‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير في يوم الطالب المصري.. “التأم” كوبري عباس وبقيت الانتهاكات
أخبار وتقارير - فبراير 21, 2015

في يوم الطالب المصري.. “التأم” كوبري عباس وبقيت الانتهاكات

لم يكن يوم 21 من فبراير رقمًا عاديًّا تم تدوينه في كتب التاريخ، ولا يعد فقط مجرد رد فعل على حادث فتح كوبري عباس في 9 فبراير عام 1946، واستخدام القوات البريطانية العنف ضد الطلاب المطالبين بالجلاء والاستقلال، إنما يجسد قصة نضال طلابي امتد منذ ذلك التاريخ وحتى اليوم.

وتكشف بداية تفاصيل المذبحة التي قامت ضد طلبة جامعة فؤاد الأول “جامعة القاهرة الآن” بالمظاهرة التي بدأت من ساحة الجامعة واتجهت إلى القاهرة من خلال كوبري عباس، فقابلها البوليس بإطلاق النار وقتل طلبة الجامعة” وفقًا لما رصده عبدالرحمن الرافعي في الجزء الثاني من كتاب (في أعقاب الثورة المصرية).

ويشير الصحفي سيد محمود إلى دور كوبري عباس في احتضان التظاهرات والمواجهات، وأن 21 فبراير يمثل علامة مهمة في تاريخ النضال الوطني، وكيف كانت الحركات الطلابية بالإضافة إلى الحركة العمالية ذات التأثير الكبير في إسقاط حكومة محمود فهمى النقراشي رئيس الوزراء آنذاك، ويلفت النظر إلى دعوات التخوين ووجود “أياد خفية” تحركهم، رغم عدالة قضيتهم وكفاحهم ضد المستعمر.

قصة التخوين فى كل العصور

“ما أشبه اليوم بالبارحة”!! هكذا يقول الدكتور عماد أبو غازي، المؤرخ، وزير الثقافة الأسبق، لافتًا إلى أن دعوات الطلاب لاستكمال نضالهم دومًا ما كانت تواجه بالتخوين من الأنظمة الحاكمة.

وقال أبوغازي: “تعودنا على الاتهام بالتخوين أيام الاحتلال الانجليزي، والخديو إسماعيل، وإسماعيل باشا صدقي، وجمال عبدالناصر فى مواجهة مظاهرات 1986، واتهم بها السادات معارضيه فى عامى 1972، و1973، كما قالها مبارك فى ١٩٨٤”، وتابع: “مشكلة الأنظمة الاستبدادية أنها لا تقرأ التاريخ، ولو قرأته لا تفهم”.

وأشار أبو غازي إلى أن يوم 21 فبراير، ليس يوم الطالب العالمي كما يردد البعض، بل هو يوم كفاح الطالب المصري ضد الإمبريالية والاستعمار، أما يوم الطالب العالمي فيتم الاحتفال به في 17 نوفمبر؛ حيث يتواكب مع حدث اقتحام القوات النازية لإحدى الجامعات الألمانية، كما يلفت النظر إلى أن حادثة فتح كوبري عباس في 1946 لم تسفر عن شهيد واحد، وإنما تساقط الشهداء من الثانوي والجامعة- 8 شهداء- كان خلال يومي 9 و10 نوفمبر في ميدان الإسماعيلية (التحرير الآن) نتيجة استخدام الشرطة العنف وإطلاق النار ودهس بعض الطلاب بمدرعات الجيش البريطاني.

تظاهرات “فبراير 1946، وفبراير 1968 – التي شارك فيها الطلاب احتجاجًا على الأحكام المخففة للمحكمة العسكرية على ضباط سلاح الطيران المتهمين بالإهمال أثناء الحرب، وتظاهرات فبراير 2012 يجمعهما سمات مشتركة تؤكد دور الحركة الطلابية فى النضال الوطني” هكذا يقول أبو غازي.

إحنا زى ما إحنا يا فبراير

واستمر هذا الهتاف “احنا زى ما احنا يا فبراير” داخل الجامعة خلال عامي 1972 و1973 لرفض ما عرف بحالة الـ”لا سلم” والـ”لا حرب” بين مصر وإسرائيل، ثم تجددت هتافات الطلاب فيما عرف بالانتفاضة الشعبية في يناير 1977 التي كان من قادة هذه الحركة محمود محيي الدين، مثلما قاد عمه فؤاد محيي الدين الحركة الطلابية في ١٩٤٦.

ويوضح أبو غازي أن نهاية عصر السادات شهدت انقضاضًا واسعًا على الحركة الطلابية، بعد حملة الاعتقالات الواسعة ضدهم، وتعديل اللائحة الطلابية التي قضت على النشاط السياسي، ثم عاودتها في 1984 للاحتجاج على ارتفاع الأسعار وزيادة الأجور وغيرهما من القضايا المجتمعية بعد حصار الحركة الطلابية لمدة 6 سنوات وكانت بمشاركة أستاذة الجامعة.

الانتهاكات لم تتوقف

وبحسب مرصد حقوقي تم إنشاؤه عقب أحداث 3 يوليو لمتابعة الشأن الطلابي وهو “مرصد طلاب الحرية” فإنه منذ الثلاثين من يونيو لعام 2013، ولم تتوقف قوات الأمن عن ممارساتها لأساليب القمع بحق طلاب سلميين لا جُرم لهم ولا تُهمٍ حقيقية سوى “إبداء الرأي”.

وتابع المرصد في بيانه السنوي وفي يوم “التضامن مع الطالب المصري” نجد الطالب ما بين معتقل وقتيل ومفصول ومختفي قسريًّا انتهاكات متعددة وجرائم حقوقية شهدتها البلاد والطلاب بشكل خاص في ظل النظام الحالي” .

و أجرى “مرصد طلاب حرية” إحصاء لحصر الانتهاكات الواقعة بحق الطلاب منذ الثلاثين من يونيو لعام 2013 وفقًا لآخر تحديث بتاريخ 11 فبراير 2015 فكانت كالآتي:

أولاً: إجمالي عددالقتلي خارج إطار القانون: 345 طالبًا من بينهم 11 طالبة وذلك كأحد الانتهاكات الصارخة بل أقساها كأقل حق لإنسان كفله القانون “الحق في الحياة”.

ثانياً: إجمالي عدد الطلاب الذين تم فصلهم لمدد تتراوح ما بين الفصل النهائي والفصل لمدة فصل دراسي واحد: 264 طالبة و444 طالبًا.

ثالثًا: إجمالي عدد المعتقلين تعسفيا: 3242 طالبًا وطالبة رهن الاعتقال: 1898 طالبًا وطالبة

عدد الطالبات المعتقلات: 391 طالبة عدد المفرج عنهن: 361 رهن الاعتقال: 30 طالبة

عدد الطلاب المعتقلين: 2851 طالبًا عدد المفرج عنهم: 983 طالبًا رهن الاعتقال حاليًا: 1868 طالبًا.

رابعًا: حالات التعذيب: إجمالي ماتم رصده 160 حالة تعذيب مابين أقسام الشرطة والسجون ومديريات الأمن , وذلك لإجبار الطلاب علي الاعتراف بتهم لم يرتكبوها في انتهاك صارخ لآدميتهم ولحقوق الإنسان.

خامسًا: حالات الإخفاء القسري: 164 حالة إخفاء قسري من بينها حالات مختفية منذ فض اعتصامي رابعة والنهضة

عدد الطالبات المختفيات: 19 طالبة ما زال مختفيًا: 5 طالبات

عدد الطلاب المختفين :145 طالبًا ما زال مختفيًا: 5 طلاب

وأدان المرصد “ماآلت إليه حقوق الإنسان والحريات العامة في البلاد في ظل تلك الممارسات القمعية التي تمت وما زالت قتل وإنهاء الحياة أو إهدار أعوام كاملة من أعمار طلاب بلا جُرم ولا جريرة”.

كما طالب “السلطات الحالية والأجهزة الأمنية بالتوقف عن تلك الانتهاكات , ومثول المتسببين فيها أمام قضاء عادل ومحاسبة المسئول عنها وبدأب نعمل دون كلل لرصد وتوثيق أي انتهاك نال وسينال أي طالب بالجامعات والمعاهد المصرية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …