52 قتيلا ضحايا تفجيرات سيناء و”ولاية سيناء” تعلن مسئوليتها
نشرت مواقع سيناوية كشفا أوليا بـ25 قتيلا من جنود الجيش، ضمن صورة لبيان من المستشفى العسكري يظهر بعض أسماء قتلى ضباط وجنود الكتيبة “101” في تفجيرات العريش، أمس، ما يؤكد ارتفاع عدد القتلى في كمائن وتفجيرات الشرطة الأخرى.
وأكد مصدر سيادي مصري أن حصيلة أحداث انفجار الكتيبة 101، بلغت 30 قتيلا وحوالي 50 حالة إصابة، إثر حادث انفجار عدة سيارات مفخخة، أمس، أمام الكتبية 101 بالعريش، وقرب مديرية الأمن، إضافة إلى تفجير كمين العريش بـ4 قذائف هاون، فيما قالت مواقع سيناء الإخبارية، إن العدد ارتفع إلى 52 ضابطا وجنديا و88 مصابا، اليوم الجمعة، بينما لم تصدر الحكومة بيانا رسميا بالضحايا حتى الآن، واتهم نشطاء الحكومة بتعمد التعتيم على ما جرى من تفجير خمسة أهداف حيوية.
وأعلنت جماعة “أنصار بيت المقدس”، التي تحولت إلى تنظيم “ولاية سيناء” عبر حسابها الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، مسئوليتها عن سلسلة الهجمات الإرهابية، التي استهدفت مقار وكمائن أمنية بشمال سيناء، فيما نشرت مواقع سيناوية كشفا يضم 25 من قتلى الجيش فقط، صدر من مستشفى عسكري يتضمن أسماء “العميد أ. ح سيد فوزى، والنقيب محمد عادل، الرائد هشام عبد العال” ضمن القتلى.
وقال التنظيم، في حسابه على تويتر، “هجوم موسع متزامن لجنود الخلافة بولاية سيناء في مدن العريش والشيخ زويد ورفح”، وأضاف أن مسلحيه استهدفوا الكتيبة رقم 101 في المنطقة الأمنية بضاحية السلام في العريش بثلاث سيارات ملغومة، مضيفا أن الهجمات شملت عددا من النقاط الأمنية في العريش والشيخ زويد ورفح.
وكشفت مصادر أمنية أن سيارتين مفخختين اقتحمتا الكتيبة “101” بالعريش، وأن الهجوم الذي استهدف الكتيبة طال مخزن السلاح بداخلها، وهو ما أدى إلى حدوث عدة انفجارات متتالية، نتيجة تفجير كامل لمخزن السلاح.
وقالت، إن قوات الأمن عثرت على جثمان الانتحاري الذي قاد سيارة فنطاس المياه وفجرها داخل الكتيبة 101 بالعريش، حيث تبين انفصال الرأس بينما تحولت الجثة إلى أشلاء، وتجرى عمليات فحص الجثمان وأخذ عينات لتحديد هوية الانتحاري.
اختراق أكثر الأماكن تحصينا
ويقول مراقبون من سيناء، إن الكتيبة 101 ومديرية الأمن التي تم اختراقها واستهدافها من قبل المسلحين، أمس، تعتبر أكثر الأماكن تحصينا بمحافظة شمال سيناء، ما يكشف قوة عناصر تنظيم ولاية سيناء، وخطورة هذه العملية، التي تعد أخطر من مجزرة “كرم القواديس”.
حيث جاءت الهجمات متزامنة في ذروة متابعة المصريين والجنود لمباراة القمة في كرة القدم بين أشهر فريقين (الزمالك والأهلي)، بسلسلة هجمات متتابعة على مقر الكتيبة 101 للجيش المصري، وفندق لضباط الجيش بالعريش، واستراحة لضباط الشرطة بميناء العريش، ونقاط تفتيش أخرى، ومقر جريدة اﻷهرام، ومديرية أمن شمال سيناء بسيارات مفخخة وقذائف هاون، وأسلحة متنوعة نتج عنها مقتل قرابة 52 ضابطا وجنديا، وإصابة 88 بحسب موقع “سيناء العز”.
كما استهدفت الهجمات قسم شرطة العريش أول وثان، وارتكاز أمني الزهور في الشيخ زويد، ونقطة الخروبة الأمنية، ونقطة الجورة، وفندق الجيش، بجانب مديرة أمن شمال سيناء، ومقر جريدة الأهرام الذي دمر بالكامل، ومعه سور مديرية الأمن القريبة منه، فضلا عن نقاط تفتيش أخرى.
واعتبر خبراء أن الهجوم على مقرات الجيش والشرطة “نقلة نوعية للمجموعات المسلحة في سيناء، وأن العمليات التي استهدفت مقرات أمنية تكشف فشل الدولة في التعامل مع الجماعات المسلحة في سيناء”.
تبرير المتحدث العسكري
العميد محمد سمير، المتحدث باسم القوات المسلحة المصرية، أصدر بيانا خلا من تحديد عدد الضحايا لاستمرار حصر أعدادهم؛ بسبب وجود ضحايا تحت الأنقاض، كما قالت مصادر طبية، وأعلن “قيام عناصر “إرهابية” بالاعتداء على بعض المقار والمنشآت التابعة للقوات المسلحة والأجهزة الأمنية بمدينة العريش، باستخدام بعض السيارات المفخخة وقذائف الهاون”.
وأضاف المتحدث العسكري، في بيان مقتضب نشر على صفحته بموقع “فيس بوك”، أنه جار تبادل إطلاق النيران والتعامل مع منفذي العملية “الإرهابية”.
وبرر المتحدث العسكري تلك العمليات بقوله: “كانت نتيجة للضربات الناجحة التي وجهتها القوات المسلحة والشرطة المدنية ضد العناصر والبؤر “الإرهابية” خلال الفترة الأخيرة بشمال سيناء، وفشل جماعة الإخوان “الإرهابية” والعناصر الداعمة لها لنشر الفوضى في الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير”.
أخطر هجوم
ويعد هذا الهجوم هو الأخطر من نوعه؛ لأنه نفذ في قلب مدينة العريش مقر قيادة الجيش والشرطة المحصن، ولأنه شمل تقريبا كل مواقع الجيش والشرطة القوية، ما ينفي ما ذكرته الحكومة والجيش في بيانات سابقة عن السيطرة على العنف في سيناء، ووصف هجمات سابقة بأنها “حلاوة روح” من المتطرفين.
الهجوم يؤكد أيضا أن هناك تخطيطا وتنظيما جيدا لهؤلاء المسلحين والإرهابيين وخبرة قتالية، بدليل ما نشر من فيديوهات سربها المسلحون من ولاية سيناء على يوتيوب عن تدريبات قتالية لهم دون أن يلفت هذا أنظار الأجهزة الأمنية، أو عمل كمائن مستمرة للتفتيش على الطرق، والقبض على ما يقولون إنهم عملاء لإسرائيل أو مخبرين لأجهزة الأمن.
وعلى مدار الأسابيع الماضية، نشر نشطاء وصحفيون- يكتبون من سيناء ويمارسون دور (المواطن الصحفي) عبر مواقع التواصل الاجتماعي- تحذيرات عن أن هناك حالة غضب متصاعدة بين أهالي سيناء من تمديد حالة الطوارئ في سيناء 3 أشهر أخرى .
وحالة غضب من عمليات إزالة مدينة رفح بالكامل وتشريد أهالي المنطقة، وحالة غضب من عودة ممارسات الشرطة ضد الأهالي، وحالة غضب من قتل بعض الأبرياء من الأهالي وإعلان أنهم إرهابيون، وكيف أن مسلحي “ولاية سيناء” يستقطبون الساخطين من أهل سيناء.
أيضا يتحدث بدو سيناء علنا في مواقع التواصل عن معاملتهم بطريقة عنصرية في سيناء، بصورة وصلت لحد إبعادهم من العمل في مشاريع حكومية، وتحريض صحفيين ومذيعين علنا في صحف وفضائيات على قتل كل أبناء سيناء وتهجيرهم بدعوى أنهم إرهابيون.
وقالوا، إن كل هذا يستغله تنظيم بيت المقدس الذي أعلن تحوله إلى ما يسمى (ولاية سيناء)، ويسعي لتوظيف هذا الغضب لصالحه واستقطاب الساخطين، وهذا خطر كبير يهدد القوات الموجودة في سيناء، ويحتاج لتغيير في أساليب التعامل مع أهالي سيناء كي يعاونوا في بسط الأمن.
وأكدوا أن استمرار أعمال العنف والتفجيرات التي لم تتوقف يوما، يسقط كل ما تقوله الحكومة عن السيطرة علي سيناء أو قرب التخلص من المتطرفين، كما أن إهمال تنمية سيناء والتركيز علي الأمن السياسي فقط يدفع بعض السكان إن لم يكن لمساعدة هؤلاء الإرهابيين، فهو يدفعهم للصمت الذي يعتبر قبولا ضمنيا لما يفعلونه.
وقررت الحكومة، يوم 25 يناير الجاري، مد حظر التجوال بمحافظة شمال سيناء لمدة 3 أشهر جديدة، كما بدأت السلطات بعدها في إخلاء المنازل الواقعة على مسافة 1000 متر بين مدينة رفح المصرية والحدود مع قطاع غزة (بطول 14 كيلومتراً) لـ”وقف تسلل الإرهابيين” إلى البلاد كما قالت، بعد الهجوم على النقطة العسكرية.
وتشن قوات مشتركة من الجيش والشرطة حملة عسكرية موسعة، بدأتها في سبتمبر 2013 ، لتعقب ما تصفها بالعناصر “الإرهابية”، و”التكفيرية” و”الإجرامية” في عدد من المحافظات، وعلى رأسها شمال سيناء، تتهمها السلطات بالوقوف وراء هجمات مسلحة استهدفت عناصر شرطية وعسكرية ومقار أمنية.
وأعلنت مصادر رسمية أن الرئيس عبد الفتاح السيسي سيعقد اجتماعا طارئا، مساء اليوم، مع وزير الدفاع والمجلس العسكري وجميع قادة الجيش ورئيس جهاز الأمن الوطني، ورئيسي جهازي المخابرات الحربية والعامة، فيما طالب نشطاء على مواقع التواصل باستقالة السيسي ووزير الدفاع والداخلية لفشلهم في حماية جنود مصر في سيناء.
وقالت إن الاجتماع يهدف للوقوف أمام ملابسات الحادث واتخاذ الإجراءات الأمنية للخروج من الأزمة.
اقرأ أيضا
35 قتيلا في الهجوم على معسكر 101 فقط وتوقعات برقم قياسي في الضحايا
إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟
ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …