بالفيديو ..لماذا تحدث السيسي الآن؟
في اللحظات التي كان المشير عبد الفتاح السيسي يلقي كلمته المسجلة للشعب المصري، كان أحد المواطنين يشنق نفسه فوق كوبري المنيب بالجيزة، وربما كانت اللقطة معبرة بشكل أكبر عن الحديث الذي حاول فيه السيسي استعراض الوضع في مصر .
وجاءت وعود السيسي للشباب عبر سيارات الخضروات وسوق العبور، إضافة إلى محاولاته لتجميل الصورة، والتأكيد بأن الأمور تسير إلى الأفضل، إلا أن “المواطن” كان له رأي آخر .
وفسر مراقبون، خروج خطاب السيسي في هذا الوقت بالتحديد بأنه محاولة للتخلص من نتائج التسريبات التي أحرجته خلال الأيام الماضية مع دول الخليج، ومحاولة ترميم العلاقة بينه وبين الشعب التي تأثرت كثيرا – وفقا للمراقبين – بأحداث الدفاع الجوي، والأزمات المتتالية التي لم ينجح – حتى الآن – في الوصول إلى حلول لها، إضافة إلى الرغبة في استثمار الضربات الجوية التي نفذتها القوات المسلحة المصرية ضد أهداف ليبية.
وأكد مراقبون، أن خطاب المشير عبد الفتاح السيسي، الذي أذاعه، اليوم الأحد، التليفزيون المصري، يشبه خطاب مبارك العاطفي، الذي حاول خلاله استعطاف الشعب المصري للتغاطي عن جرائمه بحقهم، موضحين أن الخطاب خرج بلا محتوى ولم يذكر خلاله إنجازات حقيقية نفذها منذ توليه الحكم.
وأضافوا أن السيسي أصر على الكذب فيما يتعلق بالفشل في ليبيا، حيث قال إن القوات المسلحة استهدفت 13 هدفًا في ليبيا، معتبرين رفضه تقديم العزاء للأقباط بعد مقتل 21 قبطيا بليبيا إلا بعد الثأر، يؤكد تقسيمه للوطن وازدواجيته في التعامل مع الدم المصري.
بينما قال آخرون: إن الخطاب تميز بالشفافية مثمنين صراحته وصدقه مع المصريين.
وأشاروا إلى أنه اعترف بأن التسريبات حقيقية بشكل غير مباشر، واكتفى بالإشارة إلى أنها مفبركة، داعيين إلى أنه من الضرورى الاحتكام إلى الفحص الفني للتسريبات.
وأكد محمد القدوسي، الكاتب الصحفي، أن التسريبات التي أذاعتها قناتي: “مكملين والشرق” كانت موجعة للسيسي وأنصاره؛ لأنها فضحتهم أمام مموليهم، وهو ما دفعه إلى الحديث عنها اليوم في خطابه، حيث ادعى أنها مفبركة، وفي نفس الوقت اعترف بصحتها.
ورد على تصريحات السيسي بأنه تولى المسئولية في أوقات صعبة، دعا الكاتب الصحفي إلى فتح الميادين بدون الطيارات التي تقصف المواطنين السلميين، وبدون توزيع الهدايا على مؤيديه والرصاص على معارضيه، ليرى العالم حجم كل فريق منهم، مضيفًا: “تنحى عن المسئولية طالما انت مش قدها”.
ومن جانبه، وصف حاتم عزام، نائب رئيس حزب الوسط، الخطاب العاطفي بالأول من نوعه للسيسي، والذي لعب فيه على مشاعر المواطنين دون أي محتوى، وأن مثل هذه الخطابات لن تنتهى سوى بإسقاطه.
وأكد عزام، في مداخلة هاتفية له عبر قناة “مكملين” الفضائية، أنه لن تتم انتخابات برلمانية في مصر، وإن تمت مزورة ومفبركة، سيتم حلها بعد ذلك، مستشهدًا بكلام السيسي الذي قال خلاله: “أنا قلت لهم – يقصد رؤساء الأحزاب – اتجمعوا مع بعض وما تتخنقوش.. الظروف مش مستحملة والوقت غير مناسب للمنافسة، وقلت لهم اعملوا قائمة واحدة”.
وأضاف أن حديث السيسي يتزامن مع إصدار المحكمة الدستورية، التي يديرها المجلس العسكري، وحديث بعض وسائل الإعلام التابعة للأذرع الإعلامية للعسكر عن احتمالية تأجيل الانتخابات، وهو ما يؤكد عدم نية النظام الحالي في إجراء أية انتخابات برلمانية خلال الفترة القادمة.
وأشار نائب رئيس حزب الوسط، إلى أن السيسي اعترف بصحة التسريبات، من استدعاء الحديث عن النائب العام في خطابه من خلال حديث ركيك لا ينطلي على أي أحد، مؤكدًا أن هذا الحديث يدل على التدخل في عمل النائب العام وعدم نزاهة القضاء المصري.
وفيما يخص تسريبات الخليج، فقال عزام: “السيسي قال ما تبصش، الكلام ده اتقال ولا ما اتقالش، بص الكلام ده اتقال ليه؟ وده طبعا دليل على صحة التسريب، كما قال بصراحة ووضوح: لولا هذا الدعم ما كان فيه انقلاب واستمر لهذه الشهور، وهو غزل لدول الخليج حتى لا ينقطع الدعم للانقلاب”.
وأوضح أنه أدلى بكلمات عاطفية في آخر خطابه، وجهها لدول الخليج، حيث قال: “خالوا بالكم من بلادكم، وأنا معاكم وأمن الخليج من أمن مصر”.
وأكد عزام أن استدعاء السيسي لمقتل شيماء الصباغ وشهداء الألتراس، بينما تجاهل الحديث عن سندس أبو بكر وغيرها ممن قتلوا على يد داخليته، يؤكد الازدواجية التي يتعامل بها السيسي نحو الدم المصري، مشيرًا إلى أن هذه الحوادث أثرت بشدة في الشارع المصري، مما دفع السيسي للحديث عنها.
وعلق محمد سيف الدولة، الباحث المتخصص في الشأن القومي العربي، على خطاب السيسي قائلًا: “إنه حديث تقليدي ليس به جديد عما يردده الإعلام كل يوم”.
وأضاف سيف الدولة في تغريدة له بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر”: “فيما عدا اعتذاره “المهين” إلى السعودية والخليج عما ورد بالتسريبات”.
وقال الناشط السعودي خالد المهاوش: “خطاب السيسي مثير للشفقة، تبريرات مضحكة، واستعطاف متأخر، فاتك القطار من الداخل قبل الخارج”.
وأشار الدكتور أيمن نور، زعيم حزب غد الثورة، إلى أن خطاب السيسي تجاهل أسئلة بلا جواب الناس، مؤكدًا أنه في النظم الاستبدادية لا يجرؤون على السؤال.
وأضاف نور، في تغريدة له عبر “تويتر”: “مثلا لماذا الصمت عن التسريبات؟ لماذا لا يخرج أصحابها بأصواتهم لنعرف الحقيقة؟”.
وكتب المستشار وليد شرابي، عضو المجلس الثوري المصري، عبر حسابي بـ”تويتر”، قائلا: “كان يتسول من الخليج عن طريق عباس في الهواتف والغرف المغلقة، والآن يفقد كل كرامته ويتسول من الخليج على القنوات الفضائية المصرية”.
وأضاف: “الخائن مرعوب من أن يتوقف الخليج عن إرسال محصول الأرز”.
وأوضح عمرو عبد الهادي، عضو جبهة الضمير الوطني، أن كلمة السيسي هي نصيحة مباشرة من الإمارات ومحمد دحلان حتى تستطيع تسويقه وإمداده بالمال مره أخرى من المملكة العربية السعودية”.
وتساءلت الإعلامية نادية أبو المجد عن صاحب فكرة خطاب السيسي، قائلة: “يا ترى مين صاحب فكرة كلمة السيسي المسجلة المقطعة دي ومحتواها وتوقيتها؟”.
وقال يحيى حامد، وزير الاستثمار السابق:” لن تهدأ ثورتنا حتى القصاص من هذا اللص الخائن، السيسي وعصابته فاشل وضحل ولا يتبعه إلا أمثاله أو مجموعة من المنتفعين الذين يريدون استعباد الشعب”.
شاهد الفيديو:
إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟
ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …