباما، بينما التقطت الصحف المصرية حوارات في الفضائيات الأمريكية وتصريحات لنفس هذا الفريق الذي زار مصر مرتين لدعم الرئيس السيسي وانقلاب 3 يوليه، تتحدث بدورها عن دور لمسلمين أمريكان مثل النائب المسلم “أندريه كارسون” في فتح أبواب الكونجرس أمام الإخوان خصوصا أنه شارك في لقاءات وفد الإخوان الأخير الذي زار أمريكا.

وضمن هذه الحملة لإثبات العلاقة بين الإخوان وإدارة أوباما جري استخراج ملفات لقاءات سابقة بين قياديين في الإخوان في عهد مبارك ثم المجلس العسكري ثم مرسي مع دبلوماسيين أمريكان وأشهرها علي الإطلاق زيارة السفيرة الأمريكية السابقة “أندرسون” لمقر الإخوان ولقاؤها مرشد الجماعة لأول مرة في تاريخ العلاقات بين الطرفين.

ولكن السؤال الذي لم يجب عنه أحد هو: لماذا خرجت أصوات أمريكية الآن للحديث عن اختراق الإخوان للإدارة والكونجرس والمخابرات الأمريكية، وهل لذلك علاقة بالصراع الأمريكي الداخلي بين الديمقراطيين والجمهوريين؟ أم أن الأمر محض مصادفة وصراع فرعي بين نواب متطرفين من حزب الشاي ونواب مسلمون؟ أم هي الاسلاموفوبيا التي انتشرت مع صعود أصوات “اليمن المحافظ” مرة أخري ودعوته للتدخل في العراق وسوريا بريا لضرب تنظيم داعش؟

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …