3 أسباب محتملة.. لماذا تسعى أمريكا إلى سحب بقية قواتها لحفظ السلام من سيناء؟
يسعى وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر إلى سحب 400 جندي أمريكي من قوة حفظ السلام التي يرأسها الأمريكيون في شبه جزيرة سيناء، وتتضمن قوات ومراقبين متعددي الجنسيات من 13 دولة تعدادهم قرابة 1700 عسكري، وذلك على عكس رغبات وزارة الخارجية الأمريكية وإسرائيل ومصر.
وقال مسئولو البنتاجون للصحيفة، إن الانسحاب المحتمل هو جزء من مراجعة لخفض التكاليف لتقييم العمليات العسكرية الأمريكية في جميع أنحاء العالم، وإنهم يعتقدون أن إسبر يشعر أن الجهد العسكري الأمريكي في شمال سيناء لا يستحق المخاطرة على القوات الأمريكية أو الأموال التي تنفقها واشنطن، كما أن مصر وإسرائيل حافظتا على السلام خلال العقود الأربعة الماضية.
وتعارض وزارة الخارجية الأمريكية وإسرائيل ومصر هذه التخفيضات في القوات الأمريكية؛ لأنها تهدد مهمة المراقبين في المنطقة التي تمزقها الحرب المستمرة بين تنظيم داعش سيناء والجيش المصري.
لا يستحق المخاطرة
وقال مسئولون بوزارة الدفاع الأمريكية لصحيفة “وول ستريت جورنال”، إن الوزير مارك إسبر يعتقد أن الجهد العسكري في شمال سيناء لا يستحق المخاطرة بالنسبة للقوات الأمريكية، في ظل هجمات داعش المستمرة، وأن “جهود الجيش الأمريكي في شمال سيناء ليست أفضل استخدام لموارد الإدارة أو تستحق المخاطرة بالنسبة للقوات المتمركزة هناك”.
وأكد متحدث باسم الجيش الأمريكي للصحيفة، أن “سلسلة من الهجمات القاتلة استهدفت القوات المصرية في الأسابيع الأخيرة، بما في ذلك تفجير عربة للجيش المصري في بئر العبد، حيث تم قتل وجرح 10 جنود مصريين”.
ويأتي التقرير بعد يوم من وصف اثنين من مراكز الفكر، ومقرهما واشنطن، جهود مصر لمكافحة الإرهاب بأنها “غير فعالة”، حيث نقل مشروع الديمقراطية في الشرق الأوسط (POMED) ومركز السياسة الدولية (CIP) عن عضو الكونغرس توم مالينوفسكي، أحد النقاد البارزين للقاهرة في واشنطن، قوله إن الجيش المصري “غير كفء تماما، وكارثي”.
وأظهرت إدارة ترامب في السنوات الأخيرة اهتمامًا كبيرًا بقطع الدعم الأمريكي من حيث المال والأفراد إلى مجموعة متنوعة من المبادرات الدولية، من سحب القوات الأمريكية من سوريا وخفضها في العراق، وخفض التمويل الأمريكي لبعض مبادرات الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية، وكذا سحب قوات ومعدات من السعودية.
ولا تشارك القوات الأمريكية بشكل مباشر في قتال مصر ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سيناء، ولكن قوات داعش دخلت إحدى قواعد القوات الدولية قبل عدة أعوام، ورفعت علمها ثم انسحبت، ما اعتبر تهديدا لهذه القوات.
وبدأت أمريكا ودول غربية في طرح مسألة إعادة النظر في إلغاء وجود قوة السلام الدولية العاملة في سيناء، منذ التوقيع على اتفاق السلام بين إسرائيل ومصر عام 1979، بعد مخاوف من تعرضها لهجمات من تنظيم داعش (ولاية سيناء) في ظل ضعف تسليحها.
ثلاثة أسباب وراء سحب قوات أمريكا
بدأ الحديث عن سحب القوات الأمريكية في مهمة حفظ السلام من سيناء لأول مرة في عام 2016، حين قال الجيش الأمريكي إنه يراجع ما إذا كان سيتم تقليل وجود القوات والتركيز، على أن تكون عمليات القوات المتعددة الجنسيات عبر تقنية المراقبة عن بعد.
وكان للولايات المتحدة حينئذ نحو 700 فرد متمركزين في القوة المتعددة الجنسيات، والآن انخفض العدد إلى 400 جندي ومراقب أمريكي، يجري الحديث عن سحبهم أيضا، بعدما عملوا في سيناء منذ توقيع اتفاق السلام بين إسرائيل ومصر عام 1979، عبر قاعدتين رئيسيتين في سيناء، أحدها في الشمال بالقرب من تمرد داعش، وآخر في شرم الشيخ.
ففي عام 2016 قال الجيش الأمريكي، إنه أبلغ مصر وإسرائيل رسميا بأنه “يراجع عمليات حفظ السلام في شبه جزيرة سيناء بما في ذلك سبل استخدام التكنولوجيا لتنفيذ مهام نحو 700 جندي أمريكي هناك”.
وطالبت صحف أمريكية، أبرزها نيويورك تايمز، بسحب هذه القوات، وهو ما اعترضت عليه إسرائيل والقاهرة، وأرجعت الصحيفة الأمريكية السبب حينئذ إلى أن “مهمة قوات حفظ السلام عفا عليها الزمن، والعلاقات المصرية الإسرائيلية وصلت حاليا إلى درجة من العمق والحميمية لم تعد تحتاج معها إلى الوسيط الأمريكي”، وكذا “الخوف على عناصرها من الحالة الأمنية في شمال سيناء وهجمات داعش”.
كما جرى الحديث عن طلب أمريكي بـ”إعادة نشر قوات حفظ السلام”، ونقلها إلى مناطق أقرب إلى الجنوب قرب الحدود السعودية (أقرب إلى تيران وصنافير)، إذ إن قاعدة القوات متعددة الجنسيات العسكرية، التي تبعد حوالي 10 أميال إلى الغرب من الحدود المصرية الشرقية مع إسرائيل، تعرضت لعدة هجمات بقنابل بدائية الصنع استهدفت القوات المصرية مؤخرا.
لماذا سحبت أمريكا قواتها؟
الملفت في الأمر أن الطلب الأمريكي الأول بسحب القوات، ونقل الباقي قرب تيران وصنافير جاء عقب توقيع اتفاقية تنازل مصر عن ملكية جزيرتي “تيران” و”صنافير” للسعودية.
ويبدو أن الرغبة الأمريكية في مراجعة وضع قواتها بسيناء أو إعادة نشرها أو تعزيزها، ترجع لثلاثة أسباب هي:
أولا: رغبة أمريكية في تطوير وظيفة قواتها في سيناء، ليكون لها “دور أمني”، بخلاف دورها الحالي الذي يقتصر على “المراقبة”، وهو ما يعنى- في حالة القبول الرسمي المصري- تطويرا في تشكيل وتسليح وتوزيع هذه القوات، ومن ثم “إضافة مزيد من القيود والانتهاك للسيادة المصرية هناك”، حسب قول المحلل السياسي المصري محمد سيف الدولة.
ثانيا: القلق من تهديدات مسلحي تنظيم “ولاية سيناء” الذي بايع تنظيم داعش، للقوات الدولية، خاصة في ظل توسيع هجمات المسلحين تجاه مقرات القوات، وقول موقع “مليتاري تايمز” إن داعش يمنع أحيانا إدخال الطعام والمياه والإمدادات اللوجستية الأخرى إلى المقار المؤمنة التي تقطنها القوات، و”تحرش مسلحي داعش الدائم بالمقاولين المسئولين عن توريد تلك المستلزمات”.
ففي 9 يونيو 2015، شن جهاديون يعتقد أنهم من “ولاية سيناء” هجوما صاروخيا ضد القوة المتعددة الجنسيات في سيناء، كما أطلقوا قذائف هاون وزرعوا عبوات ناسفة على الطرق التي تسلكها القوات، وقام مسلحون في بعض المرات برفع راية التنظيم السوداء فوق بعض أبراج القوات الدولية.
وفي 4 سبتمبر 2015، أصيب 6 من قوات حفظ السلام المتعددة الجنسيات المتمركزة بشمال سيناء في انفجار عبوتين ناسفتين وضعهما مسلحون على الطريق، وقت مرور سيارة بها جنود الأمم المتحدة.
وسبق أن أكد موقع “مليتاري تايمز” الأمريكي المتخصص في تغطية الأخبار العسكرية، أن الولايات المتحدة أرسلت قوات إضافية إلى شبه جزيرة سيناء، في أعقاب معلومات عن تنامي تهديدات تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في سيناء، وكشف عن أن الزيادة المقررة للجنود الأمريكان بمقدار 75 جنديا سترفع إجمالي القوات الأمريكي هناك إلى 725 عسكريًا أمريكيًا من بين 1275 جنديًا من قوات حفظ السلام.
ثالثا: تلبية مطالب إسرائيلية تتعلق بحماية القوات الأمريكية والدولية لـ”تيران” و”صنافير”، بعد سحب مصر قواتها منها وتأمين الملاحة في مضيق تيران، بسبب “مخاوف إسرائيل من عدم التزام السعودية بما التزمت به مصر في معاهدة السلام”، حسبما قال “تسفي برئيل” محلل الشئون العربية بصحيفة “هآرتس”.
وتتمركز القوات في قاعدتين عسكريتين: الأولى في الجورة في شمال سيناء بالمنطقة (ج)، والثانية بين مدينة شرم الشيخ وخليج نعمة، بالإضافة إلى ثلاثين مركز مراقبة، ومركز إضافي في جزيرة “تيران” لمراقبة حركة الملاحة.
وقد اختارت أمريكا التمركز في القاعدة الجنوبية في شرم الشيخ؛ للأهمية الاستراتيجية لخليج العقبة والمضايق بالنسبة لإسرائيل.
أما في المنطقة (د) داخل الأرض المحتلة (إسرائيل)، فلا يوجد سوى مراقبين مدنيين قد لا يتعدى عددهم 100 مراقب، حيث رفضت (إسرائيل) وجود أي قوات على (أراضيها).
وتقوم القوة بمراقبة مصر، أما إسرائيل فتتم مراقبتها بعناصر مدنية فقط لرفضها وجود قوات أجنبية على أراضيها، ومن هنا جاء اسمها (القوات متعددة الجنسية والمراقبون)
جدول يبين عدد وتوزيع وجنسية القوات الدولية في سيناء
الدولة | طبيعة القوات | عدد الافراد |
الولايات المتحدة | كتيبة مشاة فى شرم الشيخ | 425 |
الولايات المتحدة | وحدة طبية ووحدة مفرقعات ومكتب القيادة المدنية | 235 |
الولايات المتحدة | القيادة العسكرية | 27 |
كولومبيا | كتيبة مشاة فى الجورة فى الشمال | 358 |
فيجى | كتبة مشاة فى الجورة فى الشمال | 329 |
المملكة المتحدة | القيادة العسكرية | 25 |
كندا | القيادة العسكرية والارتباط وشئون الافراد | 28 |
فرنسا | القيادة العسكرية والطيران | 15 |
بلغاريا | الشرطة العسكرية | 41 |
ايطاليا | دورية سواحل من ثلاثة سفن لمراقبة الملاحة فى المضيق وخليج العقبة | 75 |
نيوزيلاندا | دعم وتدريب واشارة | 27 |
النرويج | القيادة العسكرية ومنها قائد القوات الحالى | 6 |
اورجواى | النقل والهندسة | 87 |
هل يغزو السيسي ليبيا أم يلوح بالتدخل العسكري للهروب من كوارث داخلية؟
بينما مياه النيل مهددة بشكل جدي بسبب سد النهضة وذلك لأول مرة في تاريخ مصر، ألقى عبد الفتاح…