قائمة موحدة للأحزاب العربية في انتخابات “الكنيست” للتصدي لليمين المتطرف
نجحت الأحزاب العربية داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة في الاتفاق على خوض الانتخابات “الإسرائيلية” العامة المقبلة في السابع عشر من مارس المقبل بقائمة موحدة، في تطور كبير لمواجهة اليمن الإسرائيلي المتطرف ولمحاولة تغيير شكل الائتلاف الحاكم.
وقالت الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة في تدوينة على حسابها في “فيسبوك” إنه “تم تشكيل القائمة المشتركة، التي تضم جميع القوى السياسية الفاعلة بين الجماهير العربية والقوى الديمقراطية، بالاتفاق بين كل من الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، الحركة الإسلامية الجنوبية، التجمع الوطني الديمقراطي، والحركة العربية للتغيير؛ برعاية لجنة الوفاق ولجنة المتابعة العليا واللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية”.
واتفقت الأحزاب العربية على تقاسم المقاعد الـ11 الأولى فيما بينها، والتناوب على المتبقي من مقاعد لمدة سنتين من أصل أربع سنوات لكل منها.
ويقول مركز الإحصاء الإسرائيلي أن مليونًا و600 ألف عربي يعيشون في دخل الأراضي المحتلة ويشكلون 20% من السكان البالغ عددهم 8 ملايين.
وهناك 11 نائبًا عربيًّا ممثلون للأحزاب العربية في الكنيست الإسرائيلي الذي يضم 120 مقعدًا.
ويرى مراقبون أن هذا التوحد أصبح فريضة على الأحزاب العربية خاصة بعد التحرك الإسرائلي الذي قاده وزير الخارجية الإسرائيلي وزعيم حزب “إسرائيل بيتنا” اليميني المتطرف لعرقلة تمثيل الأحزاب العربية برفعه نسبة الحسم إلى 3.25% بعد أن تمكنت الأحزاب من اجتياز النسبة السابقة 2% خلال الانتخابات، خاصة أن ليبرمان يعتبر أن وجود الأحزاب العربية في الكنيست أو توحدها يشكل تهديدًا لما يسميه “يهودية الدولة”.
وأكد المراقبون أن لحظة التوحد تلك انتظرتها كثير ولعقود الجماهير العربية داخل الأراضي المحتلة؛ حيث إنها قائمة مشتركة بين الإسلاميين والقوميين والشيوعيين تسعى لتجاوز الخلافات الفكرية لمواجهة اليمين المتطرف الإسرائيلي الذي يهدد مصير أكثر من مليون ونصف فلسيطني داخل الأراضي المحتلة.
ورغم الفوارق الأيدولوجية الكبيرة فإن فكرة التوحد تلك جعلت الجميع يدرك أن الأحزاب العربية في الانتخابات القادمة رفعت شعار “نكون أو لا نكون”، وأنها تسعى لأن تشكل دورًا مؤثرًا داخل الحياة السياسية ولا تصبح على الهامش بسبب عراقيل اليمين المتطرف.
وأكدت دوائر سياسية أن الأحزاب العربية أيضًا تسعى لأن يكون لها دور مؤثر في اختيار رئيس الوزراء القادم وأن تشكل كتلة مؤثرة وتصبح رابع قوة في الكنيست وتحاول أيضًا تغيير واقع الفلسطينيين داخل الخط الأخضر الذين يعانون الإقصاء والتهميش ولذلك آثرت خوض الانتخابات كيد واحدة، إلا أن التحدي الأكبر الذي يواجهها هو إقناع نصف الفلسطينين المقاطعين لانتخابات الكنيست للتوجه إلى صناديق الاقتراع خاصة أن فئة كبيرة تتعدى نصف الفلسطينيين تعتبر المقاطعة خيارًا سياسيًّا، ومن بينها الحركة الإسلامية في الداخل التي يقودها الشيخ رائد صلاح.
وفي أول تعليق على تشكيل القائمة المشتركة، قال وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان: إن “الأحزاب العربية المتحدة تكشف علنا ما كانت تحاول إخفاءه في السابق. انكشف علنًا اليوم بأنه لا يهم إن كنت شيوعيًّا أو إسلاميًّا أو جهاديًّا، ففي نهاية المطاف لهم هدف واحد هو إنهاء وتدمير الدولة اليهودية، وهذا ما يوحدهم”.
وأضاف ليبرمان- وهو أيضًا زعيم حزب إسرائيل بيتنا اليميني- “الآن، وبعد أن انكشفت الأقنعة فإن على الأحزاب اليهودية، وخاصة في اليمين، التوقف عن التصرف بأنانية والانضمام إلى إسرائيل بيتنا ضد أولئك الذين يريدون تدمير الدولة اليهودية”.
ونشرت الصحف العربية في إسرائيل أمس الجمعة صورًا لليبرمان يظهر فيها حزينا نادما لأنه وحد العرب في قائمة واحدة بدلاً من إخراجهم من الكنيست.
ونقلت الصحف عن سعود غنايم من الحركة الإسلامية قوله خلال مؤتمر صحفي الخميس “لنذهب إلى الانتخابات بقوة ونجعلها صفعة لليبرمان”.
إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟
ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …