المقاومة الشعبية.. تخلٍّ عن السلمية أم حراك نوعي للثوار؟!
أثار تزايد العمليات النوعية التي باتت تتبنانها صفحات ثورية مناهضة للنظام الحالي في مصر ورافضة لحكم العسكر تحت شعار “المقاومة الشعبية” موجة من التساؤلات حول طبيعة تلك العمليات وهل هي مقدمة فعليه للتخلي عن سلمية الحراك الثوري المتصاعد منذ حوالي 18 شهرا، أم أنها بداية فقط لحراك نوعي جديد يستهدف ردع من يوصفون بالبلطجية وحماية المتظاهرين من الاعتداءات الأمنية المتلاحقة وفقط
وبحسب مراقبين فإن أول ظهور لتلك الحركات النوعية أو مايعرف بالـ”المقاومة الشعبية” بدء فعليا في فعاليات الذكرى الأولى لعزل الرئيس محمد مرسي في الثالث من يوليو 2014، وازادات حدته في مظاهرات السادس من أكتوبر 2014، حيث قامت تلك الحركات بعمل عشرات العمليات النوعية في هذا اليوم منها قطع الطرق وشل حركة المرور، وإحراق مدرعات شرطية وسيارات لمسؤلين بالقضاء والشرطة، وتأديب من يوصفون بالبلطجية وإصدار بيانات تهديدية للمتعاونين مع قوات الشرطة والجيش ضد المتظاهرين السلميين.
وبدأت تلك العمليات النوعية تتسع في مناطق متفرقة بمحافظتي القاهرة الجيزة، ردا على انتهاكات قوات الأمن ضد المتظاهرين واعتداءهم على الفتيات، واعقتال العشرات منهم، حيث ظهرت صفحات عبر مواقع التواصل الإجتماعي فيس بوك تحمل شعار “المقاومة الشعبية بالجيزة” تتبنى عملية إحراق لسيارات شرطة، أو مدرعات أمن مركزي، أو سيارات تابعة لأحد الأحياء بالجيزة أو مسؤلين بالقضاء أو النيابة ، أو شخصيات تحريضية.
وامتدت تلك الحركات الشعبية والعمليات النوعية في العديد من محافظات الجمهورية رافعة شعار ” مادون القتل فهو سلمية” حيث تبنت حركات المقاومة الشعبية في كل من السويس والإسماعيلية وبني سويف والمنيا والفيوم عمليات نوعية ضد منشأت شرطية، أو شخصيات أمنية، أو مؤسسات ومنشأت حكومية، بهدف إيصال رسائل مباشرة ضد من يعتدون على المتظاهرين السلمين أو من يقومون باعتقال الفتيات والاعتداء عليهم، بإنهم قادرون على ردع المعتدين.
ومع انطلاق الموجة الثورية الثالثة بالتزامن مع الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير والتي تأتي تحت شعار “مصر بتتكلم ثورة” دشن مجهولون عبر موقع التواصل الإجتماعي “فيس بوك” صفحة تحمل مسمى ” تحت الرماد” تمتلئ بعمليات نوعية يقوم بها مجهولون في مختلف محافظات الجمهورية ضد قوات الشرطة والمتعاونين معهم من أجهزة قضائية وأفراد مدنية ردا على انتهاكاتهم بحق المعتقلين في السجون بحسب زعمهم.
كما امتلأت مواقع التواصل الإجتماعي بصفحات تعلن وقوفها إلى جانب الثوار ضد الانتهاكات الأمنية وفي الوقت ذاته تقدم ماتصفه بالنصائح الثورية للتعامل مع قوات الأمن حال الإعتداء عليهم في أي فعاليات ثورية خاصة في تلك الفعاليات المرتقبة غدا الأحد 25 يناير 2015.
وكانت آخر العمليات النوعية التي تبناها مجهولون ونسبتها إليهم صفحات على موقع التواصل الإجتماعي هو إعلان مايعرف بـ”المقاومة الشعبية في الاسكندرية” بتبنى قتل شخص يدعى “عبد الوهاب” وصفوه بالبلطجي، بدعوى أنه شارك في قتل الشهيدة “سندس رضا ابوبكر” وهي التي قتلت برصاص من ناحية قوات الشرطة في أحد المظاهرات المناهضة للسلطات الحالية بمحافظة الأسكندرية أمس.
وبحسب مراقبين فإن تكررا تلك العمليات النوعية، واحتفاء عشرات الصفحات الثورية بها، يفتح باب التساؤلات على مصرعية، حول ماذا إذا كانت تلك العمليات ستغير من طبيعة الحراك الموجود في الشارع منذ عدة أشهر ويقودة التحالف الوطني لدعم الشرعية ويتخذ السلمية في مواجهة القمع سبيلا له؟ أم ستظل تلك العمليات مقتصرة على تصرفات فردية بداعي الانتقام من شخصيات بعينها دون أن يتغير طبيعة الحراك الثوري المتصاعد في مصر.
إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟
ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …