‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير ديفيد هيرست: عسكر مصر سيفقدون ممولهم الرئيسي في الرياض
أخبار وتقارير - فبراير 1, 2015

ديفيد هيرست: عسكر مصر سيفقدون ممولهم الرئيسي في الرياض

أكد الكاتب البريطاني ديفيد هيرست أن القرارت الأخيرة للملك سلمان والتي أطاح فيها بكثير من رموز نظام أخيه الراحل الملك عبد الله، وكان آخرها عزل ابني الملك عبد الله ورئيس الاستخبارات من مناصبهم، انقلاب في القصر لتثبيت أركان حكمه. 

وقال هيرست- في مقال نشرته جريدة الهافنجتون بوست-: إن الملك سلمان أقدم بنجاح على تفكيك تركة أخيه غير الشقيق عبدالله ووضع السعودية على طريق إعادة تموضع إقليمي جديد.

وأشار هيرست إلى أن “انقلاب القصر” اكتمل بعد المراسيم الملكية الأخيرة، وكان “لا مفر بعد إزالة بيوت العنكبوت من التصرف مع العنكبوت نفسه، حيث جرد الأمير بندر بن سلطان من آخر دور تبقى له وهو رئاسة مجلس الأمن القومي، ولعل هذا يكون فعلاً هو آخر العهد ببندر لعل ذلك يكون بداية عودة الاستقرار إلى المنطقة”.

وأشار إلى أن العسكر في مصر من الممكن أن يفقدوا ممولهم الرئيسي في الرياض، في أي وقت، وحتى لو قرر بن نايف الاستمرار في مد العسكر بالمال فقد لا يصل المال دون أن يكون مشروطًا، مع أهمية ملاحظة أن ثمة فرقًا بين الوعد بالتمويل والحصول على المال نقدًا.

وقال إنه قد يطرأ تغيير أيضًا على السياسة التي تعتبر جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية؛ فقد استقبل سلمان بنفسه الشيخ راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة الذي جاء معزيًا بوفاة الملك الراحل.

وكان الغنوشي هو الشخصية الإسلامية الأرفع مستوى التي يرحب بها في المملكة العربية السعودية.

ولفت إلى أن إقالة سليمان أبا الخيل، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، والذي كان العدو اللدود لجماعة الإخوان المسلمين، تنضوي على مؤشر آخر على أن السياسة تجاه الجماعة توشك أن تتغير.

وقال هيرست: إن مقدم البرامج التلفزيونية المصري يوسف الحسيني حاول التشكيك في ولاية عهد سلمان بمجرد أن انتشر خبر مرض الملك عبد الله، وبحسب موقع “أسرار عربية” فقد جاء ذلك ضمن حملة خطط لها وأدارها خالد التويجري المعزول من منصبه، والذي كان أمين سر الملك الراحل عبد الله، بهدف ضمان أن يؤول منصب ولي العهد إلى الأمير متعب.

وقال هيرست: إن موقع “أسرار عربية” تقصى الطريق الذي جرى من خلاله إملاء ما ذكره المذيع في برنامجه على قناة “أون تي في”، حيث كانت البداية من الديوان الملكي السعودي عبر مدير مكتب السيسي عباس كامل، وهو الرجل الذي سجلت له سرًّا مكالمة هاتفية يطلب فيها بإيقاف برنامج باسم يوسف الذي كانت تبثه قناة “إم بي سي”.

وأضاف قائلاً: إن أمام الملك الجديد ملفات مهمة على الطاولة، منها التقارب المحتمل مع كل من تركيا وقطر واستعادة الدور التقليدي الذي طالما قامت به السعودية للتوسط بين فتح وحماس وإحداث تغير نوعي في المساندة التي منحتها الرياض لحكام مصر العسكريين.

وقال هيرست: إن الرجلين اللذين خرجا من التعيينات الجديدة بنفوذ يمكنهما من إدارة البلاد هما محمد بن نايف، ولي ولي العهد، ومحمد بن سلمان الذي تناط به الآن ثلاثة أدوار، فهو وزير الدفاع، ورئيس الديوان الملكي، ورئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنموية، وهو المجلس الذي استحدث مؤخرًا ولسلمان ابن آخر، هو عبد العزيز، الذي أصبح يشغل منصب نائب وزير النفط.

وأضاف: “يتضح من هذه التعيينات أن جناح السديريين نجح في تثبيت أبنائه من الجيل الثاني في بنية النظام بشكل حاسم”.

وأوضح هيرست أن كل من كان يعارض الملك عبد الله بدأ يكيل المديح لسلمان، وذلك أن الملك عبد الله، كما يقول مراقبون سعوديون مطلعون، كان خلال السنوات الأخيرة من حياته قد تمترس وراء أفكار ومواقف جامدة ومتزمتة، ولفت إلى أن سلمان بالنسبة لهؤلاء بات يمثل عودة إلى الاعتدال الذي تميز به عهد الملك فهد. 

وأضاف: “صحيح أن الملك الجديد أكد استمراره على نهج سلفه، إلا أن الأيام السبعة الأولى من عهده كانت أبعد شيء عن ذلك، ولعل الخارج هو أول من سيلاحظ النقلة التي تجري في عهده، ففي عالم تلعب العلاقات الشخصية فيه دورًا مهمًّا في السياسة، من المهم تذكر من هم أصدقاء سلمان ومن هم أصدقاء بن نايف”.

وقال هيرست: إن الملك سلمان ظل باستمرار يحتفظ بعلاقة وطيدة بالشيخ تميم بن حمد أمير قطر، وبناءً عليه يمكن القول بأن التهديد الذي صدر عن المملكة العربية السعودية في العام الماضي بفرض حصار على جارتها الصغيرة أو بطردها من مجلس التعاون الخليجي يبدو الآن كما لو كان مجرد ذكرى سيئة.

وأشار إلى علمه من مصادر سعودية بأن محمد بن نايف أيضًا يحتفظ بعلاقة وثيقة مع كبار المسؤولين الأتراك، فما من شك إذًا في أن يكون قد ساءه ذلك الصدع الذي طرأ على العلاقات بين تركيا والمملكة العربية السعودية إثر تفجر الثورات العربية في عام 2011، ليس فقط لأن هاتين القوتين الإقليميتين تحتاج كل منهما إلى الأخرى لاحتواء النفوذ الإيراني الآخذ في التمدد في العراق واليمن ولبنان وسوريا، ولكن أيضًا بسبب علاقاته الشخصية ومن المتوقع أن يبادر إلى رأب الصدع وتجسير الهوة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …