الأزهر يبعد الطامعين في منصب المشيخة ومعارضي السلطة
في خطوة وصفها مراقبون بالاستباقية، أطاح الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، بوزير الأوقاف الحالي الدكتور محمد مختار جمعة، من عضوية المكتب الفني لشيخ الأزهر، بعد تصاعد حدة الخلافات بينهما، وتأكد مخاوف لدى شيخ الأزهر من مساعي مختار جمعة الحثيثة للاستيلاء على كرسي شيخ الأزهر بدلا من الطيب.
وبحسب مصادر صحفية، فإنه بالرغم من كل ما قدمه “الطيب” من دعم للسلطة الحالية ودوره الكبير في الإطاحة بالرئيس محمد مرسي في الثالث من يوليو 2013 بالتعاون مع المؤسسة العسكرية، فإن بعض أجهزة الدوله السيادية تنظر إلى وزير الأوقاف الحالي بأنه الأصلح حاليا لمنصب شيخ الأزهر؛ نظرًا لإظهاره الدائم عداوته للإخوان المسلمين، وإعلانه مساعيه المستمرة في محاربتهم داخل الوزارة.
المصادر نفسها أكدت أن شيخ الأزهر أحمد الطيب استشعر خطورة ذلك، فأقدم على الفور باستبعاد مختار جمعة من عضوية مكتبه الفني.
وأكدت المصادر لـ”وراء الأحداث” أن الخلافات بين المؤسسات الدينية بشكل عام، وبين كل من الطيب وجمعة بشكل خاص، ارتفعت حدتها في الآونة الأخيرة؛ بسبب شعور الطيب بأن جمعة يطمع في منصبه من جهة، ومن جهة أخرى بسبب الاتهامات التي توجهها مشيخة الأزهر لوزير الأوقاف بالتورّط في الحملة الإعلامية الممنهجة التي يتعرض لها الأزهر مؤخرًا، بشأن ما يعرف بأخونة مكتب شيخ الأزهر.
وأكدت المصادر، أن محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، تلقى خبر استبعاده من التشكيل الجديد للمكتب الفني لشيخ الأزهر باستياء شديد، خاصة وأن التشكيل أبقى على عدد من الأعضاء الذين طالتهم الحملة الإعلامية المتهم وزير الأوقاف بالتورط فيها، في حين خرج هو من المكتب.
الإطاحة بالشافعي لمعارضته السلطة
وخرج كذلك الشيخ الدكتور حسن الشافعى، المستشار السابق لشيخ الأزهر من المكتب الفني لشيخ الأزهر، إلا أن الروايات تضاربت بشأن خروجه؛ حيث أكدت بعض المصادر أن الدكتور الشافعي هو من طلب استبعاده من عضوية المكتب الفني للمشيخة؛ نظرًا لانشغاله الدائم بأعمال مجمع اللغة العربية الذي يترأسه.
في حين ذكرت مصادر أخرى أن سبب استبعاده من عضوية مكتب شيخ الأزهر، هو اتهام الشافعي بالانتماء لجماعة الإخوان المسلمين، وعدم تردده على المشيخة طوال الفترة الماضية، خاصة بعد البيان الذي أصدره عقب فض اعتصام رابعة العدوية، وأعلن أمام الله تبرأه من هذا العمل، وأنه منذ ذلك الحين لم يتردد على المشيخة إلا لحضور اجتماعات هيئة كبار العلماء فقط، وهو ما جعل شيخ الأزهر في حرج، واضطر لاستبعاده، خاصةً أن عددًا من وسائل الإعلام هاجمت الطيب بسبب استمرارية الشافعي عضوًا في مكتبه الفني.
شومان رئيسًا للمكتب رغم انتقاده
ومن بين الأسماء التي تم الإبقاء عليها في عضوية مكتب شيخ الأزهر – رغم الحملات الإعلامية الشرسة التي تعرضوا لها مؤخرًا – الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر، والذي تمت ترقيته رئيسًا للمكتب الفني لشيخ الأزهر، إلى جانب الإبقاء على المستشار محمد عبد السلام مستشارًا لشيخ الأزهر للشئون التشريعية والقانونية.
ويضم التشكيل الجديد كلاًّ من الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر، رئيسًا، والدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية عضوًا، والدكتور عبد الحى عزب، رئيس جامعة الأزهر عضوًا، والدكتور محيي الدين عفيفى أحمد، أمين مجمع البحوث الإسلامية عضوًا، والدكتور محمد أبو زيد الأمير، رئيس قطاع المعاهد الأزهرية، والدكتور محمد عبد الصمد مهنا المشرف على أروقة الجامع الأزهر عضوًا، والمستشار محمد محمود عبد السلام مستشار شيخ الأزهر للشئون التشريعية والقانونية عضوًا، والدكتور عبد الدايم نصير، مستشار شيخ الأزهر للتعليم قبل الجامعي.
وتقرر أن يكون اجتماع المكتب الفني لشيخ الأزهر أسبوعيًّا لمتابعة كافة الموضوعات المعروضة، والتى تحتاج إلى جهود متواصلة، كما قرر المكتب الفني إعداد قائمة من العلماء الأزهريين المعتمدين والمتخصصين وإرسالها لكل القنوات الفضائية، للرد على الشبهات التي تثأر من كثير من غير المتخصصين، وتعريف الناس بالمفاهيم الشرعية الملتبسة والرد على الاستفتاءات.
جدير بالذكر، أن حدة الخلافات تصاعدت مؤخرًا بين كل من شيخ الأزهر ووزير الأوقاف؛ بسببب التنافس فيما بينهما على خدمة السلطة وإظهار الولاء الكامل للمشير السيسي وحكومته، وتعود الأزمة بحسب مصادر صحفية إلى تصريحات لوزير الأوقاف، فى أغسطس الماضي، حين اتهم وزير الأوقاف، الأزهر بـ”الأخونة”، وضم مستشارين داعمين للإخوان، ومؤيدين للرئيس محمد مرسي.
في المقابل يتهم الأزهر وزير الأوقاف بالوقوف وراء الحملات المهاجمة على مشيخة الأزهر وشيخها، بغرض التقرب من عبد الفتاح السيسي، وادعاء أن الوزير أكثر عداوة للإخوان، وأكثر حربًا عليهم من شيخ الأزهر.
إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟
ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …