دعوة السيسي للثأر.. هل تضع حجر الأساس لحرب أهلية؟
طالب المشير عبد الفتاح السيسي في لقائه مع عدد من السياسيين والإعلاميين، بعدم تداول أو نشر الأخبار التي تهيج الرأي العام، حتي لو كانت صحيحة.
وتابع السيسي، في اللقاء الذي عقده بمسرح الجلاء، اليوم الأحد: “احنا مش لازم ننشر كل الأخبار، خلال حرب الاستنزاف كان يسقط من شعب مصر شهداء يوميا، إلا أن عدم تناول هذه الأخبار كان يحافظ على إرادة القوات وروحها المعنوية”.
ووجه السيسي حديثه للإعلاميين قائلا: “يجب ألا نعطى الفرصة لغيرنا، خاصة وأن بعض وسائل الإعلام تعاملت مع حادث سيناء على أنه إهمال وتقصير من جانب القوات، على الرغم من أن هذه القوات كان بها جنود ضحوا بأرواحهم وتصدوا بصدورهم أمام سيارة كانت تحمل 3 أو 4 أطنان من المتفجرات”.
ووصف مراقبون دعوة السيسي بأنها تأتي في إطار التعتيم على خسائر الجيش، مستدلين بعدم نشر بيان رسمي بقتلى سيناء حتي الآن، بينما مواقع سيناء تتحدث عن قتلى من51 إلى 125 قتيلا عسكريا.
لكن العبارة الأخطر في اللقاء – حسب مراقبين – هي قوله إنه “لن يكبل أيدى المصريين للثأر لشهداء مصر الذين راحوا فى الأعمال الإرهابية الجبانة، وأنتم من ستأخذون بثأر مصر، وأنتم من سيحميها ويدافع عنها”.
واعتبر المراقبون أن هذه التصريحات تعد دعوة للحرب الأهلية عن طريق ما أسماه المشير “الدعوة للانتقام من (الإرهابيين) دون انتظار تحقيقات.
تأتي هذه الدعوة في الوقت الذي توقع فيه الدكتور “يهودا بلنجا” المحاضر والباحث في قسم دراسات الشرق الأوسط في جامعة بر- إيلان الإسرائيلية ما أطلق عليه “استمرار الصراع في مصر بين جماعة الإخوان المسلمين ومؤيدي الانقلاب العسكرى بقيادة عبد الفتاح السيسي، حتى الوصول إلى الحرب الأهلية”.
وفي مقاله المنشور بصحيفة “معاريف” اعتبر الباحث أن الوضع في مصر يمكن أن ينزلق إلى حرب أهلية طاحنة خلال وقت قصير، معتبرًا أن السعودية سوف تلعب دورًا كبيرًا على حساب مصر في الشرق الأوسط.
وقال: “بعد صعود قوى المعسكر الإسلامي في مصر، اندلع في يوليو الماضي انقلاب عسكري بهدف إعادة بلاد النيل إلى المسار العلماني الذي ينحاز إليه قادة النظام القديم والجيش”.
وأضاف: الانقلاب العسكري في مصر وضعها أمام خطر مواجهة داخلية، يمكن حال تصاعدت – أي المواجهة – ووفقًا لعدد من التقديرات أن تقودها لحرب أهلية”.
ويبدو أن تنفيذ تلك التعليمات جاء مبكرا؛ فقد أشعل عدد من البلطجية الموالين لداخلية الانقلاب، النيران في عدد من منازل أعضاء جماعة الإخوان المسلمين في كل من محافظات كفر الشيخ والشرقية ومركز المحلة بمحافظة الغربية.
جاء ذلك بعد يوم واحد من حادث سيناء، الذي أسفر عن وقوع عشرات القتلى من جنود وضباط الجيش، وعلى الرغم من تبني جماعة “أنصار بيت المقدس” لهذه العملية إلا أن عددًا من البلطجية المدعومين من الداخلية قاموا بمحاصرة عدد من منازل قيادات جماعة الإخوان المسلمين وحرقها فى بعض المحافظات.
وبرر الإعلام المؤيد للوضع في مصر ذلك قائلا: “الأهالي وجهوا هذه الضربة انتقامًا من العمليات التي نفذتها عناصر الإخوان في المطرية، كاستهداف القطارات والاتصال بالجهات الأجنبية، وللثأر عقب استشهاد وإصابة العشرات في حادث العريش”.
كما أعلنت مجموعة من مؤيدى الانقلاب بمحافظة الفيوم، اليوم، عن تدشين مجموعة أطلقت على نفسها “كتيبة الردع الشعبي بالفيوم”.
وأصدرت بيانا قالت فيه إن “دورها هو حصر جميع المنشآت التجارية التابعة لتنظيم الإخوان “الإرهابي”، وتوزيع منشورات على ملاك العقارات التي يوجد بها منشآت تجارية مملوكة لأعضاء أو منتمين للتنظيم، ومطالبتهم بغلق تلك المنشآت خلال أسبوع.”
كما حرض الإعلام على تلك الخطوة من خلال مطالبة عدد من مذيعي القنوات الفضائية المؤيدة للانقلاب على “محاصرة مالك أي عقار به منشأة إخوانية، وحذرت أي مالك لعقار التستر على منشأة إخوانية، بأنه سيتم التعامل معه على أنه عضو بالتنظيم، وأشارت إلى أنه بعد مهلة الأسبوع سيتم التعامل مع المنشأة الإخوانية عن طريق الحرق أو التفجير”.
كما حرض الإعلام المؤيد للانقلاب على المسيرات الرافضة للانقلاب، وملاحقة المشاركين فيها بالرصاص الحي، ومساعدة قوات الأمن في ملاحقتهم، حد قولها.
شاهد فيديو: أحمد موسى يدعو للتفويض بإعدام الإخوان:
وذكرت صحيفة “إندبندنت” البريطانية أن القمع الدموي الذي يمارسه الجيش والشرطة المصرية ضد أنصار الرئيس محمد مرسى يتطلب من المجتمع الدولي ما هو أكثر من مجرد الشجب والتنديد، وحذرت في افتتاحيتها من أن “انقلاب العسكر على أول رئيس مصري منتخب، قد يؤدي بالبلاد إلى حرب أهلية”.
من جانبها حذرت الباحثة شاشانك جوشي في مقال نشرته بصحيفة “ذي ديلي تلجراف” البريطانية من “انهيار الدولة المصرية” في ظل ما وصفتها بالقسوة والوحشية التي يمارسها الجيش المصري في البلاد.
وأشار الكاتب الصحفي بلال فضل – في مقالٍ له – إنه لم يعد أمام قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي وأذرعه في القضاء والأمن والإعلام، إلا تحمل مسئولية خطاياهم بشجاعة، “إن لم يكن لإنقاذ البلاد، فلإنقاذ أنفسهم من مصير لن يستثني الكل من تبعاته”.
إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟
ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …