ورطة التسريبات تربك السيسي.. وأمير سعودي ينتقد فساد الجنرالات
وضعت التسريبات الأخيرة التي أذاعتها قناة “مكملين” الفضائية حكومة السيسي ومؤيدي الانقلاب في ورطة، وأصابتهم بالارتباك، وظهر أن هناك توجيهات عليا من السيسي لرئيس الوزراء محلب والصحف والفضائيات بالتشكيك فيها وإبراز تصريحات حديثة للسيسي تؤكد احترامه للخليج بدلا مما أظهره التسريب من احتقاره لهم.
وتنوعت ردود الفعل الرسمية والإعلاميةالمصرية ما بين النفي والتقليل من شأنه والهجوم على الإخوان، فيما شن سعوديون بينهم أمير سعودي هجوما علي السيسي وطالبوا بمحاكمة “التويجري” مدير مكتب الملك السابق الذي ظهر أسمه في التسريبات.
ففي محاولة مستميتة للتقليل من آثار التسريب ومواجهة الأضرار المتزايدة الناجمة عنه، قام رئيس الوزراء إبراهيم محلب، بإجراء عدة مداخلات هاتفية مع قنوات فضائية بعد دقائق من إذاعة التسريب، وشدد خلالها على أن التسجيل مزيف وحذر المواطنين من خطورة تصديقه.
وبثت قناة “مكملين” الفضائية حوارا دار في فبراير/ شباط 2014 بين الرئيس عبد الفتاح السيسي أثناء توليه وزاره الدفاع وقبل أيام من إعلانه الترشح للرئاسة ومدير مكتبه اللواء عباس كامل وعضو المجلس العسكري حينها اللواء محمود حجازي الذي أصبح فيما بعد رئيسا لأركان القوات المسلحة، تضمن إساءات لدول خليجية واحتقارا للشعب المصري.
وأكد محلب في اتصال مع الإعلامي وائل الإبراشي على قناة دريم أن العلاقة بين مصر والسعودية تاريخية واستراتيجيه ومبنية على وحدة المصير، ولا يمكن أن تتأثر بمثل هذه الأكاذيب التي لا تستحق الرد عليها، على حد قوله.
قال المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، إن الشعب المصري لم ولن يصدق ما تم إذاعته على القنوات التابعة لجماعة الإخوان من تسريبات أو بيانات تحرض على العنف ضد الدولة.
وأضاف «محلب» خلال مداخلة هاتفية ببرنامج «الحياة اليوم» الذي يعرض على شاشة «الحياة»، السبت، أن بيانات جماعة الإخوان تؤكد علاقتهم بالكيانات الإرهابية، مؤكدا وجود تحركات كبيرة من قبل وزارة الخارجية لوضع القنوات المحرضة على الإرهاب علنا أمام المجتمع الدولي.
وتابع: «بيانات الإخوان ليس لها أي تأثير على الجبهة الداخلية، ونحن نتواصل مع الدول الراعية لمثل تلك القنوات لوقف بثها”، مضيفا: “القنوات دي بتصرف فلوسها على الفاضي”.
وأضاف “الهدف وراء نشر التسريبات المزيفة من قبل الإخوان المسلمين هو إفشال خارطة الطريق، مؤكدا أنه لا يوجد أي مواطن مصري يصدق مثل هذه الشائعات التي ينشرها عناصر جماعة الإخوان على قنواتهم المعادية للدولة”.
وأكد محلب أن “هذه التسريبات لن تؤثر على الجبهة الداخلية أو معنويات المصريين المرتفعة لأن ثقة الشعب في رئيس الجمهورية كبيرة جدا، مشيرا إلى أن جماعة الإخوان كشفت نفسها أمام العالم”.
ووصف التسريب بأنه دليل دامغ على إرهاب القنوات التابعة للإخوان، موضحا أن تكليفا صدر لوزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم بمتابعة ملف هذه التسريبات، وأن وزارة الخارجية تقوم بالتواصل مع الدول التي تسمح ببث هذه القنوات على أقمارها الصناعية لغلقها.
توجيهات عليا للصحف
كما نشرت صحف مؤيدة للانقلاب تصريحات أدلى بها السيسي لوسائل إعلام روسية، لكنها اختارت عنوانا مقصودا لها يحمل إشادة واحتراما لدول الخليج، بعكس ما تضمنه التسريب الأخير والذي أوضح النظرة المتدنية من جانب السيسي لتلك الدول.
واختارت صحيفتا المصري اليوم والشروق العنوان نفسه في تطابق يعكس على ما يبدو توجيهات عليا فقالتا: “السيسي يشيد بدول الخليج في حوار مع وكالة الأنباء الروسية، وأضافت أن السيسي أبدى اعتزازه بمواقف دول الخليج الشقيقة ودعمها المستمر لإرادة الشعب المصري”.
من باب المعاملة بالمثل، أعادت صحيفة اليوم السابع نشر مقطع صوتي قديم لأمير قطر السابق حمد بن خليفة، أثناء حديثه مع الرئيس الليبي السابق معمر القذافى، قالت إن الأمير تطاول فيه على السعودية واعترف بتنفيذ مخطط لإسقاط العائلة المالكة في المملكة، وأضافت أن الأمير حمد هاجم الدول العربية التي تتعاون مع السعودية وقالت إنها معدومة الكرامة.
وانبرت الصحيفة في الدفاع عن السيسي وقالت إن القنوات الإخوانية والجزيرة تنسب له كذبا اتهامات لا تليق للتقليل من التضحيات التي تبذلها القيادة السياسية والمؤسسة العسكرية في حربهما ضد الإرهاب.
وفي محاولة لإثبات عدم صحة التسريبات، نقلت صحيفة “الوطن” المصرية المؤيدة للانقلاب عن مصدر سعودي مجهول قالت أنه “مقرب من الديوان الملكي”، تكذيبه للتسريب.
واستندت الصحيفة في هذا إلى أن الشخص الذي ظهر في التسريب وقالت قناة مكملين إنه “فهد العسكر” مساعد رئيس الديوان الملكي السعودي، شخص آخر، مؤكدة أن العسكر هو أستاذ جامعي سعودي ولم يعمل مطلقًا في الديوان الملكي.
هجوم سعودي علي السيسي
وفي أعقاب سلسلة من ردود الفعل الخليجية الشعبية الغاضبة، شن أمير سعودي هجوما على الرئيس عبد الفتاح السيسي “وجنرالات الجيش المصري”، مطالبا بمحاكمة رئيس الديوان الملكي السعودي السابق خالد التويجري “على جرائمه وسرقاته ونهب أموال الشعب”.
وتساءل الأمير “سعود بن سيف النصر” عبر صفحته على “تويتر” حول التسريبات التي طالب فيها السيسي الخليج بـ30 مليارا إضافة إلى 20 مليارا وصلته سابقا: “بما أنه لا أحد يعرف الأساس الذي أعطى المدعو وعصابته عليه مبلغ عشرين مليار دولار لمصر، هل هو قرض أم منحة أم هبة، فقد نهب المدعو وعصابته، لماذا لا يسأل القائمون على التبذير وتبديد خيرات الشعب السعودي أمثال المدعو (التويجري) على جنرالات الانقلاب في مصر؟”.
وقال إن المليارات التي أعطيت للسيسي من أموال الشعب السعودي “وفي ما يبدو أنهم تقاسموا العشرين مليار دولار مع جنرالات الجيش المصري، والدليل أنه لا يوجد أزمة واحدة تم حلها بمصر”.
وأكد الأمير سعود أنه “رغم المليارات التي انهمرت كالمطر على هؤلاء الجنرالات، فلا يزال المصريون يعانون أزمة كهرباء وغاز، بل ورغيف الخبز..”.
واستدل على الفساد في مصر، وسرقة الأموال بالإشارة إلى مشروع قناة السويس، حيث كتب: “.. مشروع قناة السويس الذي لم يقدم له أي دراسة جدوى وما فعله هؤلاء ليس مجرد تفريط للأمانة، بل هو خيانة للوطن والشعب والمسلمين”.
وهاجم الأمير رئيس ديوان الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز، خالد التويجري، وقال إنه “تقاسم مع جنرالات الجيش المصري مبالغ هائلة بمليارات الدولارات من قوت الشعب السعودي وأنتجوا مسرحية هزلية على الشعبين”.
ودعا إلى ضرورة إخضاع التويجري “للمساءلة على جرائمه وسرقاته ونهب أموال الشعب”، مشيرًا إلى أنه “لا بد من مساءلتهم وأولهم المدعو وعصابته وعرضهم على القضاء ليأخذ مجراه حتى يتحقق العدل ويطمئن الشعبان الشقيقان”.
وأكد أن كلامه لا يأتي في سياق وقوفه مع الإخوان أو العداء للسيسي، “إنما هو قول كلمة الحق..تم تبذير مليارات الدولارات من أموال الشعب السعودي لمصالح فئوية”.
وشدد الأمير السعودي على أن “ما يهمنا هو أن تصرف هذه الأموال على الشعب السعودي وليس لمؤامرات لا ناقة لنا فيها ولا جمل، بل إعطاء كل ذي حق حقه”.
وكانت قناة “مكملين” بثت تسريبا للسيسي، يطلب فيه تحويل أموال المساعدات الخليجية إلى حساب الجيش، وليس لحساب الدولة المصرية، والحديث يدور عن عشرة مليارات دولار من السعودية، وعشرة ثانية من الإمارات، وعشرة ثالثة من الكويت، أي ثلاثين مليار دولار.
ويقول السيسي في التسريب: “الفلوس عندهم زي الرز”، في إشارة إلى طمعه في الثراء الذي تعيشه دول الخليج.
وطالب عدد كبير من المشاهير في الخليج حكوماتهم بسحب سفرائها من مصر، بعد وصف السيسي لدولهم بأنها “أنصاف دول”، كما أن التسريبات أظهرت الطريقة المبتذلة في الحديث عن الأموال التي كانت الدول الخليجية توردها له، مثل قول السيسي: “الفلوس عندهم زي الرز”، و”عايزين 30 للجيش وقرشين يتحطوا في البنك المركزي”.
——-
اقرأ أيضًا:
التسريبات تكشف امبراطورية الجيش الاقتصادية وتنسف المؤتمر الاقتصادي
تسريب مكملين: الخليج “البقرة الحلوب” وفلوسهم “زي الرز”
إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟
ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …