‫الرئيسية‬ مقالات ودقت طبول الحرب العالمية الثالثة
مقالات - فبراير 16, 2015

ودقت طبول الحرب العالمية الثالثة

مع مقتل الطيار الاردني معاذ الكساسبة والاقباط المصريين في ليبيا علي يد تنظيم الدولة الاسلامية , فقد انتهي الحلف الصهيوصليبي من تدشين الحرب العالمية الثالثة , الحرب الضروس علي الاسلام والمسلمين في بلاد العروبة والاسلام والسطو علي ثرواتهم وخيراتهم , حرب يبدأ تدشينها بالاقتتال الداخلي بين العرب والمسلمين بعضهم البعض دون ان يصل الصراع الي نتيجة محسومة مبكرا , بل يمتد الصراع لاطول فترة ممكنة , تؤدي الي انهاك قوي العرب والمسلمين واستنزاف مقدراتهم , بامداد كلا الطرفين بالسلاح والعتاد لاستمرار اعمال القتل والتدمير والابادة , في توزيع ادوار معهود من قبل القوي الصهيوصليبية كما هو الحال في سوريا والعراق , الامر الذي ينتهي بتقسيم المنطقة العربية الي شراذم ودويلات يسهل معها السيطرة علي المنطقة ثم السعي للقضاء المبرم علي كل ما هو اسلامي كما حدث سابقا في بلاد الاندلس. 

ان كثيرا من التقارير تنبئ ان تنظيم الدولة الاسلامية صنيعة صهيو امريكية , قد تم اعدادها لتصبح مصيدة لكثير من الشباب المسلم المتعطش الي الجهاد , تحت وطأت الظلم البين الذي يتعرض له المسلمون داخل اوطانهم او في بقاع الارض من حكام مستبدون يستبيحون دمائهم واعراضهم , سواء كانت اوطانهم تعلن الاسلام او لا تعلنه , ومن ثم ليس هناك بأس من استدراج هؤلاء الشباب الي معارك جانبية يتم من خلالها الاساءة الي الاسلام, وذلك بتصوير مشاهد الحرق والذبح لمن يقع في ايديهم من الاسري.

وقد يسترعي نظرالمتابع ان تشكيل هذا التنظيم نشأ وتكون في بلدان بعينها تحت دعوي دفع الظلم والفساد والقتل الذي استشري في مثل هذه البلدان – هكذا هي دعوي الانشاء والتكوين – وهو امر يبدو منطقيا للفئات المتضررة من الحكم الاستبدادي المجرم الغاشم كما هو الحال في سوريا والعراق او في بلاد تعاني من مرحلة ما بعد ثورات الربيع العربي كما هو الحال في مصر وليبيا واليمن , الا ان هذا التشكيل قد يكون مخابراتيا بنسبة كبيرة يحوي عناصر اجنبية عالية الحرفية سواء في القتال او اعمال الاخراج السينمائي امثال البلاك ووتر وغيرهم او يكون مختلطا مع بعض الشباب المتحمس الذين تم استدراجهم للتغطية والتعمية علي الاعمال الاحترافية التي يقومون بها.

وسواء كانت اعمال القتل التي يقوم بها تنظيم الدولة مبررة او غير مبررة فانها تستخدم لتشويه الاسلام بصورة كبيرة , كما تعطي مسوغا للتدخل العسكري من قبل البلدان التي تدعي محاربة الارهاب سواء تلك التي يترأسها حكام عرب يدينون بالولاء للحلف الصهيوصليبي لتنفيذ اجندته في المنطقة مقابل الابقاء علي حياتهم او الحفاظ علي كرسي السلطة وتحقيق بعض المصالح الشخصية ولو علي حساب شعوبهم , او من تلك البلاد التي تغض الطرف عند مقتل المسلمين في شتي ارجاء المعمورة وتملآ الدنيا صراخا وعويلا اذا قتل احدهم او احد اتباعهم , ثم يكيلون التهم للمسلمين دون التثبت والتأكد كما حدث في شارل ايبدوا.

ومن ثم فانه علي الرغم من مشاركة معاذ الكساسبة في قذف اماكن تواجد الدولة الاسلامية , وقتله كثير من الناس هناك الا ان حرقه تم استغلاله اعلاميا بشكل يفوق الخيال , استجاش معه عاطفة المجتمع الدولي, الامر الذي اعطي الاردن اشارة البدء للقيام بالحشد لحرب برية يدعمها كثير من الدول ضد تنظيم الدولة , من اجل القضاء علي كل مظاهر الثورة الاسلامية في سوريا والعراق, وكذا الحال فان مقتل الاقباط في ليبيا , الذين لا يعرف السبب الحقيقي وراء قتلهم , يعتبر مسوغا لاعلان النظام العسكري في مصر الحرب علي ليبيا ومن ثم القضاء المسلح علي ثورة الربيع العربي في ليبيا المتزية بالزي الاسلامي هناك. 

وقد يعتقد البعض ان الامر قد ينتهي عند هذا الحد , الا ان الحبل سيكون علي الجرار , وسينتشر الصراع في ارجاء المنطقة العربية والاسلامية وسيسهل علي الكيان الصهيوني التمدد في المنطقة رغبة ورهبة من حكام هذه البلاد بعد ان يتم تقسيمها الي دويلات صغيرة ,يسهل مضغها وبلعها وهضمها , فهل القدر يحقق الحلم الصهيوصليبي في المنطقة ام انه ستكون له كلمة اخري؟ وهل سينتظر العرب والمسلمون نتائج ما يحاك لهم ام ستكون لهم كلمة اخري؟
———-
* الاستاذ بجامعة بنى سويف

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …