‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير انخفاض أسعار “النفط” وارتفاع “السلاح”.. الخليج يدفع فاتورة مزدوجة للحروب
أخبار وتقارير - أكتوبر 25, 2014

انخفاض أسعار “النفط” وارتفاع “السلاح”.. الخليج يدفع فاتورة مزدوجة للحروب

قال وزير المالية الكويتي أنس الصالح يوم السبت إن الهبوط المتسارع في أسعار النفط أضحي يهدد النمو الاقتصادي في دول الخليج ويتطلب التعامل معه تغيير الأولويات.

وقال الوزير في كلمة افتتح بها الاجتماع المشترك لوزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية في دول مجلس التعاون الخليجي مع كريستين لاجارد مديرة صندوق النقد الدولي إن التوقعات تشير إلى استمرار الاتجاهات الإيجابية لمعدلات النمو الاقتصادي في دول المجلس بوجه عام حيث من المتوقع أن يبلغ متوسط معدل النمو لهذه الدول 4.5 بالمئة في عامي 2014 و2015.

لكنه أضاف: “مع ذلك يكتنف هذه التوقعات بعض المخاطر والمحاذير لاسيما في ظل التطورات الإقليمية والدولية المتسارعة وخصوصًا فيما يتعلق بتطورات أسعار النفط الخام التي بدأت تلقي بظلالها على أوضاع المالية العامة في دول المجلس بشكل عام وعلى برامج الإصلاح الاقتصادي والإنفاق العام الاستثماري بصفة خاصة”.

وهوى سعر خام برنت من 115 دولارًا للبرميل في يونيو حزيران إلى نحو 85 دولارًا بفعل وفرة إمدادات المعروض وإحجام منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) عن تقييد الإنتاج لدعم الأسعار ومخاوف من أن يؤدي تباطؤ النمو الاقتصادي في أوروبا والصين إلى إضعاف الطلب على النفط.

انخفاض أسعار النفط بدأ يعطي مؤشرات سلبية حول حدوث حالة انهيار ثاني في الأسعار تشبه ما حدث في ثمانينيات القرن الماضي، خاصةً في ظل التوتر الدولي في منطقة الشرق الأوسط والحروب والساحات والملفات المشتعلة بالجملة، مما دفع الكثيرين إلى القول أن أسباب الأنخفاض سياسية في المقام الأول لدفع دول الخليج لدفع تكلفة الحروب والأزمات، سواء بتحملها تكلفة حرب التحالف الدولي على تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش” أو دعم الأنظمة التي جاءت بانقلاب عسكري كحالة مصر.

وفي تقرير لموقع “الإمارات 71″، فقد أكد أن الأسباب الرئيسية لانهيار أسعار النفط سياسية في المقام الأول أهمها إعلان واشنطن تحالف دولي لضرب تنظيم الدولة الإسلامية، قائلاً: “تزامن هذا الانهيار مع بدءا لحرب على التنظيم، وهناك من يتساءل: إن كان “افتعال الانهيار” حاليًّا هو أحد طرق دفع دول الخليج تكلفة الحرب على التنظيم؟!”.

وأضاف: “فمع بدء غارات التحالف، تحدثت إحصاءات أن تكلفة هذه الحرب قد تصل إلى 500 مليار دولار، وهذا ما يجعل البعض يعتقد أن تراجع أسعار النفط قد يأتي لتلبية متطلبات الحرب، إلى جانب مصدر آخر لتمويلها وهو ازدهار تجارة السلاح الأمريكية”.

ويستشهد التقرير بما نشرته صحيفة عكاظ السعودية في افتتاحية لها بالقول: “تشكل الحملة العسكرية التي تقودها واشنطن ضد “تنظيم الدولة”، فرصة ذهبية لصناعة الأسلحة الأمريكية، إذ تدفع هذه الحرب دولا لضخ ملايين الدولارات لشراء أسلحة وتطويرها”.

وتضيف عكاظ: “وقد انعكس هذا الانتعاش في الصناعة العسكرية الأمريكية في ارتفاع أسهم كبريات الشركات المتعاقدة مع وزارة الدفاع. فقد زادت أسهم شركة لوكهيد مارتن بنسبة 9.3%، بينما ارتفع سهما شركتي رايثيون ونورثروب غرامان بنسبة 3.8%، وسهم جنرال دايناميك بـ4.3%”.

وتساءل التقرير: “لماذا انتعش “اقتصاد الحرب” في أمريكا وانخفض “اقتصاد النفط” في دول الخليج؟ إن ازدهار تجارة السلاح وصناعته وتراجع أسعار النفط يشكلان مصدرًا كبيرًا لتمويل الحرب”.

وبحسب التقرير فإن آثار وتداعيات الانهيار الحالي ستكون كبيرة على دول الخليج، وهو ما قاله الأمير السعودي الوليد بن طلال في رسالة إلى وزير البترول السعودي، علي النعيمي، عبر فيها عن قلقه وتخوفهمن تكبد ميزانية المملكة لعامي 2014 و2015 خسائر تقدر قيمتها بمليارات الريالات، كذلك حذرت “واشنطن بوست” من أن انخفاض الأسعار يدخل ميزانيات بعض الدول المنتجة في المنطقة “الحمراء” أي مرحلة العجز.

وفي أسبوع واحد، بلغت خسائر الأسهم الخليجية 103 مليارات دولار خلال الأسبوع الماضي، حيث يعود تراجع مكاسب الأسهم المالية إلى انخفاض أسعار النفط.

واختتم التقرير القول بأن “المواطن الخليجي يرى ثروته تتبدد في صراعات دولية وتحالفات لا ناقة له فيها ولا جمل، ودعما لأنظمة مستبدة، أو في المشاركة في حرب ضد تنظيم الدولة، أو في حرب اقتصادية ضد إيران وروسيا، تدفع فيه دول الخليج الفاتورة كاملة: شراء السلاح بأثمان مرتفعة، وبيع النفط بثمن بخس”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …