‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير النابغون في “مصر الآن” .. بين قتيل ومطارد ومعتقل
أخبار وتقارير - فبراير 15, 2015

النابغون في “مصر الآن” .. بين قتيل ومطارد ومعتقل

في كل أنحاء الدنيا .. يمثل النبوغ العلمي والأدبي والرياضي باب الخير لأصحابه، ويحظى الذين يتمتعون به بالرعاية والاهتمام، ولكن في مصر لم يشفع التفوق لأصحابه في النجاة من مصير، آل إليه آلاف الشباب منذ وقوع الانقلاب العسكري حتى الآن؛ حيث سقط وسجن وطورد وجرح المئات من النابهين في مجالات مختلفة.

ويأتي وضع المخترعين المصريين هذا، في الوقت الذي خرجت فيه مصر من التصنيف العالمي لبراءات الاختراع؛ حيث لم تسجل مصر سوى 58 براءة اختراع طوال عام 2013، في الوقت الذي أصدر فيه المخترع الإسرائيلي 1360 براءة، كما أن خريطة أكبر دول العالم للمخترعين ضمت 25 دولة لا تضم دولة عربية أو إفريقية.

وفجرت قضية اعتقال عبد الله عاصم محمد، والذي لقب بـ”المخترع المصري”، ملف اضطهاد النابغين والمخترعين في مصر، حيث قامت قوات الشرطة باعتقاله من ميدان التحرير، قبل استعداده للسفر لحضور نهائيات مسابقة “إنتل الدولية للعلوم والهندسة” في ولاية كاليفورنيا بـ”لوس أنجلوس” عام 2014 لتصميمه نظارة إلكترونية لمساعدة مصابي التصلب الجانبي الضموري في التواصل مع من حولهم، وفور إخلاء سبيله سافر إلى الولايات المتحدة ورفض العودة بعدها؛ خوفًا من عودة اعتقاله.

ولم يكن عاصم أول المخترعين الذين تم اعتقالهم في مصر، حيث قضت محكمة مصرية بالحبس 3 سنوات للدكتور أحمد فتحى الروبى عبدالوهاب، المعيد بكلية حاسبات ومعلومات بجامعة عين شمس والمصنف الأول عربيا والثالث إفريقيا في مجال البرمجة، وذلك بتهمة الانتماء لجماعة محظورة والتحريض على العنف، عقب اعتقاله ثاني أيام الاستفتاء على الدستور في يناير 2014.

ويعد الروبي الأبرز في تخصص البرمجة والحاسبات، حيث تناوبت جامعات وهيئات عالمية علي الاحتفاء به وتكريمه والتي كان منها تكريمه في عهد المخلوع مبارك في إحدي المسابقات العالمية بأمريكا، وبحضور يسري الجمل وزير التعليم الأسبق.

كما قامت قوات الشرطة باعتقال المهندس محمد فريد أبو شنب، والذي تمكن من اختراع عدد من الأجهزة والآلات، منها أجهزة تحكم عن بعد، وتشويش على الرادار والتليفزيون، بالإضافة إلى جهاز توليد طاقة كهربائية عن طريق الطاقة الشمسية، وجهاز ليزر يستخدم في العمليات الجراحية، مع العلم بأنّ أبو شنب حاصل على عدة براءات اختراع عن أجهزته، كما سجل عددا من الحلقات التليفزيونية الخاصة، في عدد من القنوات المصرية.

كما كافأت السلطات المصرية بعض المخترعين الآخرين بتوجيه الرصاص إلى عقولهم قبل قلوبهم، ففي مذبحة فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، استشهد المخترع “عمرو عبد الرحمن عويس” الذي استشهد بعد شهر من وفاة والده أستاذ الأزهر عبد الرحمن عويس، وعمرو هو صاحب أول تعريف للأيفون، وصاحب الإنجاز العلمي لتحويل الأيباد لهاتف.

كما استشهد الدكتور سيد علي عبد الجواد الخولى، بعد اعتداء الداخلية على إحدى المسيرات المؤيدة للرئيس محمد مرسي.

يذكر أن د. الخولي كان قد حصل على الدكتوراه في العلوم السياسية، ثم عين بكلية اقتصاد وعلوم سياسية بجامعة القاهرة، وكان باحثا في معهد الدراسات الإفريقية، وأستاذا في المعهد العالي للدراسات الإسلامية، وعضوا فى لجنة سفراء الدستور 2012، وكان عضوا فى منظمة الدراسات الإفريقية، ومدرسا بجامعة بيروت.

ومن نفس الكلية، قامت قوات الشرطة باعتقال الدكتور عبد الله شحاتة، أستاذ الاقتصاد الدولي، في نوفمبر الماضي، وهو عالم شاب وأستاذ جامعي؛ تخرج كأول دفعته، وحصل على الدكتوراه من بريطانيا، عمل في عدد من المراكز الاقتصادية العالمية المتخصصة وخبيرا بالمعونة الأميركية ومستشارا في وزارة المالية، وتم اختياره خبيرا في صندوق النقد الدولي.

وقامت قوات الشرطة بتعذيبه تعذيبًا شديدًا أثناء احتجازه بمقر أمن الدولة بالشيخ زايد، وذلك لإجباره على الاعتراف في تسجيل مصور بارتكابه عدة تهم منها: ممارسة العنف وتكدير السلم المجتمعي.

وكانت تقارير حقوقية قد رصدت أكثر من 215 أستاذًا جامعيا معتقلا من 26 جامعة حكومية وخاصة، ومن بين هؤلاء 3 عمداء كليات، منتخبين بجامعات دمياط وطنطا وحلوان، إضافة إلى الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسى الأستاذ بجامعة الزقازيق، فضلا عن مطاردة العشرات الآخرين بتهم سياسية أو ملفقة؛ بسبب انتماءاتهم الفكرية.

كما قامت الجامعات المصرية، بفصل أكثر من 10 من أعضاء هيئة التدريس عن العمل، من بينهم رؤساء جامعات، وهذا العدد مرشح للزيادة خاصة بعد إصدار الرئيس عبد الفتاح السيسي قرارا جمهوريا يسمح له بعزل أي عضو من أعضاء هيئة التدريس يشارك في المظاهرات المعارضة له.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …