‫الرئيسية‬ اقتصاد “حرب النفط” تكبد الخليج خسائر 300 مليار دولار
اقتصاد - يناير 23, 2015

“حرب النفط” تكبد الخليج خسائر 300 مليار دولار

كشف تقرير صادر عن صندوق النقد الدولي، النقاب عن خسائر فادحة تتكبدها دول الخليج جراء انخفاض أسعار النفط، حيث قال “إن خسائر اقتصادات دول الخليج الناجمة عن انخفاض صادرات النفط قد تصل إلى ثلاثمائة مليار دولار العام الجاري”.

وقال الصندوق- في تحديث لتوقعاته لمنطقتي الشرق الأوسط وآسيا الوسطى- إن الاقتصادات التي تعتمد اعتمادا كبيرا على صادرات النفط، ومنها قطر والعراق وليبيا والسعودية، ستكون الأكثر تضررا من هبوط أسعار الخام أكثر من 50 بالمائة، وذكر أن تدهور أسعار المنتجات النفطية لدول دول الخليج أدى لتقليص عائدات هذه الدول، وقد يؤثر على ميزانيتها المالية هذا العام.

ووفق المؤسسة العالمية، فإن اقتصادات الشرق الأوسط التي تعتمد بشكل كبير على صادرات النفط- ومنها قطر والعراق وليبيا والسعودية- ستكون الأكثر تضررا من هبوط أسعار الخام بأكثر من 50%.

وقدر الصندوق نمو اقتصاد دول مجلس التعاون بنسبة 3,4%، مسجلا تراجعا بنقطة واحدة مقارنة بتوقعات نشرت في أكتوبر، ولكنه يحد من التباطؤ مقارنة بنسبة 3,7% التي سجلها عام 2014.

ويرى مراقبون أن انخفاض أسعار النفط عملية مدروسة من دوائر غربية، وبمشاركة دول الخليج، وعلى رأسها السعودية والإمارات والكويت، لضرب اقتصاديات روسيا وإيران، خاصة في ظل التصريحات السعودية بإمكانياتها تحمل تبعات انخفاض أسعار النفط لفترات مقبلة، مؤكدين أن ما يحدث هو حرب اقتصادية؛ بسبب المواقف الروسية والإيرانية من بعض قضايا منطقة الشرق الأوسط، على رأسها الملف السوري واليمني والعراقي، فضلا عن البرنامج النووي الإيراني، وأيضا التدخل الروسي في أوكرانيا.

وأكدوا أن تلك الحرب الاقتصادية وجهت بالفعل ضربة لاقتصاديات إيران وروسيا جراء انخفاض أسعار النفط، حيث تعرض الاقتصاد الروسي لأزمة، خاصة مع انهيار الروبل مؤخرا، وقد فشلت موسكو في إنقاذه، حتى بعد أن رفعت سعر الفائدة إلى 17%.

وتعرُّض الاقتصاديات للضربات القوية ينذر بتصاعد المواجهة بين الروس والإيرانيين من جهة، والخليج وحلفائه من جهة أخرى، حيث إن لدى إيران أوراق ضعط من الممكن استخدامها في تلك المعركة بعيدا عن سلاح النفط، على رأسها الملف العراقي والسوري وتحريك الحوثيين على الحدود الجنوبية للسعودية.

من جهته، يرى مستشار البنك الدولي لشئون النفط والطاقة البروفيسور ممدوح سلامة- في تصريحات إعلامية- أن الجميع سيخسر في هذه الحرب النفطية، سواء من المصدرين أو المستهلكين، لافتا إلى أن هناك أسبابا سياسية لأزمة النفط الحالية، قائلا: هناك توافق سياسي- إن لم يكن تواطؤا- بين السعودية والولايات المتحدة بهذا الشأن، وأوضح أن الرياض تخوض حربا غير معلنة على طهران بسبب برنامجها النووي، وتريد إضعاف النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط الممتد من العراق إلى غزة ولبنان ومن سوريا إلى اليمن.

أما الولايات المتحدة فتستغل انخفاض الأسعار- رغم أنه يؤذي صناعة إنتاج النفط الصخري لديها- بهدف إيذاء الاقتصادي الروسي.

وقال سلامة: إنه إذا أقدمت الولايات المتحدة وأوروبا على فرض حظر على صادرات النفط الإيرانية، فإن طهران ستعتبر ذلك إجراءً حربيا ضدها، وقد تقدم على إغلاق مضيق هرمز في وجه دول الخليج.

وحول هذا السيناريو وانعكاساته السلبية على دول الخليج التي تعتمد بشكل كبير على تصدير إنتاجها النفطي عبر هذا المضيق، قال سلامة: إن بعض الدول كالإمارات والعراق اتخذت تدابير لتفادي هذه الخسائر المحتملة، لكنه لفت إلى أنه حتى إذا نجحت دول الخليج في تصدير سبعة ملايين برميل من إنتاجها اليومي، فسيتبقى لديها عشرة براميل أخرى لن تستطيع تصديرها.

وشدد على أن السعودية ودول “أوبك” ستُجبر على خفض الإنتاج بسبب نقص الدخل المادي والفجوة الكبيرة في ميزانياتها، فضلا عن المخاوف من حدوث اضطرابات سياسية فيها بسبب تخفيض الإنفاق، وبالتالي المساس بحاجات المواطنين الأساسية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …