‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير هل تتورط مصر في حرب اليمن للمرة الثانية؟
أخبار وتقارير - فبراير 13, 2015

هل تتورط مصر في حرب اليمن للمرة الثانية؟

أثارت تأكيدات خبراء أمنيين مصريين لوكالة أسوشيتد برس تنسيق مصر والسعودية لضرب الحوثيين، وسبق تهديدات من رئيس هيئة قناة السويس بأن هناك قوة مصرية خاصة للتدخل في باب المندب لو سيطر عليه الحوثيون وأثروا في الملاحة بقناة السويس؛ مخاوف من توريط جيش مصر في حرب ثانية في اليمن بعد الحرب التي شارك فيها عام 1962 وكانت سببًا في استنزاف الجيش والتأثير في روحه المعنوية وأدت لهزيمة 67.

وأعلنت السعودية، اليوم الجمعة، تعليق العمل بسفارتها في العاصمة اليمنية صنعاء، وإجلاء كافة منسوبيها؛ نتيجة لتدهور الأوضاع الأمنية والسياسية هناك، حسب وكالة الأنباء السعودية.

وجاء إعلان السعودية عن إغلاق سفاراتها وإجلاء رعاياها بعد ساعات قليلة من تقرير صحفي نشرته وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية، أكدت فيه أن مسؤولين أمنيين لم تكشف هويتهم “أكدوا لها أن مصر تنسق مع السعودية لرد فعل عسكري مشترك في اليمن، وفقًا لتطورات الوضع، بعد سيطرة الحوثيين “الشيعة” على مقاليد الأمور هناك”.

فيما نقلت وكالة الأنباء السعودية على موقعها الإلكتروني عن مصدر مسؤول بوزارة الخارجية (لم تسمه)، قوله إنه “نتيجة لتدهور الأوضاع الأمنية والسياسية في العاصمة اليمنية، فقد قامت المملكة العربية السعودية بتعليق كافة أعمال السفارة هناك، وإجلاء كافة منسوبيها الذين وصلوا إلى المملكة وهم بخير”.

وسبقت السعودية في إغلاق السفارة وإجلاء الرعايا كل من دول “الولايات المتحدة، وفرنسا، وبريطانيا”؛ حيث أعلنوا في وقت سابق من هذا الأسبوع، إغلاق سفاراتهم في صنعاء، كما قررت بتينا موشايت، سفيرة الاتحاد الأوروبي، بالعاصمة اليمنية، مغادرة البلاد.

وتأتي تلك الخطوة من هذه الدول في وقت يشهد فيه اليمن فراغًا سياسيًّا ودستوريًّا، بعد استقالة الرئيس عبدربه منصور هادي وحكومته في 22 من الشهر الماضي، وإعلان جماعة الحوثي، الجمعة الماضية؛ ما أسمته “الإعلان الدستوري” الذي يقضي بتشكيل مجلسين رئاسي ووطني، وحكومة انتقالية، وهو الإعلان الذي رفضته أحزاب سياسية يمنية مختلفة، ودول عربية وغربية، ووصفوه بالانقلاب المسلح على الشرعية الدستورية في اليمن.

هل يكرر السيسي تجربة عبدالناصر؟

وبحسب المسؤولين المصريين، الذين نقلت تصريحاتهم وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية ولم تسمهم فإن مصر أسست قوة انتشار سريع تستطيع التدخل إذا هدد الحوثيون الممرات الملاحية في البحر الأحمر ذات الأهمية الاستراتيجية، وسط مخاوف من سيطرة الحوثيين على مضيق باب المندب.

ووفقًا لثلاثة مسؤولين أمنيين مصريين، بحسب الوكالة، فإن القوة مشكلة من الجيش الثالث والذي يجري عمليات أمنية ومخابراتية في منطقة البحر الأحمر من مقاره في السويس، وأردفوا: “المصريون والسعوديون ينسقون لرد فعل عسكري مشترك للتعامل مع احتمالات تطور الوضع في اليمن”.

وشكلت مصر والسعودية روابط عسكرية وطيدة منذ تولي السيسي مقاليد الأمور في مصر، مع مناورات حرب مشتركة، بما في ذلك خوض تدريبات بحرية مشتركة في البحر الأحمر.

وقالت الوكالة الأمريكية في تقرير لها مساء الخميس: “بينما غادر دبلوماسيون غربيون اليمن الأربعاء، تتزايد مساحة القلق بشأن الاضطرابات المتزايدة، في الدولة الفقيرة، حيث تسلح السعودية قبائل موالية لها عبر حدودها الجنوبية، كما تتجهز مصر بوحدة عسكرية للتدخل إذا لزم الأمر”.

وقالت “أسوشيتد برس” إنه “بينما يمضي المقاتلون الحوثيون قدمًا في السيطرة على مزيد من الأرض، قال مسئوولون يمنيون إن السعودية- الحليف الأمريكي الراسخ- ترسل أسلحة وتمويلاً إلى رجال قبائل في محافظة مأرب لتعزيز قدراتهم في مواجهة الحوثيين”.

وكررت السعودية في الشهور الأخيرة مخاوفها من قبض الحوثيين على مقاليد الأمور داخل اليمن، لكنها لم تتفوه بأي تصريحات بشأن تمويل قبائل يمنية لمحاربة المتمردين الشيعة، بحسب الوكالة الأمريكية.

يذكر أنه منذ قرابة 5 عقود تدخلت مصر في صراع على السلطة في اليمن بقيادة الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر في عام 1962، حيث تدخل الجيش المصري بـ70 ألف مقاتل لنصرة مشايخ القبائل الذين كانوا على خلاف مع الملك الإمام بدر الذي ورث الحكم من أبيه الذي كان يختلف مع شيوخ القبائل، وكان الموقف المصري يتسق مع موقف الاتحاد السوفيتي تجاه القضية اليمنية.

واستمر الصراع سنوات طويلة تكبَّد الجيش المصري فيها خسائر كبيرة وضخمة بين صفوفه؛ إذ وصل عدد الضحايا إلى 26 ألف قتيل مصري، وكانت مصر هي الخاسر الأكبر من هذه الحرب، التي أضعفت مصر قبيل نكسة 67 التي تعرضت لها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …