‫الرئيسية‬ منوعات جمعة أمين مفكر الإخوان يرحل في مهجره
منوعات - يناير 24, 2015

جمعة أمين مفكر الإخوان يرحل في مهجره

توفى صباح اليوم السبت 24 يناير 2015 بالعاصمة البريطانية لندن، “جمعة أمين عبدالعزيز” أحد أبرز مفكري جماعة الإخوان المسلمين، وعضو مكتب الإرشاد ونائب المرشد العام للجماعة وذلك عن عمر يناهز الثمانين عاما.

 

ويعد “جمعة أمين عبدالعزيز” أحد أبرز مفكري جماعة الإخوان المسلمين، وله الكثير من المؤلفات الدعوية والتربوية الشارحة لتصورات الإخوان وأفكارهم ومناهجهم، كما أنه صاحب عشرات أو مئات من مقاطع الفديو المصورة التي يشرح فيها تاريخ جماعة الإخوان المسلمين ويعرض فيها العديد من الخواطر الإيمانية والربانية، حيث كان يتميز بحضوره الشديد وملكته القوية في الخطابة والخواطر الإيمانية.

وظل عبدالعزيز يتنقل في الإقطار بين مصر والسعودية وبعض الدول العربية والأوربية، حتى تصادف وجوده خارج مصر قبيل أحداث الثالث من يوليو 2013، والتي عزلت فيها المؤسسة العسكرية الرئيس محمد مرسي، وصنفت بعدها جماعة الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية واعتقلت الالاف الإخوان وعلى رأسهم المرشد العام للجماعة د. محمدبديع وأعضاء مكتب الإرشاد وهو ماجعل “الراحل جمعة أمين عبدالعزيز” يفضل البقاء بالخارج خاصة وأن السلطات المصرية بعد الثالث من يوليو لاتستني أحدا قيادات الإخوان المسلمين من الاعتقال.

وأشيع أكثر من مرة توليه قيادة جماعة الإخوان المسلمين وتحديدا “المرشد العام للجماعة” خلفا للدكتور بديع المعتقل حاليا في السجون المصرية ويواجه عددا من أحكام الإعدامات، إلا أن مصادر بالجماعة نفت ذلك أكثر من مرة وأكدت أن المرشد العام لجماعة الإخوان لايزال الدكتور محمد بديع كما هو.

وللتعرف أكثر على تاريخ وحياة “الراحل جمعة أمين عبدالعزيز” تستعرض “وراء الأحداث” هذا الجانب من حياته:

مولده ونشأته

“جمعة أمين عبدالعزيز” من مواليد محافظة بني سويف بصعيد مصر عام 1934م ، تدرج في مراجل التعليم المختلفه وحصل على بكالوريوس (الخدمة الاجتماعية) بتقدير جيد جدًا مع مرتبة الشرف عام 1961م.

عاصر الإمام الشهيد “حسن البنا ــ مؤسس جماعة الإخوان المسلمين” وذلك في مقتبل عمره لكنه لم يعايشه و لم ير الإمام، لكنه استمع عن الإمام كثيرا بعد استشهادة عام 1949 م، ولم يكن وقتها قد انضم إلى جماعة الإخوان المسلمين، لكنه تأثر به تأثراً عاطفياً شديداً من يوم استشهاده حين استمع إلى كلمة لأستاذ له بالمدرسة التي كان يدرس بها، حيث نعاه المدرس وعرّف التلاميذ به.

انضمامه لجماعة الإخوان المسلمين

ثم تعرف الاستاذ جمعة أمين عبدالعزيز على جماعة الإخوان وهو شبل في المدرسة، إذ كانت الجماعة معلنة ولها شُعبها التي يتردد عليها الجميع ثم ارتبط بعدها بجماعة الإخوان المسلمين وواظب على دروسهم وأنشطتهم بعد استشهاد الإمام وانتظم معهم حتى عام 1951 تاريخ الارتباط الفعلي.

انضم الراحل جمعة أمين لللإخوان فعليا عام 1951، وبعد أحداث 1954 وحادث المنشية الملفق كاد ينفرط عقد أفراد الجماعة، لولا مجموعة ممن حفظ الله بهم استمرارية الجماعة وكانوا الرواحل في السجون و المعتقلات وذلك بحسب مذكراته الشخصية.

وبعد أن بدأت الجماعة فى استعادة نشاطها (غير المعلن) اشترك جمعة أمين عبدالعزيز في تلك النشاطات إلى أن تم القبض عليه، مع مجموعة تنظيم( 1965) الذى اُعدم فيه الشهيد المفكر “سيد قطب”.

اعتقاله في سجون عبدالناصر

واستمر”عبدالعزيز” في سجون عبدالناصر حتى بداية 1971م ، وأُفرج عنه حين بدأ السادات في الإفراج عن الإخوان بعد موت جمال عبد الناصر عام 1971م.

خرج من السجن ليتدرج بعدها في مناصب وظيفية في “محافظة الأسكندرية” حيث عمل باحثًا بمحافظة الإسكندرية ، ثم رئيسًا لقسم البحوث الاجتماعية بالمحافظة، ثم مديرًا لمباني المحافظة.

مديرًا للندوة العالمية للشباب الإسلامي

توجه إلى الحج عام 1981م، وأثناء وجوده بالسعودية للحج، وقعت أحداث مقتل الرئيس السادات، وعلم أنه مطلوب القبض عليه، فمكث في السعودية، وعمل هناك مديرًا للندوة العالمية للشباب الإسلامي، وأتاح له عمله بالندوة العالمية التعرف على الكثير من الدعاة وقادة العمل الإسلامي.

قابل الشيخ نجيب المطيعي في جدة عام 1983م بعد انتهاء عمله بجامعة أم درمان بالسودان، وعرض عليه فكرة كتاب 

(منهج القرآن في عرض عقيدة الإسلام)، فكتب الشيخ له مقدمةً طيبةً.

صاحب مدارس المدينة المنورة بالأسكندرية

وبعد عودته من السعودية، تزوج الأستاذ جمعة أمين عبدالعزيز وله ثلاثة أولاد و7 أحفاد.

وقام بإنشاء مشروع مدارس المدينة المنورة بالإسكندرية، ورأس الأستاذ جمعة مجلس إدارتها، إلا أن السلطات المصرية بعد الثالث من يوليو 2013 قام بالتحفظ على تلك المدارس واتهمت ادارتها بتكوين نشء على الإرهاب والعنف.

وبالرغم من أن “مدارس المدينة المنورة بالأسكندرية” كانت من أكثر المدارس تفوقا على مستوى الجمهورية، وخرجت أجيالا من الأطباء والمهندسين والعلماء، و مؤخرا شارك 3 من طلابها فى مسابقة “انتل الدولية” بمشروع “جي 14″، وهو يتبع فئة الهندسة الكهربائية والميكانيكية، ومشروع “استخدام تكنولوجيا الكهرباء الحرارية لتحسين كفاءة لوحات الخلايا الشمسية”، وهو من فئة هندسة الطب الحيوي والمواد، إلا أن كل ذلك لم يشفع لتلك المدارس لمجرد أن صاحبها ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين، حيث تحفظت الحكومة عليها ورفضت التربية والتعليم اعتماد نتائجها العام الناضي وقامت بترسيب كافة الطلاب بها.

مبارك يعتقله في قضية (سلسبيل)

وبعد معاناة الراجل جمعة أمين عبدالعزيز في سجون عبدالناصر، ومعاناته في الخارج خوفا من اعتقاله بتهمة قتل السادات الملفقة له، عاد المخلوع محمد حسني مبارك في اعتقاله عام 1994م في القضية المعروفة إعلاميا باسم قضية (سلسبيل) والذي حوكم فيها وصودرت أموال العشرات من جماعة الإخوان المسلمين.

وبعد عدة شهور قضاها في سجون مبارك خرج “عبدالعزيز” ليكمل حياته الدعوية حيث تأثر بالأستاذ محمود عبده ـ الذي كان أحد قادة حرب فلسطين عام 1948م، وكان نموذجًا للرجل الصالح.

تدرجة في جماعة الإخوان

ومنذ انضمامه لجماعة الإخوان المسلمين عام 1951م، تدرج في المناصب القيادية بالجماعة حيث كان عضوًا للمكتب الإدارى بالإسكندرية، ثم نائبًا لرئيس المكتب الإداري بالمحافظة في الثمانينيات، ثم عضوًا لمكتب الإرشاد منذ 1995م حتى الآن.

مؤلفاته وانجازاته العلمية

أشرف جمعة أمين عبدالعزيز على العشرات من الكتب والمؤلفات المتعلقه بتاريخ جماعة الإخوان المسلمين كما أنه “مشرف على كتابة سلسلة أوراق في تاريخ الإخوان المسلمين”.

وله الكثير من المؤلفات الدعوية و التربوية الشارحة لتصورات الإخوان و أفكارهم و مناهجهم و التي من أهمها “في ظلال الأصول العشرين ” و”الدعوة قواعد و أصول” و “منهج القرآن في عرض عقيدة الإسلام” و”منهج التغيير عند الإمام البنا” وغير ذلك من المؤلفات الإسلامية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …