‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير بوتين والسيسي يبحثان عن مخرج للحصار الغربي عليهما
أخبار وتقارير - فبراير 9, 2015

بوتين والسيسي يبحثان عن مخرج للحصار الغربي عليهما

قال مراقبون للشأن المصري إن “هناك احتياجًا متبادلاً بين الرئيسين بوتين والسيسي لبعضهما في هذه المرحلة، سواء من الناحية الشخصية أو السياسية أو الاقتصادية”.

فمن الناحية السياسية والشخصية، يرى المراقبون أن “بوتين” يرغب في إظهار أنه “ليس معزولاً عالميًّا في ظل الحصار الغربي بعد احتلال روسيا عمليًّا لأوكرانيا عبر أنصارها، والعقوبات الأوروبية.. والسيسي أيضًا يرغب في إظهار أن له ظهيرًا عالميًّا آخر غير أمريكا التي تنتقد ملف حقوق الإنسان في مصر وقتل آلاف المصريين، وهذا الظهير هو روسيا”.

ومن الناحية الاقتصادية، قال المراقبون إن “هناك رغبة روسية في بيع أسلحة لمصر، خاصةً أن روسيا تعتمد علي بيع السلاح في تعويض خسائر انهيار أسعار النفط التي أثرت في الاقتصاد الروسي”.

وتابعوا أنه من المعروف أن “روسيا هي رقم (1) عالميًّا في بيع الأسلحة، وهناك تكهنات عن بيع منظومة دافع جوي روسية وطائرات لمصر بخلاف القمح والسلع الاستراتيجية الأخرى”.

بالمقابل هناك رغبة مصرية في تنويع مصادر السلاح مع استمرار الاعتماد الأكبر على أمريكا لأسباب تتعلق بمعاهدة كامب ديفيد واعتماد الجيش المصري على السلاح الأمريكي بالكامل منذ ذلك الحين.

ولذلك ربما تشهد الزيارة عقد صفقات سلاح واستثمارات روسية تحاول أن تساعد الاقتصاد المصري المنهار، خصوصًا مع توقعات فشل مؤتمر الخليج القادم.

ومن الناحية الدولية، أشار المراقبون إلى أن “هناك توقعات أن تشهد المفاوضات بين بوتين والسيسي محاولة إخراج بشار الأسد من أزمته وتبني حوارات بين حكومة بشار الأسد والثوار، مع ملاحظة أن القاهرة استضافت مؤخرًا بشكل غير رسمي مؤتمرًا للثورة السورية لتوحيد موقفها تمهيدًا لجلسات حوار في روسيبا بينها وبين الأسد”.

وأشار المراقبون إلى أن من أهم المؤشرات على التقارب المصري الروسي أن “بوتين هو من أعلن ترشح السيسي للرئاسة في مصر قبل إعلان السيسي لذلك رسميًّا، وأن السيسي لجأ إلى روسيا بعد عزوف الغرب وأمريكا عنه بسبب انتهاكات حقوق الإنسان، وأن روسيا تحتاج لتمديد نفوذها في المنطقة من خلال التقارب مع مصر”.

ويلتقي المشير عبد الفتاح السيسي والرئيس الروسي فلاديمير بوتن، اليوم الاثنين، في أول زيارة رسمية للأخير لمصر فى عهد الانقلاب.

وتكتسب الزيارة أهمية كبيرة بالنسبة لمصر؛ لكونها الأولى لرئيس روسي منذ 10 سنوات، والأرفع لمسؤول دولي منذ انقلاب 3 يوليو 2013.

وذكرت مصادر حكومية رسمية أنه سيجري خلال الزيارة بحث سبل الدعم العسكري الروسي لمصر، عبر تزويدها آليات جديدة، كان السيسي أبدى رغبته في حصول مصر عليها، خلال زيارته الأخيرة لروسيا.

من جانبه، يقول أستاذ مساعد في قسم الاستشراق بمعهد موسكو للعلاقات الدولية، التابع لوزارة الخارجية الروسية، نيكولاي زوركوف، في مقال له: إن “هناك أهدافًا تكتيكية لتقارب روسيا مع مصر، تقوم على مكافحة الإرهاب، وحاجة روسيا إلى استخدام الموانئ المصرية”.

وأوضح بقوله: “وتشكل مكافحة الإرهاب، على الأرجح، أحد أهم الموضوعات في المباحثات بين بوتين والسيسي، فالكرملين يخشى أن يتسلل المقاتلون الذين يحاربون الآن في صفوف “داعش” إلى شمال القوقاز، وغيره من الأقاليم المسلمة في روسيا، لذلك من المهم لموسكو التي تفتقر لشبكة واسعة من العملاء في الشرق الأوسط إقامة علاقات ثقة مع الاستخبارات المصرية؛ لتبادل المعلومات عن الإرهابيين”، على حد تعبيراته.

وأضاف “زوركوف” أن “المسألة الأخرى المهمة هي القواعد العسكرية البحرية، فالأسطول الحربي الروسي عاد إلى نشاطه في منطقة البحر الأبيض المتوسط والمحيط الهندي، وعلى الرغم من أنه لم يبلغ بعد مستوى انتشاره، ونشاطه الذي كان عليه في العهد السوفيتي، فإن حضوره، اليوم، أقوى بكثير مما كان عليه في تسعينيات القرن الماضي”.

وتابع: “هذا يعني أن روسيا تحتاج موانئ صديقة لإمداد السفن بالوقود والماء واستراحة البحارة، مع العلم أن استخدام الموانئ الأوروبية لا يمكن ضمانه بعد تدهور العلاقات مع الغرب؛ بسبب الأزمة الأوكرانية والموانئ السورية يمكن ألا تبقى متاحة بسبب نجاحات تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، ولذلك عاد أميرالات البحرية الروسية إلى الاهتمام بالإسكندرية ومرسى مطروح”.

ويضيف الباحث الروسي في مقاله: “مع العلم أن استخدام الموانئ الأوروبية لا يمكن ضمانه، بعد تدهور العلاقات مع الغرب بسبب الأزمة الأوكرانية، وتشكل مكافحة الإرهاب، أحد أهم الموضوعات في المباحثات بين بوتين والسيسي؛ فالخوف لدى الروس من تسلل تنظيم “داعش” إليهم أصبح هاجسًا يؤرقهم”.

واستطرد بالقول: إن “مصر تعد السوق الأكبر في المنطقة للقمح الروسي، بالإضافة إلى زيادة القبضة الأمنية في مصر، ما يحولها لسوق كبيرة للسلاح الروسي، في ظل اهتمام العسكر بالسلاح، علمًا أن روسيا ستحصل على المال، ليس فقط لقاء بيع المعدات الحربية، وإنما لقاء عقود خدمتها وتحديثها على مدى 20 إلى 30 عامًا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …