‫الرئيسية‬ مقالات زوجة “صحفي المؤبد” تكتب: “كنت وما زلت أمنية عمر”
مقالات - يناير 22, 2015

زوجة “صحفي المؤبد” تكتب: “كنت وما زلت أمنية عمر”

أتذكر أول لقاء لنا، صدفة جمعتنا في رمسيس عند محل عصير القصب، لحظة تحدث فيها إليّ، وقعت في غرامه، وبعد هذا اللقاء بخمس سنوات – أخيرا – استطعنا أن نُقنع عائلتينا بالخِطبة، وبعدها بسنة كُتِب الكتاب، وكان وقتها يفصلنا عن زفافنا أشهر معدودة.

أشهر معدودة ونحقق حلمنا بأن نجتمع في بيت واحد، ولكن شاء القدر غير ذلك؛ ففي أول مهمة لـ”عمر” كمصور صحفي، ذهب لمكان الحدث ولم يعد، يتصل بي أحد زملائه ويخبرني أنه تم القبض على “عمر” وكل من كان معه في هذا الحدث، الذي كان احتفالا بـ”سبوع مولودة” (دهب).

وأتذكر جيدا أنني سقطت على الأرض باكية غير مصدقة ولا مدركة ما يقال، متسائلة (يعني إيه عمر اتقبض عليه ؟؟!!)، وأقسم أني لم أفهم ما أمر به، وأجزم أنه هو الآخر لم يستوعب هذه الواقعة حتى نهايتها، أتساءل عن سبب القبض فيجيبوني “عادي” !!! ولم أفهم تلك الإجابة ولن أفهمها، فأنا أعتقد وأؤمن أن كل شيء يحدث لسبب وليس لأنه “عادي”!!!.

تسعة عشر يوما يمروا بين المحكمة والنيابة، أدخل أماكن لم أتخيل أن أدخلها، وأجوب أروقة مظلمة، أرى فيها عُمَري – بضم العين وفتح الميم – مكبلا بالأصفاد، بيني وبينه أمتار ممنوع اجتيازها.

ممنوعة من الاقتراب منه أو التحدث إليه، ومع أول فرصة أُتيحت لنا لنتحدث، حكى لي عن الضرب والإهانة التي تعرض لها ولا أفهم لماذا؟ وكل هذا لأنه يصور “سبوع طفلة”.

وأخيرا يخلى سبيل “عمر”، وأتذكر جيدا ما عانيناه من ذل وإهانة لكي يخرج لنا “عمر” في نفس يوم دفع الكفالة، وأذكرني جيدا وأنا أجري نحوه بلهفة عندما وقع نظري عليه، لدرجة سقوطي على وجهي، واحتضنته بشدة وكنت أشدد عليه بيدي وكأني أتأكد أنه فعلا بين ذراعيّ.

نحاول أن نعود لحياتنا الطبيعية ونستعد لزفافنا مرة أخرى, وعمر يحاول أن يتعافى مما مر به من أحداث؛ وفي هذه الفترة نتفق على مكان الزفاف وتعترض العائلتان على مكان الفرح (عاوزين نعمله على شط البحر في العين السخنة)، ولكن أخيرا وافقوا واتفقنا أن نذهب يوم غد للقاء مخطط الحفلات, ولكني لم أستيقظ على صوت عمر واستيقظت على صوت القدر للمرة الثانية في أقل من شهر، يقبض عليه مرة أخرى ولكن من منزله, وهذه المرة لم يكن وحده، فمعه إبراهيم أخوه الأوسط، وكعادتي لم أفهم (يعني إيه حد يدخل بيتك وياخدك من وسط أهلك ومتعرفش مين دول أو ليه؟!!).

لم نعرف لهم مكانا طوال اليوم، محاولات للاتصال بمعارف “واصلين” ولكن دون فائدة ترتجى!! وفي اليوم التالي يقول القدر كلمته للمرة الثالثة وأعرف أنهم لم يكتفوا بعمر وإبراهيم، وكأن شق عليهم أن يتركوا الابن الثالث، وأخذوا أنس الأخ الأصغر، وتركوا لنا أسئلة كثيرة تدور في أذهاننا، ولكن ليس هناك أي إجابة.

……………………………

كاتبة المقال: زوجة المصور الصحفي المعتقل “عمر عبد المقصود”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …