‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير علمنة مناهج الأزهر.. هل هي البداية لثورة السيسي الدينية؟
أخبار وتقارير - يناير 29, 2015

علمنة مناهج الأزهر.. هل هي البداية لثورة السيسي الدينية؟

فى إطار الاستجابة السريعة لدعوة المشير عبد الفتاح السيسي للقيام بثورة دينية للحد من خطر الإسلام على شعوب العالم, أعلنت مؤسسة الأزهر عزمها على تغيير المناهج وتنقيحها من نصوص سبق أن وصفها العلمانيون بأنها محرضة على العنف والإرهاب.

وصرح الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف، أن اللجنة التي شكلها الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر لإصلاح المناهج انتهت من هيكلة الخريطة الجديدة للمناهج، وأن العام الدراسي الجديد سيشهد تغييرًا لجميع مناهج الأزهر في التعليم ما قبل الجامعي، لافتًا إلى أن تطوير المناهج شمل تنقيحها من أي نص يمكن استغلاله من أي متطرف للتحريض على العنف.

يذكر أن دعوات تغيير مناهج الأزهر تصاعدت في الفترة بعد تصريحات قائد الانقلاب عما وصفها بـ”الثورة الدينية”؛ حيث شرع كثير من السياسيين والإعلاميين المؤيدين للانقلاب في الحديث عن تغيير مناهج الأزهر.

وكان الإعلامي إبراهيم عيسى قد شن هجومًا على الأزهر معتبرًا أنه لا يتوانى عن تكفير الأدباء والعلماء، وقال عبر برنامجه: “إذا نظرت لكتاب الأزهر بالصف الثالث الثانوي ستجد أن منهج داعش موجود في الكتاب، ويدرِّسه الأزهر لطلابه، فكيف يختلف الأزهر مع داعش؟”، وتابع: “لماذا نغضب من طلبة الأزهر إذا خرجوا علينا وحرقونا إذا رأوا أننا كفرة من وجهة نظرهم وهذا ما يدرّسه لهم الأزهر في الثانوية العامة؟ 

كما نشرت جريدة اليوم السابع مؤخرًا موضوعًا صحفيًّا تحت عنوان “مناهج الأزهر.. البوابة الخلفية للإرهاب” استطلعت خلاله آراء عددًا من العلمانين وشيوخ السلطة حول خطورة الاستمرار في تدريس مناهج الأزهر الحالية، والذين طالبوا بدورهم بضرورة تغيير المناج الحالية وتنقيحها، ويمثل تنقيح مناهج الأزهر وتغييرها ما يتوافق مع التوجه العلماني الذي يسعى الانقلابيون لتطبيقه, بمثابة مرحلة ثانية سبقتها مرحلة سابقة وهي “تغيير المناهج الدراسية في التعليم العام قبل الجامعي وتفريغها من النصوص الدينية؛ ففي دراسة حديثة أعدها الدكتور حسان عبد الله، الخبير التربوي، تحت عنوان “علمنة التعليم المصري وتزييف التاريخ نسخة الانقلاب” رتب خلالها شواهد علمنة المناهج بحسب أهميتها، فكان أولها انزواء الدين في المناهج والمقررات؛ حيث ندرة النص الديني في مقررات اللغة العربية.

وأشار حسان إلى هناك تكثيفًا في نصوص القرآن، ولكن هذا العام فوجئ الجميع بالاقتصار على نص قرآني واحد في كل من المراحل الإعدادية والابتدائية، وأضاف: مناهج “العلوم” قدمت الظواهر الطبيعية على أساس أنها تخضع لأسباب مادية فقط، ولا ترتبط بأي بعد إيماني أو غيبي، وهو الجزء الأصيل من العقيدة وتصورها.

وأكد أن المناهج القديمة قبل الانقلاب العسكرى كانت تدعم بالآيات القرآنية التي تربط بين هذه الظواهر وبين الخالق، أما المناهج الحالية 2014-2015 فقد خلت من كل الآيات القرآنية التي كانت تشير إلى هذه الظواهر، مشيرًا إلى أن العلوم النظرية لم تخلُ هي الأخرى من التحيز للنموذج العالمي العلماني على حساب الديني الأصيل الإسلامي، واستشهد على ذلك بمقرر حقوق الطفل- الصف الأول الإعدادي- مقرر اللغة العربية.

وأكدت الدراسة أن المقرر القديم كان يقارن بين حقوق الطفل في الإسلام وفي الإعلان العالمي للأمم المتحدة، بينما المقرر الجديد 2014-2015 ألغى الجزء الخاص بحقوق الطفل في الإسلام، وأبقى على حقوق الطفل في الإعلان العالمي للأمم المتحدة.

ولفتت الدراسة إلى المناهج الحالية سعت إلى تمييع العداء الإسرائيلي- المصري؛ حيث تم استبدال “إسرائيل” بلفظة “ذئب”، كما جاء في مقرر اللغة العربية- الصف الثاني الإعدادي؛ رغبة في تحييد العدو في الوجدان المصري وتفريغه من العداء الاستراتيجي لعدوه الأصلي، هذا بجانب الغياب التام لأي درس عن القدس أو القضية الفلسطينية، على الرغم من أن المقررات القديمة كان هناك حضور دائم في كل صف من المرحلة الإعدادية عن فلسطين أو عن القدس المحتلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …