عادل سليمان: هناك مخطط لإزالة الجيوش العربية بشغلها في صراعات داخلية
أكد اللواء عادل سليمان، الخبير العسكري رئيس منتدى الحوار الاستراتيجي، أن إزالة الجيوش العربية من المنطقة هو الهدف الذي كان يعنيه الغرب من مفهوم الشرق الأوسط الجديد وذلك بإشغاله بصراعات داخلية واستدراجه، واستنزافه في حرب “لا تناسقية.
وقال سليمان في مقال له اليوم الخميس إن الأحداث التي أعقبت تفجيرات 11 سبتمبر ومن ثم حرب العراق وما تعرضت له دول الربيع العربي تدل على أن مخطط التخلص من الجيوش الوطنية أمر يُعد له، وفي مقدماتها مصر سوريا وليبيا واليمن.
وأكد أن مصر، وهي محور الارتكاز في مشروع الشرق الأوسط الجديد، بحكم مكانها، ومكانتها، جغرافيًّا وجيوسياسيًّا وجيوستراتيچيًّا وبحكم عمقها التاريخي والحضاري، وتجانسها الاجتماعي إلى حد كبير، والأهم بحكم طبيعة تكوين الجيش المصري، باعتباره أقدم الجيوش النظامية الاحترافية في المنطقة؛ حيث يقترب عمره من مائتي عام، وبحكم كونه جزءًا من نسيج المجتمع المصري بكل فئاته وطوائفه، وبحكم تجربته الطويلة، عبر مراحل سياسية عديدة مرت بها مصر.
وأضاف: “كل هذا جعل الجيش المصري- على الرغم من الاختلاف بشأن تقييم دوره منذ 25 يناير 2011- هو بحق العمود الفقري لكيان الدولة المصرية الوطنية، خصوصًا في الظروف التي تمر بها المنطقة، والذي بقي في منأى عن عمليات التفكيك التي تعرضت لها الجيوش الأربعة الأخرى”.
وأوضح: “هذا ما يفسر التطور النوعي المتسارع في عمليات استهداف الجيش المصري في سيناء، والسعي إلى استدراجه، واستنزافه في حرب “لا تناسقية/ عصابات” مفتوحة مع تنظيمات إرهابية.
وأضاف: رغم اختلاف مسارات الربيع من دولة إلى أخرى، لكنها اتفقت كلها في أن تلك الدول تعرضت لحالة تصدع سياسي حاد، وجدت فيه القوى الدولية- وفي مقدمتها أمريكا، وأيضًا بعض القوى الإقليمية غير العربية- فرصة تاريخية، لتدشين مشروع الشرق الأوسط الجديد، بشكل عملي، بتعميم حالة “الفوضى الخلّاقة”، وأهم ركائزها، كما أشرنا، التخلص من الجيوش الوطنية، وإنهاء دورها ومكانتها، وتم التعامل مع كل حالة طبقًا لظروفها”.
واستعرض سليمان الوضع في الدول العربية مشيرًا إلى سيطرة الحوثيين وما حدث في العراق، والانقسامات التي شهدها الجيش السوى الذي سيطرت الطائفية على أغلبة وظهور جماعات مسلحة على الساحة، فضلاً عن تشابه الأمر في ليبيا بعد تفكك الجيش الليبيي.
ومن ناحية أخرى، السعي “الخبيث” من تيارات وقوى تدّعي زورًا تأييدها الجيش، وحرصها عليه، لتوريط الجيش في المستنقع السياسي، وهو أمر لا يقل خطورة عن تورطه في حرب مفتوحة في سيناء”.
واختتم سليمان مقالته قائلاً: “أمريكا والغرب ليسوا في عجلة من الأمر، طالما أن المشروع يمضي في اتجاه تشكيل شرق أوسط جديد، قلبه العربي خال من الجيوش الوطنية، وشعاراتها القومية، وقواه المجتمعية مستنزفة في صراعات دينية ومذهبية وطائفية، لا نهاية لها”.
إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟
ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …