‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير “ستراتفور”: هل تغير السعودية موقفها من الإخوان لمكافحة داعش؟
أخبار وتقارير - فبراير 22, 2015

“ستراتفور”: هل تغير السعودية موقفها من الإخوان لمكافحة داعش؟

كشف مركز الأبحاث الاستخباراتي الأمريكي “ستراتفور”، في مقال تحليلي عن وجود فرص قوية للتقارب بين المملكة العربية السعودية في عهد ملكها الجديد سلمان بن عبد العزيز، وبين جماعة الإخوان المسلمين وفروعها في الوطن العربي، مستعرضًا الأسباب المحتملة للتقارب والعوائق التي ربما تقف في طريقه.

وأكد المقال أنه على الرغم من التسريبات الإعلامية الأخيرة والتصريحات، إلا أنه من غير المُحتمل أن المملكة العربية السعودية سوف تغير- استراتيجيًّا- معارضتها لجماعة الإخوان المسلمين.

اللهجة الأقل حدة التي ظهرت في موقف العاهل الجديد تجاه الحركة الإسلامية ليست سوى آلية بديلة، تهدف إلى إدارة أفضل للتحديات الإقليمية في المملكة العربية السعودية.

مكافحة فعَّالة لتنظيم داعش

وأضاف المقال أنه من أجل مكافحة فعالة لتنظيم الدولة الإسلامية تحتاج المملكة إلى بناء تحالف ضد الجهاديين الإقليميين، تكون جماعة الإخوان المسلمين جزءًا منه.

وأكد أنه رغم ذلك تحتاج المملكة العربية السعودية إلى التأكد من أن جماعة الإخوان المسلمين لن تهدد الدول العربية التي أضعفها- بالفعل- الربيع العربي، وإذا خففت المملكة العربية السعودية بالفعل من حدة موقفها المتشدد فإنها تخاطر بإشعال مشاكل إقليمية أسوأ.

وأشار المقال إلى أن العاهل السعودي الملك سلمان عقد يوم 17 فبراير لقاءً مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثان خلال زيارة الأخير إلى الرياض، وجاء هذا الاجتماع بعد أيام قليلة من تصريحات لوزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل قال فيها: “ليس لدينا مشكلة مع الإخوان المسلمين، مشكلتنا مع مجموعة صغيرة من الناس يطالبون الشعب بالولاء”.

ودفع هذا التصريح وذاك اللقاء العديد من المراقبين إلى توقع تغيير الملك الجديد من سياسة عدم التسامح تجاه جماعة الإخوان المسلمين المدعومة من قطر؛ لتصبح أقرب إلى نوع من الصدام الفاتر.

ويسلط التحليل المزيد من الضوء على ملاحظات مهمة ومحددة، كما أنه دراسة لكل من طبيعة جماعة الإخوان المسلمين والدولة السعودية تُظهر أن المصالحة الاستراتيجية بين الطرفين غير واردة إلى حدٍّ كبير.

ومن بين الملاحظات أن الدولة السعودية تقوم على النموذج السلفي الهادئ، الذي يعلن تناقضه الصارخ مع وجهة نظر جماعة الإخوان المسلمين للدين، وهدف الحركة الأسمى هو الشكل الجمهوري للحكومة؛ وهو الأمر الذي يُعدّ تهديدًا على المدى الطويل لنظام الحكم في السعودية.

وبالنسبة للمدى القريب؛ فإن الإسلام السياسي الذي تنتمي إليه جماعة الإخوان المسلمين يهدد بزعزعة استقرار الدول العربية، وخاصة الحكومة العسكرية في مصر، في الوقت الذي تتداعى فيه الدول في كافة أنحاء العالم العربي.

تصاعد التهديدات الإقليمية

ويرى المقال أنه في الوقت الحالي لا تُعدُّ جماعة الإخوان المسلمين تهديدًا مُلحًّا للمصالح السعودية (في مصر.. أبقى انقلاب 2013م الحركة تحت السيطرة)، ويأتي التهديد الأكبر للرياض والدول العربية من تنظيم الدولة الإسلامية، وسيطرته على أراض واسعة في المناطق عبر الحدود الشرقية لسوريا وغرب العراق، وأن هدف الدولة الإسلامية المُتمثل في الخلافة الدولية وتكتيكاتها المسلحة يُشكل خطرًا واضحًا وقائمًا بالنسبة للدول العربية.

كما تشكّل طريقة الإخوان المسلمين لإقامة دولة إسلامية من خلال الوسائل الديمقراطية في الوقت نفسه تهديدًا على المدى الطويل.

إعادة التنسيق والعقود السابقة

ويتطرق المقال لعقود سابقة وقفت المملكة العربية السعودية في صف الإخوان المسلمين من قبل، فخلال حقبة الخمسينيات والستينات من القرن الماضي، عملت الرياض مع الحركة الإسلامية لاحتواء قوى القومية العربية اليسارية؛ وأبرزها حركة جمال عبد الناصر مؤسس الحكومة العسكرية في مصر.

وفي الوقت الراهن توجد عناصر سعودية وأجنبية داخل المملكة متعاطفة مع الإخوان المسلمين، ويمكن للرياض الاعتماد على ذلك للعمل على إطلاق علاقة جديدة مع الحركة.

ورغم ذلك، فإن هناك مخاطرة قوية في حال السير في هذا الطريق، حيث إن جماعة الإخوان المسلمين قد تضع ثمنًا باهظًا في مقابل الموافقة على هذا التعاون.

وتوقع المقال أن تطلب جماعة الإخوان المسلمين من المملكة العربية السعودية الضغط على الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لتخفيف حملته الشرسة ضد الحركة، لكن الرياض لا تريد إعطاء تفويض لجماعة الإخوان المسلمين لكي تحارب الدولة الإسلامية، كما لا تريد إضعاف الحكومة المصرية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …