‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير فورين بوليسي: معارضة السيسي “المستبد” بمثابة انتحار
أخبار وتقارير - يناير 26, 2015

فورين بوليسي: معارضة السيسي “المستبد” بمثابة انتحار

قالت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية الشهيرة، إن إلغاء الاحتفالات بالذكرى الرابعة لثورة 25 يناير لإعلان الحداد على وفاة ملك السعودية الملك عبد الله بن عبد العزيز، يأتي في صالح المعسكر المؤيد للثورة في مصر، حيث يحبط إلغاء الاحتفالات جهود الرئيس عبد الفتاح السيسي للاستيلاء على إرث الثورة لصالح أهدافه الخاصة، مشيرة إلى أن المعضلة التي تواجه المصريين المؤيدين للديمقراطية هي شعورهم بواجب أخلاقي لاتخاذ موقف ضد قمع الدولة والقتل والنظام القانوني الظالم، ولكن في ظل النظام الحالي وثقافة إفلات الشرطة من العقاب على القتل، أصبحت المعارضة انتحارا يعاقب عليها بالإعدام أو السجن أو التعذيب الوحشي للشرطة.

وأشارت المجلة- في تحليلها المنشور الأحد 25 يناير- أن الملك عبد الله الراحل كان داعما كبيرا لإعادة الأوضاع في مصر كما كانت عليه قبل الثورة، ومول نظام السيسي الوحشي منذ اليوم الأول، وسعى بصورة منهجية لتقويض ثورات الربيع العربي، فاستقبل ديكتاتور تونس المخلوع زين العابدين بن علي، ودعم بنشاط حملة البحرين ضد الحركات الاحتجاجية بها.

وذكرت المجلة أن نظام السيسي يتعارض دائما مع ثورة 25 يناير، حيث استعاد الرئيس المصري الجديد الحكم العسكري والعديد من جوانب حقبة مبارك الاستبدادية، لافتة إلى أن مزاعم السيسي بولائه للثورة هي حجة يستخدمها للرد على خصومه الذين يرون أن توليه السلطة في مصر جاء عبر انقلاب عسكري.

وأضافت المجلة أنه في هذا الأسبوع اختارت الدولة المصرية الاحتفال بهذه المناسبة على طريقتها الخاصة، فقبل ساعات من حلول 25 يناير الذكرى الرابعة للثورة، أطلقت الشرطة النار على الناشطة الاشتراكية شيماء الصباغ، التي شاركت في مسيرة لوضع إكليل من الزهور بجوار النصب التذكاري لثورة 25 يناير بالقرب من ميدان التحرير، حيث فرقت قوات الأمن المسيرة بوحشية، على الرغم من حصولها على إذن من السلطات، لافتة إلى توثيق الصور ومقاطع الفيديو للحظة قتل الصباغ بشكل مؤلم.

ولفتت المجلة إلى قتل الشرطة لفتاة أخرى في اليوم السابق لمقتل شيماء، وهي سندس رضا أبو بكر البالغة من العمر 17 عاما، والتي أصيبت بطلق ناري في الرأس والرقبة أثناء تفريق تظاهرة لأنصار جماعة الإخوان المسلمين والرئيس المنتخب د. محمد مرسي في الإسكندرية، حيث نشر الناشطون صور شيماء وسندس وتحتها عبارة “السيسي قاتل النساء” على مواقع التواصل الاجتماعي.

وأشارت المجلة إلى الاحتجاجات التي خرجت، الأحد، وتعامل الشرطة العنيف معها، الذي أسفر عن قتل ما لا يقل عن 18 شخصا خلال الاشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن النظامية أو آخرين يرتدون ملابس مدنية، ومن المرجح أن يرتفع أعداد القتلى فضلا عن مئات المعتقلين.

الدورة كاملة تبدو سخيفة وتذكرنا جميعا بفترة ما قبل 2011 عندما كانت تلقى الاحتجاجات عنفا شديدا، ولكن الفرق الرئيسي اليوم هو موقف عامة الناس، فكانت سابقا إما الدعم بصمت أو الدعاء للمحتجين الشجعان، ولكن الآن قطاعات واسعة من الشعب أصبحت لا تبالي بالمحتجين ولا مصيرهم، والأمر المرعب أنهم أصبحوا يدعمون قتل المحتجين.

ولفتت المجلة إلى تحريض وسائل الإعلام الموالية للنظام الحاكم على المتظاهرين، حيث تم الكشف عن تلقي هذه الوسائل أوامر مباشرة من الحكومة.

وانتقدت المجلة تناول وسائل الإعلام لخبر مقتل شيماء الصباغ، حيث انكرت مسئولية الدولة وألقت اللوم على أطراف أخرى، سواء جماعة الإخوان المسلمين أو الطرف الثالث، مضيفة أن هذا التشهير الذي ترعاه الدولة لا يقابل بالمطالبة بإجراء أي نوع من التحقيقات أو المساءلة وفقا للواقع الجديد الذي تعيشه البلاد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …