سعد الدين الشاذلي.. 4 أعوام على رحيل البطل الذي سرقوا انتصاره!
تمر اليوم الذكرى الرابعة لرحيل سعد الدين الشاذلي، الشخصية العسكرية التي حفرت اسمها بأحرف من نور في تاريخ العسكرية المصرية، وهو شاهد على 9 عقود من تاريخ مصر المعاصر.
وُلد «الشاذلي» خلال فترة الاحتلال البريطاني لمصر بإحدى قرى محافظة الغربية عام 1922، ومع مرور السنوات بات رئيسًا لأركان الجيش المصري في أعظم حروبه التاريخية «أكتوبر 1973»، قبل أن يرحل عن عُمر ناهز الـ89 عامًا، في مرحلة من أقوى مراحل ثورة 25 يناير، قبل يوم واحد من تنحي الرئيس الأسبق حسني مُبارك، ودخول مصر في معترك مستقبلها الغامض.
وأسرة الشاذلي بقرية “شبراتتا” بمحافظة الغربية كانت من الأعيان، ودرس بإحدى المدارس الابتدائية التي تبعد عن منزله 6 كيلو مترات، ثم انتقل إلى القاهرة مع أسرته عقب انتهاء مرحلته الابتدائية، لكن وجوده في القاهرة لم يفصله عن قريته خلال دراسته بالمرحلة الإعدادية والثانوية، ثم التحق بالكلية الحربية وتخرّج فيها عام 1940.
وفور التخرج، التحق «الشاذلي» فورًا بالحرس الملكي، وشارك في حرب 1948 بفلسطين والتي نشبت بين الدول العربية «مصر- الأردن – العراق – سوريا – لبنان – السعودية» ضد إسرائيل.
رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية الأسبق وصف حرب فلسطين قائلا: “كشفت مدى ضعف التعليم العسكري وتدهور عمليات القتال في ذلك الوقت، حتى إنهم اشتروا من السوق السوداء أسلحة، ولم يستطعوا تشغيلها فأشيع أنها فاسدة”.
“حلم الجمهورية”
عاصر «سعد الدين» مع مصر أول خُطاها نحو «الجمهورية»، وذلك حين بدأ اتصالاته الأولى بالضباط الأحرار عام 1951، ثم أخبره عنها زميله جمال عبد الناصر؛ لكونهم على علاقة طيبة كضباط مدرسين في مدرسة الشئون الإدارية، وهي الفكرة التي رحَب بها وانضم إليها.
تدرّج في منصبه بعد قيام ثورة 1952 ليؤسس كتيبة المظلات لأول مرّة في الجيش المصري بعد التحاقه بدورة في الولايات المُتحدة، ويكون قائدًا لها عام 1956، ثم كُلِف بقيادة كتيبة القوات المُسلّحة التي أُرسلت إلى الكونغو عامي 1960-1961 لتعمل تحت راية الأمم المتحدة.
شارك في حرب اليمن وبقي فيها حتى عام 1967، وفي العام نفسه الذي عاد فيه إلى مصر شكل لواءً من القوات الخاصة شارك في حرب 1967 باسم «الشاذلي»، وبعد الهزيمة كان آخر قائد عسكري انسحب من سيناء مع من تبقى من 8 يونيو.
عقب الهزيمة خرج «الشاذلي» من الهزيمة، قائلا: “أبنائي الضباط والجنود.. لقد جاوز اليهود حدودهم ظلما وصلفا، ونحن أبناء مصر قد عقدنا العزم على أن نردهم على أعقابهم، وأن نجوس خلال مواقعهم قتلا وتدميرا، لكي نغسل عار هزيمة 1967 ونسترد كرامتنا وكبريائنا.. اقتلوهم حيث ثقفتموهم واحذروا أن يخدعوكم فهم قوم خادعون.. قد يتظاهرون بالتسليم كي يتمكنوا منكم فيقتلوكم بخسة”.
وأضاف “اقتلوهم ولا تأخذكم بهم شفقة أو رحمة، فإنهم لم يرحموا أبناءنا ولم يدفنوا شهداءنا، بل تركوهم في صحراء سيناء تنهش فيها الكلاب والضواري، اغسلوا غليل نفوسكم، ونفوس أبناء مصر، يجب أن ندخل المعركة وشعارنا النصر أو الشهادة، فإذا كان هذا هو شعارنا فإن النصر في ركابكم بإذن الله، ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين إنهم لهم المنصورون وإن جندنا لهم الغالبون”.
“الفريق.. ملحقًا عسكريا”
عقب خلافه الشهير مع الرئيس الراحل أنور السادات، التحق الفريق سعد الدين الشاذلي بالعمل الدبلوماسي، حين نُصب سفيرًا لمصر بلندن عام 1973، لتتم تنحيته عن الساحة العسكرية، ويعقبها الخطوة الثانية في عمله الدبلوماسي بعاصمة البرتغال عام 1975 وحتى 1978.
ولم تكن فقط استراتيجية عمل السادات في الحرب هي نقطة الخلاف الوحيدة، فقد عارضه حين زار القدس ليذهب على إثر ذلك للجزائر ويبقى هناك لمدة 14 عامًا، ويبعث رسالة للنائب العام المصري من محبسه يتهم فيها السادات بالإهمال الجسيم، وتزييف التاريخ والكذب والادعاءات الباطلة وإساءة استخدام السلطة.
حوكم «الشاذلي» غيابيا بتهمة إفشاء أسرار مصر العسكرية الخاصة بحرب أكتوبر 1973، وفي عام 1992 قُبض عليه في المطار حين عاد إلى مصر ليقضي في السجن عامًا ونصف.
جميعهم تجاهلوه.. إلا مرسي
كان الرئيس المدني الوحيد للبلاد محمد مرسي الوحيد الذي أصدر قرارا جمهوريا رقم 238 لسنة 2012 بشأن منح اسم الفريق الراحل سعد الدين محمد الحسيني الشاذلي قلادة النيل العظمى؛ تقديرا لدوره الكبير فى حرب أكتوبر 1973، حيث تسلمها منه أسرته.
وأثناء حفل التكريم الذي لم يقم يوما للشاذلي إلا في عهد الرئيس مرسي، قالت شهدان نجلة الفريق الشاذلى: “الحمد لله.. اللى حصل النهاردة رد اعتبار رسمى من أول رئيس منتخب بعد ثورة 25 يناير .. وجميع أفراد الأسرة تشعر برضا كبير”.
“رحيل الجنرال”
وفي 10 فبراير 2011، رحل الفريق سعد الدين الشاذلي عن عالمنا، ونُظّمت له جنازة عسكرية كبيرة قبل أن تبدأ مصر مرحلة بين رافض ومؤيد لما عرف حينها بـ”حكم العسكر”.
إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟
ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …