‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير أسر مصر 55 من دواعش ليبيا وقتل 155.. “حلم” أم حقيقة؟
أخبار وتقارير - فبراير 20, 2015

أسر مصر 55 من دواعش ليبيا وقتل 155.. “حلم” أم حقيقة؟

ما أن أعلن المتحدث العسكري الرسمي المصري عن قيام طائرات مصرية بقصف مناطق لتنظيم داعش في مدينة “درنه” الليبية، وتطوع المتحدثين الإعلاميين باسم قوات حفتر لإصدار تصريحات متلاحقة عن عدد من قتلتهم الطائرات المصرية تتراوح بين 50 و280 قتيلا من جنود داعش، حتى انتشرت أنباء مجهولة تؤكد أن “كوماندوز” مصريين هاجموا هذه المنطقة عقب العملية مباشرة في إنزال بري، وقتلوا ما بين 100 و150 من أنصار داعش، وأسروا ما بين 20 – 55 داعشي.

الأنباء عن هذه العملية البرية المصرية التي قيل إنه قام بها كوماندوز مصريون– من الفرقة 999 وهي وحدة صاعقة عسكرية مصرية – صدرت في البداية من الصحفي المقرب من المؤسسة العسكرية مصطفي بكري، الذي نشر عدة تغريدات على “تويتر”، 17 فبراير الجاري، يؤكد فيها أن “وحوش القوات المصرية قتلوا 155 من الإرهابيين وأسروا 55 من قتلة داعش، وجاءوا بهم على متن الطائرات المصرية وعادت بهم إلى القاهرة”، مشيرا إلى أن العملية جرت فجر الثلاثاء 17 فبراير الجاري.

والملفت أن “بكري” قال في تغريدة أخرى: إن هذا “حلم”، حيث قال: “إنني انتظر المتحدث العسكري ليفسر لي هذا الحلم، لكني على يقين أن حدثا عظيما قد وقع”.

وقال في الخبر الذي أعلنه على حسابه: “سيناريو أقرب إلى الحقيقة.. ماذا إذا خرج علينا المتحدث العسكري بعد قليل وقال إن قواتكم الباسلة نفذت فجر اليوم عملية عسكرية جريئة ثأرا لأبناء مصر، حيث تحركت الطائرات المصرية واتجهت إلى درنة، وبعد القصف المركز الذي استهدف معسكرا لتدريب إرهابيي داعش يسمى معسكر أبو كريم الوهداني في درنة، تم إنزال ثلاثين من رجال القوات المصرية الخاصة من وحوش القوات المصرية، الذين قتلوا 155 من الإرهابيين، وأسروا 55 من قتلة داعش، وجاءوا بهم على متن الطائرات المصرية، وعادت بهم إلى القاهرة”.

وظل بكري يبشر المصريين بقرب صدور بيان عسكري يؤكد هذا قائلا تارة: “انتظروا السيرك العالمي قادة داعش في القفص الحديدي داخل الأراضي المصرية، ليبيون وعرب وأجانب”، وتارة أخرى: “مجلس الدفاع الوطني يجتمع بشكل عاجل، ننتظر إعلانا عظيما، سلمت يا جيش مصر العظيم، سلمت يا قائد مصر النبيل”، دون أن يحدث شيء على مدار اليومين الماضيين منذ إعلانه هذا.

ثم نقلت عدة صحف مصرية نفس الخبر بدون تمحيص أو تأكيد رسمي أو معلومة إضافية، باستثناء اختلاف أرقام من قتلتهم القوات المصرية، ومن أسرتهم من تنظيم داعش في مدينة درنة، ويبدو أن الصحفيين ووسائل الإعلام المصرية استقت الخبر من الصفحة الرسمية للواء خليفه حفتر، التي ذكرت أن قوات مصرية داهمت معسكرا لداعش في درنة، بالتنسيق مع قوات محلية، وتمكنت من “قتل عدد كبير من المسلحين، وأسر العديد من الإرهابيين، بعضهم من المصريين ومن العرب ومن الأجانب”.

لا تأكيد من الجيش أو درنة

الغريب أن الجيش المصري الذي ظل لعقود طويلة يحظر على الإعلام نشر أي أخبار عن القوات المسلحة دون مراجعة من إدارة الشئون المعنوية في القوات المسلحة، وكثيرا ما عاقب صحفيين وسياسيين بالسجن بتهمة إذاعة أخبار غير دقيقة عن القوات المسلحة، كما أصدر مؤخرا قانون بعدم الحديث عن القوات المسلحة إلا بأذن رسمي، لاذ بالصمت المريب أمام سيل الأخبار التي نشرها بكري وصحف مصرية عن أسر أعضاء من داعش.

حيث لم تشر الصفحة الرسمية للمتحدث العسكري للقوات المسلحة، لأي من هذه الأنباء عن عملية إنزال بري مصرية أو قتل أو أسر داعشيين ليبيين وعرب، كما لم تذكر الصفحة الرسمية لمجلس شورى مجاهدي درنة وضواحيها أي معلومات عن هذا الهجوم البري المصري، واكتفت بنشر صور لجرافات تزيل آثار الغارة المصرية من أحياء المدينة، وقيام مجلس المدينة بخدمات للأهالي.

ولم يصدر عن المتحدث العسكري، حتى ساعة كتابة هذا التقرير، أي تكذيب أو تعليق على الأخبار التي نشرها الصحفي المصري مصطفى بكري، أو الكاتبة الكويتية المعادية للثورة المصرية “فجر السعيد”، ما فسره البعض بأنه ربما يكون رضا ضمنيا عما قيل، واحتمال صحة الواقعة، وانتظار مصر التوقيت المناسب لإعلانها، بيد أن عدم إعلان مجلس درنة أي معلومات عن هذا تثير الشكوك في صحة ما نشر في وسائل الإعلام المصرية.

قصص وأرقام مختلفة

فقد تحدث موقع إنترناشيونال بيزنس تايمز البريطاني عن “تقارير غير مؤكدة”، مفادها أن قوات خاصة مصرية شنت هجوما بريا في ليبيا، وتمكنت من أسر العشرات من مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية المعروف إعلاميا باسم داعش.

ونقلت وكالة أنسا الإيطالية، صباح الأربعاء، عن مصادر مجهولة مصرية وليبية قولها “إن فرقة كوماندوز مصرية (999) داهمت مدينة درنة بشرق ليبيا، التي تعد معقلا لداعش، وأسروا 55 من مقاتلي التنظيم، ردا على ذبح 21 مصريا”.

لكن الموقع البريطاني أشار إلى أنه لم يتمكن من إثبات صحة التقارير، وأفاد بأن حسابات موالية للتنظيم أنكرت وجود أي خسائر بين صفوف داعش”.

كذلك ذكرت صحف عربية وأجنبية أن القوات المصرية قامت بإنزال بري في درنة، وتحدثت أخرى عن غارات سبقت العملية، وغصت وسائل التواصل الاجتماعي، منذ صباح الأربعاء، بروايات شبه متطابقة حول قيام مجموعة من الجيش المصري بعملية إنزال، فجر الثلاثاء، على معسكر أبو كريم الوهداني جنوبي درنة، حيث “قتلت العناصر الإرهابية التي تستخدمه وأسرت بعضا منهم”.

وقالت عدة صحف مصرية خاصة: “تمكنت مجموعة من القوات الخاصة المصرية، بالتنسيق مع الجيش الوطني الليبي، من قتل أكثر من 100 عنصر من داعش في معسكر بجنوب مدينة درنة الليبية، وأسر العشرات من بينهم مصريون وعرب وأجانب، حسب ما ذكرت مصادر متطابقة من داخل وخارج ليبيا”.

وقالت صحف ومواقع أخرى، إن هجمات قوات وحدة الـ”999″ أسفرت عن أسر عدد غير محدد يتراوح بين 11 و25 من أعضاء تنظيم الدولة الإسلامية، بالإضافة إلى قتل آخرين”.

وتحدثت أكثر الروايات تطابقا من مصادر مختلفة، منها مسئولون من عدة دول، عن مقتل أكثر من 150 من عناصر داعش في المعسكر وأسر القوات المصرية للعشرات، وقالوا إنه “في المقابل، فإن خسائر قوة التدخل السريع، وقوامها 30 من أفراد القوات الخاصة، لم تتعد قتيلين و6 مصابين”، وأن “أسرى داعش في ليبيا بينهم مصريون وعرب وأجانب من جنسيات مختلفة”.

وشذت صحيفة “اليوم السابع” الخاصة الموالية للسلطة عن هذا الركب، وحذرت من خطورة تناول الأخبار العسكرية من خلال حسابات الشخصيات العامة على مواقع التواصل الاجتماعي، وأضافت “أن هذا الأمر يتم دون الرجوع إلى المصادر الرسمية في القوات المسلحة، وأنه يشكل خطورة على الأمن القومي”، وحذرت من “خطورة تداول أنباء عن القوات المسلحة وتحركاتها بعيدا عن المصادر الرسمية”.

وأعلنت الصحيفة عدم نشر أي أخبار حول القوات المسلحة دون الرجوع إلى المصادر العسكرية الرسمية، وناشدت وسائل الإعلام المصرية الالتزام بهذه المبادرة.

ونقلت الصحيفة عن اللواء طلعت موسى، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية، قوله: إن الأخبار التي تنشر عن القوات المسلحة عبر صفحات التواصل الاجتماعي تهدف إلى بث الشائعات وتضليل الرأي العام وإحداث فرقة بين الشعبين المصري والليبي.

كويتية متحدثة باسم جيش مصر

ومثلما أثار الصحفي المصري “مصطفى بكري” الجدل؛ لأنه نشر معلومة قتل وأسر داعشيين ليبيين، أثارت الكاتبة الكويتية “فجر السعيد” التي تحرص على إعلان كراهيتها للربيع العربي والتقاط الصور مع الرئيس السابق مبارك وزوجته في كل زيارة لمصر، جدلا مماثلا بعدما بثت نفس المعلومة، وقالت إن القوات الخاصة المصرية قامت بعملية عسكرية في درنة بليبيا، نجحت خلالها في تدمير معسكر “أبو كريم الوهداني” بالكامل، وأسر عرب وأجانب من تنظيم “داعش” الإرهابي.

حيث نشرت الكاتبة الكويتية، عبر صفحتها الشخصية في “فيس بوك”، صورة قالت إنها “لخروج ﺳﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺍﺕ لضرب الإرهابيين في ليبيا ﻣﻦ ﻗﻮﺍﺕ ﺍﻟﺴﻼﺡ ﺍﻟﺠﻮﻱ ﺍﻟﻤﺼﺮﻱ، ﻣنذ ﻗﻠﻴﻞ، وعناصر داعش تفر إلى مدن الجنوب الليبي”، ونقلت عنها أيضا الصحف المصرية، ما دعا بعض النشطاء للتساؤل على مواقع التواصل عن دور “فجر السعيد”، وهل هي المتحدث باسم الجيش المصري أو أحد القادة العسكريين؟”.

فقد نقلت عنها الصحف الحكومية والخاصة والمواقع الإخبارية ووكالات الأنباء المصرية، طوال الأيام الثلاثة الماضية، تطورات العمليات العسكرية المصرية في ليبيا، وكأنها مراسل حربي يغطي الحرب من أرض المعركة، بينما هي كاتبة كويتية لم تعمل بالمجال الصحفي وتعمل في مجال الأدب والدراما، كما تنتج مسلسلات تلفزيونية وإذاعية كويتية، وتمتلك قناة فضائية خاصة.

واشتهرت “السعيد” بعدائها الشديد لثورات الربيع العربي، ونشر صور “سيلفي” لها مع مبارك وزوجته سوزان مبارك في المستشفى، وقت أن كان محبوسا على ذمة عدد من القضايا التي تم تبرئته منها لاحقا، وأعلنت تأييدها للانقلاب في مصر.

سخرية نشطاء

وقد انقسم نشطاء مواقع التواصل في تناولهم لهذه الأخبار ثلاثة أقسام: فريق يهلل ويشيد بما فعله الجيش المصري من قتل وأسر داعشيين دون التيقن من صحة المعلومة، وفريق ثان يحذر من أن هذه الحالة تعكس عدم مهنية وضعف الإعلام المصري الذي ينقل أخبارا عن شخصية غير مختصة دون تأكد من صحتها، بينما الفريق الثالث يسخر من هذه الأخبار التي تشوه صورة الجيش المصري.

وألقى آخرون باللوم على المتحدث باسم القوات المسلحة المصرية الذي اتهموه بالتقصير، حيث خلت صفحته على فيس بوك من أي متابعات حقيقية للأحداث بخلاف أخبار زيارة السيسي للمنطقة الغربية، وتوقيع مصر صفقة طائرات الرافال الفرنسية.

وكان أكثر التعليقات سخرية تربط بين ما قيل عن نجاح 30 من الكوماندوز المصري فقط في قتل 155 وأسر 55، وبين ما قاله مذيع مصري في أغسطس الماضي، حيث أثارت تصريحات المذيع محمد الغيطي، حول تواجد الأسطول السادس الأمريكي داخل المياه الإقليمية المصرية، إبان ثورة 30 يونيو، ونجاح الضفادع البشرية في أسر أحد قادته، جدلا وردود فعل واسعة على المواقع الإلكترونية، ومواقع التواصل الاجتماعي وسخرية كبيرة.

وسرد «الغيطي» كلاما آخرا قال إنه حصل عليه من أحد أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة، يفيد بأن “وحدات الضفادع البشرية التابعة للقوات البحرية تحت قيادة الفريق مهاب مميش تمكنت من أسر قائد أحد هذه البوارج الأمريكية حينئذ، وأن جنرالا مصريا اتصل بالرئيس الأمريكي باراك أوباما، ونقل إليه رسالة من السيسي مفادها أن قيادة الجيش المصري لا تريد تضخيم الموضوع، وأن على الأسطول أن يخرج سريعا من المياة الإقليمية”.

وكان محور السخرية أن المذيع “الغيطي” قال إن كلامه من كتاب مذكرات هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، والذي نشرته تحت عنون «Hard Choices» “الخيارات الصعبة”، والذي يتناول مذكراتها أثناء توليها منصب وزيرة الخارجية الأمريكية في الفترة من 21 يناير 2009 وحتى 1 فبراير 2013، بينما هيلاري كلينتون لم تكن وزيرة للخارجية أثناء 30 يونيو، ووقت فض اعتصامي رابعة والنهضة في 14 أغسطس 2013، وبالتالي لم يتضمن كتابها أي كواليس للثورة وعملية الفض، وعلاقة الجانبين المصري والأمريكي خلال هذه الفترة لأنها كانت قد خرجت من السلطة.

وكان محور السخرية الثاني أن الفريق مهاب مميش– الذي قال المذيع إن أشرف علي أسر قائد الأسطول الأمريكي السادس، ترك منصبه كقائد للقوات البحرية في 12 أغسطس 2012 عندما أقال الرئيس محمد مرسي قيادات المجلس الأعلى للقوات المسلحة، ومن بينهم الفريق مميش الذي عين منذ ذلك اليوم رئيسا لهيئة قناة السويس وحتى الآن، بينما قائد القوات البحرية أثناء ثورة 30 يونيو وما بعدها كان الفريق أسامة الجندي.

وعلى غرار السخرية المستمرة منذ ذلك الحين عن مصير قائد الأسطول الأمريكي السادس الأسير لدى جيش مصر، سخر نشطاء مما قاله “بكري” والصحف المصرية عن أسر 55 داعشيا وقتل 155، حيث كتب الصحفي “صبحي بحيري” يقول ساخرا: “الـ 55 داعشيا اللي أسرتهم القوات الخاصة بعد الهجوم على درنة محتجزين في منزل الأستاذ مصطفى بكري…فاطمئنوا”!..

وكتبت huda El khadrawy تقول: “تدمير معسكر أبو بكر الوهداني جنوب درنة وأسر جنسيات أجنبية ومصرية ومحاصرة البلاك ووتر.. كل ده بـ30 كوماندوز مصري.. عاش عاش”.

وقال “أحمد بحيرى”: “الظاهر إن منزل محمد الغيطى لسه موجود فيه قائد الأسطول الأمريكي علشان كدا راحوا عند مصطفى بكرى.. المرة الجايه حيودوهم عند عمرو ولميس”.

بينما دعا Marawan Badrking لحرق الداعشيين الذين أسرتهم مصر قائلا بسخرية: “المفروض السلطات المصرية تولع في بيت بكرى بالـ55 داعشى بمصطفى، وبكده نبقى انتقمنا من داعش ومصطفى بقى بطل!”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …