‫الرئيسية‬ عرب وعالم هجوم صاروخي على “الجولان المحتل” بعد أيام من استهداف قيادات حزب الله
عرب وعالم - يناير 27, 2015

هجوم صاروخي على “الجولان المحتل” بعد أيام من استهداف قيادات حزب الله

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم الثلاثاء سقوط 4 صواريخ على مرتفعات الجولان السورية، فيما ردت القوات الإسرائيلية بإطلاق المدفعية على مصدر إطلاق الصاروخين، في سيناريو يفتح باب التوقعات حول فتح جبهة الجولان السوري بعد استهداف إسرائيل لقيادات إيرانية ومسؤولين من حزب الله في هجوم قبل أسبوعين.

وقال بيتر ليرنر، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي في تغريدة له على صفحته على موقع “تويتر”: إن صاروخين سقطا على مرتفعات الجولان السورية التي تحتل إسرائيل نحو ثلثي مساحتها، فيما قالت الإذاعة العبرية إن الجيش الإسرائيلي رد بإطلاق المدفعية على مصدر إطلاق الصاروخين، مشيرة إلى أنهما “أطلقا من الأراضي السورية”، دون أن تحدد الجهة التي قامت بإطلاقهما، ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن إطلاق الصاروخين على الجولان.

ويأتي الهجوم الصاروخي بعد نحو أسبوعين من مقتل 6 من عناصر وقادة في حزب الله اللبناني في هجوم بطائرة بدون طيار عليهم لدى وجودهم في المناطق غير المحتلة من مرتفعات الجولان السورية.

وكانت صافرات الإنذار أطلقت، ظهر اليوم الثلاثاء، في مرتفعات الجولان السورية المحتلة، كما أخلى الجيش الإسرائيلي منطقة جبل الشيخ من السياح.

وقال موقع “واللا” الإخباري العبري إنه تم استدعاء طائرات حربية إسرائيلية إلى المكان.

بدورها أفادت صحيفة “يديعوت أحرونوت” بأن الجبهة الداخلية طلبت من سكان مستوطنات المناطق الشمالية البقاء قرب الأماكن المحمية.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إنه تم إخلاء جبل هرمون (الشيخ)، والذي يعتبر منطقة جبل الشيخ الملاصقة للجولان المحتل من مناطق الجذب السياحي في هذا الوقت من السنة؛ حيث تتكاثف فيه الثلوج ويرتاده السياح من أجل التزلج.

وكانت “إسرائيل” رفعت حالة التأهب على حدودها الشمالية مع لبنان بعد الغارة التي شنتها على مدينة القنيطرة قرب الجولان السوري المحتل، وأسفرت عن مقتل مجموعة من قيادات حزب الله والحرس الثوري الإيراني، وقامت بنصب بطاريات القبة الحديدية على الحدود.

وسلطت وسائل الإعلام العبرية الضوء على حالة القلق لدى الكثير من سكان الجليل الأعلى، في اليوم التالي لاستهداف “إسرائيل” لمجموعة من قادة حزب الله بالجولان السوري، وأبرزت مخاوفهم من رد محتمل لحزب الله، مشيرة إلى الاستعدادات لفتح الملاجئ في أية لحظة.

وتأتي هذه الخطوات بعدما أكدت مصادر إعلامية قريبة من حزب الله أن الرد على استهداف إسرائيل أمس لعدد من عناصر الحزب في هضبة الجولان “حتمي”، إلا أن الأوساط قالت إن “الحزب لن يتصرف بانفعال وإرباك، وإنما سيأخذ الوقت الذي يراه مناسبًا لتحديد الخطوة الآتية بهدوء”.

وترى أوساط سياسية أن حزب الله ومن خلفه الداعم الأكبر له إيران لا يريدان الاستدراج إلى حرب مع إسرائيل تجر لبنان لويلات عمليات عسكرية على غرار عام 2006، خاصة أن من بين قتلى الغارة الإسرائيلية مسؤولين في الحرس الثوري الإيراني، وهو ما لا تريد إيران تسليط الضوء عليه من تواجد قوات حرسها الثوري في الجولان السوري، في الوقت الذي نفت مرارًا انخراطها عسكريًّا في سوريا.

في المقابل، فإن تقديرات وسائل الإعلام العبرية تؤكد أن حزب الله سيكون مضطرًّا للرد على العملية العسكرية وأنه لا يستطيع غض الطرف عنها أو تأجيلها خاصة أنها جاءت بعد ثلاثة أيام على مواقف أطلقها الأمين العام للحزب حسن نصرالله أكد فيها الجهوزية الكاملة لردع إسرائيل والحق في الرد على أي اعتداء بما في ذلك الاعتداءات التي طاولت سوريا انطلاقًا من اعتباره أن هذه الاعتداءات هي على ما سماه محور المقاومة، وفي حالة تأخر الرد فإن ذلك يمس من صدقية ما قاله ويعرض الاعتقاد بقوة ردعه للضعف.

وفي تصريح للإذاعة العبرية، توقع القائد السابق للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، عاموس يادلين، أن منظمة حزب الله “ستجد صعوبة في تمرير حادث كهذا”، وقال: “لا أعتقد أن هذا كان هجومًا للمس بحزب الله، أعتقد انه كان هجومًا وقائيًّا ضد نشاطات حزب الله في مرتفعات الجولان”.

ورجح يادلين، الذي يرأس معهد دراسات الأمن القومي (غير حكومي)، أنه “لا نية لدى حزب الله لتنفيذ هجمات على إسرائيل من جنوبي لبنان، ولكنها ترغب باستغلال الفراغ الناشئ في الجانب السوري من مرتفعات الجولان بسبب تصعيد الحرب الأهلية هناك”.

وأوضح: “لقد أنشأت منظمة حزب الله وجودًا في مرتفعات الجولان، ويبدو أنه من الأسهل بالنسبة لها العمل ضد إسرائيل من هناك”.

وتابع: “سيتشاور حزب الله، و نصر الله مع أسيادهم الإيرانيين، وسيأخذون بالاعتبار أن ردًّا عنيفًا سيجر المنطقة إلى حرب”، بحسب قوله.

لكن كافة الأوساط السياسية تجمع على أن رد حزب الله لن يتجاوز سقفًا محدودًا وقد يتأخر بعض الشيء، حتى لا يكون رده على العملية الإسرائيلية حافزًا لرد فعل إسرائيلي مقابل قد يستدرج لبنان إلى أتون حرب لا يتحملها لبنان خاصة في ظل وضعها الداخلي المهتز، وفي ظل حوار يجريه الحزب مع أوساط سياسية بالبلاد لتخفيف الاحتقان الداخلي ،وهو ما لن يغامر به الحزب حاليًّا.

كما أن تورط الحزب في القضية السورية ووجوده على الأرض دعمًا لنظام بشار الأسد لا يجعله يتحمل حربًا إضافية مع “إسرائيل” .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …