ماذا جرى في لقاءات الإخوان والمعارضة مع الخارجية والكونجرس الأمريكي؟
زار أمريكا في الفترة من 25 – 29 يناير الجاري، وفدان من المعارضة المصرية، (الأول): يمثل ما يسمي “المجلس الثوري المصري”، وهو تحالف جري تدشينه في إسطنبول 8 أغسطس 2014 هدفه تحقيق أهداف ثورة 25 يناير، بقيادة الليبرالية المصرية د. مها عزام رئيسة المجلس التي تعيش في بريطانيا وقادت وفدا مشابها لوزارة الخارجية البريطانية مؤخرا لتحذيرها من مغبة التعاون مع السلطة الحالية في مصر، إضافة إلي القاضي المستشار وليد شرابي عضو المجلس.
والوفد (الثاني) يمثل “البرلمان المصري”، الذي أعلن عنه في تركيا أيضا في ديسمبر الماضي 2014، ويضم 45 نائبا من برلمان مصر المنتخب بعد ثورة 25 يناير، برئاسة النائب السابق “ثروت نافع” عن حزب “الوسط”، الذي يحمل الجنسية الكندية منذ أكثر من 20 عاما، ضم د.جمال حشمت و د.عبد الموجود الدرديري، إضافة إلي رئيس المجلس.
الزيارة، بحسب المستشار وليد شرابي، ود.جمال حشمت في تعليقات علي حسابهما علي تويتر وفيس بوك، كان هدفها إجراء لقاءات مع مسئولين بالخارجية الأمريكية، ونواب في الكونجرس وعقد لقاء بنادي الصحافة القومي بواشنطن، وحضور ندوة نظمها مركز “الإسلام والديمقراطية” برئاسة الباحث التونسي الأصل رضوان المصمودى بعنوان: “الطريق نحو استعادة الديمقراطية في مصر”.
مصادر أخري قالت أن لقاءات أجراها الوفد المعارض مع منظمات حقوقية في أمريكا، منها منظمة هيومان رايتس ووتش، ومركز كارتر لتسليمهما ملف جديد بـ”انتهاكات النظام”، ضد المصريين، والتشكيك في نزاهة الانتخابات البرلمانية القادمة، وكذا عددا من السياسيين، والمسئولين الأمريكيين، لإقناعهم بالضغط علي الإدارة الأمريكية، لسحب دعمها للسلطة الانقلابية في مصر.
وقيادي إخواني متواجد بالخارج، أشار إلى أن “الوفد أطلع الجانب الأمريكي على أدلة قاطعة توضح تسييس وتوجيه الأحكام القضائية من خارج مؤسسة القضاء المصري، وتدخل السلطة الحالية في القضاء»، على حد تعبيره، وربما قصد بهذا التسريبات التي صدرت من مكتب وزير الدفاع والرئيس الحالي السيسي.
كما قال أن «الوفد سيلتقي باحثين ومسئولين بمراكز صنع القرار الأمريكية “ثينك تانك”، بخلاف بعض نواب الكونجرس الأمريكي».
قبل هذه اللقاءات الرسمية، ذكر القاضي “شرابي” أيضا أنه: «منذ يومين تم عقد مؤتمر جماهيري كبير (الثورة إرادة شعب) مع الجالية المصرية في نيويورك توضيحا لما تحدث به الرئيس محمد مرسي حول دور الأجهزة الأمنية في الجرائم التي ارتكبت خلال أحداث ثورة 25 يناير».
وقال شرابي : «بعد البطولات الرائعة لأهالي المطرية تمنيت لو أن مصر كلها مطرية».
فيما قال جمال حشمت عبر صفحته تحت عنوان.. «إلي كل ثوار مصر» قائلا: «اعلموا أن ثورتكم في الشارع التي تتطور إلي الأفضل والأوجع هي من تدعمنا هنا في كل لقاءاتنا في أمريكا ، ندين الظالم بكل قوة ومن يدعمه بأشد ما نملك ونعلن في عقر دارهم أن رهاننا الأول والأخير علي ثورة الشعب المصري.. ووقتئذ يرضخ الجميع».
وقدم حشمت التحية إلى”ثوار مصر”، قائلا إن كل المصريين الشرفاء هنا (في أمريكا) يدعمونكم ويدعون لكم.
وتحدث جمال حشمت في مؤتمر للائتلاف العالمي للمصريين بالخارج في ولاية نيوجيرسى قائلا إن القضاء على جماعة الإخوان ليس في مصلحة مصر، وإننا مازلنا في صمود وثبات رغم مرور أكثر من عام ونصف على «الانقلاب العسكري»، «وأن رهان الولايات المتحدة الأمريكية عليه (الانقلاب) رهان خاسر».
قلق وغضب في القاهرة
ما جري خلال الزيارة، لم يصدر عنه بيان رسمي – حتي كتابة التقرير – من الحاضرين حتي الان يوضح الهدف من الزيارة ونتائج لقاءاتهم، ولكن زيارة وفد المعارضة – الذي غلب عليه منتمين لجماعة الإخوان ولكنه ضم غير منتمين لتحالف الشرعية – أثارت حالة من القلق والغضب في القاهرة، ودفعت صحف وفضائيات موالية للسلطة لاستنكارها، فيما اعتبر الخبير الأمريكي صاموئيل تادرس، من معهد هدسون، الزيارة بأنها: “صفعة للسيسي”.
حيث كتبت “الأهرام” في صفحتها الأولى تقول: (قيادات الإخوان الهاربة تؤكد عقد اجتماع بالخارجية الأمريكية.. ومسئول أمريكي يبرر: نحن نلتقي ممثلين عن كل الأطياف)، وأضافت الصحيفة أن مها عزام عضو الوفد الذي يقوم بجولة أمريكية قالت إن وزارة الخارجية الأمريكية قد عبرت عن انفتاحها على الحوار مع جماعة الإخوان في تلك المرحلة.
وقالت صحيفة “الوطن” الخاصة أنها سألت مسئولين بالسفارة الأمريكية بالقاهرة عن تعليقهم على هذه الزيارة، فقالوا: “سنعلق على لقاء الإخوان لاحقا”، مشيرين إلى أن “السفارة تنتظر رد الخارجية الأمريكية في الموجز الصحافي اليومي”.
فيما سلط موقع (واشنطن فري باكون) الإخباري الأمريكي في مقال تحليلي نشره الضوء على ما الذي تعنيه هذه الزيارة، ونقل عن “باتريك بول” الخبير في شئون الإرهاب والأمن القومي قوله: “إن الاجتماع هو إهانة مباشرة لحلفائنا المصريين، الذين يخوضون صراعا وجوديا ضد الإخوان المسلمين، حيث تعتقد النخبة الخاصة بالسياسة الخارجية في واشنطن أن الإسلاميين المعتدلين سيجلبون الديمقراطية للشرق الأوسط”، مضيفا أن الزيارة توضح أن إدارة أوباما لا تعترف بما وصفه بـ”الرفض واسع النطاق لجماعة الإخوان في شتى أنحاء الشرق الأوسط”.
أما باميلا جيلر، وهي ناشطة سياسية أمريكية يمينية، فتتعجب من استضافة الإدارة الأمريكية لما وصفتها بـ”الجماعة الإرهابية” التي تصر على تخليص مصر من رئيسها المنتخب (عبد الفتاح السيسي) بأي طريقة حتى لو قامت باغتياله، مشيده خطاب السيسي عن الإسلام الذي “كان الأول منذ عصور” علي حد وصفها، قاصده حديث السيسي عن تغيير الخطاب الديني وعدم قدرة 1.7 مليار مسلم قتل 6.1 مليار إنسان في العالم.
ماذا جرى في اللقاءات؟
المستشار عماد أبو هاشم، عضو المكتب التنفيذي لحركة “قضاة من أجل مصر” المعارضة للسلطة الحالية، قال: إن الدكتور جمال حشمت القيادي البارز بجماعة الإخوان المسلمين، والمستشار وليد شرابي، الأمين العام لـ “المجلس الثوري المصري” المعارض عقدا اجتماعات مع أعضاء بالكونجرس الأمريكي، دون إعطاء تفاصيل أو سبب اللقاء.
وخالد الشريف، المتحدث باسم المجلس الثوري المصري قال في تصريح صحفي إن الوفد قام بتسليم وزارة الخارجية الأمريكية – كما فعل مع الخارجية البريطانية ودول غربية أخري – “رسالة حذر فيها من خطورة دعم السلطة الحالية في مصر، على مصالحه الإستراتيجية، وإن أي اتفاقات توقعها أي دولة معها لن تكون ملزمة للشعب المصري حين يتخلص من الانقلاب”.
وأضاف “الشريف” أن “المجلس الثوري وجه رسائل إلى وزراء الخارجية في 19 دولة كبرى، ورؤساء 4 منظمات دولية حثهم فيها على وقف دعمهم للسلطة الحاكمة في مصر، التي أنهت الحياة الديمقراطية وفرضت حكما عسكريًا استبداديًا فشل في إدارة البلاد، وتسبب في المزيد من المعاناة للشعب المصري”.
واكتفي جمال حشمت في كلمة قصيرة علي حسابه علي فيس بوك بالقول: “لقاءات الخارجية الأمريكية وممثل البيت الأبيض ونواب الكونجرس ومراكز الفكر المؤثرة في القرار الامريكى تمت بشكل ايجابي”، ولكنه أشار إلي أن: “اللوبيات المعارضة للثورة والمؤيدة للانقلاب هي فقط من تتواجد هنا (أمريكا) منهم اللوبي الصهيوني والسعودي والاماراتى والمصري ممثلا في الجيش في السفارة ..لابد أن يعلو صوت الثورة المصرية في كل مكان .. ماذا قلنا وما هي ردود الأفعال إن شاء الله في نهاية الزيارة”.
والمفلت أن المستشار وليد شلبي قال، عقب وصوله الخارجية الأمريكية ونشر صورة له هناك، علي حسابه علي فيس بوك: “لا يملك أحد التفاوض على دماء الشهداء فلسنا من أولياء الدم”، و”سبق أن قلنا و نكرر أن شرعية الرئيس مرسي ليست محل جدل أو خلاف فهو الرئيس الشرعي للبلاد”، وهي تصريحات تشير ضمنا لحدود التفاوض، وما يقبله وما يرفضه المعارضون، والتي جري النقاش حولها مع المسئولين الأمريكان.
وخلال الندوة التي عقدها أعضاء الوفد المعارض بنادي الصحافة القومي بواشنطن، أشاروا إلي أنهم عقدوا اجتماعا “مثمرا” فى مبنى وزارة الخارجية الأمريكية، وقالت مها عزام “عضو الوفد” خلال الندوة، التى نظمها مركز “الإسلام والديمقراطية” برئاسة الباحث التونسى الأصل رضوان المصمودى، “إن وزارة الخارجية الأمريكية عبرت عن انفتاحها على الحوار مع جماعة الإخوان في تلك المرحلة”.
أيضا أشار الباحث الأمريكي المتخصص فى الشأن المصري (إيرك تريجر)، إلى أن الخارجية الأمريكية مهتمة بالإبقاء على الحوار مع «الإخوان»: “نظرا لاستمرار وجودهم في المشهد السياسي المصري”، على حد قوله.
ولكن “تريجر”، قال إن نشر قيادات الإخوان مثل القاضي المعزول وليد شرابي، والنائب السابق جمال حشمت، والباحثة البريطانية مها عزام صورهم من داخل مبنى الخارجية الأمريكية على مواقع التواصل الاجتماعي “قد مثل إحراجا شديدا للحكومة الأمريكية”.
وقال الباحث (صمويل تادروس) من معهد هادسون، إن زيارة الإخوان تستهدف تحقيق هدفين: (الأول) هو تنظيم الحركة المؤيدة للإخوان المسلمين في الولايات المتحدة، والأمر (الثاني) هو التواصل مع الإدارة ومراكز صناعة السياسات في واشنطن، وأشار تادروس إلى أن تركيبة الوفد “تحاول الإيحاء بوجود معسكر مؤيد للجماعة من الإسلاميين وغير الإسلاميين يعملون معا ضد السلطة الحالية في مصر”.
وكان موقع “The Inquisitr” الاخباري الأمريكي، قد ذكر إن الإخوان سيبدؤون تأسيس حزب جديد من مدينة شيكاغو الأمريكية، دون تفاصيل، وهو ما لم تؤكده أي مصادر إخوانية.
وعقب سياسيون مؤيدون للسلطة في مصر علي هذا بتأكيد “أن جماعة الإخوان تهدف من وراء إنشاء حزب سياسي في الولايات المتحدة الأمريكية إلى تشكيل ما أسموه ” لوبى” على السياسة فى واشنطن، كي تجعلها تخدم أهداف الجماعة في جميع دول العالم”، مشككين في قدرة التنظيم على تشكيل حزب سياسي قوى في أمريكا، بحسب صحف مصرية خاصة.
وقال الدكتور عمرو هاشم ربيع، الخبير السياسي، ونائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، إن مساعي جماعة الإخوان لإنشاء حزب سياسي فى الولايات المتحدة الأمريكية “هي خطة جديدة للإخوان لتكوين جماعات ضغط في واشنطن خلال الفترة المقبلة”.
من أجل “مصالحة” أم “مصالح” أمريكا؟
أغلب التفسيرات التي حاول المحللون والسياسيون وضعها لهذه الزيارة، وماذا جري في هذه اللقاءات، أشارت – بحسب مصادر مختلفة –عن احتمالات دراسة أمريكا التدخل من أجل مصالحة في مصر، أو أنها لقاءات علاقات عامة تستهدف مصالح أمريكا بحفاظها علي علاقات مع كافة أطراف الصراع تحسبا لتغير في المعادلة، وذلك لعدة أسباب تتلخص في:
1- أن الثورة المصرية بدأت تتحول في عامها الرابع إلي ما يسميه معارضون “الكفاح المسلح”، وأعمال العنف تنتشر في مصر بصورة متصاعدة، وبصورة أخطر في سيناء، وهو ما يعتبرها كثيرون “كرة ثلج صغيرة” سرعان ما سوف تكبر وتهدد المصالح الغربية في المنطقة (قناة السويس – أمن إسرائيل).
2- أن هناك قناعة أمريكية – أوروبية – سعودية بضرورة التصدي لعنف تنظيمات مثل القاعدة وداعش والحوثيين من خلال التنظيمات السنية المعتدلة والتي يأتي علي رأسها جماعة الإخوان، وقبل أن يتسرب عدد كبير من شباب تنظيم الإخوان نفسه الناقمين علي مسلسل القتل الحكومي لهم، إلي العنف الدموي. وقد ألمحت ماريزا ماتياس، رئيسة لجنة المشرق في البرلمان الأوربي في 14 يناير الجاري، إلى إمكانية توسط الاتحاد بين السلطات المصرية وجماعة الإخوان المسلمين لتحقيق المصالحة، وقالت على موقع البرلمان الأوربي الإلكتروني: “نحن بحاجة لدعم العملية الانتقالية في مصر، ويمكن للاتحاد أن يكون وسيطًا”.
3- أن بقاء الأوضاع علي ما هي عليه يحرج الغرب بدعمه نظام يقمع ويقتل مواطنيه، ويؤجج العنف الذي قد يحول مصر إلي دولة فاشلة حاضنة لجماعات عنف ما سيؤثر علي استقرار أوروبا ومصالح أمريكا في المنطقة العربية التي محورها مصر.
وهناك تفسيرات أخري تحدثت عن إبقاء أمريكا الباب مفتوحا أمام الإخوان ضمانا للتدخل في حالة الضرورة وانهيار الأوضاع في مصر، أو حفاظا علي شعرة معاوية مع الإخوان والمعارضة في حالة عودتهم للحكم مستقبلا، بما لا يؤثر علي المصالح الأمريكية، وهو ما كانت تفعله السفارة الأمريكية في عهد مبارك بلقاءات مع معارضين وإخوان بمقر سفاراتها بالقاهرة، وفي أمريكا، بحسب ما كشفت عنه وثائق ويكيليكس.
وربما لهذا نقلت صحيفة «واشنطن فري باكون» الإلكترونية الأمريكية، عن مسئول في الخارجية الأمريكية، تعليقا على زيارة وفد قيادات المعارضة المصرية للخارجية يوم الثلاثاء الماضي، قوله: «نحن نلتقي مع ممثلين عن كل الأطياف السياسية في مصر”، ورفض الخوض في تفاصيل الاجتماع والحضور من الجانب الأمريكي.
وقد أثار عقد هذه اللقاءات قبل ما يسمي (قمة مكافحة الإرهاب) التي دعت أمريكا قادة العالم لعقدها في واشنطن في 18 فبراير المقبل،علامات الاستفهام لدي السلطات المصرية، ودفع صحف مصرية لسؤال السفير الأمريكي عن أسباب وأهداف استقبالهم لوفد المعارضة المصرية، وهو ما لم ترد عليه السفارة واعدة ببيان في وقت لاحق، إلا أن مصدر دبلوماسي قال أن أمريكا لا تصنف الإخوان كجماعة إرهابية ومن ثم فلا تناقض بين دعوتهم بتأشيرات رسمية، وبين مؤتمر الإرهاب.
أمريكا أدركت الخطر
ولكن هل لجأت أمريكا لاستقبال الوفد المعارض المصري لأنها أدركت بالفعل أن هناك مخاطر تهدد مصر ومن ثم مصالحها؟.
الأمين العام للحزب الإسلامي، الذراع السياسية لجماعة الجهاد، (محمد أبو سمرة)، يري أن “أمريكا تعلم أن جماعة الإخوان إذا لجأت للعنف فلن تستطيع السيطرة عليه، لأن هناك جماعات مسلحة مثل داعش وأجناد مصر ليست خاضعة للإخوان، وهذا ما دفع الولايات المتحدة للتدخل سريعا كي يعود الإخوان إلى المشهد من خلالها”.
ويقول أن “استقبال أمريكا لوفد إخواني في مقر الكونغرس والخارجية الأمريكية، يعد إحدى دلائل نجاح فعاليات ذكرى 25 يناير”.
ويضيف متوقعا: إن هناك “حلفا إخوانيا سيحكم مصر بالتعاون مع تركيا والسعودية؛ لمواجهة التمدد الشيعي الذي فاجأ الجميع، واستغل الانقلاب على الإسلام السني في المنطقة”، مستشهدا بعدم استقبال السعودية للمشير عبد الفتاح السيسي، “في حين حضر الرئيس التركي أردوغان، وأمير دولة قطر تميم ابن حمد آل ثاني، جنازة الملك عبد الله بن عبد العزيز وبيعة الملك سلمان”.
كما اعتبر أبو سمره – في حديث مع موقع “عربي 21″، أن الظهور الإعلامي المفاجئ لـ محمد البرادعي نائب رئيس الجمهورية السابق ورجل أمريكا في مصر، بعد طول غياب وحديثه عن خدعة العسكر له: “يُعد علامة فارقة، مفادها أن أمريكا تدفع برجالها للمشاركة في الوليمة القادمة، حتى لا يسيطر الإخوان عليها بالكامل”.
ولفت إلى أن تحرك أمريكا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة ومنظمات حقوقية دولية، من خلال إصدارهم بيانات سريعة تدين قمع المظاهرات في ذكرى ثورة يناير “يرجع إلى أنهم أدركوا أن الأوضاع ستخرج عن السيطرة”.
ورأى أن “المخرج السياسي الغربي سيضغط علي الإخوان بشكل عالٍ جدا، حتى يحسم المجتمع الدولي كلمته، ويتراجع عن دعمه للنظام”، مضيفا أن “الغرب الذي بارك الانقلاب وأسبغ عليه الشرعية؛ يستطيع منع الدعم المادي عنه، ووقف إمداده بالأسلحة”.
وحول إمكانية دخول مصر في السيناريو السوري أو الليبي أو العراقي، في حال تزايدت معدلات العنف؛ قال أبو سمرة إن “هذا لن يحدث؛ لأن العالم لن يقبل بذلك، فمصر تقع في منطقة محورية جداً تسيطر على العالم، وهذا السيناريو سيضر الجميع، وخصوصاً أمريكا وإسرائيل، وإذا ما أُغلقت قناة السويس فإن التجارة والأمن العالميين سيصبحان مهددين”.
وأضاف أن هناك “انهيارا داخل المنظومة العسكرية والشرطية؛ لأن ما يجري في الشارع المصري لم يكن في حسبان النظام، حيث كان يظن أن تستتب له الأمور عقب فض اعتصام رابعة”، مشيرا إلى أن المؤسسة العسكرية متأكدة من أن السيسي يأخذها للمجهول، وخاصة بعد رفع الغطاء الدولي عنه”.
وختم بالقول: “سيكون التغيير والحل السياسي للأزمة المصرية؛ أسرع مما نتخيل”، وذلك لإن 25 يناير الماضي “شهد تغيرا خطيرا جدا في فكر جماعة الإخوان باتجاه ما وصفه بـ”الكفاح المسلح”، و”لأول مرة في تاريخ الجماعة؛ يتجه الإخوان من الفكر الإصلاحي إلى الكفاح المسلح”، ما يعني أنه سيكون هناك “حل سياسي خارجي بالتوافق مع الإخوان؛ لإنهاء الأزمة خلال أسابيع”.
إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟
ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …